رؤيا تكشف تفاصيل وآلية عمل السماسرة الذين يصدرون الخضار للاحتلال
تاريخ النشر: 30th, December 2023 GMT
السماسرة الذين يصدرون الخضار للاحتلال.. من هم ولماذا لا تمنعهم الدولة؟
سجل مواطنون خلال الأسابيع الماضية شكاوى حول ارتفاع بعض أسعار أصناف من الخضروات في السوق المحلي رغم أن هذه الفترة تعد موسم حصاد لعدد من الأصناف محليا ما يسهم في انخفاض أسعارها.
اقرأ أيضاً : أبو حماد: سماسرة يصدرون الخضار الأردني إلى الاحتلال
ومن بين الخضار التي شهدت ارتفاعا في أسعارها الخيار والبطاطا والزهرة والباذنجان، وبقيت أسعار الحمضيات أيضا مرتفعة ما فتح باب التساؤلات عن الأسباب التي أدت لهذه الارتفاعات.
"رؤيا" تتبعت الشكاوى التي تزامنت مع استمرار عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، ليتبين أنه رغم المجازر الإرهابية التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية منذ 85 يوما، لا زال بعض السماسرة سواء إن كانوا من فلسطيني الداخل المحتل 48 أو أردنيين أو فلسطينيين من الضفة الغربية يصدرون الخضروات إلى الاحتلال الإسرائيلي.
ويعاني الاحتلال من نقص في مخزونه الغذائي، بعد هروب المستوطنين وإخلائهم من مناطق غلاف غزة التي تعتبر سلة الغذاء للاحتلال وتوفر له نسبة كبيرة من الخضروات التي يستهلكها.
17 سمسارا يصدروا الخضار للاحتلالووفقا للمعلومات التي حصلت عليها "رؤيا" من مصادرها الخاصة فإن هناك 17 تاجرا أقدموا على تصدير الخضروات إلى كيان الاحتلال الإسرائيلي منذ بدء عدوانه على قطاع غزة قبل 85 يوما.
وحصلت رؤيا على أسماء التجار المتورطين في هذه العمليات والذين قدموا منافعهم المادية على حساب دماء الأطفال الرضع والنساء والعجزة في القطاع المحاصر منذ 17 عاما.
وكشفت مصادر مطلعة لـ"رؤيا" عن آلية عمل أولئك السماسرة والخطط التي يتبعونها لتصدير الخضار إلى كيان الاحتلال، مشيرة إلى أن السماسرة (التجار) يتعاونون مع عدد من المسؤولين عن مراكز توريد الخضروات إلى الأسواق (الحسبة).
وقالت المصادر إن هناك متورطين في غالبية مراكز توريد الخضروات الموجودة في العاصمة عمان والمحافظات الأخرى.
وفي ذات السياق أكد نقيب تجار ومصدري الخضروات والفواكه سعدي أبو حماد أن السماسرة أصبحوا يدفعون لبعض المزارعين أسعارا أعلى في سبيل شراء المنتجات الزراعية منهم ونقلها فيما بعد للاحتلال.
ولا تملك النقابة أي سلطة قانونية تجيز لها منع هؤلاء التجار من تصدير الخضروات، عدا عن أن من يقومون بهذه الأفعال ليسوا أعضاء في النقابة، وفق تصريحات سابقة لأبو حماد لـ"رؤيا".
لماذا لا تستطيع الوزارة منعهم من تصدير الخضروات؟ومع تصاعد هذه المعلومات قبل أكثر من شهر طالب أردنيون وزارة الزراعة والجهات الرسمية بالتدخل ومنع تصدير هذه الكميات للاحتلال، كما نظمت قوى حزبية مسيرات منددة بتصدير الخضروات، عدا عن طرح بعض أعضاء مجلس النواب لهذه القضية تحت قبة البرلمان.
وزير الزراعة خالد حنيفات أوضح لـ"رؤيا" أن دور وزارة الزراعة يعد تنظيميا للسوق، أسوة بمختلف الوزارات الأخرى، مبينا أن الحكومة ممثلة بأذرعها الوزارية ولا تبيع أو تشتري الخضروات مع الاحتلال.
وأكد أن الوزارة تتبنى مواقف الملك عبد الله الثاني الراسخة والداعمة للأهل في قطاع غزة ضد العدوان البربري الذي يشنه الاحتلال الإسرائيلي على القطاع منذ 85 يوما.
وحول دور الوزارة في عمليات الاستيراد والتصدير ذكر أن الوزارة تنظم المستوردات التي تدخل السوق الأردني بينما لا تملك الصلاحيات للتدخل بالعمليات التصديرية التي تتم منه إلى أسواق أخرى.
ويشار إلى أن الأردن أوقف استيراد الخضروات من الأراضي المحتلة عام 2018.
وفي ذات السياق بين نقيب تجار ومصدري الخضروات والفواكه سعدي ابو حماد أن التاجر طالما حصل على أوراق رسمية وامتلك مؤسسة مرخصة للتصدير فلا تستطيع أي جهة منعه من تصدير الخضروات إلى الاحتلال الإسرائيلي.
وقال أبو حماد إنه لا يوجد بند قانوني يمكن استخدامه ضد مصدر الخضروات إلى الاحتلال، حيث أن القانون يتيح للمصدر تصدير بضائعه لأي سوق يريد ووفقا لمصالحه وارتباطاته.
وحول قيام الدولة بمنع أو اجازة تصدير بعض السلع من حين لآخر، فإنه لا يمكن للحكومة اتخاذ قرار بمنع تصدير سلعة ما إلى دولة معينة دونا عن غيرها، بحيث أنها تستطيع منع التصدير لكافة الأسواق أو إجازته لكافة الأسواق.
وتشير المعلومات التي حصلت عليها "رؤيا" أنه لا زال هناك بعض التجار الذين يدخلون إلى هذه التجارة يوما بعد يوم، رغم استمرار الاحتلال بارتكاب جرائم وحشية ومجازر إبادة جماعية بحق الفلسطينيين.
أصول المتورطينوبالنظر إلى أسماء التجار والسماسرة المتورطين بهذه العمليات المشبوهة والتي قامت على دماء الشهداء الزكية، تبين لـ"رؤيا" أن أحدهم من محافظة عجلون وأحدهم من مخيم البقعة وأكثر من ثلاث تجار من محافظة الخليل، كما ويوجد أحد المتورطين من أصول غزاوية، وأكثر من اثنان من الأغوار وأكثر من 7 آخرون من مناطق مختلفة من محافظات المملكة.
المصدر: رؤيا الأخباري
كلمات دلالية: وزارة الزراعة الخضار والفواكه الاحتلال الإسرائيلي الاحتلال الإسرائیلی تصدیر الخضروات الخضروات إلى إلى الاحتلال قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
باحث إسرائيلي النفوذ التركي في سوريا خبر سيئ للاحتلال.. على حساب مصالحنا
يعترف الإسرائيليون أن سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، وسيطرة الإسلاميين على زمام الحكم في سوريا، بمساعدة تركيا، شكل نقطة تحول في توازن القوى والنفوذ الإقليمي.
كما أن حالة عدم الاستقرار في سوريا يفتح الباب أمام تدخل أعمق من جانب الجهات الفاعلة، بل يزيد من تنافس تركيا والاحتلال لأخذ النصيب الأكبر في الأهمية والتأثير، مع أن الضربة التي وجهها الأخير لحزب الله هي أحد أسباب سقوط النظام، بعد أن فقد دعم الحزب وإيران، عقب تخلي روسيا عنها، بسبب تركيز جهودها على أوكرانيا.
البروفيسور الإسرائيلي كوبي مايكل الباحث بمعهد دراسات الأمن القومي بجامعة تل أبيب، أكد أن "انهيار النظام السوري أثار قلقا كبيرا لدى الاحتلال بسبب تواجد عناصر جهادية في جنوب سوريا، وقرب حدوده، وسارع للسيطرة على المنطقة العازلة حتى يستقر النظام، بزعم منع أي محاولة لتكرار هجوم السابع من أكتوبر من جنوب سوريا هذه المرة، ولكن لأن الاحتلال لا يستطيع أن يحدد بثقة إلى أين تتجه القيادة السورية الجديدة، وفي ضوء دروس السابع من أكتوبر، وانعدام الثقة الأساسي في العناصر الجهادية الإسلامية أينما كانت، عمل الاحتلال على تدمير البنية التحتية للجيش السوري لمنع وقوعها في أيديهم، واستخدامها ضده".
وأضاف في مقال نشره موقع "ويللا"، وترجمته "عربي21"، أن "المخاوف الإسرائيلية لا تقتصر على العناصر الجهادية التي باتت تحكم سوريا، بل تمتد أيضا إلى تركيا ونواياها بترسيخ وجودها فيها، لأن تواجدها العسكري التركي هناك يعني تضييق مساحة العمليات الإسرائيلية، وتهديد حرية العمل الجوي في المنطقة بشكل عام، وفيما يتعلق بالتحضيرات لهجوم أو عمل ضد إيران ردا على هجوميها الصاروخيين في أبريل وأكتوبر 2024، ومن أجل منع التواجد العسكري التركي في سوريا من خلال الاستيلاء على المطارات والبنية التحتية العسكرية السورية، يعمل الاحتلال بقوة على تدمير كل هذه البنية التحتية".
وأوضح أنه "لم يكن بوسع التنظيمات الجهادية أن تستكمل عملية السيطرة على سوريا لولا المساعدة النشطة من تركيا، التي أدركت الفرصة التاريخية لتعزيز قبضتها على سوريا كنوع من حجر الزاوية في توسيع نفوذها في الشرق الأوسط الأوسع، وتعتبره تاريخيا واستراتيجيا مجال نفوذ ضروري لترسيخ مكانتها كقوة إقليمية، في انسجام واضح مع شخصية الرئيس رجب طيب أردوغان الساعي لإحياء الإمبراطورية العثمانية، وبرزت سوريا كفرصة لمساعدته على تحقيق رؤيته".
وأشار إلى أن "تركيا ترى نفسها زعيمة للعالم السني، وتقود المحور المعاكس للمحاور التي تقودها إيران السعودية كمنافسين لها على اللقب والمكانة، أما قطر، حليفتها الوثيقة فتساعد جهودها كجزء من رؤية الإسلام السياسي، فيما تقف السعودية والإمارات على الجانب الآخر من السياج، تعارضان الجهود قطر وتركيا الرامية لترسيخ هيمنة الأخيرة في المنطقة، وتحاولان الوصول للقيادة السورية الجديدة، وسحبها إلى صفهم".
وأكد أن "للأمريكيين والروس والصينيين مصالح مهمة في سوريا، ليست بالضرورة متوافقة، وقد تؤدي لزيادة توتراتهم، وبذلك تتحول سوريا ساحة صراع بين اللاعبين الإقليميين والدوليين في واقع لا يزال من غير الواضح أين يتجه نظامها الجديد الذي يحاول ترسيخ نفسه، والحصول على دعم العالم، وتعاطفه من خلال الوعود والإيماءات غير المقنعة بما فيه الكفاية في الوقت الراهن، رغم أنه لم ينجح حتى الآن بترسيخ قبضته على السلطة والسيادة الفعلية على كامل الدولة، مما يعني أن عدم استقرارها يفتح الباب أمام تدخل أعمق من جانب الجهات الفاعلة الإقليمية والدولية، حيث تلعب تركيا وإسرائيل الدور الأكثر أهمية وتأثيرا".
ولفت إلى أن "إيران فقدت قبضتها على سوريا، وهي أهم أصولها في المنطقة، لكنها تحاول الحفاظ على بعض قبضتها بدعم الجهات الفاعلة السورية مثل العلويين، رغم أنه نفوذ ضئيل محدود، وفي هذه الحالة إذا نجحت تركيا بترسيخ نفوذها وهيمنتها في سوريا، فستتمكن من توسيعه خارجها، وقد تجد نفسها في صراع، حتى لو لم يكن عسكريا بشكل مباشر، مع لاعبين إقليميين آخرين، مع التركيز على إسرائيل والسعودية والإمارات، لكن التهديد الأبرز سيكون على استقرار الأردن".
وزعم أن "مفتاح استقرار سوريا يقع في أيدي تل أبيب وأنقرة، اللتين تدهورت علاقاتهما منذ السابع من أكتوبر لأسوأ مستوى عرفتاه منذ إقامة علاقاتهما قبل سبعة عقود، فتركيا أول دولة إسلامية تعترف بالاحتلال، وشهدت علاقاتهما في السنوات الأخيرة تقلّبات سلبية، بعد عصرها الذهبي في العقود الأخيرة من القرن الماضي وبداية القرن الحالي، وفي واقعها الحالي، يصعب افتراض قدرتهما على التوصل لاتفاقيات ثنائية دون مساعدة خارجية، وهنا يأتي دور الولايات المتحدة، ذات العلاقات الوثيقة للغاية معهما، بحيث تجد لهما طريقة لتقسيم نفوذهما على سوريا بطريقة تضمن مصالحهما الحيوية، وتساعد في استقرار وتشكيل الواقع المستقبلي في سوريا".