تحت شعار “الزهراء أم أبيها”.. بدء أعمال المؤتمر الوطني الأول للمرأة المسلمة بصنعاء
تاريخ النشر: 30th, December 2023 GMT
يمانيو/ صنعاء بدأت بصنعاء اليوم أعمال المؤتمر الوطني الأول للمرأة المسلمة “ذكرى ميلاد الزهراء”، تنظمه في يومين اللجنة الوطنية للمرأة تحت شعار “الزهراء أم أبيها”.
يناقش المؤتمر على مدى يومين، بمشاركة خمسين امرأة عدداً من أوراق العمل المتصلة بقضايا المرأة وأوضاعها الصحية والاقتصادية والاجتماعية والتحديات التي تواجه المرأة العاملة في مختلف القطاعات.
وفي افتتاح أعمال المؤتمر الذي حضره عضو مجلس الشورى حسيبة شنيف، أشارت رئيسة اللجنة الوطنية للمرأة الدكتورة غادة أبو طالب إلى أن انعقاد المؤتمر يتزامن مع اليوم العالمي للمرأة المسلمة – ذكرى ميلاد فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين”.
واعتبرت إحياء ذكرى ميلاد الزهراء محطة تربوية وثقافية لاستلهام معاني السمو والأخلاق والإيمان من سيدة نساء الدنيا والأخرى، فاطمة البتول الزهراء.
وقالت “إن الله تعالى جعل من آل بيت الرسول عليه الصلاة والسلام قرناء القرآن يشرحون أحكامه ويبينون هديه ويُجسدون توجيهاته على الواقع العملي” .. لافتة إلى ضرورة تصحيح مسار الأمة بالرجوع إلى القدوة الحسنة محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
وتطرقت الدكتور أبوطالب إلى ما تعرضت له المرأة في اليمن وفلسطين من انتهاك لحقوقهن، من قبل قوى الهيمنة والاستكبار العالمي “أمريكا وإسرائيل” في إطار ما تنتهجه من استهداف للمرأة المسلمة.
ودعت حرائر اليمن إلى التمسك بنهج الزهراء باعتبار ذلك الأنموذج الأسمى والأرقى لتعاليم الدين الإسلامي الذي حفظ مكانة وكرامة المرأة، لافتة إلى دور المرأة والمسؤوليات العظيمة التي تقع على عاتقها تجاه أمتها وتربية جيل متسلح بالعلم والمعرفة.
فيما استعرضت الناشطتان الثقافيتان بشرى الحوثي وفاطمة الخطابي، جوانب من حياة الزهراء وتربيتها ومكانتها عند الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وحاجة المرأة اليمنية للتمسك بسيرة حياتها، خاصة في ظل سعي الأعداء لإفسادها من خلال الحرب الناعمة.
وأوضحتا أن الإسلام أعاد للمرأة مكانتها وحفظ حقوقها وأنها والرجل كيان وأصل واحد، وأزاح النظرة السلبية التي تؤسس لتفرق وتفكك الأسر والمجتمعات، وفتح المجال للارتقاء الإنساني والأخلاقي والقيمي والعملي والإيماني أمام الجميع رجالاً ونساءً.
وأفادت الحوثي والخطابي، أن الإسلام رفع من مكانة المرأة، ووصّى بها في كل مواقعها في الحياة، وأخذ بعين الاعتبار دورها المهم في كل المسارات، خاصة دورها المحوري في تربية الأجيال وتنشئتهم، واهتم بشكل كبير ببناء الأسرة.
وأكدتا أن الإسلام أولى المرأة مكانة رفيعة وقدّمها بطريقة ومنهجية تتطابق مع الفطرة والتكوين الاجتماعي والبشري للمجتمع.
عقب ذلك بدأت جلسة أعمال الورشة بتقديم أربع أوراق عمل، تناولت الورقة الأولى المقدمة من مدير إدارة الشركاء باللجنة الوطنية للمارة انتصار شاكر أهمية مخرجات الدراسة الخاصة بتطوير اللجنة الوطنية للمرأة إلى هيئة أو وزارة لشؤون المرأة والأسرة.
فيما استعرضت الورقة الثانية التي قدمتها مديرة مستشفى السبعين للأمومة والطفولة الدكتورة ماجدة الخطيب، الوضع الصحي للمرأة اليمنية والتحديات التي تواجه تقديم الرعاية الصحية وواقع العاملات في القطاع الصحي.
في حين ركزت الورقة الثالثة المقدمة من وفاء الكبسي على دور الإعلام في توعية وحماية المرأة وخدمة قضاياها.
وتطرقت ورقة العمل الرابعة التي قدمتها هيام عبدالواحد إلى الإنجازات والمعوقات لفروع اللجنة الوطنية للمرأة في المحافظات. #المؤتمر الوطني الأول للمرأة المسلمة#ذكرى ميلاد السيدة فاطمة الزهراءصنعاء
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: اللجنة الوطنیة للمرأة للمرأة المسلمة ذکرى میلاد
إقرأ أيضاً:
في ذكرى ميلاد مصطفى محمود.. كلمات خالدة وإرث فكري لا يُنسى
تصادف اليوم 27 ديسمبر (كانون الأول) ذكرى ميلاد الكاتب والمفكر المصري مصطفى محمود، وهو من مواليد 1921 بمدينة شبين الكوم في المنوفية، صدر له أكثر من 89 كتاباً، تنوعت بين الفلسفة والدين والعلوم والخيال العلمي والأدب والسياسة.
من الطب إلى الفلسفةمنذ طفولته كان محمود مسكوناً بالأسئلة، يطرح أسئلة غير مألوفة مما أخذه في رحلة فكرية بدأت مبكراً واستمرت طوال حياته، فدرس الطب وتخصص في جراحة المخ والأعصاب، لكن ما لبث أن تركه وانخرط في عالم الكتابة والفلسفة.
ثم تفرغ للبحث والتأليف، وكانت رحلته مفعمة بالتحولات والتساؤلات الوجودية، وقد تأثر في بداية حياته، بالفلسفة المادية والعلوم المعاصرة الحديثة، وغمره الشك لسنوات عدة، ولكن بعد بحث طويل، رجع إلى الإيمان بأسلوب يوازن فيه بين العقل والروح، ما ألهمه تألف كتابه المعروف "رحلتي من الشك إلى الإيمان" الذي تطرق فيه إلى رحلته بكافة تفاصيلها.
وكانت له بصمة خاصة في الكتابة حيث استخدم الأسلوب القصصي المشوق لنشر أفكاره، وصدرت له روايتان الأولى بعنوان "رجل تحت الصفر"، ثم "العنكبوت"، وتصنفان ضمن أدب الخيال العلمي العربي، ومن أكثر كتبه التي نالت الانتشار والشهرة، تلك التي طرح فيها قضايا فلسفية ودينية، مثل "حوار مع صديقي الملحد"، الذي حظي بشعبية كبيرة، حيث اعتمد فيه على أسلوب سهل ممتنع للإجابة على أسئلة الإلحاد والشبهات الفكرية.
"العلم والإيمان"ولم يكتف مصطفى محمود بنتاجه المقروء من مؤلفات وكتب فقط، بل امتد إلى شاشة التلفزيون، حيث قدم برنامجه الشهير "العلم والإيمان" الذي منحه شهرة بلغت الآفاق، واستمر البرنامج لسنوات طويلة، قدم خلالها مئات الحلقات التي ناقش فيها موضوعات علمية متنوعة، وربط بينها وبين الإيمان بالله والتأمل في عظمة الكون، كان مصطفى محمود قادراً على تبسيط العلوم المعقدة وطرحها بأسلوب شيق جعل البرنامج يحقق نجاحاً واسعاً.
وعلى صعيد آخر كان ناشطاً إنسانياً، أسس "جمعية مصطفى محمود الخيرية"، في وطنه مصر، والتي تضم مسجداً ومستشفى وعيادات طبية، تُقدم الخدمات المجانية للمحتاجين، كانت هذه الجمعية انعكاساً لفلسفته التي ترى أن الإيمان لا يكتمل إلا بالعمل الخيري وخدمة المجتمع.
وتميزت كتاباته بمقدرة عالية في المزج بين العقل والإيمان، وبين الفلسفة والعلوم، ما جعله شخصية فريدة في الفكر العربي، بعيداً عن النمطية، ولكن كان دائم البحث عن الحقيقة في كل شيء، وهو ما يظهر بوضوح في كتاباته التي تمس القلب والعقل معاً.
إرث فكري ضخموفي عام 2009 بعد مسيرة حافلة بالعلم والعطاء، توفي مصطفى محمود في 31 أكتوبر (تشرين الأول)، تاركاً إرثاً فكرياً ضخماً لا يزال حاضراً بقوة في المكتبات والعقول، وظلت مؤلفاته وبرنامجه شهودا على رجل جعل من العلم والإيمان جناحين يحلق بهما نحو الحقيقة.
ومن مقولات مصطفى محمود الخالدة:
"السعادة ليست في أن تفعل ما تحب، بل أن تحب ما تفعل"
كلماته هذه تعكس فلسفته في الحياة، فهو لم يتوقف عن البحث حتى وجد ما يحب، ثم جعل من هذا الحب رسالة نقلها إلى العالم بأسره.
وكتب أيضا "الناجح هو ذلك الذي يصرخ منذ ميلاده جئت إلى العالم لاختلف معه"
"حفظ المسافة في العلاقات الإنسانية مثل حفظ المسافة بين العربات أثناء السير فهي الوقاية الضرورية من المصادمات المُهلكة"
"إنَّ السَّعادة في معناها الوحيد المُمكن: هي الصُّلح بينَ الظَّاهر والباطن، هيَ الصُّلح بين الإنسانِ ونفسه."