وجدت دراسة جديدة أن الانتظام في موعد النوم يعد أكثر أهمية من المدة التي يقضيها المرء نائما، وفقا لتقرير نشره موقع "هيلث" المتخصص في الأخبار والتقارير الصحية.

وتؤكد العديد من الدراسات والأبحاث، أن عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم يؤدي إلى مشاكل صحية مثل أمراض القلب والكلى وارتفاع ضغط الدم والاكتئاب.

ومع ذلك، فإن روتين النوم المنتظم قد يؤثر بشكل أعمق على الصحة، إذ وجد بحث نُشر في مجلة "Sleep"، أن بالإمكان التنبؤ بشكل أفضل بخطر وفاة الشخص، من خلال العادات المنتظمة للذهاب إلى السرير، مقارنة بعدد ساعات النوم.

وركزت دراسة النوم على بيانات 61000 مشارك في المملكة المتحدة، بمتوسط أعمار وصل إلى حوالي 63 عامًا، علما أن أكثر من نصفهم من النساء، وأكثر من 97 بالمئة منهم من العرق الأبيض.

وكان المشاركون الذين لديهم جداول نوم أكثر اتساقًا، أقل عرضة للوفيات الناجمة عن جميع الأسباب، بالإضافة إلى الوفيات الناجمة عن السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية.

وفي هذا الصدد، قالت سارة نوفاكوفسكي، الأستاذة المساعدة في الطب ومقدمة طب النوم السلوكي في كلية بايلور للطب بجامعة هيوستن بولاية تكساس، لموقع "هيلث": "يبدو أن جعل وقت استيقاظك ثابتًا هو الرسالة الأساسية".

وأوضحت نوفاكوفسكي أنه لمدة أسبوع واحد، قام الباحثون بتتبع نشاط المشاركين عبر رسم بياني، مما سمح بتقدير الوقت الذي ينام فيه كل شخص مع موعد استيقاظه اليومي، مع الأخذ في الاعتبار مواعيد القيلولة، وفترات النوم المتقطع، والفترات التي كان فيها الناس مستيقظين في منتصف الليل.

ورأت نوفاكوفسكي أن هذا سمح بإلقاء نظرة ثاقبة على "التباين اليومي" في نوم الأشخاص.

وتم استخدام بيانات Actigraphy لتحديد "مؤشر انتظام النوم" لكل شخص، والذي يصف مدى اتساق نوم الشخص على مقياس من صفر إلى 100، ويمثل الأخير نومًا منتظمًا تمامًا.

وتقنية Actigraphy هي تقنية غير جراحية تقيس مستويات النشاط البدني للأبحاث التي يتم إجراؤها لأسباب مختلفة، عن طريق جهاز استشعار الحركة يشبه ساعة اليد، والذي يمكن ارتداؤه لفترات طويلة من الزمن.

وبمقارنة بيانات الوفيات للمشاركين، وجد الباحثون أن الأشخاص الذين سجلوا ما لا يقل عن 71.6 على مؤشر انتظام النوم، لديهم خطر أقل بنسبة تتراوح بين 20 إلى 48 في المئة، للوفيات الناجمة عن جميع الأسباب.

إذا وجدت نفسك "عالقا" في المطار ليلا.. طرق سهلة للحصول على قسط من النوم لسبب أو لآخر يضطر الكثير من المسافرين إلى قضاء ليلتهم في المطار بانتظار موعد رحلتهم، وبالتالي فإنهم يواجهون معضلة الحصول على قسط من الراحة، خاصة إذا كانوا لم يناموا خلال النهار، مما يصيبهم بالتعب والإعياء.

كما انخفض خطر الوفاة بسبب السرطان لدى هذه المجموعة بنسبة تتراوح بين 16 في المئة و39 في المئة، وتقلص خطر الوفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 22 في المئة.

وهذه ليست الدراسة الحديثة الوحيدة التي تؤكد على أهمية عادات النوم المنتظمة، فقد قامت دراسة نشرت هذا الشهر في مجلة "JAMA Network Open" بتتبع النوم لدى مشاركين من كبار السن. ووجد الباحثون أن النوم المتكرر لساعات أقل وعدم انتظامه يرتبطان بالتدهور المعرفي.

من المهم التأكيد على أن الدراستين الجديدتين وجدتا علاقة – دون معرفة الأسباب – بين النوم المنتظم وتحسين النتائج الصحية، كما قال أخصائي الرعاية الحرجة الرئوية وطب النوم، ريتشارد كاستريوتا.

ولذلك، ليس من الواضح ما إذا كان النوم غير المنتظم يسبب ارتفاع خطر الوفاة أو التدهور المعرفي، أو ما إذا كانت هذه المشكلات الصحية تؤدي إلى تفاقم مشاكل اضطرابات نوم الناس.

لكن بشكل عام، تشير الدراستان إلى أن تنظيم النوم يمكن أن يؤثر بشكل جيد على صحة الناس.

لماذا الانتظام مهم كثيرا؟

تجيب نوفاكوفسكي بأن الأبحاث الناشئة، تربط النوم بإيقاعات الساعة البيولوجية، موضحة: "كل شيء في أجسامنا يعمل على مدار 24 ساعة.. شهيتنا، وهرموناتنا، وذروة أدائنا، ونومنا".

وتتأثر إيقاعات الساعة البيولوجية بالضوء والظلام، وكذلك بالوراثة والعادات الروتينية، فعندما تكون دورات نوم الشخص غير متزامنة مع بيئته وساعة الجسم الداخلية، فقد يؤدي ذلك إلى مشاكل صحية.

وأوضح كاستريوتا أن الإصابة باضطراب الرحلات الجوية الطويلة، بعد السفر، هي مثال جيد لتوضيح ذلك، مضيفا: "الأمر لا يقتصر على أنك تشعر بالتعب فحسب، بل إن جهازك الهضمي لا يعمل بشكل صحيح، وتشعر بألم في عضلاتك، وكل شيء خارج عن السيطرة، لأن بعض أجزاء جسمك تعمل في منطقة زمنية معينة، بينما تعمل أجزاء أخرى في منطقة زمنية أخرى". 

"الأرق الدائم" وخطر الموت.. كيف نواجه "مشكلة العصر"؟ سلطت الوفاة المفاجأة للفنان المصري مصطفى درويش الضوء على المشاكل الصحية التي يمكن أن يسببها الأرق وقلة النوم، والتي تهدد صحة ونوعية الحياة وباتت تعد أحد "أكبر أزمات العصر الحديث" في العالم.

ووجدت الأبحاث السابقة أن هذا الاضطراب في إيقاع الساعة البيولوجية، خاصة في الأشخاص الذين يعملون بنظام الورديات، يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات المناعة الذاتية.

وأوضح كاستريوتا أيضًا أن ضغط الدم ينخفض عادةً في الليل عندما ينام الشخص، وإذا تم تعطيل ذلك باستمرار، فقد يشهد الناس خطرًا أكبر من ناحية الإصابة بالنوبات القلبية، والسكتة الدماغية، وأمراض الكلى، والسكري.

وأضاف أن هناك أيضًا علاقة بين النوم المتقطع وارتفاع مستويات الكورتيزول (هرمون التوتر الذي تفرزه الغدد الكظرية، وهو مهم لمساعدة الجسم على التعامل مع المواقف المسببة للتوتر) وبين إجهاد القلب والدماغ.

ومن الضروري إجراء المزيد من الأبحاث حول إيقاعات الساعة البيولوجية والنوم، لكن لا يمكن إنكار أن الذهاب إلى السرير والاستيقاظ في نفس الوقت كل يوم يبدو أنه يفيد الصحة بشكل عام.

جدول ثابت

إن التوصل إلى جدول ثابت للنوم والاستيقاظ هو أول ما يوصي به الخبراء إذا أراد الناس تحسين نومهم. وهنا يقول كاستريوتا: "حدد وقتاً للنوم.. وذلك بغض النظر عما إذا كان ذلك في عطلة نهاية الأسبوع أو أحد أيام الأسبوع، وما إذا كان لديك عمل أو عطلة، حاول أن تستيقظ في نفس الوقت من كل يوم".

علاوة على الوقت المحدد للاستيقاظ، يجب على الأشخاص التخطيط للحصول على حوالي 7 أو 8 ساعات من النوم وترتيب جدولهم اليومي وفقًا لذلك.

ولجعل الأمر أسهل، يجب على الناس أن يأخذوا بعض الوقت للحصول على أجواء هادئة ومريحة، كما قال كاستريوتا، الذي شدد على "تجنب مشاهدة التلفزيون والهاتف الخلوي والحاسوب وغير ذلك من الشاشات (قبل النوم)".

وزاد: "قد يكون من المفيد أيضًا أخذ حمام دافئ قبل النوم، وتجنب أي منبهات (مثل الكافيين)".

وتشمل عادات النوم الصحية المفيدة الأخرى، ممارسة الرياضة أثناء النهار، وإبقاء غرفة النوم مظلمة وباردة وهادئة.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الساعة البیولوجیة ما إذا کان فی المئة

إقرأ أيضاً:

يقلل من القلق والاكتئاب.. فوائد الحليب البقري على صحتك

يتميز الحليب البقري بفوائده العديدة على صحة الإنسان، ويتفوق على الخيارات المنتشرة في الساحة الآن، التي يبحث عنها الكثيرون للحصول على الطاقة المناسبة للجسم ووقايته من الضعف والأمراض، وعلى الرغم من ذلك يستبدله البعض، باللوز والشوفان والصويا.

وبحسب ما جاء في تقرير نشرته "تليغراف" Telegraph البريطانية، يتجاهل واحد من كل ثلاثة بريطانيين الحليب البقري، رغم أنه يقوم على تعزيز السيروتونين الذي يعمل على حماية العظام.

الفوائد الصحية للحليب البقري

-مليء بالبروتين والكالسيوم: يقول خبير التغذية روب هوبسون إن الحليب أحد المصادر التي تحتوي على البروتين عالي الجودة، حيث يحتوي كل كوب سعة 200 مل على حوالي 7 غرامات من البروتين، (أي ما يعادل حوالي ثلث احتياجات الإنسان اليومية)، بما يدعم صحة العظام والأسنان والعضلات، إضافة إلى أن الأحماض الدهنية الموجودة في الحليب منزوع الدسم ربما تحمي الدماغ، مما يمكن أن يلعب دوراً في تقليل خطر الإصابة بالاكتئاب والقلق. مضيفا: "غالبًا ما تفتقر أنواع الحليب النباتية مثل حليب الشوفان إلى هذه العناصر الغذائية ما لم يتم تدعيمها، وهو ما قد يفسر النتائج جزئيًا".

الحليب فيتامين B12 والفيتامينات الأخرى

يحتوي كل كوب من الحليب على كل ما يحتاجه الجسم من فيتامين B12 خصوصا أن الجسم يحتاج إلى ما يكفي من فيتامين B12 لكي يتمكن الجسم من إنتاج خلايا الدم الحمراء، والحفاظ على صحة الجهاز العصبي، وإطلاق الطاقة من الطعام، كذلك يعتبر مصدر لفيتامين D، الذي ينظم كمية الكالسيوم في الجسم، والريبوفلافين، الذي يحافظ على صحة الجلد والعينين، ومع إجتماع هذه العناصر الغذائية، سوف تدعم صحة العظام ووظيفة العضلات وإنتاج الطاقة، مما يجعل الحليب إضافة مفيدة لنظام غذائي متوازن.

الحليب تدعيم السيروتونين

الحليب البقري يقلل من القلق والاكتئاب، الذي انتشر في الفترة الأخيرة بين الناس، حيث رصدت معدلات الأمراض العقلية بين أكثر من 350 ألف شخص في المملكة المتحدة، أن أولئك الذين شربوا الحليب البقري منزوع الدسم كانوا أقل عرضة بنسبة 12% للإصابة بالاكتئاب وأقل عرضة بنسبة 10% للإصابة بالقلق، مقارنة بالأشخاص الذين يشربون حليب نباتي

التوتر والقلق أيهم الأصح؟ الكامل.. النصف.. أم منزوع الدسم؟

أثبتت الدراسات أن ذلك يعتمد بشكل على الذوق الشخصي، ويشير إلى أن البعض يفضلون الملمس الكريمي للحليب كامل الدسم، في حين يفضل البعض الآخر الملمس الأخف للأصناف نصف الدسم أو منزوعة الدسم.حيث يعتبر الحليب منزوع الدسم جزئيًا الخيار الأكثر شعبية بنسبة تصل إلى حوالي 80%، وفقًا لإيان جيفنز، أستاذ تغذية السلسلة الغذائية في "جامعة ريدينغ". يحتوي كل كوب منه على 100 سعرة حرارية و3.6 غرام من الدهون.

تناول الحليب

من الطبيعي أن الحليب كامل الدسم هو الأكثر احتواءً على السعرات الحرارية وأعلى نسبة دهون، إذ يحتوي على 132 سعرة حرارية و7.4 غرام من الدهون لكل 200 مل. ويوضح هوبسون أن الحليب يحتوي بشكل طبيعي على مستويات أعلى قليلاً من الفيتامينات التي تذوب في الدهون مثل فيتامين A وفيتامين D، على الرغم من أن الحليب منخفض الدسم عادة ما يتم تدعيمه لإضافة هذه الفيتامينات مرة أخرى، والحليب منزوع الدسم الخيار الأقل في السعرات الحرارية (74) والدهون (0.6 غرام). ولكن يرى بروفيسور جيفنز أن نسب الإقبال الفعلية على الحليب منزوع أقل من الحليب كامل الدسم.

تناول الحليب

الحليب منزوع الدسم أو نصف الدسم يمكن أن يكون خيارًا أفضل إذا كان الشخص يهدف إلى التحكم في وزنه أو مراقبة مستويات الكوليسترول، على الرغم من أن الأبحاث تُظهر أن منتجات الألبان كاملة الدسم يمكن أن تزيد مستويات الكوليسترول الجيد عالي الكثافة HDL، ما قد يؤدي إلى موازنة محتوى الدهون المشبعة الأعلى.

اقرأ أيضاًدفي بيتك من البرد.. طريقة عمل السحلب بالنشا والحليب

أشهر المشروبات الشتوية.. فوائد شرب «كاكاو باللبن» لصحة الجسم

للتخلص من التجاعيد.. تعرفي على فوائد الحليب للبشرة

مقالات مشابهة

  • القومي للبحوث الجنائية: بعض الجرائم التي ترتكب في المجتمع مرتبطة بالأسرة وثقافة الترند
  • الدفاع عن الحضارة ترفض تهجير الفلسطينيين.. فالهوية مرتبطة بالأرض والتاريخ
  • 8 عوامل تسبب اضطرابات النوم يمكن تجنبها
  • زيادة الألياف في النظام الغذائي: كيف يمكن أن تحسن صحتك؟
  • إجلال زكي تكشف كواليس مسرحية "سك على بناتك"
  • ما تأثير القلق على صحتك الجسدية؟
  • 10 أطعمة تساعد على النوم بشكل سريع .. تعرف عليها
  • يقلل من القلق والاكتئاب.. فوائد الحليب البقري على صحتك
  • كيف تعزز الذرة صحتك؟ 9 فوائد لا غنى عنها
  • كيف تحافظ على صحتك في الستينيات من عمرك؟ نصائح لا غنى عنها لكبار السن