أهم من عدد الساعات.. كيف يمكنك تحسين صحتك بـعادة مرتبطة بالنوم؟
تاريخ النشر: 30th, December 2023 GMT
وجدت دراسة جديدة أن الانتظام في موعد النوم يعد أكثر أهمية من المدة التي يقضيها المرء نائما، وفقا لتقرير نشره موقع "هيلث" المتخصص في الأخبار والتقارير الصحية.
وتؤكد العديد من الدراسات والأبحاث، أن عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم يؤدي إلى مشاكل صحية مثل أمراض القلب والكلى وارتفاع ضغط الدم والاكتئاب.
ومع ذلك، فإن روتين النوم المنتظم قد يؤثر بشكل أعمق على الصحة، إذ وجد بحث نُشر في مجلة "Sleep"، أن بالإمكان التنبؤ بشكل أفضل بخطر وفاة الشخص، من خلال العادات المنتظمة للذهاب إلى السرير، مقارنة بعدد ساعات النوم.
وركزت دراسة النوم على بيانات 61000 مشارك في المملكة المتحدة، بمتوسط أعمار وصل إلى حوالي 63 عامًا، علما أن أكثر من نصفهم من النساء، وأكثر من 97 بالمئة منهم من العرق الأبيض.
وكان المشاركون الذين لديهم جداول نوم أكثر اتساقًا، أقل عرضة للوفيات الناجمة عن جميع الأسباب، بالإضافة إلى الوفيات الناجمة عن السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية.
وفي هذا الصدد، قالت سارة نوفاكوفسكي، الأستاذة المساعدة في الطب ومقدمة طب النوم السلوكي في كلية بايلور للطب بجامعة هيوستن بولاية تكساس، لموقع "هيلث": "يبدو أن جعل وقت استيقاظك ثابتًا هو الرسالة الأساسية".
وأوضحت نوفاكوفسكي أنه لمدة أسبوع واحد، قام الباحثون بتتبع نشاط المشاركين عبر رسم بياني، مما سمح بتقدير الوقت الذي ينام فيه كل شخص مع موعد استيقاظه اليومي، مع الأخذ في الاعتبار مواعيد القيلولة، وفترات النوم المتقطع، والفترات التي كان فيها الناس مستيقظين في منتصف الليل.
ورأت نوفاكوفسكي أن هذا سمح بإلقاء نظرة ثاقبة على "التباين اليومي" في نوم الأشخاص.
وتم استخدام بيانات Actigraphy لتحديد "مؤشر انتظام النوم" لكل شخص، والذي يصف مدى اتساق نوم الشخص على مقياس من صفر إلى 100، ويمثل الأخير نومًا منتظمًا تمامًا.
وتقنية Actigraphy هي تقنية غير جراحية تقيس مستويات النشاط البدني للأبحاث التي يتم إجراؤها لأسباب مختلفة، عن طريق جهاز استشعار الحركة يشبه ساعة اليد، والذي يمكن ارتداؤه لفترات طويلة من الزمن.
وبمقارنة بيانات الوفيات للمشاركين، وجد الباحثون أن الأشخاص الذين سجلوا ما لا يقل عن 71.6 على مؤشر انتظام النوم، لديهم خطر أقل بنسبة تتراوح بين 20 إلى 48 في المئة، للوفيات الناجمة عن جميع الأسباب.
كما انخفض خطر الوفاة بسبب السرطان لدى هذه المجموعة بنسبة تتراوح بين 16 في المئة و39 في المئة، وتقلص خطر الوفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 22 في المئة.
وهذه ليست الدراسة الحديثة الوحيدة التي تؤكد على أهمية عادات النوم المنتظمة، فقد قامت دراسة نشرت هذا الشهر في مجلة "JAMA Network Open" بتتبع النوم لدى مشاركين من كبار السن. ووجد الباحثون أن النوم المتكرر لساعات أقل وعدم انتظامه يرتبطان بالتدهور المعرفي.
من المهم التأكيد على أن الدراستين الجديدتين وجدتا علاقة – دون معرفة الأسباب – بين النوم المنتظم وتحسين النتائج الصحية، كما قال أخصائي الرعاية الحرجة الرئوية وطب النوم، ريتشارد كاستريوتا.
ولذلك، ليس من الواضح ما إذا كان النوم غير المنتظم يسبب ارتفاع خطر الوفاة أو التدهور المعرفي، أو ما إذا كانت هذه المشكلات الصحية تؤدي إلى تفاقم مشاكل اضطرابات نوم الناس.
لكن بشكل عام، تشير الدراستان إلى أن تنظيم النوم يمكن أن يؤثر بشكل جيد على صحة الناس.
لماذا الانتظام مهم كثيرا؟تجيب نوفاكوفسكي بأن الأبحاث الناشئة، تربط النوم بإيقاعات الساعة البيولوجية، موضحة: "كل شيء في أجسامنا يعمل على مدار 24 ساعة.. شهيتنا، وهرموناتنا، وذروة أدائنا، ونومنا".
وتتأثر إيقاعات الساعة البيولوجية بالضوء والظلام، وكذلك بالوراثة والعادات الروتينية، فعندما تكون دورات نوم الشخص غير متزامنة مع بيئته وساعة الجسم الداخلية، فقد يؤدي ذلك إلى مشاكل صحية.
وأوضح كاستريوتا أن الإصابة باضطراب الرحلات الجوية الطويلة، بعد السفر، هي مثال جيد لتوضيح ذلك، مضيفا: "الأمر لا يقتصر على أنك تشعر بالتعب فحسب، بل إن جهازك الهضمي لا يعمل بشكل صحيح، وتشعر بألم في عضلاتك، وكل شيء خارج عن السيطرة، لأن بعض أجزاء جسمك تعمل في منطقة زمنية معينة، بينما تعمل أجزاء أخرى في منطقة زمنية أخرى".
ووجدت الأبحاث السابقة أن هذا الاضطراب في إيقاع الساعة البيولوجية، خاصة في الأشخاص الذين يعملون بنظام الورديات، يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات المناعة الذاتية.
وأوضح كاستريوتا أيضًا أن ضغط الدم ينخفض عادةً في الليل عندما ينام الشخص، وإذا تم تعطيل ذلك باستمرار، فقد يشهد الناس خطرًا أكبر من ناحية الإصابة بالنوبات القلبية، والسكتة الدماغية، وأمراض الكلى، والسكري.
وأضاف أن هناك أيضًا علاقة بين النوم المتقطع وارتفاع مستويات الكورتيزول (هرمون التوتر الذي تفرزه الغدد الكظرية، وهو مهم لمساعدة الجسم على التعامل مع المواقف المسببة للتوتر) وبين إجهاد القلب والدماغ.
ومن الضروري إجراء المزيد من الأبحاث حول إيقاعات الساعة البيولوجية والنوم، لكن لا يمكن إنكار أن الذهاب إلى السرير والاستيقاظ في نفس الوقت كل يوم يبدو أنه يفيد الصحة بشكل عام.
جدول ثابتإن التوصل إلى جدول ثابت للنوم والاستيقاظ هو أول ما يوصي به الخبراء إذا أراد الناس تحسين نومهم. وهنا يقول كاستريوتا: "حدد وقتاً للنوم.. وذلك بغض النظر عما إذا كان ذلك في عطلة نهاية الأسبوع أو أحد أيام الأسبوع، وما إذا كان لديك عمل أو عطلة، حاول أن تستيقظ في نفس الوقت من كل يوم".
علاوة على الوقت المحدد للاستيقاظ، يجب على الأشخاص التخطيط للحصول على حوالي 7 أو 8 ساعات من النوم وترتيب جدولهم اليومي وفقًا لذلك.
ولجعل الأمر أسهل، يجب على الناس أن يأخذوا بعض الوقت للحصول على أجواء هادئة ومريحة، كما قال كاستريوتا، الذي شدد على "تجنب مشاهدة التلفزيون والهاتف الخلوي والحاسوب وغير ذلك من الشاشات (قبل النوم)".
وزاد: "قد يكون من المفيد أيضًا أخذ حمام دافئ قبل النوم، وتجنب أي منبهات (مثل الكافيين)".
وتشمل عادات النوم الصحية المفيدة الأخرى، ممارسة الرياضة أثناء النهار، وإبقاء غرفة النوم مظلمة وباردة وهادئة.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الساعة البیولوجیة ما إذا کان فی المئة
إقرأ أيضاً:
صحتك في خطر.. لماذا يجب أن تتوقف فورًا عن تغليف الطعام بورق الألومنيوم؟
أصبح ورق الألومنيوم من الأدوات الشائعة في كل مطبخ، حيث يستخدم بشكل رئيسي في تغليف الطعام، سواء لتخزينه أو للطهي.
ورغم سهولة استخدامه وفعاليته في الحفاظ على الطعام، إلا أن الخبراء يوجهون تحذيرات قوية بشأن استخدامه، خاصة في تغليف الطعام المطبوخ وحفظه.
تكمن المخاطر الصحية في الطريقة التي يتفاعل بها ورق الألومنيوم مع الطعام، حيث يمكن أن يتسبب في مشاكل صحية خطيرة تصل إلى التسمم الغذائي.
تتعدد الأسباب التي تجعل استخدام ورق الألومنيوم في تغليف الطعام محفوفًا بالمخاطر، من أهم هذه الأسباب هو تفاعل الألومنيوم مع بعض الأطعمة، خاصة تلك التي تحتوي على أحماض مثل الطماطم والحمضيات.
هذا التفاعل الكيميائي يؤدي إلى تسرب جزيئات الألومنيوم إلى الطعام، ما يجعل تناوله ضارًا بالصحة.
الألومنيوم معدن سام، وعند دخوله الجسم، يمكن أن يؤثر سلبًا على العديد من الأعضاء الحيوية.
التسمم الغذائي والبكتيريالكن ليس التفاعل مع الأطعمة الحمضية فقط هو ما يجعل ورق الألومنيوم ضارًا.
فقد حذر العديد من خبراء الصحة من أن ورق الألومنيوم ليس محكمًا بما يكفي للحفاظ على الطعام بشكل آمن.
فعلى عكس الحاويات البلاستيكية المحكمة أو الأكياس القابلة للإغلاق، يسمح ورق الألومنيوم بدخول الهواء إلى الطعام، وهو ما يساهم في نمو البكتيريا.
ومن أبرز البكتيريا التي قد تتكاثر في الطعام المغلف بورق الألومنيوم هي:
المكورات العنقودية: هذه البكتيريا تفرز سمومًا قد تتسبب في حدوث الغثيان والتسمم.
بكتيريا باسيلوس سيروس: التي تؤدي إلى آلام شديدة في البطن وإسهال.
كلوستريديوم البوتولينوم: وهي بكتيريا نادرة قد تسبب حالات خطيرة من التسمم الغذائي، وقد تكون قاتلة.
الليستيريا المستوحدة: وهي بكتيريا تهدد بشكل خاص النساء الحوامل وكبار السن وأصحاب المناعة الضعيفة.
هل يشكل ورق الألومنيوم خطرًا على بقايا الطعام؟في حالة بقايا الطعام، يعد استخدام ورق الألومنيوم لتخزين الطعام أمرًا محفوفًا بالمخاطر بشكل أكبر.
فالعوامل الجوية مثل الحرارة والرطوبة قد تساعد على تكاثر البكتيريا في الأطعمة المخزنة باستخدام ورق الألومنيوم.
لذلك، يحذر الأطباء من تخزين الطعام في هذا النوع من التغليف لفترات طويلة.
تعد البيئة التي يخلقها ورق الألومنيوم غير مناسبة لتخزين الطعام بطريقة آمنة، لأن الهواء قد يتسبب في فساد الطعام.
وفي هذا السياق، أكد الدكتور زاكاري كارترايت، عالم الأغذية في مختبر "أكوالاب" في شيكاغو، أن ورق الألومنيوم لا يمكنه الإغلاق بشكل محكم على الطعام كما تفعل الحاويات البلاستيكية أو الأكياس القابلة للإغلاق، هذا يجعل الطعام عرضة للبكتيريا التي تلوثه.
تحذيرات من هيئة سلامة الأغذيةوفي نفس السياق، حذرت هيئة سلامة الأغذية في أسكتلندا من تخزين الأطعمة الحمضية في ورق الألومنيوم، حيث يمكن أن يتفاعل الألومنيوم مع الأحماض الموجودة في الطعام، مما يؤدي إلى تسرب جزيئات الألومنيوم إلى الطعام، ـهذا التفاعل لا يؤثر فقط على نكهة الطعام، بل قد يتسبب في تلوثه أيضًا.
طرق آمنة لتخزين الطعامإذا كنت ترغب في تخزين الطعام بشكل آمن، يوصي الخبراء باستخدام حاويات محكمة الإغلاق غير تفاعلية.
هذه الحاويات تحمي الطعام من التلوث والرطوبة والروائح الأخرى في الثلاجة، كما ينصح بتبريد الطعام خلال ساعتين من تحضيره أو خلال ساعة إذا كانت درجة حرارة الجو مرتفعة.
وإذا كان لديك بقايا طعام وتحتاج إلى حفظها لفترة أطول، يعتبر التجميد هو الخيار الأكثر أمانًا. ويجب أن يتم التجميد في درجة حرارة لا تقل عن -18 درجة مئوية لضمان وقف نمو البكتيريا تمامًا.
كما يجب استهلاك بقايا الطعام خلال 48 ساعة من تخزينها في الثلاجة، حيث إن التبريد يبطئ فقط نمو الجراثيم، لكنه لا يمنعها تمامًا.
تحذيرات أخرى بشأن طهي الطعام باستخدام الألومنيومتوجهت الهيئة العامة للغذاء والدواء في السعودية، عبر حسابها الرسمي على تويتر، لتحذير الأفراد من استخدام رقائق الألومنيوم كأداة للطهي.
وبحسب الهيئة، رغم أن ورق الألومنيوم يعد مناسبًا لتغليف الطعام، إلا أن استخدامه كبديل للأواني في الطهي قد يشكل ضررًا كبيرًا على الصحة.
وتضيف الهيئة أن الحرارة العالية التي يتعرض لها ورق الألومنيوم أثناء الطهي قد تؤدي إلى تسريب معدن القصدير إلى الطعام، مما يؤدي إلى تلوثه.
ويؤكد الخبراء أن هذه الممارسات يمكن أن تؤدي إلى تسريب مركبات ضارة تؤثر بشكل مباشر على صحة الإنسان.
الحلول المثلى للحفاظ على صحة الطعامالطريقة المثلى لتخزين الطعام بشكل آمن تشمل استخدام الحاويات التي تحافظ على الطعام في حالة جيدة، سواء في الثلاجة أو المجمد.
ومن المهم أن نتذكر أن رقائق الألومنيوم يجب استخدامها فقط لتغليف الطعام عند الحاجة، وأنه يجب تجنب استخدامها في الطهي أو حفظ الأطعمة الحمضية.
إذا كان من الضروري تخزين بقايا الطعام، يجب اتخاذ بعض الاحتياطات مثل التأكد من تبريد الطعام سريعًا واستخدام حاويات محكمة الإغلاق، و يمكن أن يساعد أيضًا تجنب استخدام رقائق الألومنيوم في الحفاظ على الطعام وحمايته من التلوث.
ورق الألومنيوم، على الرغم من كونه أداة شائعة في المطبخ، إلا أنه يحمل مخاطر صحية غير متوقعة عندما يُستخدم بشكل غير صحيح.
من التفاعل مع الأطعمة الحمضية إلى السماح للبكتيريا بالنمو، يشكل هذا الورق تهديدًا كبيرًا على صحة الإنسان.
ومن خلال اتخاذ التدابير المناسبة مثل تبريد الطعام بشكل سريع، استخدام حاويات محكمة الإغلاق، والتجميد في حال الحاجة للحفظ الطويل، يمكننا تقليل هذه المخاطر والحفاظ على صحة أسرنا.