حلب-سانا

ما زالت حرفة الغزل والنسيج على النول الخشبي في سورية عريقة متألقة تحتفظ بجاذبيتها رغم تناقص الطلب عليها نتيجة الاعتماد المتزايد على إنتاج الآلات والماكينات الحديثة.

ففي ورشة صغيرة لا تتجاوز بضعة أمتار في حي أغيور بحلب القديمة يواصل الحرفي محمد أحمد أزرق “أبو أحمد” الوقوف أمام نوله الخشبي، يحوك أجود أنواع القماش بعشق وخبرة تزيد على 70 عاماً.

وتحدث الحرفي أبو أحمد لمراسلة سانا عن مرحلة سابقة حيث كان النساجون يصنعون أقمشة مختلفة من ربطات العنق إلى أغطية الحمام “المئزر” وأغطية السرير، ما جعل هذه المهنة أساساً للعديد من الحرف الأخرى.

وحول ماهية الخيوط المختلفة التي يستخدمها يقول أبو أحمد: إنه يعتمد على كل أنواع الخيوط بدءاً من الحرير وغزل القطن إلى الساتان والحرير البلدي.

ويبقى العم أبو أحمد مصراً على مزاولة عمله على النول الخشبي رغم الدمار والخراب الذي أصاب المنطقة، حيث يعتبرها جزءا لا يتجزأ من هويته ورغم قلة إنتاجه الذي لا يتجاوز خمس قطع في الأسبوع، يتميز منتجه بالإتقان والتفاصيل التي تفوق قدرة الآلات الحديثة على إظهارها.

وفي ختام حديثه، يدعو أبو أحمد إلى دعم هذه الحرف والمهن التقليدية التي تواجه خطر الاندثار، ويشدد على أهمية تعزيز الوعي بجمال هذه الحرف وتاريخها واكتشاف الأجيال الجديدة لهذا التراث والاحتفاء به.

آلاء الشهابي

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

كلمات دلالية: أبو أحمد

إقرأ أيضاً:

مقهى حبر بالمدينة المنورة يحتفي بعام الحِرف اليدوية 2025

احتفاءً بعام الحرف اليدوية 2025، نظم مقهى حبر بالمدينة المنورة أمسية ثقافية بعنوان “الحِرف اليدوية وحياة الأجداد”، استضاف خلالها الباحث والمؤرخ الدكتور عبدالرحمن بن سليمان النزاوي، وسط حضور نوعي من المثقفين والمهتمين بالتراث.
وتناول الدكتور النزاوي خلال الأمسية أهمية الحرف اليدوية بوصفها صناعة متجذرة في حياة الإنسان اليومية، ومكونًا أصيلًا من مكونات الهوية الاجتماعية والثقافية.
وأوضح أن الحرف التقليدية، مثل الفلاحة والنجارة والحدادة والنسيج والصياغة، شكلت عبر العصور ركيزة اقتصادية واجتماعية مهمة، وأسهمت في بناء المجتمعات وتنمية مواردها الذاتية.
واستعرض النزاوي الأدوار المتعددة للحرف اليدوية، مشيرًا إلى دورها في رفع مستوى المعيشة، وتعزيز روح الجماعة، وتنشيط السياحة الثقافية، وترسيخ الهوية الوطنية.
وأكد أن استمرار هذه الحرف مرهون بتوافر الدعم المجتمعي والأسري، إلى جانب الاستفادة من المبادرات الحكومية الرامية إلى إحياء التراث الثقافي ضمن إطار رؤية المملكة 2030.
وتطرّق إلى أبرز التحديات التي واجهت الحرف اليدوية، من انتشار المصانع الحديثة والثورة النفطية، إلى تغير أنماط الحياة واتجاه الأجيال الجديدة نحو التعليم الأكاديمي والوظائف الإدارية، مبينًا أن الحراك الوطني الجديد يوفر فرصة لإعادة الاعتبار لهذه المهن الأصيلة بروح معاصرة.
وشهدت الأمسية مداخلة للدكتور أنور عشقي، الذي أكد أن الحرف اليدوية تمثل ركيزة من ركائز الهوية الوطنية، داعيًا إلى الاستثمار في هذا القطاع الحيوي باعتباره موردًا اقتصاديًا وثقافيًا واعدًا قادرًا على تعزيز مكانة المدينة المنورة كمركز عالمي للحرف والصناعات الثقافية.
واختتمت الأمسية بنقاش مفتوح بين الحضور والمتحدثين، تناول أهمية إعادة إحياء الحرف التقليدية، وتحفيز الأجيال الجديدة على تعلمها وتطويرها، بما يسهم في الحفاظ على هذا الإرث الحضاري، وتحويله إلى مصدر إبداع اقتصادي واجتماعي مستدام.

مقالات مشابهة

  • صعوبات أمام عودة مصانع الغزل والنسيج للعمل في سوريا
  • كيف نقيس ذكاء الآلات؟ أداء المهام الطويلة والمعقدة يكشف الإجابة!
  • وجبة واحدة حافظت على صحة الملكة إليزابيث حتى سن 96.. اكتشف السر الملكي
  • «مكتبة محمد بن راشد» تحتفي بالإرث الشعري لـ «الأخطل الصغير»
  • هاجر نعمان… صوت يمني يصدح بجمال التراث
  • تراكم أخطاء إتفاقيات السلام … وثمارها المرة الحرب الحالية .. 2023 – 2025م .. وفي الحروب التي ستأتي !
  • «صُنّاع المستقبل».. مساحة تفاعلية تعزز شغف المعرفة
  • مقهى حبر بالمدينة المنورة يحتفي بعام الحِرف اليدوية 2025
  • مي عمر تختار الأبيض لإبراز جاذبيتها
  • قصة كفاح مصرية.. حوّلت خيوط المكرمية إلى منصة رقمية تحمي تراث مصر