فرضت التحولات الدراماتيكية التي طرأت منذ السابع من أكتوبر 2023م والسقوط المدوي للمنظومة الامنية والاستخباراتية للكيان الإسرائيلي في مواجهة نجاح فاق التوقعات لانطلاقة عملية طوفان الأقصى خياران لا ثالث لهما أمام الحكومة الإسرائيلية فأما المضي في الحرب المعلنة على غزة وتحقيق الأهداف المحددة والمتمثلة في القضاء على حركة المقاومة وتصفية جناحها العسكري المتمثل في كتائب الأقصى وإنجاز نصر عسكري كامل وأما التقهقر والانكفاء والعودة إلى ما وراء السياج الامني الفاصل بين حدود قطاع غزة ومنطقة الغلاف وهو سيناريو متوقع بل ومرجح في حال صمدت المقاومة وتمكنت من استنزاف القوات الإسرائيلية وكبدت الأخيرة خسائر فادحة في الأرواح وفي حال تحقق هذا السيناريو ستكون إسرائيل على موعد مع تداعيات داخلية لن تتوقف عند مجرد النهاية القاتمة للمستقبل السياسي لرئيس الوزراء نتنياهو وانتقال الاخير من مكتبه المكيف في مقر الحكومة بتل ابيب إلى السجن بل ستتجاوز ذلك بكثير إلى حد حدوث انهيارات غير مسبوقة بدا بثقة المستوطنين سكان المدن المحتلة في قدرة وكفاءة الأجهزة الأمنية والاستخباراتية وجيش الدفاع على الحفاظ على أمنهم وسلامتهم بعد الهزيمة بغزة وانتهاء بسقوط المؤسسات الحكومية والبورصة وتوقف عجلة الاقتصاد وأخيرا الفرار الجماعي لألاف المستوطنين الى أمريكا واروبا.

تحذيرات إسرائيلية مبكرة:

حذر رئيس حكومة الكيان نتنياهو في مقابلته مع شبكة فوكس نيوز، الغربيين من أن فشل "إسرائيل" في الحرب سيؤدي إلى انهيار استراتيجية الغرب الرئيسية والحل الأساسي في آسيا، وبالتالي يجب ألا يسمحوا بان تخسرإسرائيل في حرب غزة تحت أية ظروف. بعد الحرب العالمية الثانية، كانت الإستراتيجية الأساسية للدول الأوروبية والأمريكية هي الحفاظ على مبدأ الهيمنة على الحكومات وموارد دول غرب آسيا من خلال إنشاء "قاعدة آمنة"، ولهذا الغرض، فقد انبثق الكيان الإسرائيلي من رماد فترة الوصاية البريطانية والفرنسية على الدول العربية في المنطقة وتم تقديم دعم مستديم له وأصبح مبدأ لا يجوز المساس به في السياسة الخارجية الغربية . وفي ذلك الوقت، كانت المهمة الموكلة إلى الصهاينة تتجاوز بكثير إنشاء حكومة قومية يهودية على أرض فلسطين، وبالتالي، قامت الوكالة اليهودية، رغم أنها واجهت مشاكل كبيرة ولم يكن لديها أي آفاق للاستيطان في فلسطين، بتوسيع نطاق حكومتها من النيل الى الفرات وبعبارة اخرى في غرب آسيا برمتها وبعد ذلك فقد اعترف الغرب بها في هذا الكيان وهذا الإقليم وبذل جهودا كبيرة لتأسيسه. وفي الوقت الحالي، فان نتنياهو يذكر الغربيين بماهية تأسيس "إسرائيل"؟ ويشير إلى أن "إسرائيل" أنشئت للهيمنة على الشرق الأوسط وتحقيق مصالح الغرب، وبقاؤها رهن بالانتصار في حرب غزة.

سيناريو الانهيار الداخلي :

يمثل انتصار المقاومة الفلسطينية في غزة بداية انهيار محتوم للجبهة الداخلية في إسرائيل حيث سيفرض انكسار الجيش الإسرائيلي وهزيمته في غزة تداعيات كارثية على الداخل الإسرائيلي من ابرزها التالي :

-سقوط حكومة "نتنياهو" وخضوع الأخير وبقية أعضاء مجلس الحرب المصغر للمحاسبة والمحاكمة .

-ارتفاع قياسي لظاهرة الهجرة العكسية من إسرائيل الى الولايات المتحدة واروبا.

- ترسخ عقدة العقد الثامن وتصاعد التوجسات في أوساط المستوطنيين من انهيار وشيك لدولة إسرائيل.

-تغير موازين القوى وبروز مغايرة لثقافة المقاومة كخيار وحيد لاستعادة الأرض المسلوبة .

-سقوط الدول المطبعة مع إسرائيل واحتمال تعرضها لمتغيرات داخلية عاصفة.

      

المصدر: مأرب برس

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تغلي.. نتنياهو في عين العاصفة

يبدو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وضع نفسه في عين العاصفة منذ أن قرر الحرب على قطاع غزة قبل 9 أشهر، خصوصا أن العملية العسكرية لم تحقق أهدافها بعد.

ويواجه نتنياهو عدة عقدة، منها عودة الرهائن التي لم تحرز تقدما رغم المفاوضات والوسطاء، مرورا بالضغوط لإنهاء القتال، وصولا إلى الجبهات المشتعلة والمظاهرات في الداخل، فضلا عن اتهامات الخيانة التي تلاحقه.
من جهته، شن الوزير المستقيل من مجلس الحرب بيني غانتس هجوما حادا على نتنياهو، وأكد أنه لا يمكن له مواصلة إدارة الحرب على هذا النحو، معتبرا أنه حان الوقت لتحديد موعد انتخابات مبكرة.

وقال في تصريحات له، اليوم (الإثنين): إن هذه الحكومة لا تستحق إدارة الحرب وعليها الاستقالة، وأضاف أن من اتخذ قرار الإفراج عن مدير مستشفى الشفاء، الدكتور محمد أبو سليمة، برفقة 54 أسيرا من غزة بسبب الاكتظاظ في السجون، يجب أن يقال فورا.

وفي ظل تفاقم الخلافات السياسية، كان زعيم المعارضة يائير لبيد، كشف وجود محادثات مع أطراف مختلفة بينها حزب الليكود لإسقاط حكومة نتنياهو، مشددا على أن المعارضة «ستسقط حكومة نتنياهو من أجل إنقاذ الدولة».

وفي محاولة لدعم نتنياهو، قرر الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ مساندة رئيس حكومته، قائلا: إن هناك شيئا فظيعا يحدث. وحثّ هرتسوغ، إثر حفل في القدس، الإسرائيليين على التخفيف من حدة التصريحات التحريضية والاتهامات بالخيانة بين المعارضين السياسيين، وفقًا لـ«القناة 13» الإسرائيلية.

وحذّر من أن الإساءة اللفظية يمكن أن تؤدي إلى العنف الجسدي إذا تركت من دون رادع، في إشارة منه إلى حالة الغليان في الداخل الإسرائيلي من الحكومة وملف الأسرى.

ورأى أنه عندما تحرض الجماعات وتتهم بعضها البعض بمحاولة تقويض وتدمير إسرائيل، فمن الواضح أن شيئا فظيعا يحدث، يبدأ بالعنف اللفظي، ولن ينتهي عند هذا الحد.

وكان نتنياهو زعم في كلمة ألقاها خلال احتفال بأسبوع الكتاب، أنه شعر في الأسابيع الأخيرة، بالرعب مرارا وتكرارا من كلمات من النوع الأكثر فظاعة، والمشبعة بالكراهية وبالعنف.

وانتشر مساء الأحد مقطع فيديو يظهر آيالا ميتزجر، زوجة ابن يوروم ميتزجر، الأسير الذي قُتل في ضربات إسرائيلية على غزة، وهي تقول أمام حشد من الناس إنه إذا لم يعد الأسرى المتبقون «فسننتظر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بحبل المشنقة».

مقالات مشابهة

  • جيش الاحتلال يشتكي من نقص الذخائر ويريد هدنة في غزة
  • ستكون أشد وطأة: سيناريو مرعب لـ حرب لبنان.. كارثة غزة جنة أمام المتوقع!
  • نتنياهو يرد على تقرير نيويورك تايمز ويتمسك بمواصلة حرب غزة
  • محللان سياسيان: إسرائيل تعيش صراعا على هويتها والجيش أدرك خطوة الوضع الراهن
  • المقاومة بغزة تعيد تنظيم صفوفها وتسليحها وسط توقعات بـ حرب استنزاف طويلة
  • كبار جنرالات جيش الاحتلال يؤيدون وقفَ الحرب بغزة حتى ولو بقيت حماس
  • ليبرمان ينتقد إدارة الحرب في غزة.. "مواجهة إيران لا مفر منها"
  • إسرائيل تغلي.. نتنياهو في عين العاصفة
  • "فاينانشيال تايمز": إسرائيل تستعد لاختبار نموذج تجريبي لإدارة غزة بعد الحرب لا يشمل حماس
  • إعلام عبري: متظاهرون من الحريديم يرشقون سيارة وزير الإسكان الإسرائيلي بالحجارة (فيديو)