إيران: الحوار هو الأفضل لحل الخلافات مع الكويت بشأن حقل غاز مشترك
تاريخ النشر: 30th, December 2023 GMT
بغداد اليوم - متتابعة
دعا نائب الرئيس الإيراني للشؤون القانونية محمد دهقان، اليوم السبت (30 كانون الأول 2023)، إلى إجراء حوار مع الكويت بشأن الخلافات بين البلدين عن آلية استخراج الغاز من حقل (الدرة) الذي يقع في منطقة مشتركة.
وحقل الدرة للغاز هو حقل غاز مشترك في المنطقة المغمورة بين المملكة العربية السعودية والكويت، وكانت إيران تنازع للحصول على جزء منه، وذلك لموقعه الحدودي.
وقال دهقان في مقابلة صحفية وترجمتها "بغداد اليوم"، إن "إجراء المفاوضات هو أفضل سبیل لحلحلة الخلافات بشأن حقل آرش الغازي (الدرة)، لكن إذا أرادت الكويت الاستخراج من هذا الحقل فنحن سنقوم بذلك أيضاً".
وأضاف: "إذا كان للسعودية حدود مشتركة معنا فإننا نؤمن بسحب مشترك معها حتى لا يتم تدمير الحقل وتتم الاستفادة القصوى منه ولا نتوقع أن تسوق الكويت ادعاءات تتجاوز حدودها".
وتابع، أن "حقل غاز آراش مشترك وجزء من هذا الحقل يعود لإيران، وقد قمنا بالفعل بحفر بئر في ذلك الحقل، لكن البئر تم إغلاقه، ولقد قدمت حكومة الكويت ادعاءات غير مبررة وتعتقد أن جميع الحقول تابعة لها، وهذا لا أساس له من الصحة".
ولفت المسؤول الإيراني إلى أنه "قبل الثورة عام 1979 اكتشفنا حقل غاز آرش، وبعد الثورة الإسلامية حفرنا بئراً في هذا الحقل وحصلنا على حقوق، لكن بما أن حدودنا البحرية مع الكويت لم يتم توضيحها، فإن مطالبة الكويت هي تحديد الحدود البحرية أولاً ثم دعونا نكتشف أي أجزاء من ميدان أراش تنتمي إلى أي بلد".
ويعود تاريخ هذا الصراع إلى ستينيات القرن الماضي؛ وفي ذلك الوقت منحت الكويت امتيازاً واحداً لشركة إيران وإنجلترا للنفط وامتيازاً واحداً لشركة رويال داتش شل، إلا أن هذين الامتيازين كانا متداخلين.
وتقدر الموارد القابلة للاستخراج في حقل آرش/الدورة بأكثر من مائتي مليار متر مكعب. ووقعت الكويت والسعودية العام الماضي اتفاقية للاستغلال المشترك لهذا الحقل الذي تعتبره إيران "غير قانوني".
وسبق أن أجرت إيران والكويت محادثات غير مثمرة حول هذا الحقل الغازي، وأعلن وزير النفط الإيراني جواد أوجي عن احتمال قيام الجانب الإيراني باستغلاله حتى دون التوصل إلى اتفاق مع الكويت.
ويعد النزاع حول حقل غاز آرش (الدورة)، إلى جانب مطالبة الإمارات العربية المتحدة الإقليمية بالجزر الثلاث أبو موسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى، أحد النزاعات الإقليمية بين إيران وجيرانها العرب.
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: مع الکویت هذا الحقل حقل غاز
إقرأ أيضاً:
موقف السودان بعد الخلافات الأمريكية الأوكرانية ووقف الدعم عن كييف
تقرير: الدكتور محمد صادق: التقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بنظيره الأوكراني فلودومير زيلينسكي، في المكتب البيضاوي في البيت الأبيض، وشهد اللقاء مواجهة وصلت الى حد التوبيخ وتوجيه الإتهامات من جانب الرئيس الأمريكي ونائبه بحق زيلينسكي، ولم يتم استكمال اللقاء والمحادثات التي كان مخطط له وتم إلغاء المؤتمر الصحفي بعد أنباء عن "طرد" زيلينسكي من البيت الأبيض بعد تصاعد التوتر بين الطرفين.
وبعد تصاعد الخلاف بين نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس، والرئيس الأوكراني، وجه ترامب إتهامات لزيلينسكي قائلا: "أنت تقامر بإشعال حرب عالمية ثالثة، إما أن تبرم اتفاقا أو أننا سنبتعد"، مضيفا: "أنت لا تتصرف على الإطلاق وكأنك ممتن. هذا ليس تصرفا لطيفا".
وبدأ التراشق في التصريحات قبل هذا القاء بعدة أيام، حيث إتهم ترامب نظام كييف بالفساد واستخدام أموال المساعدات الأمريكية في غير موضعها، مشيرًا الى تصريحات زيلينسكي بأنه لا يعلم أين ذهبت نصف الأموال الأمريكية.
وعاد زيلينسكي، بعد اللقاء مع ترامب، للحديث عن حجم هذه الأموال، ما يدل على أن الخلاف بهذا الصدد تطور وكان أحد أهم النقاط التي تم تناولها في الغرف المغلقة.
و صرح زيلينسكي عن حجم أموال المساعدات وخسائر أوكرانيا أنهم تلقوا 100 مليار دولار من الولايات المتحدة الأمريكية خلال 3 سنوات، وليس 183 مليارا كما يُزعم، وأن 67 مليار دولار منها كانت مساعدات أسلحة و31.5 مليار دولار نقدًا، وأنهم منفتحون جدًا على المساءلة بشأن هذه القضية.
وبهذا الصدد، قال الباحث في الشؤون السياسية جمال عز الدين، بأن مصادر عديدة نقلت في الشهور الأخيرة تقارير عن التدخل الأوكراني العسكري في دول أفريقية وفي صراعات خارجية لأسباب عديدة، منها بحثًا عن بعض الأهداف والمصالح للدول الأوروبية التي تقدم الدعم العسكري والمادي لأوكرانيا، وانتشرت كذلك تقارير عن بيع بعض الأسلحة المقدمة ضمن الدعم الغربي لأوكرانيا في السوق السوداء، ما يؤكد على فساد بعض القيادات السياسية والعسكرية في أوكرانيا.
هذه السياسة التي اتبعتها الإدارة الأوكرانية، كانت السبب الرئيسي في الإتهامات التي وجهها ترامب لزيلينسكي بخصوص أموال المساعدات، خصوصًا وأن أوكرانيا كانت ومازالت في أمس الحاجة للجنود والسلاح في قتالها ضد روسيا، وهذه الممارسات أزعجت الإدارة الأمريكية الجديدة.
ولعل أبرز التدخلات العسكرية الأوكرانية مؤخرًا كانت في مالي والسودان، حيث قطعت مالي العلاقات الديبلوماسية مع أوكرانيا بعد ثبوت تورط كييف في دعم الإرهاب والإنفصاليين في مالي، وكذلك الأمر في السودان، حيث تناقلت وسائل إعلام سودانية وعربية تقارير عديدة عن تواجد قوات أوكرانية وخبراء في مجال المسيرات ضمن صفوف قوات الدعم السريع المتمردة على القوات النظامية.
وفضلت السلطات السودانية التزام الصمت حيال هذه التدخلات السافرة من أوكرانيا واكتفت بمخاطبة الجهات الرسمية في كييف للإستعلام عن هذه التدخلات كما ذكرت بعض المصادر.
يذكر أن المبعوث الأوكراني للشرق الأوسط مكسيم صبح، كان قد صرح في لقاء له مع "العربي الجديد":"بصفتي مسؤولاً، أجد نفسي مضطراً لأن أشير بأسف إلى أن بعض المواطنين الأوكرانيين يشاركون في النزاع بصورة فردية، ومعظمهم إلى جانب قوات الدعم السريع". وفي الوقت نفسه، أكد مكسيم صبح بشكل مثير للجدل:"في الوقت الحالي، لا تعتبر أوكرانيا أيًا من الأطراف المتحاربة في السودان كيانًا شرعيًا".
ونادت بعض وسائل الإعلام السودانية مؤخرًا الحكومة السودانية برفع هذا الملف في الأمم المتحدة وقطع العلاقات الديبلوماسية مع أوكرانيا كما فعلت مالي على سبيل المثال، ولعل الخلافات الأمريكية الأوكرانية الأخيرة ستسرع من التحرك السياسي والديبلوماسي السوداني، حيث كانت الحكومة في بورتسودان تلتزم الصمت لكي تحافظ على علاقاتها المتوازنة مع واشنطن، واليوم بعد وضوح عدم رغبة واشنطن بأن تستمر أوكرانيا في الحرب وإنزعاجها من تدخلها في الصراعات الخارجية ستكون الفرصة أمام السودان لإعلان موقف واضح بهذا الخصوص.
الدكتور محمد صادق .. الباحث في شؤون الشرق الأوسط والعلاقات الدولية