لن تصدق أنه موجود.. قصة بحر لم يره بشر وبدون شواطئ
تاريخ النشر: 30th, December 2023 GMT
يعتبر البحر السرجاسي واحدًا من البحار الفريدة في العالم، حيث لا يلامس اليابسة على الإطلاق. يقع هذا البحر في المحيط الأطلسي الشمالي ويتميز بحدوده الفريدة. بدلاً من اليابسة، يتم تحديد حدوده بواسطة التيارات البحرية، وبالتالي لا يوجد شاطئ سرجاسي يمكن زيارته.
البحر السرجاسي يتسم بتغطيته بالطحالب البنية الصفراء الكريهة الرائحة وأصبح موطنًا لجزيرة مصطنعة مروعة تُعرف بـ "تجمع القمامة الشمالي الأطلسي".
ووفقا لموقع “indy100" يتبع البحر المنظمة الخاصة المُنشأة لحماية هذا البحر الاستثنائي "ملاذًا للتنوع البيولوجي" والذي يلعب دورًا حاسمًا في نظام الأطلسي الشمالي الأوسع.
بحر بدون شواطئوتشير لجنة البحر السرجاسي إلى أن أنواع الأسماك المهددة والمعرضة للانقراض تذهب إلى البحر للتكاثر، بالإضافة إلى هجرة الحيتان وخاصة الحيتان الحوتية والحبار، وأيضًا الثنيات وأنواع أخرى من الأسماك.
ويعد البحر أيضًا مفتاحًا لدورة حياة العديد من أنواع السلاحف المهددة والمعرضة للانقراض، بما في ذلك سمكة القرش بوربيغل وأنواع السلاحف المختلفة.
بالإضافة إلى ذلك، يتمتع البحر بشهرة في عالم المحيطات، وهو مادة أسطورية أيضًا. فقد وثق كريستوفر كولومبوس لأول مرة في مذكراته الوثائقية لقاءاته المعتادة مع سجال السرجاس في بحر السرجاس في عام 1492.
وكتب عن مخاوف بحارته من أن يلتفت بهم الطحالب ويجرهم إلى قاع البحر، أو أن الهدوء الرياحي الذي واجهوه في البحر السرجاسي يمكن أن يمنعهم من العودة إلى إسبانيا. أصبحت هذه المخاوف جزءًا من تراث البحر على مر القرون، حيث زادت سمعته بفضل ارتباطه بثلاثي برمودا المشهور.
يقع هذا الثلاثي - المعروف بأنه منطقة تختفي فيها الطائرات والسفن بشكل مفاجئ بدون سبب واضح - في الجزء الجنوبي الغربي من البحر السرجاسي بين برمودا وفلوريدا وبورتوريكو.
الدوامات البحريةيوجد البحر السرجاسي بفضل أربع تيارات: التيار الأطلسي الشمالي إلى الشمال، وتيار الكناري إلى الشرق، وتيار الاستوائي الأطلسي الشمالي إلى الجنوب، وتيار الأنتيل إلى الغرب. هذه التيارات الدائرية، المعروفة باسم الدوامات البحرية، تحجز البحر داخلها.
ومع ذلك، في هذه الأيام، يواجه البحر السرجاسي تهديدًا حقيقيًا من الشحن البحري - بما في ذلك الضوضاء تحت الماء وتلف مجموعات سجال السرجاس وتسرب المواد الكيميائية وصيد الأسماك بشكل مفرط وتلوث القمامة العائمة وبالطبع تغير المناخ.
نظرًا لحركة الدوامات البحرية، يتحرك البلاستيك داخل البحر وينضم إلى التجمع الضخم للنفايات التي تشكلت هناك. يُقدر أن هذا التمثال العملاق لطرق البشر المدمرة يمتد لمئات الكيلومترات ويحتوي على كثافة تصل إلى 200,000 قطعة من القمامة لكل كيلومتر مربع.
والأمور لا تزال تزداد سوءًا. أظهرت دراسة جديدة نشرت في 8 ديسمبر أن البحر أصبح أكثر دفئًا وأكثر ملوحة وأكثر حموضة مما كان عليه منذ بدء تسجيل السجلات في عام 1954.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: استثناء البحر التيارات البحرية الأطلسی الشمالی
إقرأ أيضاً:
نظام جديد يهدد جليد القطب الشمالي وينذر بنهايته عام 2050
بغداد اليوم - متابعة
كشفت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، التابعة لوزارة التجارة الأمريكية، اليوم الأربعاء (19 آذار 2025)، أن منطقة القطب الشمالي باتت تعيش في "نظام جديد"، مبينةً أنه لم تعد إشارات مثل فقدان الجليد البحري وارتفاع درجات حرارة المحيط تسجل أرقامًا قياسية فحسب.
وقالت نائب العلماء في المركز الوطني لبيانات الثلج والجليد، تويلا مون، في تقرير فحصها السنوي لصحة القطب الشمالي، أن "هذه مشكلة لها عواقب عالمية، حيث يؤدي القطب الشمالي دورًا حيويًا في تنظيم درجات الحرارة والأنظمة المناخية حول العالم"، مشيرةً الى أن "القطب الشمالي أشبه بنظام تكييف الهواء الخاص بكوكبنا".
وأضافت أن "التراجع الذي يشهده القطب الشمالي يسرّع من ظاهرة الاحتباس الحراري، ويزيد من ارتفاع مستوى سطح البحر، ويساهم في حدوث المزيد من الظواهر الجوية المتطرفة".
ويُعرب العلماء عن قلقهم الشديد بشأن مستقبله، خاصة مع انسحاب إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الاستراتيجية العالمية لمكافحة التغير المناخي وتقليصها لوكالاتها العلمية.
فيما اعتُبر الشهر الماضي استثنائياً، إذ ارتفعت درجات الحرارة في أجزاء من القطب الشمالي بمقدار 20 درجة مئوية فوق المعدل الطبيعي.
بحلول نهاية الشهر، وصلت مساحة الجليد البحري إلى أدنى مستوى مسجل لها على الإطلاق لشهر شباط، ما يمثل الشهر الثالث على التوالي لتسجيل مستويات قياسية منخفضة.
المصدر: وكالات