أخبارنا المغربية ــــ ياسين أوشن

يبدو أن سنة 2023 تكاد لا تنقضي إلا بتحريك متابعات قضائية في ملفات فساد، يتابع على إثرها برلمانيون وسياسيون مغاربة.

ونوه المغاربة بهذه المتابعات القضائية، التي أطاحت برؤوس عدد من المسؤولين والشخصيات البارزة في الحقلين السياسي والرياضي.

وليست لائحة المشتبه فيهم بملف "إسكوبار الصحراء"، التي تفجرت قبل أيام وجرت 25 فردا إلى القضاء، بمنأى عما وقع في المملكة من متابعات وتحقيقات في الأشهر الأخيرة.

هذا وتروم المملكة، بمختلف أجهزتها، إحقاق العدالة، فضلا عن القطع مع الفساد بمختلف أشكاله وأنواعه، والعمل بمبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة، ثم إعطاء صورة إيجابية عن السياسة في المغرب.

محمد مبديع، صديق الناصيري، عبد النبي بعيوي وغيرهم كثير...، أسماء ضمن أخرى في وضعية متابعات قضائية في ملفات فساد مالي وإداري، مع احترام قرينة البراءة؛ القاضية أن المتهم بريء إلى أن تثبت إدانته، وإلى أن يصدر الحكم النهائي عن المحكمة المكلفة بالملف.

هذه المتابعات القضائية لا تدين الأشخاص فقط؛ بل تسيء أيضا إلى الأحزاب السياسية والهيئات التي ينتمي إليها هؤلاء، الذين تفوح من ملفاتهم رائحة فساد مالي، ورشوة، والاتجار في المخدرات، وغيرها من التهم التي تجعل المتابع يتساءل عن مصدر الأموال الطائلة التي راكمها هؤلاء ومدى مشروعيتها وقانونيتها.

ونظرا إلى أهمية الموضوع؛ سلط خبراء وباحثون ومحللون سياسيون الضوء عليه؛ مشيدين بما يقوم به القضاء من أدوار، الغاية منه محاربة المفسدين والقطع مع كل أشكال الريع والاغتناء غير المشروع وبطرق ملتوية.

نوفل البعمري، محام وناشط حقوقي، يرى أن "آلة العدالة أخيرا بدأت في التحرك لتفعيل سلطة القانون في حق كل المتورطين والمتهمين، الذين قادت الأبحاث إلى الكشف عن ارتكابهم لجرائم مرتبطة بالفساد المالي، ما ينذر أن نهاية هذه السنة سيكون على وقع إحالة شخصيات سياسية على القضاء، ليفصل في التهم التي وجّهت أو ستوجه إليهم".

كما زاد البعمري، وفق منشور له على صفحته الرسمية، أن "سنة 2024 ستكون سنة القضاء المغربي والمحاكمات التي ستجرى لكل من تورط في ارتكاب جرائم أموال، ونهب للمال العام، واستغلال النفوذ، وصولاً للتورط في شبكات الاتجار الدولي في المخدرات والاتجار في البشر".

"ظل البعض يتصرف على أهوائه غير مُدرك أن المغرب مقبل على مشاريع كبرى؛ وهي مشاريع لا يمكن السماح لمثل هذه الملفات وًالشخصيات التشويش عليها؛ ملف المحيط الأطلسي الذي أعلن عنه الملك، وملف أنبوب الغاز ومشاريع اقتصادية كبرى…"، يشرح المحامي نفسه.

الناشط الحقوقي لفت إلى أن "تنظيم كأس العالم وكأس أفريقيا وغيرها من المبادرات الكبرى التي تم الإعلان عنها من طرف الملك، ومن طرف باقي المؤسسات تحت إشراف مباشر من طرف المؤسسة الملكية؛ هي مشاريع كانت تصطدم بالفساد السياسي والمالي؛ وهو الفساد الذي كان سيعيق تنفيذ هذه المشاريع التي يُنتظر منها أن تحقق الإقلاع الاقتصادي؛ وهو الاقلاع الذي لا يمكن أن يتحقق إلا بوجود إشارات قوية على الضرب بيد من حديد على كل من تورط في الفساد المالي وقام بنهب المال العام".

ها وأضاف البعمري أن "الأجهزة الأمنية قامت بما يلزم، من خلال توفير وتجميع مختلف المعلومات الاستخباراتية. كما قامت الفرقة الوطنية بكل أبحاثها بصمت وهدوء وحرفية، وجاء الدور على العدالة لتستكمل هذا الورش الإصلاحي الذي سيجدد دماء المملكة المغربية".

"نحن أمام فصل جديد من فصول كتابة التاريخ؛ تاريخ المغرب الحديث؛ مغرب ينطلق نحو محاربة الفساد بالقانون وبسلطة القضاء، وفي ذلك إشارة لكل من يتحمل أية مسؤولية عمومية على كون المال العمومي مال مُحرم".

المصدر: أخبارنا

إقرأ أيضاً:

مجلس الدولة يحقق زيادة بنسبة 17% في تحصيل الرسوم القضائية خلال 9 أشهر

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

صرح المستشار أحمد عبود، رئيس مجلس الدولة، بأن المجلس قد أولى اهتمامًا كبيرًا بتعظيم موارد الدولة وتعزيز إيراداتها وصون المال العام، وذلك في إطار توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، رئيس المجلس الأعلى للجهات والهيئات القضائية.

تحصيل الرسوم القضائية

وأشار المستشار عبود إلى أن مجلس الدولة قد قام بإنشاء وحدات وإدارات مختصة بتحصيل الرسوم والمطالبات القضائية في جميع فروعه ومقراته على مستوى الجمهورية، بهدف ضبط الإجراءات والآليات التي تضمن تحصيل حقوق الخزانة العامة للدولة بشكل فعال. كما تم حصر جميع المطالبات القضائية المستحقة عن سنوات سابقة، بالتنسيق مع الوزارات والجهات المعنية، وتوقيع بروتوكولات تعاون معها لتسريع الإجراءات وزيادة معدلات التحصيل.

وفي إطار هذا النهج، أفاد المستشار عبود أنه في الفترة من أول يوليو 2024 حتى نهاية مارس 2025، تم تحصيل مبلغ 100,320,510,467 جنيهًا، أي ما يعادل مليار وثلاثة ملايين ومائتين وخمسة ألف ومائة وأربعة جنيهات و67 قرشًا. 

وأوضح أن هذا المبلغ يتجاوز المبلغ الذي تم تحصيله في نفس الفترة من العام القضائي السابق 2023/2024 بزيادة قدرها 145,952,176 جنيهًا، أي بنسبة زيادة تصل إلى 17%.

تحقيق العدالة الناجزة

وأكد أن مجلس الدولة يتطلع إلى مزيد من التنسيق مع مختلف الجهات ذات الصلة من أجل زيادة حصيلة المطالبات القضائية المستحقة لصالح الخزانة العامة، واستكمالاً لسعي مجلس الدولة نحو بلوغ أعلى معدلات الجودة من خلال تحقيق العدالة الناجزة، وإعلاء دولة القانون.

وأضاف انه في إطار الإنجاز القضائي للمجلس خلال التسعة أشهر الماضية، تمكن القسم القضائي من إنجاز عدد 1,277,919 قضية، وهو ما يمثل نسبة 80% من إجمالي الدعاوى والطعون التي تم تداولها خلال تلك الفترة، وفقًا للخطط المعتمدة للمحاكم والدوائر. وقد أسفر ذلك عن تقلص عدد القضايا المتبقية قيد التداول في نهاية مارس 2025 إلى 330,423 دعوى وطعنًا.

وأوضح أن هذا الإنجاز قد ساهم في تقليص متوسط زمن تداول القضية أمام محاكم المجلس إلى 81 يومًا حاليًا، مما يعكس الجهود المبذولة لتحسين كفاءة سير القضايا.

وفيما يتعلق بالمنازعات الضريبية المتداولة أمام محاكم مجلس الدولة، أشار المستشار عبود إلى أن المجلس قد أنجز خلال هذه الفترة 46,354 قضية ضريبية، وهو ما يعد إنجازًا كبيرًا في هذا المجال الهام الذي يشمل محاور التنمية الاقتصادية، ودعم الاستثمار، وتعزيز الاقتصاد القومي. وقد أسفر هذا الإنجاز عن تقليص عدد القضايا المتبقية في المحاكم أو المحالة إلى مكاتب مصلحة الخبراء بوزارة العدل، حيث بلغ عددها 37,515 قضية.

وأكد المستشار عبود أن هذه الإنجازات تعكس التزام مجلس الدولة بتسريع الإجراءات القضائية وتعزيز دور القضاء في دعم الاقتصاد الوطني وتحقيق العدالة الفعالة.

مقالات مشابهة

  • مجلس الدولة يحقق زيادة بنسبة 17% في تحصيل الرسوم القضائية خلال 9 أشهر
  • أمير منطقة الجوف يرأس اجتماع لجنة المسؤولية الاجتماعية بالمنطقة
  • 3 سنوات من الإنجازات والألقاب والنهضة للمنتخبات المغربية الكروية
  • قرارات هدم معلقة لبنايات عشوائية شيدها حقوقيون تُحرج عمالة الحوز وتثير تساؤلات حول مبدأ المساواة أمام القانون
  • النائب قباعي: احترام القضاء واجب.. واي كلام يسبق قراره تعدّ على السلطة القضائية 
  • هل تمنح الحكومة مجالس الجهات صلاحيات تنظيم مباريات التوظيف العمومي‬ ؟
  • الرئيس اللبناني: لا بديل عن تطبيق مبدأ حصر السلاح بيد الدولة
  • ‏الأردن يرحب بالتوافق الذي توصّلت إليه واشنطن وطهران خلال الجولة الثانية من المباحثات التي عُقِدَت في العاصمة الإيطالية روما
  • تعرف إلى المسؤولية القانونية إذا تحوّل أحد المشاهير لأداة تضليل أو خداع؟
  • اختبار مادتي القرآن الكريم وتجويده بالمركز الثقافي بأوقاف الفيوم