محاولات إسرائيل والولايات المتحدة لبناء "شرق أوسط جديد"، بدون فلسطين سياسة فاشلة، تشبه "مسرحية هاملت بدون أمير الدنمارك".

هكذا يتحدث السيناتور مشاهد حسين، القيادي البارز في البرلمان الباكستاني، لافتا إلى أن عملية "طوفان الأقصى" التي انطلقت من غزة، لها آثار استراتيجية أوسع نطاقاً على إسرائيل والولايات المتحدة، قد تعيد تشكيل الشرق الأوسط من جديد.

ويكتب حسين في مقال نشرته صحيفة "تربيون إكسبرس"، وترجمه "الخليج الجديد"، أن الولايات المتحدة أنشأت "محور القمع" لمواجهة "محور المقاومة" الذي تقوده إيران، بهدف الحفاظ على الوضع الراهن في المنطقة، وتجميد النزاعات مثل فلسطين وكشمير لمحاربة "العدو الحقيقي"، وهي الصين.

ويضيف: "كانت واشنطن تسعى إلى ربط الشرق الأوسط الذي يتمحور حول إسرائيل مع منطقة المحيط الهندي والهادئ، التي تركز على الهند، لتكملة ودعم الحرب الباردة الجديدة التي تقودها الولايات المتحدة ضد الصين".

ويتابع: "في الأساس، تقوم الهند بتكرار سياسات القمع الإسرائيلية في كشمير المحتلة، بالتواطؤ الأمريكي، وبالتالي فإن استراتيجية الولايات المتحدة الإقليمية سترتكز على (ركيزتين مزدوجتين)، إسرائيل في الشرق الأوسط، والهند في جنوب آسيا".

اقرأ أيضاً

طوفان الأقصى يبرز أسباب الهيبة الدبلوماسية الأمريكية المهدورة بالشرق الأوسط

ويلاحظ حسين أنه "قبل أسبوعين فقط من انطلاق (طوفان الأقصى)، ظهرت 3 تطورات منفصلة، ​​ولكنها مترابطة"، أولها كان في 22 سبتمبر/أيلول، حين كشف رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو بفخر عن خريطة "الشرق الأوسط الجديد" في الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث كان الفلسطينيون غائبين بشكل واضح.

أما ثاني التطورات، فكان في 20 سبتمبر/أيلول، في أعقاب قمة مجموعة العشرين في نيودلهي، تم إطلاق ممر الاتحاد الأوروبي بين الهند وإسرائيل والشرق الأوسط (IMEC) وسط ضجة كبيرة، والذي تم وصفه بأنه رد الغرب المقلد على مبادرة "الحزام والطريق" الصينية الناجحة للغاية .

أما الثالث، فكان في مايو/أيار 2023، حين اصطحب جيك سوليفان مستشار الأمن القومي للرئيس جو بايدن، شخصيًا نظيره الهندي أجيت دوفال، للقاء رئيس الوزراء السعودي وولي العهد الأمير محمد بن سلمان "لتعزيز رؤيتهما المشتركة لمنطقة شرق أوسط أكثر أمانًا وازدهارًا ومترابطة" مع الهند والعالم.

وفي 2 أكتوبر/تشرين الأول، كتب سوليفان في مجلة "فورين أفيرز" ذات النفوذ، أن "الشرق الأوسط لم يكن هادئًا من قبل كما هو اليوم".

وبعد 5 أيام، كسرت "طوفان الأقصى" ذلك الهدوء.

ويشير حسين إلى أن إدارة بايدن هي الإدارة الأمريكية الأولى منذ 50 عامًا التي استغنت عن ورقة التوت المتمثلة في بدء "عملية السلام" في الشرق الأوسط، حيث كانت راضية عن الوضع الراهن الذي تدعمه إسرائيل والذي يتمثل في احتلال قسري.

اقرأ أيضاً

من الخليج إلى المغرب العربي.. كيف ستؤثر طوفان الأقصى على سياسات الشرق الأوسط؟

ويضيف: "لقد انبثقت 6 عواقب استراتيجية لإعادة تشكيل الشرق الأوسط من "طوفان الأقصى"، سردها فيما يلي:

أولاً: كانت إسرائيل والولايات المتحدة تحاولان "مسرحية هاملت بدون أمير الدنمارك"، وبعبارة أخرى، بناء "شرق أوسط جديد" بدون فلسطين، عبر تعزيز العلاقات الإسرائيلية مع الدول العربية والإسلامية متجاوزة الفلسطينيين، كما لو كانت فلسطين القضية لم تعد ذات صلة.

وقد أصبحت هذه السياسة الآن في حالة يرثى لها: فلا يمكن تحقيق السلام الدائم أو الاستقرار في الشرق الأوسط دون إقامة دولة فلسطينية مستقلة.

ثانياً: تم خلق أسطورة حول أنه لا يمكن قهر الجيش الإسرائيلي أو المخابرات الإسرائيلية، وأن الجيش الإسرائيلي و"الموساد" هما "الأفضل والأذكى والأقوى" في الشرق الأوسط، وأن إسرائيل حصن منيع لا يمكن اختراق أمنها أبداً.

ومع ذلك، نجح نحو 1400 مقاتل فلسطيني في نسف هذه الأسطورة من خلال "طوفان الأقصى"، في 7 أكتوبر/تشرين الأول.

ثالثاً: قدمت إسرائيل نفسها على أنها ملاذ آمن "جزيرة السلام والهدوء في بحر من العالم الإسلامي المضطرب والمتقلب والضعيف"، والمكان الأكثر أماناً وأماناً في الشرق الأوسط.

والآن يقولون إنهم عانوا من أكبر الخسائر منذ الهولوكوست، وتم تدمير ما يقرب من ثلث أحدث دبابات "ميركافا" من الجيل الخامس.

اقرأ أيضاً

الإيكونوميست: طوفان الأقصى خرب استراتيجية بايدن للشرق الأوسط

رابعاً: أظهر "محور المقاومة" الذي تقوده إيران، نفسه أكثر مرونة من "محور القمع"، حيث قامت الترويكا، التي تقودها إيران والتي تتكون من حماس وحزب الله والحوثيين في اليمن، بتشديد الخناق التكتيكي حول ممرات الشحن والدبلوماسية والسياسة الخارجية والاستراتيجية العسكرية في الشرق الأوسط، وأصبحت طهران الآن مركزية لاستقرار الشرق الأوسط، مع دخولها في العراق وسوريا ولبنان واليمن.

وبدلاً من تطويق واحتواء إيران، فإن إسرائيل هي التي تشعر الآن بأنها محاصرة، مع دفع الولايات المتحدة اليائسة إلى إرسال حاملتي طائرات، بالإضافة إلى تشكيل تحالف مناهض للحوثيين.

خامسًا: يبدو أن روسيا احتفلت بـ"طوفان الأقصى"، باعتبارها "أفضل هدية عيد ميلاد" للرئيس فيلادمير بوتين، حيث تم الآن وضع الحرب الأوكرانية في مرتبة متأخرة، والآن تواجه الولايات المتحدة فجأة موقفًا من ثلاث جبهات: أوكرانيا، والجبهة الجديدة، والحرب الباردة في آسيا والمحيط الهادئ ضد الصين.

وتعد العاصفة في الشرق الأوسط، سيناريو استراتيجي لا يمكن الدفاع عنه بالنسبة لصناع القرار في واشنطن.

ومن ضحايا "طوفان الأقصى" الأخرى الهزيمة المحتملة لبايدن في الانتخابات الرئاسية عام 2024، مما يفتح احتمالات عودة الرئيس السابق دونالج ترامب.

سادسا:  تؤدي "طوفان الأقصى" إلى نشوء انقسام عالمي جديد واضح بين الجنوب والشمال، حيث يقدم الجنوب، بقيادة الصين، إلى جانب روسيا الداعمة، خياراً استراتيجياً، ونظرة عالمية بديلة، للشمال العالمي الذي تقوده الولايات المتحدة، سواء كان ذلك في غزة أو أوكرانيا أو مبادرة الحزام والطريق أو هيمنة الدولار.

وبات مركز الثقل العالمي يتحول بلا هوادة نحو الجنوب، حيث أدت "طوفان الأقصى" إلى تفاقم هذا الانقسام، كما تبين من التصويت في الأمم المتحدة.

اقرأ أيضاً

طوفان الأقصى.. هكذا قد تغير حماس الجغرافيا السياسية للشرق الأوسط

ويعلق السيناتور حسين، على هذه التطورات، بأن غزة هي أيضا أول إبادة جماعية متلفزة في التاريخ، وبأنه على الرغم من قدرة إسرائيل الوحشية على القتل، إلا أن الفلسطينيين لا يتزعزعون في تصميمهم واستعدادهم للمقاومة والموت من أجل قضية الحرية.

ويضيف: "الفلسطينيون يربحون دون أن يخسروا.. كما خسرت إسرائيل (معركة الروايات)".

ويتابع السيناتور الباكستاني: "الوقت قد حان لكي تقرأ الولايات المتحدة وإسرائيل ما هو مكتوب على الحائط: أوقفوا الإبادة الجماعية، وأنهوا الاحتلال، واتخذوا الخطوات اللازمة لإقامة دولة فلسطينية مستقلة".

ويشير إلى أن التاريخ اليهودي بحد ذاته هو شهادة حية على كسر الأسطورة النازية حول "الحل النهائي".

ويخاطب حسين الولايات المتحدة بالقول: "يجب أن تتعلم من أخطائها وإخفاقاتها في التاريخ الحديث، فبعد الإطاحة بحركة طالبان الأفغانية في عام 2001، استغرق الأمر 20 عامًا وأهدرت 2.2 تريليون دولار في أفغانستان، قبل أن تتفاوض مع نفس الحركة التي وصفتها ذات يوم بالإرهابية لتسهيل انفصالها".

ويضيف: "إن حماس، التي تمثل التطلعات الفلسطينية، ورمز التحدي في غزة، والتي يصفها الغرب أيضاً بأنها إرهابية، هي على الأقل منظمة منتخبة ديمقراطياً فازت في انتخابات حرة في غزة عام 2006، وتقبل الحق المشروع للفلسطينيين في تقرير مستقبلهم".

قبل أن يختتم: "الحرية هي ثمن بسيط يتعين على الولايات المتحدة أن تدفعه مقابل السلام الدائم والأمن والاستقرار في قلب العالم الإسلامي".

اقرأ أيضاً

ن. تايمز: استراتيجية إسرائيلية جديدة ضد حماس وغزة بعد صدمة طوفان الأقصى.. واجتياح بري متوقع

المصدر | تربيون إكسبرس - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: طوفان الأقصى الشرق الأوسط أمريكا الهند الصين الولایات المتحدة فی الشرق الأوسط طوفان الأقصى اقرأ أیضا لا یمکن

إقرأ أيضاً:

د. علي عبدالحكيم الطحاوي يكتب: السياسية الخارجية الأمريكية مع ترامب

بعد تولي دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة مجددًا في يناير 2025، والعودة مرة أخرى من المتوقع أن تكون سياسته الدولية مزيجًا من المبادئ التي انتهجها خلال ولايته الأولى مع بعض التعديلات لتتناسب مع الظروف الجديدة، سواء على المستوى الداخلي أو الدُّوَليّ. 

أرى ترامب سيتابع النهج الذي أطلق عليه "أمريكا أولًا"، وهو الذي يركز على تحقيق مصالح الولايات المتحدة على حساب التزامات دولية قد يراها غير مفيدة لمصلحة الأمريكيين.
ولكن في الوقت ذاته، سيكون عليه التعامل مع متغيرات جديدة على الساحة الدولية.

وهنا أوضح حسب رؤيتي" أن كل رؤساء الولايات المتحدة نجد أمامه ثوابت يتم العمل عليها ولكن الهدف واحد وتختلف في طريقة التنفيذ لها من رئيس لآخر ".

ووفقًا لسياسة ترامب أوضح من الناحية الاقتصادية والسياسية أن الرئيس ترامب يركز على السياسة الاقتصادية والتجارية لأنها جزءًا أساسيًا من استراتيجية ترامب الدولية. سيواصل الدفاع عن "أمريكا أولًا" عبر فرض سياسات تجارية تهدف إلى تقليل العجز التجاري مع بعض الدول الكبرى، مثل الصين والاتحاد الأوروبي. 

من المتوقع أن يستمر في فرض الرسوم الجمركية على السلع الصينية، وهو ما قد يؤدي إلى تصعيد التوترات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم. ترامب سيعزز موقفه كمدافع عن الصناعة الأمريكية وسيسعى لخلق فرص عمل محلية انطلاقًا من إحياء قطاعات مثل التصنيع والطاقة.
بجانب السياسة العسكرية والدبلوماسية، يظل ملف الطاقة جزءًا أساسيًا من استراتيجية ترامب. مع عودة الولايات المتحدة كأحد أكبر منتجي الطاقة في العالم، من المحتمل أن يسعى ترامب إلى زيادة الاهتمام بالاقتصاد والطاقة والعمل على تسويق العلاقات الاقتصادية وبصفه خاصه مع دول الشرق الأوسط بما يعزز من مصالح الولايات المتحدة في الطاقة. 
إضافة إلى ذلك قد يسعى إلى جذب استثمارات في قطاع الطاقة المتجددة بواسطة شراكات استراتيجية مع بعض دول الخليج مثل الإمارات والمملكة العربية السعودية.
وأرى أيضا التعامل مع الصين انطلاقًا من المنافسة الإستراتيجية لها لذلك من المتوقع أن تكون العَلاقة بدولة الصين واحدة من أكثر القضايا تعقيدًا في السياسة الخارجية لترامب في ظل تصاعد التنافس بين الدولتين على الصعيدين الاقتصادي والتكنولوجي، سيستمر ترامب في سياسة مواجهة الصين في قضايا متعددة مثل التجارة، والتكنولوجيا، والسيطرة على الاقتصاد العالمي. 

ترامب قد يسعى لتطوير سياسة أكثر عدوانية تجاه الصين، مستفيدًا من تحالفات مع حلفاء في منطقة المحيطين الهادئ والهندي مثل اليابان والهند وأستراليا، من أجل الحد من النفوذ الصيني في المنطقة. كما سيضع الصين في صدارة قضايا الأمن السيبراني وحقوق الإنسان.
وبالنسبة لروسيا في ظل استراتيجيات "أمريكا أولًا"، سيتعين على ترامب تحديد كيفية التعامل مع نفوذ روسيا المتزايد في الشرق الأوسط، قد يسعى ترامب إلى تعزيز التحالفات مع حلفائه في المنطقة لمواجهة هذا النفوذ الروسي، لكن من غير المتوقع أن يتخذ خطوات متطرفة ضد موسكو في ظل التنافسات الجيوسياسية.
وسيعمل فيما بعد على وقف الحرب بين روسيا و أوكرانيا.

وهنا أوضح حسب رأيي أن ملف للشرق الأوسط بالنسبة لترامب فقد تتغير سياسته نوعا ما حسب الواقع الحالي في الشرق الأوسط، ومن المحتمل أن يظل ترامب متمسكًا بتعهداته بحماية أمن الشرق الأوسط، بداية من منطقة الخليج العربي حتي شمال أفريقيا فيما يتعلق بمصالح الولايات المتحدة في النفط والتجارة. 
لذلك سيستمر ترامب في تبني سياسة متشددة تجاه إيران، والعمل على تطبيق "الضغوط القصوى" مرة أخرى، خصوصًا فيما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني والتوسع الإقليمي كما سيواصل دعم الحلفاء التقليديين مثل مصر و السعودية والإمارات، مع التأكيد على أن الولايات المتحدة يجب أن تكون في موقع القوة في أي مفاوضات إقليمية.
وأرى من ضمن ملفات ترامب المهمة في الشرق الأوسط ملف القضية الفلسطينية التي تظل القضية الأولى في الشرق الأوسط وتستخدم ورقة ضغط محورية على المستوى العربي.
وأرى أن الملف الفلسطيني قد يكون له وضع معقد على الإدارة الأمريكية برغم من دعم ترامب القوي لإسرائيل، فإن تعقيدات الوضع الفلسطيني ستظل تمثل تحديًا له في الشرق الأوسط.
لأنه سيبقى هدف دعم إسرائيل على حساب الدول العربية في صلب السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط مع أنّ العديد من الأنظمة العربية ترفض ذلك.
وأرى هذا الدعم لدولة الاحتلال واضح من تأييد ترامب للمشهد الحالي في الضفة الغربية والدليل على ذلك الموافقة على إرسال بعض الأسلحة كانت رفضتها إدارة بايدن في وقت سابق.
وأرى أكبر خطأ قد يقع فيه ترامب هو دعمه لملف التهجير للفلسطينيين وهو صعب جدا على الفلسطينيين وصعب جدا أيضا موافقة الدول المجاورة مثل الأردن ومصر، لان ذلك المخطط قد يطمس وينهي القضية الفلسطينية، لذلك نأمل من إدارة ترامب مراجعة نفسها في مثل هذه التصريحات أو حتي العمل عليها لعدم اشتعال المنطقة مرة أخرى بعد العمل على التهدئة من خلال توقيع اتفاق وقف العدوان على غزة، وأرى من المرجح سيظل ترامب يبتعد عن التدخل العسكري المباشر في النزاعات الإقليمية، لكن سيستمر في دعم الأنظمة الحليفة عبر تقديم مساعدات عسكرية أو دعم دبلوماسي مع فتح استثمارات لهم مع زيادة الثقة والعمل على الصالح العام للولايات المتحدة أولًا.

وبالنسبة للتعامل مع الحلفاء التقليديين لأمريكا 
على الرغم من الانتقادات التي واجهت ترامب خلال ولايته الأولى، إلا أن العودة إلى البيت الأبيض قد تُمكنه من إعادة تشكيل علاقات الولايات المتحدة مع حلفائها التقليديين مثل دول حلف الناتو والمملكة المتحدة.
وأرى أن ترامب سيواصل ممارسة ضغوط على حلفاء الناتو لتسديد المزيد من النفقات العسكرية، بينما قد يعزز التعاون مع المملكة المتحدة في القضايا التجارة بعد توسع مجموعة البريكس.
ومع ذلك، فإن العَلاقة مع الاتحاد الأوروبي قد تظل مشوبة بالتوتر، خاصة في ما يتعلق بقضايا مثل المناخ، التجارة، والاتفاقات الدولية.

وبالنسبة للعلاقات مع تركيا قد تكون هناك تناقضات استراتيجية فالسياسة التركية قد تتناقض مع بعض مصالح الولايات المتحدة في المنطقة، قد يسعى إلى تحقيق نوع من التوازن بين التعاون الاستراتيجي مع تركيا والحفاظ على التحالفات الإقليمية الأخرى.
وبالنسبة للانسحاب من المنظمات الدولية من المؤكد قد يعيد ترامب النظر في عضوية الولايات المتحدة في بعض المنظمات الدولية التي تراها الإدارة الأمريكية "مضرة" بمصالح أمريكا، وقد تم اتخاذ هذا الاتجاه، فقد قرر ترامب الانسحاب من منظمات مثل منظمة الصحة العالمية (WHO) أو اتفاقية باريس للمناخ، وهي القضايا التي سبق له أن خالفها في ولايته الأولى. 
وترجع سياسة الانسحاب من المعاهدات والاتفاقات الدولية لأنه يراها غير ملائمة للمصالح الوطنية الأمريكية.
وبالنسبة لملف الاهتمام بالقوة العسكرية والقيادة العالمية أرى ترامب لن يتخلى عن الدور القيادي العسكري للولايات المتحدة، لكنه قد يركز أكثر على تمويل التحالفات العسكرية بدلاً من التورط المباشر في الحروب طويلة الأمد لان سياسة ترامب العسكرية ستكون موجهة نحو الهيمنة العسكرية الأمريكية، لكنه سيسعى لتحجيم الوجود العسكري الأمريكي في مناطق النزاع المستمرة، ومن المحتمل أن يعزز الوجود العسكري الأمريكي في المحيطين الهندي والهادئ لمواجهة النفوذ الصيني.

لذلك نجد الكثير من الأزمات الإقليمية والضغوط العالمية مع بداية عودة ترامب خلال مدّة ولايته الجديدة المليئة بالتحديات الدولية والعالمية.

مقالات مشابهة

  • د. علي عبدالحكيم الطحاوي يكتب: السياسية الخارجية الأمريكية مع ترامب
  • باستثناء دولتين في الشرق الأوسط.. “ذعر” بعد تجميد أمريكا كافة المساعدات الخارجية تقريبا
  • باستثناء دولتين في الشرق الأوسط.. ذعر بعد تجميد أمريكا كافة المساعدات الخارجية تقريبا
  • أمل الحناوي: التجارب أثبتت أن إسرائيل لا تريد تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط
  • هآرتس: هل تعلق إسرائيل آمالا كاذبة على ترامب بشأن إيران؟
  • الولايات المتحدة تغير رسميًا اسم "خليج المكسيك"
  • متخصص في الشأن العسكري: إيران أكثر الخاسرين من تغيرات الشرق الأوسط عكس إسرائيل
  • هل تقرب "سياسة ترامب الانعزالية" الصين من دول العالم؟
  • صحيفة عبرية: النفوذ القطري في الشرق الأوسط يقلق إسرائيل
  • ما أبرز الإنجازات والمكتسبات التي حققها طوفان الأقصى للقضية الفلسطينية؟