هكذا يُسكت الأميركيون الإيرانيون الموالون لإسرائيل مؤيدي فلسطين
تاريخ النشر: 30th, December 2023 GMT
قبل عام تقريبا اتحد المغتربون الإيرانيون في الولايات المتحدة في احتجاجات حاشدة عندما توفيت مهسا أميني (22 عاما) إثر اعتقالها مما يعرف بـ "شرطة الأخلاق" الإيرانية لارتدائها لباسا "غير لائق"، مما تسبب في واحدة من أبرز حركات المعارضة وأكثرها استدامة ضد الحكومة الإيرانية منذ الثورة الإسلامية عام 1979.
وبعد مرور عام -كما كتب عمر فاروق، وهو صحفي مقيم بواشنطن، في مقال بموقع ميدل إيست آي- يعاني المغتربون في الولايات المتحدة من انقسام مرير، حيث إن القضية المطروحة أمامهم هذه المرة هي الحرب الإسرائيلية على غزة.
وأشار الكاتب إلى أن أحد مظاهر هذا الانقسام تمثل في خروج الأميركيين الإيرانيين، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إلى شوارع المدن الأميركية رافعين الأعلام الإسرائيلية ومطالبين بالقضاء على حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
ولفت إلى أن هذا الدعم القوي لإسرائيل بين بعض أفراد الجالية الإيرانية الأميركية موجود منذ عقود. ومع ذلك، فقد شهدت الأشهر القليلة الماضية ارتفاعا حادا في هذا الدعم من أقلية صغيرة تسعى إلى تهميش أي مشاعر مؤيدة للفلسطينيين.
حملات تشهيروأردف الكاتب أن العديد من النشطاء الأميركيين الإيرانيين الذين تحدثوا إلى الموقع البريطاني، بشرط عدم الكشف عن هويتهم، يخشون التحدث علنا عن دعمهم لفلسطين، قائلين إن أي شخص يفعل ذلك علنا يواجه حملات تشهير وحتى تهديدات لحياتهم.
وقال أحد هؤلاء "إنها واحدة من تلك الأشياء التي تسببت في انقسام كبير في الجالية. وأعتقد أن أصل هذا الأمر هو الكراهية الشديدة للحكومة الإيرانية -وهو أمر مبرر- لدرجة أن أي شيء يدعمونه تكرهه أنت تلقائيا دون فهم أن الأمر ليس أبيض وأسود".
متظاهرون يرددون هتافات خلال مظاهرة قرب القنصلية الإيرانية في إسطنبول عقب مقتل مهسا أميني (رويترز)وقالت واحدة من النشطاء إنهم كانوا يعرفون دائما أن هناك شرائح من الجالية الإيرانية تتبنى الأيديولوجية الصهيونية، لكنهم لم يدركوا تماما مدى انتشارها إلا بعد هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وعندما بدأت هذه الناشطة نشر محتوى مؤيد للفلسطينيين ينتقد حرب إسرائيل في غزة، قالت إن العديد من الإيرانيين بدؤوا إلغاء متابعتها ثم اتهموها بدعم الإرهاب.
وأضافت "أنا أنظر إلى أشياء مختلفة تحدث في جميع أنحاء العالم، وعندما أرى ظلما أتحدث عنه. وأولويتي ليست من يمول حماس، بل ما يمر به الناس في غزة والضفة الغربية المحتلة".
دوافع أنانيةويقول ناشط إيراني آخر إن "إسرائيل تنسجم إستراتيجيا مع الأقليات المضطهدة في إيران، وتقدم دعما مؤقتا بدوافع أنانية، وهو توازن دقيق".
ويرى الكاتب أنه نظرا للتنافس المرير بين إسرائيل وإيران بعد الثورة الإيرانية عام 1979، وجد العديد من أفراد الشتات الإيراني الذين فروا من البلاد معارضين للحكومة الجديدة أنفسهم مؤيدين لإسرائيل، لأنها تشاركت مشاعر مماثلة مناهضة للحكومة الإيرانية، في إشارة إلى الخروج الجماعي لليهود الإيرانيين إلى إسرائيل لأسباب تعزى إلى حد كبير للاضطهاد والصعوبات المالية.
وتشمل الشرائح المؤيدة لإسرائيل في الجالية الإيرانية الأميركية نشطاء بارزين مثل مسيح علي نجاد، التي دعت إلى تصنيف الحرس الثوري الإيراني جماعة إرهابية لدعمه حماس.
ومع ذلك، قال العديد من النشطاء الذين تحدثوا إلى الموقع إن هؤلاء الأفراد هم مجرد أقلية صغيرة من الجالية الإيرانية الأميركية الكبرى.
وقال ناشط "إن الوجود الصاخب للصهاينة الإيرانيين على الإنترنت وفي المسيرات قد يخلق تصورا مضللا. وفي الواقع، يخشى العديد من الإيرانيين التحدث علنا ولا يتوافقون مع وجهة النظر هذه".
وقال آخر "الصهاينة الإيرانيون الذي يستخدمون الإنترنت أقلية صغيرة وصوتها عال جدا، لأنني أعرف الكثير من الأشخاص في جاليتنا المؤيدين لفلسطين. وهم خائفون جدا من التحدث".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: العدید من
إقرأ أيضاً:
صالح دار موسى أسير محرر محكوم بـ17 مؤبدا ومبعد خارج فلسطين
صالح موسى أسير قسامي من مواليد عام 1964، التحق في شبابه بجماعة الإخوان المسلمين، ثم بحركة المقاومة الإسلامية (حماس) قبل أن ينضم إلى جناحها العسكري ويؤسس الخلية القسامية في بيت لقيا. اعتقله الاحتلال على خلفية نشاطه عام 2003، وحكم عليه بالمؤبد 17 مرة، وخرج في صفقة تبادل تم الاتفاق عليها يوم 25 يناير/كانون الثاني 2025 بين حماس وإسرائيل.
المولد والنشأةولد صالح صبحي داود دار موسى المعروف بـ"أبو إسلام" يوم 30 أبريل/نيسان 1964 في بلدة بيت لقيا بمحافظة رام الله والبيرة.
الدراسة والتكوين العلميدرس مراحله الأساسية في مدرسة بيت لقيا واتحاد صفا، وأكمل الثانوية في مدرسة بيتونيا الثانوية عام 1981.
حصل صالح موسى على دبلوم في الشريعة الإسلامية من كلية خضوري في طولكرم عام 1983، والبكالوريوس في العلوم السياسية من جامعة القدس أبو ديس عام 2021.
صالح موسى أسس خلية "بيت لقيا القسامية" خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية (مواقع التواصل) التوجه الفكريالتحق في شبابه بجماعة الإخوان المسلمين، وشارك في أنشطتها الدعوية والنقابية، وقاده ذلك إلى الانخراط في حركة حماس بداية تأسيسها، وانضم بعدها إلى كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس، وشارك في التخطيط والتنفيذ لعدد من العمليات ضد الاحتلال الإسرائيلي.
إعلانفي الانتفاضة الفلسطينية الثانية أسس خلية "بيت لقيا القسامية" المسؤولة عن عملية مقهى "هلل يافي" في القدس يوم 9 سبتمبر/أيلول 2003، ونفذها القسامي رامز فهمي أبو سليم، وتسببت بمقتل 9 إسرائيليين وإصابة العشرات.
وخططت هذه الخلية أيضا لعملية عسكرية اليوم نفسه بمحطة الباصات في بلدة صرفند قرب مدينة الرملة المحتلة، ونفذها إيهاب عبد القادر الطالب بجامعة بيرزيت، وتسببت بمقتل 8 إسرائيليين وجرح العشرات.
وجاءت هذه العمليات العسكرية على خلفية اغتيال إسرائيل للقيادي في حماس إسماعيل أبو شنب ومحاولة اغتيال مؤسس الحركة الشيخ أحمد ياسين.
الاعتقالعمل صالح موسى مدرسا للتربية الإسلامية في عدد من المدارس الحكومية من بينها مخماس وراس كركر وبيتين وبيتونيا وبيت لقيا، وعمل أيضا خطيبا في أحد مساجد قريته.
وقد فصلته إسرائيل عن عمله بعد عام من تعيينه بوزارة التربية والتعليم، واعتقلته أول مرة عام 1991، ومن حينها توالت اعتقالاته، وكانت المرة الخامسة في 17 سبتمبر/أيلول 2003 واقتيد بعدها إلى مركز تحقيق المسكوبية في القدس.
كما اعتقلته سلطات الاحتلال بتهمة انتمائه لكتائب القسام، والتخطيط لعمليتين، الأولى في مقهى إسرائيلي وأخرى في محطة للحافلات، وقتل فيهما 16 إسرائيليا.
وأمضى صالح موسى عاما في التحقيق واعتقلت زوجته مرتين للضغط عليه، ثم قضت المحكمة الإسرائيلية في معسكر عوفر بمعاقبته بالسجن المؤبد 17 مرة.
وقد هدمت إسرائيل منزله دون السماح لعائلته بإخلائه، وتوفي والداه وزوجته وحرم من وداعهم، واعتقل ولداه إسلام ومحمد، ولم يسمح لباقي أفراد عائلته بزيارته في السجن، ووضع في العزل الانفرادي 6 سنوات.
كما رفضت إسرائيل إطلاق سراحه في صفقة وفاء الأحرار عام 2011. لكنها وافقت على إدراج اسمه في قائمة المفرج عنهم في اتفاق وقف إطلاق النار مع حماس الذي تم التوصل إليه يوم 15 يناير/كانون الثاني 2025.
إعلانوقررت إسرائيل الإفراج عنه وإبعاده إلى مصر، ضمن 70 أسيرا آخرين أُفرج عنهم في الدفعة الثانية من هذا الاتفاق.