زرموح: إذا استمر المصرف المركزي بأسلوبه المتعلق بالنقد الأجنبي فلن يستقر سعر الصرف قريباً
تاريخ النشر: 30th, December 2023 GMT
ليبيا – صرح أستاذ الاقتصاد بالأكاديمية الليبية،عمر زرموح،بخصوص أزمة سعر الصرف الحالية وتوقعات عام 2024.
زرموح وفي تصريحات خاصة لصحيفة “صدى”الاقتصادية،قال:” في الوقت الذي كنا نأمل فيه تحسن قيمة الدينار الليبي بعد التخفيض الرسمي الذي أصابه بسبب قرار مصرف ليبيا المركزي بتاريخ الـ 16 ديسمبر 2020 الذي كان بنسبة 70% إلا أن الواقع يشير إلى أن أزمة سرعة الصرف قد بدأت تطل برأسها من جديد منذ بضعة أشهر خلال هذا العام 2023، والنقطة المهمة التي لا ينبغي تجاوزها في هذا السياق هي أن مشكلة سعر الصرف في أي دولة هي مشكلة ميزان مدفوعات بالدرجة الأولى”.
وأضاف:” وفي ليبيا يُلاحظ من بيانات مصرف ليبيا المركزي التي ينشرها شهرياً أن هناك مؤشرات واضحة لوجود عجز كبير في ميزانية المدفوعات بالرغم من أن هذه البيانات ليست نهائية،وأن إيرادات النقد الأجنبي الموردة إلى مصرف ليبيا المركزي خلال فترة الأحد عشر شهراً من هذا العام 2023 قد بلغت 22.3 مليار دولار وفقاً لتقرير المصرف بينما بلغت استخدامات النقد الأجنبي 32.8 مليار دولار بعجز قدره 10.5 مليار دولار وهو عجز في الإيرادات يمثل %32 من الاستخدامات الأمر الذي يبعث على المخاوف من استمرار أو تفاقم هذا العجز الذي قد ينعكس سلبياً على سعر الصرف”.
وبين أن هذه الاستخدامات تتضمن مبلغ 8.65 مليار دولار تحت بند التزامات الجهات العامة التي لم يفصح المصرف عن أي تحليل لها، وهو مبلغ ليس بالبسيط إذ يمثل 26% من إجمالي الاستخدامات البالغة 32.8 مليار دولار، كما يمثل %64% من استخدامات الدولة البالغة 13.517 مليار دولار.
وأشار إلى أن هذا المبلغ مؤثر جداً في ميزانية المدفوعات ويجب تحليله وتبريره حتى تتخذ على أساس ذلك قرارات سليمة، كما تتضمن استخدامات المصارف التجارية مبلغين كبيرين هما مبلغ 11.27 مليار دولار اعتمادات مستندية + مبلغ 7.721 مليار دولار للأغراض الشخصية بما مجموعه 19 مليار دولار بنسبة 58% من إجمالي الاستخدامات.
وأوضح أن هناك زيادة غير طبيعية في استخدامات النقد الأجنبي خلال الفترة حيث بلغت هذه الزيادة 11.3 مليار دولار مقارنة باستخدامات النقد الأجنبي لنفس الفترة من العام الماضي 2022 الأمر الذي يستوجب دراسة أسباب هذه الزيادة بعمق أكبر ذلك أنه إذا بقيت استخدامات النقد الأجنبي على نفس وتيرة السنة الماضية لما حصل أي عجز هذا العام 2023 رغم حدوث عجز بسيط السنة الماضية.
وتابع زرموح حديثه:”وبناءً على ما تقدم يمكن التوصل إلى الاستنتاجات المبدئية الآتية:
1- على الرغم من أن إيرادات النقد الأجنبي خلال الفترة من هذا العام 2023 كانت أكبر من إيرادات السنة الماضية 2022 بفارق قدره 22.3-19.0-3.3) إلا أن الزيادة غير الطبيعية في الاستخدامات قد التهمت أي فائض مرتقب، بل أدت إلى عجز بلغ 10.5 مليار دولار بنسبة 32% كما ذكر أعلاه وهي نسبة عالية لا يمكن القبول بها ولا يجوز الصمت عنها.
2- كان يجب على مصرف ليبيا المركزي بالتعاون مع الجهات المعنية في الدولة بحث واستقصاء أسباب هذا العجز بهدف تصحيحه أو على الأقل عدم تكراره وذلك في إطار من الهدوء والسكينة وزرع الثقة في الجهاز المصرفي ولو أدى الأمر إلى استخدام جزء من الاحتياطي، لكن ما حصل كما يبدو غير ذلك فقد انبرى المصرف إلى المزيد من عرقلة عمليات فتح الاعتمادات والتحويلات للأغراض الشخصية في شكل سياسة ردود أفعال لا أساس لها من العلم، حيث قام بتشكيل لجان لفحص الاعتمادات وكأن الإدارات المختصة لم يعد لها أي عمل وأوقف بعض الاعتمادات ثم أفرج على بعض منها والنتيجة كانت سلبية جداً على التجار ورجال الأعمال وكذلك على مكاتب الصرافة حيث زادت مخاوف الجميع وساد التشاؤم وتزعزعت الثقة في المصرف المركزي فظهر فائض الطلب على النقد الأجنبي معبراً عن نفسه في زيادة للفارق بين السعر الرسمي للنقد الأجنبي وسعره في السوق الموازية في مثل هذه الظروف ولشدة حساسية سعر الصرف يجب ألا نستغرب إذا رأينا الهلع يزداد لاقتناء وتخزين النقد الأجنبي تحسباً لأسوأ الاحتمالات.
3- إذا استمر مصرف ليبيا المركزي بهذا الأسلوب من التذبذب في تعاملاته المتعلقة بالنقد الأجنبي فلا أتوقع أن يستقر سعر الصرف قريباً خلال العام القادم 2024 وخاصة في ظل السياسة النقدية التوسعية الموازية للسياسة المالية التوسعية،فلقد زاد عرض النقود بالمفهوم الضيق (M1) خلال ثلاثة أرباع هذا العام 2023 بنسبة %11% وهي زيادة كبيرة ما كان لها أن تحصل في ظل قيام المصرف ببيع 32.8 مليار دولار
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: مصرف لیبیا المرکزی هذا العام 2023 ملیار دولار سعر الصرف
إقرأ أيضاً:
مصر وصندوق النقد الدولي.. اتفاق جديد يمهد لصرف 1.2 مليار دولار
توصلت مصر وصندوق النقد الدولي إلى اتفاق جديد على مستوى الخبراء في إطار برنامج الإصلاح الاقتصادي، ما يمهد الطريق لصرف دفعة جديدة بقيمة 1.2 مليار دولار.
ويأتي هذا الاتفاق ضمن خطة دعم صندوق النقد لاقتصاد مصر عبر برنامج تسهيل الصندوق الممدد، الذي يشمل حزمة من الإصلاحات المالية والاقتصادية بهدف تحقيق استقرار الاقتصاد الكلي وتعزيز دور القطاع الخاص.
دفعة جديدة بقيمة 1.2 مليار دولارأعلن صندوق النقد الدولي، اليوم الأربعاء 25 ديسمبر 2024، عن إتمام المراجعة الرابعة لبرنامج تسهيل الصندوق الممدد مع مصر، مؤكدًا أن الاتفاق رهن بموافقة المجلس التنفيذي، وأوضح الصندوق أن صرف هذه الدفعة المالية يدعم الجهود المصرية في تنفيذ إصلاحات تهدف إلى تعزيز تعبئة الإيرادات المحلية وتنظيم النظام الضريبي.
وأشار البيان إلى أن مصر وافقت على تعزيز دور القطاع الخاص كالمحرك الرئيسي للنمو الاقتصادي، مع التزامها بسعر صرف مرن لضمان استقرار السوق المالي وتقليل الأعباء على النقد الأجنبي.
بدأت مصر برنامجها مع صندوق النقد الدولي في ديسمبر 2022، حيث حصلت على قرض إجمالي بقيمة 8 مليارات دولار، يُصرف على دفعات حتى سبتمبر 2026. وحتى الآن، تسلمت مصر نحو 1.64 مليار دولار خلال العام الجاري مقسمة على دفعتين، الأولى في أبريل بعد مراجعة مؤجلة، والثانية في أغسطس بعد إتمام المراجعة الثالثة.
ويهدف البرنامج إلى دعم الاقتصاد المصري عبر إصلاحات شاملة تشمل توحيد سعر الصرف، تنظيم النظام الضريبي، وتعزيز استثمارات القطاع الخاص.
التحديات والإصلاحات المستقبليةرغم تحقيق تقدم ملحوظ، أكد صندوق النقد الدولي ضرورة إجراء المزيد من الإصلاحات لضمان تعبئة الإيرادات المحلية وتعزيز الشفافية المالية.
ويُتوقع أن تركز الإصلاحات المقبلة على إزالة العقبات أمام القطاع الخاص وتعزيز دوره في دعم الاقتصاد، بالإضافة إلى تبسيط النظام الضريبي لتحقيق العدالة والكفاءة.
ويمثل الاتفاق الجديد خطوة مهمة ضمن جهود مصر لتحقيق استقرار الاقتصاد الكلي وتعزيز مسار التنمية المستدامة. ومع استمرار الدعم الدولي، يبقى نجاح البرنامج معتمدًا على تنفيذ الإصلاحات المطلوبة ودعم القطاع الخاص كأحد المحركات الأساسية للنمو الاقتصادي.
من جانبه، قال المحلل الاقتصادي، إسلام الأمين، إن الاتفاق الجديد بين مصر وصندوق النقد الدولي يمثل خطوة إيجابية وملموسة نحو تحقيق استقرار الاقتصاد المصري وتعزيز الثقة الدولية في برنامج الإصلاح الاقتصادي الوطني.
وأضاف الأمين في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن صرف الدفعة الجديدة بقيمة 1.2 مليار دولار يؤكد التزام مصر بتنفيذ إصلاحات هيكلية شاملة، تسعى إلى تحفيز دور القطاع الخاص وتبسيط النظام الضريبي.
ولفت إلى أن هذا الاتفاق يعكس نجاح السياسات الاقتصادية المصرية في الموازنة بين استقرار الاقتصاد الكلي ودعم التنمية المستدامة، كما يعزز مكانة مصر الاقتصادية عالميًا، ويدعم قدرتها على مواجهة التحديات الاقتصادية الراهنة.
واختتم قائلًا: إنه "مع استمرار تنفيذ هذه الإصلاحات، أرى مستقبلاً أكثر إشراقاً للاقتصاد المصري، خاصة مع تركيز الجهود على خلق بيئة اقتصادية جاذبة للاستثمارات وداعمة للنمو المستدام".