حصاد الإفتاء.. 922 جلسة حوارية و100 ألف فتوى أبرز جهود إدارة "حوار" في 2023
تاريخ النشر: 30th, December 2023 GMT
قال طاهر زيد -مدير وحدة حوار بدار الإفتاء المصرية: "إن إدارة حوار تهتم بالبحث العقدي والمعرفي والفكري وما يتقاطع معهما من إشكالات نفسية واجتماعية"، مشيرًا إلى حجم الجهود التي بذلتها الإدارة خلال عام 2023 وفقًا لاستراتيجية دار الإفتاء المصرية الرامية إلى تفعيل ثقافة الحوار بوصفه واحدًا من أهم أدوات التواصل الفكري والديني والثقافي والاجتماعي.
وأضاف أن الإدارة تعمل على تقديم المشورة لسائر المشكلات التي تهم السائلين في قضاياهم الفكرية التي تتقاطع مع الدين بشكل أو آخر، كما تعمل على رصد وتحليل الظواهر والمفاهيم الدينية الخاطئة، وتعمل على تقديم الحلول لها، وكذلك العمل على زيادة الوعي الديني الصحيح فيما يخصُّ الشبهات الدينية، وتقديم الدعم عن طريق جلسات "حوارية" داخل مقر دار الإفتاء.
وأشار طاهر زيد إلى أنه قد تم التوسع في مجال عمل الإدارة لتعمل على تقديم رؤية جديدة في كثير من القضايا والإشكالات المعرفية، وكذلك تقديم المشورة، مثل قضايا الانتحار، والهوية الجندرية، والعنف الأسري، والاندماج، والتطرف الديني، والإلحاد، والحوار مع الآخر، وسائر القضايا الإشكالية التي أساسها ومنبعها ديني وتتخذ أشكالًا مختلفة.
وحول أهم جهود الإدارة في 2023 أكد "زيد" أن الإدارة عقدت 922 جلسة حوارية تتراوح بين ساعة و5 ساعات للجلسة الواحدة، بما يقارب حوالي 100 سؤال في الجلسة وبما يوازى 100,000 فتوى ضمن الجلسات التي نعقدها داخل الدار.
وأوضح أن تصنيف الجلسات تمحور حول الأسئلة الكبرى (مثل: نشأة الكون، ووجود الله، وصدق الرسالة، وصوابية الدين)، وإشكالات فلسفية (مثل: معضلة الشرِّ، مفهوم الإرادة الحرَّة، نظرية الخلق المستمرِّ.. وهكذا)، وكذلك إشكالات علمية: (مثل: نظرية التطور، والخلق القرآني...)، وشبهات حول الشريعة: (مثل: الحجاب، والميراث بشكل عام وميراث الأنثى بشكل خاص، وشهادة المرأة، وحقوق المرأة، وزواج المسلمة من غير المسلم، وزواج المسلم بغير المسلمة والكتابية، ومفاهيم حول الأحكام التعبدية ومعقولة المعنى)، وأيضًا شبهات حول السيرة والسنَّة والتاريخ الإسلامي: (مثل: الغزوات والفتوحات، وروايات السنة حول تعدد زوجات النبي عليه الصلاة والسلام)، إلى جانب مشكلات اجتماعية دينية: (مثل: التطرف الديني والإرهاب)، ومشكلات نفسية لها أبعاد دينية: (مثل: اليأس ومحاولة الانتحار، والوسواس القهري ذات البعد الديني، وادعاء النبوة والألوهية والمهدية...)، ومشكلات حضاريَّة: (مثل: مشكلة الاندماج والهوية لدى بعض المسلمين في الدول الغربية، وما ينشأ عنها من أسئلة معرفيَّة)، فضلًا عن مناقشة مشكلات عُمريَّة: (متعلِّقة باختلاف الأجيال خاصة الجيل z (والأطفال) مع انتشار تأثير السوشيال ميديا في حياتنا).
وبشأن أهم الإصدارات والأنشطة التي قامت بها الوحدة في 2023، أشار إلى إصدار كتاب: الدليل الإرشادي للإجابة عن أسئلة الأطفال الوجودية، وإصدار مجموعة من المطويات التي تناقش أغلب الأسئلة الفكرية المتكررة، وكتابة مقالات في أشهر القضايا الفكرية لنشرها على بوابة دار الإفتاء المصرية.
كذلك أشار إلى مشاركة الوحدة في المؤتمر السنوي لدار الإفتاء هذا العام، وتحديدًا في محور التحديات الفكرية والأخلاقية ودور الفتوى في معالجتها ببحث عن "الهوية الجندرية.. ومسائل التحويل الجنسي"، إلى جانب المشاركة مع الشركاء الاستراتيجيين، مثل وزارة التضامن وUN لوضع خطة الاستجابات الوطنية المتعلقة بالتخفيف من العنف والجريمة والمخدرات، وأخيرًا عقد الوحدة سلسلة ندوات لطلبة المدارس الثانوية تحت عنوان "الهوية الدينية" والتي كانت بدايتها شهر ديسمبر.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: حصاد دار الإفتاء حصاد دار الإفتاء 2023 إدارة حوار
إقرأ أيضاً:
حكم الدين في «فوتوسيشن الحمل» أمام الكعبة.. فتوى تحسم الجدل
زيارة بيت الله الحرام، من أشكال الرزق التي ينعم بها الله على عباده، فهي عبادة روحانية خالصة يترك فيها المرء أهله وماله وعمله، ولا يهتم بشيء سوى القرب من الله، ورغم قدسية المكان وهيبته، قد ينشغل البعض أحيانًا عن تأدية العبادات، في سبيل توثيق رحلة العمرة بالصور والفيديو.
وخلال الساعات الماضية، أُثيرت حالة واسعة من الجدل، بعدما أعلنت صانعة محتوى حملها واستعدادها لاستقبال مولودها الأول، من خلال خضوعها لجلسة تصوير، حاملة صورة من «السونار» الخاص بالجنين من أمام الكعبة المشرفة، أثناء أداء مناسك العمرة.
الصور الملتقطة من داخل الحرم الشريف، أثارت نوبة كبيرة من الغضب، إذ عبر كثيرون عن أن ما حدث لا يليق بقدسية المكان، وأن الكعبة ليست المكان المناسب لتصوير «فوتوسيشن».
حكم تصوير إعلان الحمل أمام الكعبةيوضح الشيخ خالد الجمل الداعية الإسلامي والخطيب بوزارة الأوقاف، لـ«الوطن»، رأي الدين في تصوير مثل هذه الجلسات الفوتوغرافية أمام الكعبة المشرفة، مؤكدًا «أن هذا السلوك بالطبع غير جائز، لما فيه من قلة توقير لبيت الله الحرام».
ويضيف «الجمل»: «إذا كان من فعله لا يعلم فلا يأثم، على ذلك لجهالته قدر وعظم هذا البيت الحرام».
أستاذ بجامعة الأزهر يحسم الجدلعلق الدكتور أحمد الرخ، أستاذ الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، على جلسة تصوير إعلان الحمل أمام الكعبة، قائلًا: «إن النظر إلى الكعبة المشرفة في حد ذاته عبادة، فمن ينظر إليها لا بد أن يستذكر أمرًا مهمًا جدًا، وهو من الذي بنى الكعبة، ومن الذي كان يطوف حولها، ويستشعر موضع جلوس النبي، صلى الله عليه وسلم، وموضع نزول الوحي، وكل هذه الأمور تبعث في داخل الإنسان أن يُخلص النية لله سبحانه وتعالى».
وتابع «الرخ»، خلال لقائه ببرنامج «مع الناس» عبر قناة الناس، بأن الأمر ليس مجرد التقاط صور ومشاركتها، وهو ما ينافي الإخلاص في العبادة، لأنه عندما يوفق الله سبحانه وتعالى عباده في الذهاب إلى هذا المكان، فهذه نعمة كبيرة، والنعمة تستوجب شكرها وليس دخول الإنسان في حالة من الرياء.
الإفتاء: الحُرمة أو المنع بحسب الموضوع المصوركانت دار الإفتاء المصرية، لفتت من قبل إلى أن أمر التقاط الصور الفوتوغرافية بوجه عام الأصل فيه الجواز، وتقع الحُرمة أو المنع بحسب الموضوع المصور، فمن كان يُصور حدثا عائليا أو أمرا تذكاريا، فهذا من الأمور الجائزة، ولمن يصور ما لا يُرضي الله تعالى فهذا هو الممنوع.
وأوضحت الإفتاء، عبر حسابها الرسمي، إنه مانع من التقاط الصور عند الكعبة أو عند عرفات أو عند المسعى، لكن ينبغي ألا يجعل هذا يخرج به عن روحانية الحج أو العمرة ، أو ينشغل بالتصوير أو عن الخشوع والخضوع، فعندما يُجاوز الحد فيقع في هذا حكم «الحرمانية».