موقع روسي: طهران أوضحت لموسكو نقطة ضعف واشنطن.. ما هي؟
تاريخ النشر: 30th, December 2023 GMT
نشر موقع "تسار غراد" الروسي تقريرًا تحدث فيه عن ضرورة إعادة الغرب عاجلاً أم آجلاً الأموال الروسية التي جُمّدت عقب بدء العملية العسكرية الروسية.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن إيران أوضحت لروسيا نقطة ضعف الولايات المتحدة. ومارست واشنطن ضغوطا على البنك الدولي والبنك الأوروبي للإنشاء والتعمير مطالبة قيادات هذه المؤسسات باتخاذ الخطوات الأخيرة مع أصول العملة الروسية المجمدة ومصادرة هذه الأموال بالكامل.
نقلًا عن مصادرها كتبت صحيفة "فايننشال تايمز" أن الولايات المتحدة تعتقد أن الاحتياطيات المجمدة لبنك روسيا التي تعادل حوالي 260 مليار أورو ينبغي تحويلها لصالح أوكرانيا. ومع ذلك، يرفض الاتحاد الأوروبي السير على خطى حلفائه الأمريكيين في هذه القضية، مدركين مدى خطورة التداعيات التي قد تنجر عن هذه التدابير المعادية لروسيا. كما أن بروكسل تخشى إمكانية انهيار النظام المالي للاتحاد الأوروبي في حال تنفيذ رغبة واشنطن.
وذكر الموقع أن البنك المركزي الأوروبي وسلطات فرنسا وبلجيكا وألمانيا، التي تستولي على غالبية الأموال الروسية المجمّدة، تعارض هذه الخطوة خشية أن يؤدي سحب هذه الأموال إلى تقويض ثقة الدول الأخرى في المؤسسات المالية الأوروبية، بما في ذلك بكين والرياض، وسحب الأصول الأجنبية من الاتحاد الأوروبي وإضعاف اليورو.
وتعليقًا على إمكانية دفاع أوروبا عن موقفها أو فقدان روسيا احتياطياتها بالكامل، يقول الخبير الاقتصادي ميخائيل خازن إن "أوروبا لا تتمتع بأي موضوعية من الناحية العملية. وإذا كان الأمر صارماً بالدرجة الكافية فإن سلطات الاتحاد الأوروبي سوف تحاول تنفيذه. لكنهم لا يريدون تحويل هذه الأموال إلى أوكرانيا. وفي حال كان لا بد من إعادة الأصول في المستقبل، فإن بروكسل ستعيد ما لديها بالفعل. وإذا تم تسليم كل شيء إلى كييف في الوقت الراهن، فسوف يضطر الاتحاد الأوروبي في النهاية إلى إعادة ما تمت مصادرته من أمواله الخاصة".
ويستبعد خازن إمكانية الاستيلاء على الأصول الروسية في إطار التشريع الرسمي وسيحاول المسؤولون الأوروبيون التركيز على ذلك خلال المشاورات مع زملائهم الأمريكيين. وأضاف: "سوف يتهرّبون ويلجأون إلى اللوائح. وفي المجال العام، فإنه من غير المعروف ما يحدث لأوروبا الآن. لكن جميع الأعضاء يعرفون جيدًا ما يحدث. عند وجود تراجع صناعي بنسبة نصف بالمائة شهريًا وفقًا للبيانات الرسمية، فذلك لا يدفعك لاتخاذ إجراءات جذرية".
لا يتبنى خازن رأي العديد من الخبراء الذين يعتقدون أن روسيا فقدت احتياطياتها المجمدة إلى الأبد، ويفترض أنه "في غضون عامين سيتعيّن علينا إعادتها مع خسارة الأرباح. وقد أظهرت لنا إيران ذلك مع الولايات المتحدة كيف يمكن إجبار العدو على القيام بذلك".
الولايات المتحدة لا تخاطر بأي شيء
ونقل الموقع عن أندريه فيرنيكوف، الخبير الاقتصادي ورئيس قسم الاستثمار في شركة "يونيفير كابيتال"، أن الغرب فقد مصداقية نظامه المالي في نظر المجتمع الدولي من خلال شن حرب عقوبات غير مسبوقة ضد روسيا. كما أن سحب الأموال الروسية المحظورة بالفعل قد يؤدي إلى تفاقم الوضع وتشويه صورة أوروبا.
وأضاف فيرنيكوف: "قبل بضعة أيام قرأت تقريراً لمستشار اقتصادي رفيع المستوى للقيادة الصينية يقول فيه إنهم بحاجة إلى بيع الأصول الأمريكية بشكل أسرع، مستشهدا بالضغط الذي تمارسه الولايات المتحدة على روسيا". وحسب فيرنيكوف فإنه لا يمكن في الوقت الحاضر تحليل الاقتصاد والسياسة بشكل منفصل نظرا لتشكيل كليهما عوامل متصلة.
وأورد فيرنيكوف: "تمكنت روسيا من تحقيق بعض الانتصارات في الآونة الأخيرة في ساحات القتال. وفي هذا الوقت، تماطل الولايات المتحدة في تخصيص حزمة جديدة من المساعدات لكييف. ولكن عن طريق قيامهم بذلك، فإن الأمريكيين يلعبون لعبة مربحة للجانبين تقوم على إظهار التعاطف مع أوكرانيا وتخويف موسكو بفرض عقوبات جديدة في نفس الوقت. ولكن تقترح الولايات المتحدة تحميل الاتحاد الأوروبي الفاتورة، أي أنه سيتعين على بروكسل دفع ثمن ذلك. وفي ظل هذا الوضع، فإن الولايات المتحدة غير مهددة بأي شيء على الإطلاق، غير أن البيروقراطية الأوروبية سوف تستغرق وقتاً طويلاً في التفكير في الخيارات المتاحة حول كيفية تنفيذ خططها بشكل قانوني. وفي النهاية لن يصل الأمر إلى مصادرة الأصول".
صفقة كبيرة قادمة
أشار المحلل الاقتصادي يوري برونكو إلى عدم نية مكتب المدعي العام الألماني الاستيلاء على ذلك الجزء من الأصول الروسية الخاضع للولاية القضائية الألمانية، مشيرا إلى أن السلطات الألمانية تريد استخدام هذه الاحتياطيات الروسية لصالحها، وعدم نقلها إلى نظام كييف. ويتبنى فيرنيكوف نفس موقف خازن بشأن عدم التخلي عن الاحتياطيات المصادرة للبنك المركزي الروسي البالغة 260 مليار يورو في أي حال من الأحوال.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية إيران روسيا أوروبا عقوبات إيران روسيا أوروبا عقوبات بايدن صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة الاتحاد الأوروبی
إقرأ أيضاً:
واشنطن تعلن رسوما جديدة على سفن مرتبطة بالصين ترسو في الولايات المتحدة
نيويورك «أ.ف.ب»: سيتعيّن على مالكي ومشغّلي السفن المصنوعة في الصين دفع رسوم جديدة عندما ترسو في الموانئ الأمريكية، وهو إجراء من المقرر دخوله حيز التنفيذ في غضون 180 يوما، على أن تزداد هذه الرسوم تدريجيا، وقال مكتب الممثل التجاري الأمريكي في بيان: إن الإجراء يشمل أيضا المالكين والمشغلين الصينيين للسفن غير المصنعة في الصين.
وستُفرض هذه الرسوم عن كل زيارة إلى الولايات المتحدة، وليس عن كل ميناء أمريكي تدخله السفينة، وبحدّ أقصى يبلغ خمس مرات لكل سفينة في السنة، وفي تعليق على الخطوة الأمريكية، قالت الصين اليوم الجمعة: إن هذه الرسوم «ستكون مضرة لجميع الأطراف، فهم يرفعون بذلك تكاليف الشحن العالمية ويمسون باستقرار الإنتاج العالمي وسلاسل التوريد» على ما قال الناطق باسم الخارجية الصينية لين جيان.
وأضاف: «لن ينجحوا في إنعاش صناعة بناء السفن الأمريكية».
ويعتزم مكتب الممثل التجاري الأمريكي فرض رسوم محددة على السفن الأجنبية الصنع التي تحمل مركبات، على أن تدخل حيز التنفيذ أيضا في غضون 180 يوما، فضلا عن رسوم خاصة بالسفن التي تنقل الغاز الطبيعي المسال.
وجاء في البيان: «اتخذ مكتب الممثل التجاري الأمريكي اليوم إجراءً مُستهدفا لإحياء صناعة السفن الأمريكية والرد على الإجراءات والسياسات والممارسات الصينية غير المنطقية للهيمنة على القطاعات البحرية واللوجستية وبناء السفن»، وكان الرئيس السابق جو بايدن كلف مكتب الممثل التجاري الأمريكي التحقيق في «ممارسات الصين غير العادلة في قطاعات بناء السفن والشحن البحري والخدمات اللوجستية»، وأبقى خلفه دونالد ترامب على هذا التحقيق معلنا أيضا في مطلع مارس إنشاء مكتب لبناء السفن يكون تابعا للبيت الأبيض.
وكانت الولايات المتحدة تسيطر على قطاع بناء السفن عند انتهاء الحرب العالمية الثانية إلا أنها تراجعت رويدا في هذا المجال ولم تعد تشكل سوى 0,1 % من بناء السفن على مستوى العالم. وباتت آسيا تسيطر على هذا القطاع مع الصين التي تبني قرابة نصف السفن متقدمة على كوريا الجنوبية واليابان، وتبني الدول الآسيوية الثلاث أكثر من 95 % من السفن المدنية في العالم على ما يفيد مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية.
- حرب تجارية
وأتى هذا الإعلان في خضم حرب تجارية بين واشنطن وبكين على وقع رسوم جمركية باهظة، وقال جايمسون جرير ممثل البيت الأبيض للتجارة في بيان «السفن والتجارة البحرية أساسية للأمن الاقتصادي الأمريكي وحرية التجارة»، وأوضح أن الهدف يتمثل في «قلب الهيمنة الصينية وإزالة التهديدات التي تطال سلاسل التوريد الأمريكية وتوجيه رسالة حول الطلب على السفن الأمريكية الصنع».
وتعتزم الولايات المتحدة في غضون 180 يوما جعل السفن المصنوعة في الصين تدفع 18 دولارا على كل طن صاف و120 دولارا على كل حاوية مع زيادة من خمس دولارات سنويا على ثلاثة أعوام، وسيرتفع الرسم المفروض على الحاوية إلى 154 دولارا في العام الثاني.
أما بالنسبة للسفن التي يملكها أو يشغلها صينيون وليست مصنوعة في الصين فقد قرر المكتب فرض 50 دولارا لكل طن صاف مع زيادة سنوية قدرها 30 دولارا إضافيا خلال السنوات الثلاث التالية.
من جهة أخرى، وللحث على صنع سفن لنقل المركبات في الولايات المتحدة، سيفرض على كل تلك غير المبنية في الأحواض الأمريكية مبلغ 150 دولارا كحد أدنى على كل «وحدة مكافئ سيارة» ( سي إي يو) على أن يبدأ سريان الإجراء في غضون 180 يوما.
ومن أجل تحفيز بناء ناقلات أمريكية الصنع للغاز الطبيعي المسال، ستفرض «قيود» لم توضح بعد، بعد ثلاث سنوات على تلك المصنوعة في الخارج. وأوضح المكتب أنها «سترتفع تدريجيا على مدى 22 عاما».
لكن في حال «أثبت» المشغل أو مالك السفينة المرتبطة بالصين أنه تقدم بطلبية لشراء سفينة موازية أمريكية الصنع فإن الرسوم والقيود «ستعلق مدة ثلاث سنوات كحد أقصى».
وكانت اتحادات أمريكية في حوالى ثلاثين قطاع نشاط مختلفا أعربت في مارس عن قلقها من خطر إجراءات كهذه على أسعار السلع المستوردة، وأشارت إلى أن هذه الإجراءات «ستفيد صناعة السفن» لكن «الكثير من القطاعات ستتأثر وفي بعض الحالات سيكون التأثير كبيرا»، ذاكرة خصوصا القطاع الزراعي والخدمات في القطاعات الصناعية المختلفة من دون أن تورد أرقاما محددة في هذا المجال.