بعد 3 أشهر من الضربات المدمرة، والمعارك الضارية، والنزوح المتواصل، والحرمان من المساعدات الإنسانية، بات سكان غزة المنهكون، يتوقون إلى انتهاء الحرب.

وقالت أم لؤي أبو خاطر 49 عاماً، التي نزحت بسبب القتال إلى مخيم مؤقت للاجئين في رفح أقصى جنوب قطاع غزة: "الناس يستعدون للاحتفال بالسنة الجديدة، فيما نحن نتنظر الصواريخ.

القنابل تتساقط علينا باستمرار كل يوم وكل ليلة".

وأضافت "آمل أن تنتهي الحرب قريباً. كفانا من هذه الحرب! نحن منهكون تماماً. ننزح باستمرار من مكان إلى آخر وسط البرد".

'Exhausted' Gazans desperate for war to end as Israel presses offensive https://t.co/NEi31vzzjO pic.twitter.com/efAP0264Fq

— Eyewitness News (@ewnupdates) December 30, 2023

ومن جهته قال أحمد الباز، 33 عاماً، الذي نزح أيضاً إلى رفح "2023 كانت أسوأ سنة في حياتي. كانت سنة دمار وخراب. عشنا مأساة لم يعرفها حتى أجدادنا"، وأضاف "آمل أن تنتهي الحرب وأن نعود إلى منازلنا وحياتنا اليومية العادية قبل 2024. نحن لا نطلب أكثر من ذلك".

ويسود وضع إنساني كارثي قطاع غزة الذي يناهز عدد سكانه 2.4 مليون نسمة، اضطر 85% منهم إلى الفرار من منازلهم وفق الأمم المتحدة.

وقال رئيس العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة مارتن غريفيث أمس الجمعة عبر منصة إكس، إن "السكان المصابين بصدمة والمنهكين يتكدسون على قطعة أرض تزداد صغراً".

وقال المفوض العام لوكالة أونروا فيليب لازاريني، في بيان: "كمية المساعدات المقدمة، الضرورية والعاجلة، لا تزال محدودة وتواجه عقبات لوجستية عدة".

اتهامات متبادلة بين إسرائيل وأونروا.. والجيش الإسرائيلي يوسع هجومه على قطاع #غزة
https://t.co/YsmWDfaMBU

— 24.ae (@20fourMedia) December 30, 2023 من غزة إلى لبنان

ولا تظهر أي بوادر تؤشر إلى تراجع الغارات والمعارك في اليوم الـ 85 للحرب، التي اندلعت بعد شن حماس هجوماً على إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، خلف نحو 1140 قتيلاً في إسرائيل حسب السلطات معظمهم مدنيون.

وباشرت إسرائيل في 27 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي عمليات برية ضد غزة متعهدة بالقضاء على حماس، ما أسفر عن سقوط 21507 قتلى، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، وفق آخر حصيلة لوزارة الصحة الموالية لحماس. وتشمل الحصيلة، وفق المصدر ذاته، 187 شخصاً قتلوا  في الساعات الماضية.

وخلال الليل تحدثت حماس عن مواجهات عنيفة في خان يونس في جنوب غزة، وفي وسط القطاع الفلسطيني المحاصر، ترافقت مع غارات جوية دامية في النصيرات. وبُعيد منتصف الليل أعلن الجيش الإسرائيلي تنفيذ ضربات في سوريا، بعد سقوط صاروخين أطلِقا منها على مناطق حدودية خاضعة للسيطرة الإسرائيلية.

ومنذ بداية حرب غزة، كثفت إسرائيل ضرباتها في سوريا مستهدفة مواقع لميليشيا حزب الله اللبناني المدعوم من إيران والحليف لحماس.

ومنذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، تشهد الحدود بين إسرائيل ولبنان تبادل إطلاق نار شبه يومي بين الجيش الإسرائيلي وميليشيا حزب الله، فيما تحدث قائد الجيش الإسرائيلي هذا الأسبوع عن احتمال "توسيع المعارك".

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري مساء الجمعة: "نفذنا خلال اليومين الماضيين سلسلة عمليات واسعة النطاق، استهدفت مواقع لميليشيا حزب الله بطائراتنا المقاتلة، ودباباتنا، ومدفعيتنا، جنوب لبنان لن يعود كما كان".

وفد من حماس يزور #القاهرة الجمعة للردّ على المبادرة المصرية https://t.co/l9dlGlEHpe pic.twitter.com/nbtvT7aGri

— 24.ae (@20fourMedia) December 28, 2023 نحو وقف للنار

وفي ظل القصف والمواجهات في غزة والتوتر الإقليمي، توجه وفد من حماس الجمعة إلى القاهرة لبحث مقترح مصري لوقف إطلاق النار.

ويتضمن المقترح المصري 3 مراحل، تنص على هدن قابلة للتمديد، والإفراج التدريجي عن عشرات الرهائن، والأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، بما يؤدي في نهاية المطاف إلى وقف الأعمال القتالية.

وسينقل وفد حماس إلى المصريين رد الفصائل الفلسطينية الذي يتضمن ملاحظات عدة على خطتهم، وفق مصدر في الحركة.

وأوضح المصدر أن هذه الملاحظات تهم"طرائق عمليات التبادل المرتقبة، وعدد الفلسطينيين الذين سيطلق سراحهم، والحصول على ضمانات بانسحاب عسكري إسرائيلي كامل من قطاع غزة".

وأوردت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، وموقع "أكسيوس" الأمريكي، أن الوسطاء القطريين أبلغوا إسرائيل بأن حماس "وافقت مبدئياً" على استئناف المباحثات لإطلاق سراح أكثر من 40 رهينة مقابل هدنة بشهر.

ومن جهة أخرى، أعلنت الإدارة الأمريكية الجمعة أنها وافقت "بشكل طارئ"، دون المرور بالكونغرس، على بيع ذخائر مدفعية لإسرائيل بـ 147.5 مليون دولار، تتضمن قذائف من عيار 155 مليمتر، وذخائر أخرى من مخزون الجيش الأمريكي.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: حصاد 2023 التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل الجیش الإسرائیلی

إقرأ أيضاً:

رئيس الموساد السابق: نقترب من نهاية الحرب وحماس ما زالت تقف على قدميها

قال رئيس الموساد السابق، تامير باردو، في حديثه لـ"القناة 12" العبرية، إنّ "أحد أهداف الحرب التي تم تحديدها من قبل -الكابينت- هو تدمير حماس"، و"الآن نحن بعد سنة و4 أشهر على الحرب وربما نحن نقترب إلى نهايتها، ما زالت حماس تقف على قدميها".

وبحسب "القناة 12" العبرية، أبرز باردو أنّه "صحيح أن حماس تلقت ضربات قاسية جداً لكنها ما زالت تقف، وبالواقع تسيطر وتدير الأمور في القطاع"، فيما ذكّر في الوقت نفسه بحرب فيتنام في العاصمة سايغون.

وأوضح أنه "في اليوم الأخير من الحرب، كان هناك ضابطان برتبة عقيد، أمريكي وآخر من شمال فيتنام. حينها قال الأمريكي للضابط الفيتنامي: في كل الحرب نحن لم نخسر في معركة واحدة، ليرد عليه الأخير: قد يكون هذا صحيحا، لكن في صباح يوم غد، أنتم سوف تغادرون ونحن سنبقى".

إلى ذلك، أكد باردو، أنّ "الحرب لا ينتصرون بها فقط في ميدان المعركة، الميدان هو الجزء الأول منها، لكن الجزء الأساسي هو نهايتها"، مشيرا إلى أنّ "حكومة إسرائيل تصر على عدم إيجازها (كيفية إنهاء الحرب)، الأمر الذي أضر بالجيش، وأضر في إجراءات القتال التابعة للجيش، وتسبب في وقوع خسائر كبيرة لنا، لأن إسرائيل لم تقل كيف تريد أن تنهي الحرب".

تجدر الإشارة إلى أن وقف إطلاق النار في غزة، قد دخل حيز التنفيذ الفعلي صباح اليوم الأحد، عند الساعة الثامنة والنصف بالتوقيت المحلي، مع بدء عودة النازحين إلى منازلهم وأحيائهم في مناطق واسعة من شمال وجنوب قطاع غزة.


إلى ذلك، عاش قطاع غزة صباح اليوم الأحد، على إيقاع ما وُصف بكونه "هدوءا نسبيا"، حيث توقّفت عمليات القصف الجوي والمدفعي التي دأب الاحتلال على تنفيذها، طوال الليل والنهار، وعلى مدار 470 يوما من عمر الحرب الوحشية في قطاع غزة.

وستتضمّن المرحلة الأولى لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة: توفير مأوى فوري للنازحين عبر إدخال البيوت المتنقلة والخيام، وأيضا إدخال معدات وآليات هندسية لإزالة الركام الناتج عن القصف المستمر. مع السّماح لعدد يتفق عليه من العسكريين الجرحى بالسفر لتلقي العلاج الطبي.

وخلال مطلع الأسبوع المقبل، فإن من المرتقب أن يصل وفد من بعثة المراقبة الأوروبية إلى القاهرة، بغية الإعداد لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه في اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، حيث إنه سيعمل على وضع آلية لإعادة تشغيل الجانب الفلسطيني من معبر رفح.

مقالات مشابهة

  • في غزة.. سكان جباليا يعودون ليجدوا الأنقاض بدل المنازل
  • استقالة رئيس أركان الجيش الإسرائيلي ومناوشات مع نتنياهو .. ماذا يحدث؟
  • رئيس الأركان الإسرائيلي: أتحمل كامل المسؤولية عن فشل الجيش في الدفاع عن مواطنينا في 7 أكتوبر
  • فور نهاية الحرب..قطر: نأمل عودة السلطة الفلسطينية إلى غزة
  • بعد نهاية الحرب.. غزة غارقة في دمار شامل يؤرق كل من فيها
  • الجيش الإسرائيلي يضع شرطا لعودة سكان غزة إلى الشمال
  • حماس تؤكد أن غزة ستنهض من جديد رغم الدمار الذي خلفته الحرب الصهيونية
  • الجيش الإسرائيلي يُصدر بيانا بشأن عودة سكان غزة لشمال القطاع
  • حماس : غزة ستنهض من جديد رغم الدمار الذي خلفته الحرب الصهيونية
  • رئيس الموساد السابق: نقترب من نهاية الحرب وحماس ما زالت تقف على قدميها