خطر وجودي يهدد الحي الارمني في القدس في ظل صفقة مشبوهة
تاريخ النشر: 30th, December 2023 GMT
في خضم الحرب الذي يخوضها الفلسطينيون ضد الاحتلال الإسرائيلي لمنع محاولات التوسع الاستيطاني داخل الأراضي الفلسطسنية، أقدم شبان على ارسال رسالو واضحة للاحتلال الغاصب والمتواطئين معه في عمليات مشبوهة.
ووفقا لوكالة الأنباء الفرنسية فقد نصب شبان شجرة عيد الميلاد على أرض موقف سيارات بالحي الأرمني في القدس القديمة ليؤكدوا على ملكية الفلسطينيين المسيحيين الأرمن للأرض، في مواجهة صفقة عقارية يصفونها بـ "المشبوهة"، ويخشون أن تقضي على الحي وأن يصبح في ملك الاحتلال.
اقرأ أيضاً : سرايا القدس: اشتباكات ضارية مع جنود الاحتلال في محاور التقدم في خان يونس جنوب القطاع
ويشار إلى أنه في العام 2021، أبرم اتفاق بين بطريركية الأرمن في القدس وشركة “زانا جاردنز” المحدودة، التي يقف وراءها رجل الأعمال "الأسترالي" داني روثمان الذي يحمل أيضاً جنسية الاحتلال الإسرائيلي، حيث ينص الاتفاق على بناء فندق فخم على قطعة أرض تملكها الكنيسة، وفق ما يفيد المحامي الإسرائيلي الخبير في شؤون القدس دانيال سيدمان.
ويقول محامي مجتمع حي الأرمن: "هناك اتفاقية موقعة بين البطريرك وبعض المطورين الإسرائيليين، الظروف مشبوهة وشرعية هذا الاتفاق موضع شك كبير"، مشيراً إلى أن سكان الحي لم يُستشاروا في الصفقة.
ويضيف سيدمان: "هذه ليست صفقة عقارية واضحة، وأظن بشدة أن المستوطنين في القدس الشرقية يقفون وراءها، وهناك بعض الأدلة بهذا الصدد".
أين يتواجد الحي الأرمني في القدس؟ويقع الحي الأرمني في البلدة القديمة من القدس الشرقية في الناحية الجنوبية الغربية من المدينة، وهو واحد من الأحياء الأربعة الأساسية. ويتواجد على أعلى تلة في المدينة، ويتوسط باب الخليل وباب النبي داوود من أبواب المدينة الثمانية، ويعيش في الحي نحو ألفي أرمني.
ويشعر الأرمن بأن من شأن هذا الاتفاق أن يفقدهم 25% من مساحة أرض تعود إلى الكنيسة الأرمنية تم تأجيرها بموجب الاتفاق لمدة 99 عاماً، وتعادل هذه المساحة 11 ألف و500 متر مربع، وتتضمّن موقف سيارات وقاعة ندوات البطريركية، إضافة إلى مبنى قديم فيه 5 مساكن ومطعم ومتجر، بحسب حركة “أنقذوا الحي الأرمني”.
ومنذ أسابيع، يتناوب سكان الحي على المرابطة ليلاً ونهاراً في الأرض المعنية بالاتفاق.
وأعلنت البطريركية الأرمنية يوم الخميس، أن "أكثر من 30 شخصاً ملثمين" اعتدوا وجرحوا أعضاء من الكنيسة الأرمنية تجمعوا في المكان المثير للجدل.
فيما تؤكد بطريركية الأرمن في القدس أن البطريرك مانوجيان أرسل رسالة إلى محامي شركة "زانا جاردنز" في 26 أكتوبر 2023 لإبلاغها رسمياً بإلغاء الاتفاقية.
معركة سلميةوفي ذات السياق لم يرد آفي سفيتسكي، محامي المستثمر داني روثمان، على الفور على أسئلة وكالة فرانس برس الفرنسية حول الموضوع، حيث يقول سيتراك باليان (27 عاماً)، أحد مؤسسي حركة "أنقذوا الحي الأرمني"، إن الحركة التي تأسست في شهر يوليو تسعى إلى "الدفع نحو إلغاء الصفقة وإنقاذ أرضنا ووجودنا".
ويضيف: "بحسب الدستور الداخلي للبطريركية، على البطريرك قبل أن يعقد أي صفقة عقارية، أن يستشير ويحصل على موافقة أكثر من 25 أسقفاً"، “لكن الأساقفة كتبوا في 21 أكتوبر أن أغلبهم لم يعرفوا عن الصفقة”.
ويتابع: "بعد أن أرسل البطريرك رسالة للمستثمرين بإلغاء الصفقة، استخدمت الشركة المطورة في 5 نوفمبر تكتيكات التخويف، فأحضرت جرافات ومسلحين وكلاباً" إلى المكان.
ويذكر أنها "هدمت السور الداخلي، لكن الشباب الأرمني نجح بالتصدي لهم بأجسادهم".
ويقول التاجر كيغام باليان من جهته: "نخوض معركة سلمية ولسنا خائفين”، ويتابع: “لقد كنّا هنا منذ 700 عام، وهذا جزء من هويتنا”، مشيراً إلى أن حركة “أنقذوا الحي الأرمني" تتلقى دعماً من المغتربين في الخارج الذين يقدمون المساعدة القانونية والتغطية الإعلامية.
"قلق وجودي"وعبر رؤساء الكنائس في القدس، الشهر الماضي في بيان، عن قلقهم "العميق مما يجري في الحي الأرمني" بعد الإعلان عن إلغاء عقد "ملوث".
وقالوا إن البطريركية الأرمنية في القدس تتعرّض لأكبر تهديد وجودي في تاريخها، ويمتد هذا التهديد الوجودي الإقليمي بشكل كامل إلى جميع الطوائف المسيحية في القدس.
وهي ليست المرة الأولى التي تكون فيها أملاك مسيحية جزءاً من صفقات.
فمنذ عام 1991 وحتى الآن، تنصّل 3 بطاركة أرثوذوكس من صفقات بيع مشبوهة لأملاك البطريركية في القدس القديمة ملقين اللوم على مساعديهم.
وخسرت الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية مؤخراً بعد أكثر من 17 عاماً من المداولات القضائية 3 عقارات هي فندق إمبريال وبيت المعظمية وفندق البتراء عند مدخل باب الخليل لصالح مستوطني عطيرت كوهانيم.
وألقت البطريركية باللوم على محام قالت إنه محتال أساء استغلال صلاحياته “لسرقة البطريركية”.
اقرأ أيضاً : الصحة العالمية: إصابة 180 ألف فلسطيني من النازحين بالتهاب الجهاز التنفسي في غزة
وقبلها خسرت البطريركية الأرثوذكسية في المحكمة العليا عام 1994 نزل مار يوحنا قرب كنيسة القيامة، وفيه نحو 164 غرفة، وقد تحوّل إلى مدرسة دينية وكنيس وسكن لعدد من العائلات اليهودية.
ومع زيادة وتيرة الاستيطان في القدس وكذلك أعمال التخريب والاعتداءات على مسيحيين، رفعت الكنائس صوتها في أبريل 2022 ضد “المتطرفين” اليهود الذين يستوطنون في الحي المسيحي في القدس، واعتبرت أنهم “يهددون توازناً طائفياً هشاً فيها، مؤكدة أن “الطابع المسيحي” للمدينة المقدسة “مهدّد”.
المصدر: رؤيا الأخباري
كلمات دلالية: دولة فلسطين القدس الاحتلال الاسرائيلي الاستيطان في القدس
إقرأ أيضاً:
قوات الاحتلال تفجر شقة سكنية في الحي الشرقي بمدينة جنين
عرضت قناة القاهرة الإخبارية خبرا عاجلا يفيد بأن إعلام فلسطيني، قال إن قوات الاحتلال فجرت شقة سكنية في الحي الشرقي بمدينة جنين، وزوارق الاحتلال تطلق قذائفها باتجاه ساحل خان يونس جنوبي قطاع غزة.
وجاء أيضًا أن قوات الاحتلال تقتحم مبنى سكنيا شرق طولكرم وتأمر بإخلائه وتحوله إلى ثكنة عسكرية، وقوات الاحتلال تغلق جميع مداخل مدينة جنين بالسواتر الترابية والآليات.
وأُصيب طفلان فلسطينيان بالرصاص الحي، مساء الإثنين، خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي قرية أودلا جنوب نابلس.
وأفاد مدير مركز الإسعاف والطوارئ في الهلال الأحمر بنابلس عميد أحمد - في تصريح أوردته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) - بأن طواقم الإسعاف تعاملت مع إصابة لطفلين بالرصاص الحي (15 و18 عامًا)، أحدهما بالصدر والآخر باليد في قرية أودلا، وجرى نقلهما إلى المستشفى.
وذكرت مصادر محلية أن مواجهات اندلعت عقب اقتحام الاحتلال قرية أودلا، وسط إطلاق كثيف للرصاص الحي وقنابل الغاز السام المسيل للدموع.
وفي سياق متصل، أُصيب عشرات الفلسطينيين بالاختناق، مساء الاثنين، جراء إطلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي قنابل الغاز السام بكثافة في مخيم شعفاط شمال القدس المحتلة.
وأفادت مصادر محلية في المخيم بأن مركبة عسكرية إسرائيلية تمركزت عند مدخل المخيم، وأطلقت قنابل الغاز السام آليًا تجاه المارة والمواطنين والمنازل والمحال التجارية ومن ثم غادرت المكان، ما أدى إلى إصابة العشرات بحالات اختناق، مشيرة إلى أن هذا الاعتداء تكرر لليوم الثاني على التوالي.كما أُصيب عدد من الفلسطينيين بالاختناق، مساء الإثنين، جراء اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي بلدة الخضر جنوب بيت لحم.
وأفادت "وفا" بأن قوات الاحتلال اقتحمت البلدة وتمركزت في منطقتي البوابة وحارة صبري، وأطلقت الرصاص الحي وقنابل الغاز السام والصوتية، ما أدى إلى إصابة عدد من المواطنين بحالات اختناق وإغماء.
وأكد مصدر محلي أن جنود الاحتلال اعتلوا سطح المحال، ونشروا قناصة عليها.
فيما هاجم مستوطنون، الاثنين، مركبات المواطنين على الطريق الواصل بين رام الله ونابلس.
وذكرت مصادر محلية أن مجموعة من المستوطنين هاجمت مركبات المواطنين بالحجارة قرب قرية اللبن الشرقية على طريق رام الله- نابلس، الأمر الذي ألحق أضرارًا ببعضها.