أزمة شتوية جديدة تهدد النظام الصحي البريطاني
تاريخ النشر: 30th, December 2023 GMT
سرايا - يواجه النظام الصحي الوطني في إنجلترا عاصفة من الضغوط، بسبب الزيادة الكبيرة في حالات الإصابة بفيروسات الإنفلونزا وكوفيد - 19، التي تستدعي دخول المستشفيات، بحسب ما أعلن قادة النظام الصحي.
وأظهرت الأرقام الصادرة، أمس الجمعة، بحسب ما تشير صحيفة "ذا جارديان" البريطانية، أنه في أسبوع عيد الميلاد كان هناك في المتوسط 3631 مريضًا بكوفيد في المستشفيات، بزيادة 57% عن نفس الأسبوع من نوفمبر الماضي.
وارتفعت حالات النزلات المعوية الفيروسية بنسبة 61% عن نفس الفترة من العام الماضي، كما استمر ارتفاع حالات الإنفلونزا الحادة، إذ بلغ متوسط عدد مرضى الإنفلونزا في المستشفيات 942 مريضًا يوميًا، في الأسبوع المنتهي 24 ديسمبر، من بينهم 48 في العناية المركزة، ويعتبر هذا الرقم أعلى 6 أضعاف عن نوفمبر، رغم أنه أقل من نفس الأسبوع في 2022، عندما شهدت بريطانيا أسوأ موسم إنفلونزا خلال 10 سنوات.
وكان للفيروسات الشتوية تأثير متتابع على الموظفين، إذ أظهرت بيانات النظام الصحي الوطني، أن متوسط عدد الموظفين الذين غابوا بسبب الإصابة بكوفيد بلغ 2597 موظفًا يوميًا، الأسبوع الماضي، بزيادة 51% عن نوفمبر، وفقًا للصحيفة البريطانية.
في غضون ذلك، اضطر 10 آلاف مريض لقضاء عيد الميلاد في المستشفى رغم كونهم بحالة تسمح لهم بالخروج، فمن بين 18669 مريضًا كانوا بحالة تسمح بخروجهم من المستشفى ليلة 24 ديسمبر، لم يغادر سوى 8667.
وعود حكومية لم تتحقق
وفي يناير، أعلن رئيس الوزراء، خطة لتلافي أزمة شتوية جديدة في النظام الصحي، إذ تعهد بزيادة 5000 سرير إضافي في مستشفيات إنجلترا قبل الشتاء، إضافة لتقليل معدلات احتلال الأسرّة، لكن الأرقام الصادرة أمس الجمعة، تظهر أنه بتاريخ 24 ديسمبر لم يتم تزويد المستشفيات سوى بـ3613 سريرًا إضافيًا، في حين لا يزال معدل احتلال الأسرة مرتفعًا عند 91.4%، رغم أنه أقل من الأسابيع السابقة.
شبح الإضرابات
ومن المتوقع أن تبدأ إضرابات لمدة ستة أيام من قبل أطباء لم يتم تثبيتهم، احتجاجًا على الأجور، الأسبوع المقبل، فمن المتوقع أن تلغى المزيد من المواعيد والعمليات الجراحية، وخلال إضراب ثلاثة أيام الأسبوع الماضي، تم إعادة جدولة 86 ألفًا و329 موعدًا وعملية.
ويعتقد أن تأثير إضراب الأسبوع المقبل سيكون أشد بكثير، خاصة مع ارتفاع الطلب في هذه الأوقات وارتفاع مستويات دخول المصابين بالفيروسات إلى المستشفيات.
ضغط على القطاع الصحي
وصرّح البروفيسور ستيفن باويس، المدير الطبي للنظام الصحي الوطني في إنجلترا: بأن هذه الأرقام توضح العاصفة من الضغوطات التي يواجهها النظام الصحي، مع الارتفاع الكبير في أعداد مرضى الإنفلونزا، خلال الأسابيع القليلة الماضية، والمزيد من حالات النزلات المعوية الفيروسية مقارنة بالشتاء الماضي، إضافة إلى التأثير المستمر لكوفيد، كل ذلك فوق الضغط الإضافي الناجم عن الإضرابات".
بدوره، قال جوليان هارتلي، الرئيس التنفيذي لجمعية مقدمي الرعاية الصحية، إن الأرقام الشتوية "المقلقة" تبين حجم "التحدي" الذي تواجهه المستشفيات والموظفين، مطالبًا بمزيد من محادثات الأجور.
وأبدت الجمعية الطبية البريطانية استعدادها لمزيد من محادثات الأجور، داعية الحكومة لتقديم عرض موثوق به لتفادي اضطرابات لا لزوم لها للمرضى.
انتقاد المعارضة
انتقدت الأحزاب المعارضة، الحكومة لعدم إعطائها الأولوية للنظام الصحي، في حين صرّح ويس ستريتينج، وزير الصحة بحكومة الظل في حزب العمال البريطاني، بأن "مأساة" المرضى المضطرين لقضاء عيد الميلاد في المستشفى رغم جاهزيتهم للخروج كان بالإمكان تفاديها، مُعدًا بمزيد من "الرعاية في المجتمع" عند وصول حزب العمال للحكم.
تقدم حكومي ودعوة للعاملين بالقطاع
وفي تعليق له، قال المتحدث باسم وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية، إنه تم إحراز تقدم أفضل من الشتاء الماضي في تقليل أوقات الاستجابة للإسعاف وزيادة السعة السريرية وعدد مكالمات النظام الصحي الوطني 111، التي يتم الرد عليها، مشيرًا إلى توفر المزيد من أسرة المستشفيات مقارنة بالعام الماضي، منها 894 سريرًا مشغولة بمرضى الإنفلونزا مقارنة بـ3479 سريرًا لنفس الأسبوع من العام الماضي.
ودعا المتحدث النقابات لإلغاء الإضرابات المقبلة حتى يمكن التوصل إلى حل عادل ومعقول، إذ يمكن للجميع التركيز مُجددًا على رعاية المرضى.
إقرأ أيضاً : الأمم المتحدة: ندعو العالم إلى جعل 2024 عامًا للأمل وبناء الثقة إقرأ أيضاً : خلف القضبان أو البيت الأبيض .. ترامب يواجه 5 محاكمات مصيرية في 2024إقرأ أيضاً : الصحة العالمية تحذر من تفشي الأمراض بين النازحين بغزة
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: النظام الصحی الصحی الوطنی
إقرأ أيضاً:
"التأمين الصحي الشامل.. التغطية "حق أساسي" لجميع المواطنين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
شهدت الهيئة العامة للتأمين الصحي الشامل انطلاق فعاليات اليوم الأول من الملتقى الإعلامي الذي يُقام تحت شعار "التأمين الصحي الشامل... تطورات وتحديات"، ويستمر حتى 18 يناير 2025. يُعد هذا الملتقى منصة حيوية لتعزيز الحوار بين الإعلاميين وصانعي السياسات والخبراء الدوليين في مجال التأمين الصحي، ويهدف إلى مناقشة تطورات وتحديات النظام الصحي المصري.
إنجازات المرحلة الأولىخلال الجلسة الافتتاحية، أوضح أ.د. إيهاب أبو عيش، نائب رئيس مجلس إدارة الهيئة، أن نظام التأمين الصحي الشامل الذي أطلقه الرئيس عبد الفتاح السيسي عام 2019 بدأ بتطبيقه في خمس محافظات هي بورسعيد، الأقصر، الإسماعيلية، جنوب سيناء، والسويس، مع تشغيل تجريبي في أسوان.
وأكد أن النظام تمكن حتى الآن من تسجيل نحو 3.75 مليون مستفيد بنسبة تغطية تتجاوز 82% من سكان هذه المحافظات، ومن المتوقع أن تصل التغطية إلى أكثر من 5 ملايين مستفيد قريبًا مع إدراج أسوان بالكامل.
كما أشار إلى أن النظام يتعاون مع 406 مقدم خدمة صحي، منهم أكثر من 26% ينتمون للقطاع الخاص، ما يمنح المواطنين حرية اختيار مقدم الخدمة الأنسب لاحتياجاتهم.
تحقيق التكامل في تقديم الخدماتأوضحت أ. مي فريد، المدير التنفيذي للهيئة، أن الهيئة تسعى إلى ضمان التكامل بين جميع مقدمي الخدمات الصحية من قطاعات حكومية، خاصة، وأهلية، بهدف توفير تغطية شاملة ومتكاملة.
وأكدت أهمية توفير خدمات صحية فعّالة لجميع المصريين دون تمييز، مشددة على أن التغطية الصحية الشاملة تُعد حقًا أساسيًا لكل مواطن.
دور التغطية الصحية الشاملة عالميًاقدم د. عوض مطرية، مدير التغطية الصحية الشاملة والنظم الصحية بالمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية، رؤية شاملة حول وضع التغطية الصحية عالميًا وإقليميًا. وأكد أن مصر حققت تقدمًا ملحوظًا في تحسين وصول المواطنين إلى الخدمات الصحية، مع الالتزام بمبادئ العدالة، المساواة، والحماية المالية.
وشدد على ضرورة إعادة توجيه النظام الصحي نحو الرعاية الصحية الأولية واستخدام التكنولوجيا الرقمية لتسهيل الوصول إلى الخدمات.
التحديات والرؤية المستقبليةوتناولت الجلسة الثانية، التي ترأسها د. حسام عبد الغفار، مساعد وزير الصحة والمتحدث الرسمي للوزارة، الدور الرقابي لوزارة الصحة في ضمان تنفيذ النظام الصحي الشامل بكفاءة.
وصرح بأن التأمين الصحي الشامل يمثل حجر الزاوية في رؤية مصر لتحسين النظام الصحي، مع التأكيد على أهمية التكامل بين المؤسسات الصحية لتحقيق الاستفادة المثلى من الموارد المتاحة.
ختام اليوم الأولاختتمت فعاليات اليوم الأول بالتأكيد على الدور المحوري للإعلام في نشر الوعي حول النظام الصحي الشامل، مع مناقشة خطط تحسينه وضمان استدامته.
ومن المتوقع أن تتناول جلسات اليوم الثاني أدوار الهيئات المختلفة مثل هيئة الرعاية الصحية وهيئة الاعتماد والرقابة الصحية، بالإضافة إلى جهود اللجنة الدائمة للتسعير.
رسالة الملتقىويهدف الملتقى إلى تسليط الضوء على إنجازات مصر في مشروع التأمين الصحي الشامل، مع تعزيز الحوار المجتمعي والإعلامي حول التحديات المستقبلية؛ لتحقيق رؤية مصر في توفير تغطية صحية شاملة ومتكاملة لكل مواطن.