يزداد الحديث في الآونة الأخيرة، بعد إشتعال جبهة الجنوب، على إثر الحرب في غزة، عن رغبة إسرائيل والولايات المتّحدة الأميركيّة، بتعديل القرار 1701، لدفع "حزب الله" إلى شمال منطقة الليطاني، لإبعاد "المقاومة الإسلاميّة" وغيرها من الفصائل الفلسطينيّة عن الحدود الجنوبيّة. وبعدما أبدى "الحزب" عن معارضته الشديدة لهذا المقترح، عاد الكلام مُجدّداً عن ترسيم الحدود البريّة، وإنسحاب العدوّ الإسرائيليّ من الأراضي المحتلّة.

كما جرى الحديث عن زيارة لمستشار الرئيس الأميركي لشؤون الطاقة آموس هوكشتين الى لبنان مطلع العام المُقبل في محاولة جديدة للقيام بوساطة هدفها تحقيق وقف لإطلاق النار، ضمن خطة يحملها وتتضمّن نقاطاً سبقَ أن أثارها أمام مسؤولين لبنانيين، وترتكز على فكرة الترسيم البري في إطار للتفاوض من أجل إنهاء النزاع حول 13 نقطة حدودية، وانسحاب إسرائيل من القسم اللبناني لبلدة الغجر.
 
وتعتقد إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، أنّه بإعادة الأراضي المحتلّة إلى لبنان، تسقط عن "حزب الله" صفة "المقاومة"، ولا تعود هناك حاجة لوجوده وسلاحه في الجنوب، هكذا، تكون واشنطن قد تخلّصت من خطرٍ يُهدّد إسرائيل وأمنها. ويقول مراقبون في هذا السياق، إنّ تل أبيب لا تستطيع القضاء على حركة "حماس" في غزة، في ظلّ وجود "حزب الله" في لبنان، لأنّه بعد عمليّة "طوفان الأقصى"، تحرّك جميع حلفاء إيران في الشرق الأوسط، وبسبب ضغطهم الكبير، وخصوصاً من قبل "الحزب"، فإنّ تل أبيب لم تُحقّق أهدافها العسكريّة، وهي بصدد الموافقة على الهدنة التي يُعمل عليها بين مصر وأميركا وقطر، لتبادل الرهائن والأسرى، ووقف إطلاق النار.
 
ويرى المراقبون أنّ أميركا تبحث عن طريقة غير عسكريّة للقضاء على "حزب الله"، بعدما فشلت مع إسرائيل في السابق، من إنهاء دوره في العام 2006. وتظنّ واشنطن أنّه بترسيم الحدود البريّة، فإنّ الدولة اللبنانيّة تكون قد بسطت سيادتها على كامل أراضيها، عبر نشر الجيش. ويُضيف المراقبون أنّ أيّ إعتداء على إسرائيل، من الأراضي اللبنانيّة إنّ حصل بعد ترسيم الحدود، سيُظهر للعالم أجمع أنّ "الحزب" هو الذي يشنّ حرباً على تل أبيب، والردّ عليه يكون من منطلق الحفاظ على أمن إسرائيل، إذ سيُعتبر منظمة مسلّحة لا شرعيّة لها لا في داخل، ولا في خارج لبنان.
 
ويلفت المراقبون أيضاً، إلى أنّ "حزب الله" يُشدّد على ضرورة المقاومة وبقاء سلاحه لتحرير الأراضي المحتلّة في الجنوب، وإذا استأنفت أميركا مفاوضاتها بشأن ترسيم الحدود، واتّفقت الحكومتان اللبنانيّة والإسرائيليّة عبر الوسيط الأميركيّ آموس هوكشتاين على حلّ هذه المعضلة، فإنّ أهداف "المقاومة الإسلاميّة" ستسقط، ولن يكون هناك داعٍ لبقائها، عندها، تنتقل إسرائيل إلى الحرب في غزة، والقضاء نهائيّاً على "حماس". ويُتابع المراقبون أنّ أميركا لا تُريد إعادة الأراضي المحتلّة إلى لبنان، بقدر ما تتطلّع إلى إراحة إسرائيل من تهديدات "حزب الله".
 
في المقابل، يُشير مراقبون عسكريّون، إلى أنّ وجود "حزب الله" لم يعدّ يقتصر فقط على تحرير الأراضي اللبنانيّة المحتلّة، وقد أثبتت حرب 7 تشرين الأوّل، أنّه حاضرٌ دائماً لتحقيق أهداف إيران في المنطقة، وحماية "حماس" والحوثيين وحلفائه في سوريا والعراق. ويُضيفون أنّ "الحزب" تدخّل في الحرب في اليمن، وفي سوريا، وفي العراق، وأصبحت غاياته تتخطّى حدود لبنان والدفاع عن أراضيه، وقد باتت عقائديّة أكثر، من ناحيّة الحفاظ على الحركة المقاومة في المنطقة، وتوحيد الساحات ضدّ الأطماع الإسرائيليّة والأميركيّة.
 
ويُؤكّد المراقبون العسكريّون، أنّه بترسيم الحدود أو لا، سيبقى "حزب الله" يُحافظ على دوره المقاوم، وسيتمسّك بسلاحه، لأنّ مصيره متعلّق بإيران، وقرار نزع عتاده العسكريّ تتّخذه القيادة العليا في طهران، التي تتوسّع عبر حلفائها في البلدان العربيّة، لخنق إسرائيل.
 
ويقول المراقبون إنّ الحرب في غزة، أثبتت تماسك الحركات الممانعة والمقاومة في المنطقة، وتعاونها وتكاتفها، وهي مستعدّة للتحرّك في أيّ وقتٍ، للدفاع عن بعضها البعض. ويلفتون إلى أنّ السيّد حسن نصرالله، أشار في العديد من المناسبات، إلى أنّ "حزب الله" وحلفاءه، أفشلوا الكثير من المخطّطات الأميركيّة والإسرائيليّة في المنطقة، لذا، فإنّ أهداف "الحزب" لم تعدّ تتعلّق بلبنان فقط، وهي شاملة واستراتيجيّة، ومداها يشمل إيران وفلسطين واليمن والعراق وسوريا، وترسيم الحدود البريّة لن يُخلِّص الإدارة الأميركيّة والإسرائيليّة من "المقاومة الإسلاميّة"، وستبقى موجودة دائماً، طالما أنّ طهران تُريد ذلك.


المصدر: لبنان 24

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الأراضی المحتل ة ترسیم الحدود اللبنانی ة الأمیرکی ة فی المنطقة حزب الله الحرب فی إلى أن فی غزة

إقرأ أيضاً:

مئات المهاجرين ينطلقون من المكسيك سيرا على الأقدام لدخول أميركا قبل تنصيب ترامب

انطلقت قافلة تضم نحو 1500 مهاجر من المكسيك سيرا على الأقدام للوصول إلى الحدود الأميركية قبل تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب الذي تعهد بترحيل أعداد كبيرة من المهاجرين.

وانطلق المهاجرون أمس الأربعاء من مدينة تاباتشولا في جنوب المكسيك القريبة من غواتيمالا، سيرا على الأقدام آملين الوصول إلى الولايات المتحدة قبل موعد التنصيب الذي سيجري في يناير/كانون الثاني المقبل.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن أحد المشاركين في القافلة، وهو كولومبي يدعى ياميل إنريكيز قوله "فكرتي هي الوصول والحصول على موعد من سلطات الهجرة قبل أن يتولى ترامب السلطة".

وأوضح إنريكيز "إذا لم أحصل على الموعد قبل تنصيبه، سأترك الأمر لمشيئة الله."

وقالت مواطنة فنزويلية تدعى زوليكا كارينيو مشاركة في القافلة، إنها تخشى "البقاء على هذا الجانب من الحدود"، مشيرة إلى أن عدم القيام بهذه الرحلة يعني أن رحلاتها الشاقة التي قامت بها حتى الآن لدخول الولايات المتحدة ستذهب سدى.

وتعهد ترامب الذي فاز في انتخابات كانت الهجرة غير النظامية فيها قضية رئيسية، بإعلان حالة طوارئ وطنية بشأن أمن الحدود واللجوء إلى الجيش الأميركي للقيام بعمليات ترحيل جماعي للمهاجرين غير النظاميين.

وتقدّر السلطات الأميركية أن نحو 11 مليون شخص يعيشون في الولايات المتحدة بشكل غير نظامي، وقد أثار ترامب مخاوف بتصريحات وصف فيها تدفق المهاجرين إلى أميركا بـ"الغزو"، وقال إن المهاجرين يهددون أمن الشعب الأميركي.

مقالات مشابهة

  • مئات المهاجرين ينطلقون من المكسيك سيرا على الأقدام لدخول أميركا قبل تنصيب ترامب
  • هوكشتاين يتحدث عن تقدم بمفاوضات لبنان وإسرائيل تتمسك بشرطها
  • أميركا توضح: ذهبنا إلى الحل الدبلوماسي في لبنان بعد إضعاف الحزب
  • المبعوث الأمريكي: سأزور إسرائيل لحسم ملف وقف إطلاق النار على الحدود اللبنانية
  • وزير خارجية تونس السابق: ترسيم الحدود مع ليبيا ملف تأخر فتحه كثيرا
  • تصعيد عسكري مستمر بين حزب الله وإسرائيل.. والتوصل إلى اتفاق غير قريب
  • خسائر جديدة للواء غولاني وإسرائيل تعلن اغتيال قائد بحزب الله
  • كلمة مرتقبة للأمين العام لحزب الله اللبناني
  • المبعوث الأميركي يبحث في لبنان اتفاق وقف إطلاق النار
  • لبنان وإسرائيل: هل تقترب الحرب من نهايتها؟