دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- أظهرت دراسة جديدة أن الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 50 عامًا ويعيشون بمفردهم قد يكونون قادرين على مواجهة مستويات التراجع في إدراكهم اللفظي عن طريق تربية حيوان أليف في منازلهم.

وجدت الأبحاث أن فقدان القدرة على العثور على الكلمات بسهولة وفهم الآخرين تعد علامات مبكرة على الخرف.

وقال الدكتور سيونج لو، أحد المشاركين في الدراسة، وهو أستاذ علم الأوبئة والعلوم الطبية والعميد المساعد لكلية الصحة العامة بجامعة سون يات سين في الصين إن "اقتناء حيوان أليف قد يعوض تمامًا تأثير العيش بمفردك على التدهور المعرفي".

من جهته، قال طبيب الأعصاب الدكتور ريتشارد إيزاكسون، وهو مدير الأبحاث في معهد أمراض التنكس العصبي في فلوريدا، إن الدراسة لم تظهر سوى وجود ارتباط، وليس السبب والنتيجة المباشرة.

وفي رسالة بالبريد الإلكتروني، قال إيزاكسون الذي لم يشارك في الدراسة: "من الأكثر دقة أن نقول قد يبطئ (التدهور المعرفي) وأن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات المستقبلية بما في ذلك تجربة عشوائية محكومة للتوصّل إلى استنتاجات أكثر تحديدا".

وأضاف: "أحد التحذيرات التي أود الإشارة إليها أنه إذا كان الشخص الذي يعيش بمفرده يعاني بالفعل من ضعف إدراكي، أو قيود جسدية مثل مشاكل التوازن أو الرؤية، فلن يكون من المستحسن عمومًا أن يتبنى حيوانًا أليفًا لإبطاء شيخوخة دماغه".

ولفت إيزاكسون إلى أن رعاية حيوان أليف، وخاصة جرو أو قطة صغيرة، يعد جهدا كبيرا لأي شخص، قائلاً إن التدهور المعرفي يجعل من الصعب رعاية حيوان أليف بشكل مسؤول دون مساعدة، وقد يكون الشخص أكثر عرضة لخطر السقوط إذا كان يعاني من مشكلة في التوازن أو الرؤية عند التمشية أو اللعب".

التأثير الصحي للعيش بمفردك

وارتبط العيش وحيدا بزيادة القلق والاكتئاب، خاصة إذا كان ذلك بعد وفاة الشريك أو الطلاق أو الانفصال عنه، وفقا للدراسات.

ووجدت دراسة أجريت عام 2022 أن العيش وحيدا، مقارنة بالعيش مع الآخرين، يزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب بنسبة 42%

واكتشف العلماء أن الاكتئاب بدوره يمكن أن يضاعف خطر الإصابة بالخرف.

وصنفت لجنة عام 2020 الاكتئاب في أواخر العمر كواحد من 12 عامل خطر رئيسي للإصابة بالخرف.

وحللت الدراسة، التي نشرت الثلاثاء في الدورية الطبية JAMA Network Open، بيانات من أشخاص يبلغون من العمر 50 عامًا أو أكثر يشاركون في الدراسة الطولية الإنجليزية للشيخوخة، والذين عاشوا مع حيوانات أليفة.

وقال إيزاكسون إن الباحثين قاموا بتحليل إجابات اختبار الكلمات المختصرة عن الحيوانات والذي "يقيم قدرة الشخص على الانتباه إلى الكلمات وترميزها وتذكرها لاحقًا".

وارتبطت ملكية الحيوانات الأليفة بمعدلات تراجع أبطأ في النتيجة الإجمالية للإدراك اللفظي والذاكرة اللفظية والطلاقة إذا كان الشخص يعيش بمفرده، ولكن ليس إذا كان يعيش مع أشخاص آخرين.

ويعد السبب وراء ذلك غير واضح، حسبما ذكره لو، موضحا أن "الاختبار يقيّم عناصر الانتباه والذاكرة العاملة والذاكرة قصيرة المدى".

وأضاف لو: "رغم أن النتائج كانت ذات دلالة إحصائية، إلا أن حجم التأثيرات لم يكن كبيرًا بالنسبة للذاكرة اللفظية".

كيف يمكن أن يساعد العيش مع الحيوانات الأليفة

وأشار لو إلى أنه بينما يتعين إجراء المزيد من الأبحاث، هناك عدد من الأسباب التي قد تجعل وجود حيوان أليف مثل كلب، أو قطة، أو سمكة، أو طائر، أو ما شابه ذلك يقلل من خطر التدهور المعرفي.

وقال لو: "أولاً، الرفقة التي توفرها الحيوانات الأليفة يمكن أن تقلل من الشعور بالوحدة وتزيد من الرفاهية"، مضيفًا أن "مراقبة الحيوانات الأليفة يمكن أن تساعد الناس على الهدوء والاسترخاء وتخفيف التوتر والقلق".

بالإضافة إلى ذلك، يمكن للحيوانات الأليفة أن توفر لأصحابها فرصًا للقاء أشخاص جدد وإجراء محادثات أثناء تمشية الكلاب على سبيل المثال، على حد قول لو.

وفي الواقع، كان لدى أصحاب الحيوانات الأليفة درجة عزلة اجتماعية أقل من أصحاب الحيوانات الأليفة، وفقًا للدراسة.

يمكن أن يلعب النوم الجيد دورًا رئيسيًا أيضًا، إذ وجدت دراسة أجريت عام 2023 أن كل انخفاض بنسبة مئوية في نوم الموجة البطيئة سنويًا يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالخرف بنسبة 27% وزيادة خطر الإصابة بمرض الزهايمر بنسبة 32%

وأشار لو أن أصحاب الحيوانات الأليفة ينامون بسهولة أكبر من غيرهم.

وعلى سبيل المثال، غالبا ما يقوم أصحاب الكلاب بتمشية حيواناتهم قبل موعد النوم، ما قد يكون له تأثير مريح على أصحاب الكلاب ويجعل من السهل عليهم النوم.

ولفت لو إلى أن بعض الحيوانات الأليفة تتطلب طعامًا ومسكنًا ورعاية بيطرية متخصصة، ما يمكن أن يوفر إحساسًا بالمعنى والهدف لأصحابها. بالإضافة إلى ذلك، من خلال إطعام الحيوانات الأليفة والعناية بها، ينخرط أصحابها أيضًا في المزيد من النشاط البدني، غالبًا في الطبيعة.

ووجدت بعض الدراسات أن التواصل مع الطبيعة يمكن أن يعزز جهاز المناعة، ويعزز الصحة بشكل أفضل.

وقال لو: "بالمقارنة مع الأشخاص الذين لا يملكون حيوانات أليفة، فإن أصحاب الحيوانات الأليفة يمارسون نشاطًا بدنيًا أكثر اعتدالًا وقوة".

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: أصحاب الحیوانات الألیفة التدهور المعرفی خطر الإصابة حیوان ألیف إذا کان یمکن أن

إقرأ أيضاً:

عاجل. ترامب: عدم السيطرة على كامل أراضي أوكرانيا هو التنازل الذي يمكن أن تقدم

عاجل. ترامب: عدم السيطرة على كامل أراضي أوكرانيا هو التنازل الذي يمكن أن تقدم

مقالات مشابهة

  • منظمات دولية تحذر: أمراض يمكن الوقاية منها تهدد الملايين
  • عاجل. ترامب: عدم السيطرة على كامل أراضي أوكرانيا هو التنازل الذي يمكن أن تقدم
  • الآثار والمتاحف تبحث مع منظمة “أليف” سبل التعاون لحماية الآثار السورية وترميمها
  • الكرملين: نواصل العملية العسكرية في أوكرانيا ونستهدف مواقع عسكرية وأخرى مرتبطة بها
  • أكثر من 11 ألف إصابة بالكوليرا و9 وفيات في اليمن خلال الربع الأول من 2025
  • موعد افتتاح حديقة حيوان الجيزة في ثوبها الجديد بعد التطوير الشامل
  • بعد 3400 عام... مدينة فرعونية مرتبطة بتوت عنخ آمون تظهر من رمال الإسكندرية
  • تواريخ مرتبطة بقضية داعش قنا بعد إحالة متهم للمفتى
  • خالد الجندي: لا يجوز الإساءة حتى إلى الدابة أو أي حيوان
  • في زمن التفاوض... واشنطن تفرض عقوبات جديدة مرتبطة بإيران