ماذا يعني إعلان اليمن نقل آلية تفتيش السفن من ميناء جدة إلى ميناء عدن؟
تاريخ النشر: 30th, December 2023 GMT
أعلنت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، الخميس، عودة دخول السفن التجارية مباشرة لميناء الحاويات بعدن، كما كانت عليه قبل الحرب، دون المرور بآلية التفتيش لقوات التحالف بميناء جدة.
وبهذا يكون التحالف قد أنهى العمل بآلية التفتيش التي فرضتها الحرب على السفن المتجه إلى ميناء عدن، بعدما كان التحالف قد ألغى إجراءات التفتيش الإضافية على السفن المتجهة إلى موانئ الحديدة الخاضعة لسيطرة جماعة “أنصار الله” (الحوثيون)، التي فرضت عليها الأمم المتحدة المرور على آلية الفحص والتفتيش الأممية في ميناء جيبوتي منذ مايو/ أيار 2016م.
ويمثل هذا تدشينًا لعودة نظام دخول السفن إلى ميناء عدن وفق إجراءات التفتيش المباشر في الموانئ اليمنية.
يأتي هذا بعد خمسة أيام من إعلان المبعوث الأممي الخاص لليمن، هانس غروندبرغ، توصل الأطراف اليمنية إلى توافق على مجموعة من التدابير الإنسانية والاقتصادية، وفي مقدمتها وقف إطلاق النار، في سياق خارطة طريق للسلام، التي من المتوقع أن يتم التوقيع عليها مستهل العام الجديد.
ورجح مراقبون أن هذه الخطوة جاءت في سياق سعى التحالف لتطبيع الأوضاع تمهيدًا للتوقيع على الاتفاق في مقبل الأيام.
وأعلنت الحكومة اليمنية ممثلة في وزارة النقل “بأنه تم الاتفاق مع خلية الإجلاء والعمليات الإنسانية (مقرها الرياض) بنقل آلية التفتيش على السفن والبضائع من جدة وغيرها من الموانئ في المنطقة إلى ميناء عدن، بعد أن تم توفير وسائل ومعدات الكشف، وتعيين مفتشين متخصصين من الجهات ذات العلاقة بالتعاون والتنسيق مع قوات التحالف”.
وفي بيان اطلعت عليها “القدس العربي” أهابت وزارة النقل “بالتجار والمستوردين وشركات الشحن والخطوط الملاحية بتسيير رحلات مباشرة لسفن البضائع من بلد المنشأ إلى ميناء عدن”.
وأكدت “أنها ستقدم كل التسهيلات لتذليل أية صعوبات أو عراقيل تواجههم، وباعتبار أن ميناء عدن هو المنفذ الرئيسي البحري للبضائع المتجهة إلى الجمهورية اليمنية”، منوهة “بالإمكانيات المتوفرة في الميناء من أرصفة بأحجام مختلفة ووسائل الشحن والتفريغ لاستقبال سفن الحاويات وسفن البضائع العامة، والصب والمواد السائلة”.
كما أكدت أن “ميناء عدن آمن ويمتثل لشروط المدونة الدولية لأمن السفن ومرافق الموانئ (ISPS CODE) إضافة إلى أن كافة التصاريح ستصدر من قبل الوزارة دون عراقيل وبالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة”.
وأشارت إلى أنه “نظراً للوضع الأمنى في جنوب البحر الأحمر، وما تواجهه الخطوط الملاحية من الخطورة فإن ميناء عدن سيكون المحطة الأنسب لاستقبال البضائع مباشرة دون المرور بموانئ أخرى”.
واستحدث التحالف العربي بقيادة السعودية والأمم المتحدة آليات تفتيش للسفن المتجهة إلى موانئ اليمن عقب اندلاع الحرب في مارس/ آذار 2015، فكانت محطة آلية التفتيش الأممية للسفن المتجهة إلى موانئ الحديدة في جيبوتي، فيما استحدث التحالف آلية تفتيش للسفن المتجهة إلى عدن في ميناء جدة.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن السعودية ميناء جدة ميناء عدن تفتيش السفن إلى میناء عدن آلیة التفتیش المتجهة إلى
إقرأ أيضاً:
القدس العربي تتساءل: ماذا عن مأرب وإمكانية استئناف الحرب في اليمن؟
ماذا يحدث على تخوم مدينة مأرب شمال شرقي اليمن، انطلاقًا مما يتم تداوله إعلاميًا من طرف واحد؟ سؤال يفرض نفسه في ظل ما يصدر عن منابر إعلامية محسوبة على الحكومة المعترف بها دوليًا من أخبار عن مواجهات وتحشيد للحوثيين، وهو ما لم يصدر به تأكيد من قبل الحوثي الأمر الذي يستدعي التوقف قليلًا لمعرفة احتمالات ومآلات استئناف الحرب في اللحظة الراهنة.
في حال أقررنا أن الجميع يريد الحرب، فالحرب لن تخدمهم في الوقت الراهن إلا في استثمار الخارج لصالح استمرار سلطات الحرب في مواقعها مزيدًا من الوقت، لكن في الواقع ستذهب البلد، في حال استئناف الحرب، إلى مزيد من الخراب ومتواليات من الخسائر، فالسنوات العشر الماضية كانت درسًا كافيًا للحرب وللأحرب أيضًا، لا سيما وقد استخدمت في حرب السنوات الماضية آخر ما وصلت تقنيات الأسلحة بما فيها المحرمة دوليًا، ولم يتم حسمها، إذ لا يمكن أن تُحسم حرب في بلد كاليمن لصالح طرف، إضافة إلى أنه صار بلدًا ممزقًا لم يعد لديه ما يخسره، وسيزداد انقسامًا على بعضه في حال تدخل طرف خارجي في محاولة لحسم الحرب في ظل ما هي عليه حساسية اليمنيين للخارج، ما يجعل مما يحصل حاليًا ليس سوى ممارسة ضغوط للحصول على مكاسب سياسية، لأن جميع الأطراف تعرف جيدًا أن اليمن لا يمكن أن يتغلب فيه طرف، وما حصل في مراحل سابقة كانت استثناءات أعادت تفخيخ البلد لدورات صراع تالية كحرب صيف 1994 مثلًا.
كما أن اليمن لا يمكن أن يحكمه غير التنوع الذي يمثل تعدده، علاوة على أن السلام لا يُدار بمن أدار الحرب، مما يجعل الحل هو أن يجلس الجميع على الطاولة، ويضعوا وحدة واستقرار اليمن وسيادة قراره هدفًا واضحًا لا يمكن التنازل عنه، بما فيها الوحدة، على الأقل خلال المرحلة الانتقالية، ريثما يتفق اليمنيون لاحقًا على صيغة جديدة للحفاظ على بلدهم، وترميم جروحه، وإعادة إعماره، بما يتجاوز به حالة التشظي والتمزق، والانتقال من المراهنة على الخارج والرضوخ له إلى المراهنة على مقدرات الداخل، وتحقيق تطلعات اليمنيين في دولة مدنية تحفظ لهم استقلال قرارهم السيادي، وتمكنهم من بناء بلدهم، بما يحفظ كرامة التنوع كمواطنة ووطن وحرية واستقلال.
بلا شك أن الوضع الراهن ضمن لمكونات عديدة وضعًا هو أفضل بكثير من وضع ما بعد السلام، فالميزانيات المستقلة دون رقيب، والانفراد في إدارة ما تحت اليد دون حسيب، وتشكيل قوة عسكرية مستقلة تحظى بتمويل خارجي (على عين الجميع) دون خجل، هو وضع لا أعتقد أن هناك مَن سيعمل على تجاوزه بالحرب، ولا سيما وهو يعرف أن وضع اللاسلم واللاحرب ضامن حقيقي لتكريس تمزق البلد لصالح سلطات الحرب، وهو وضع يحظى بدعم خارجي بلا شك، مما يجعل اليمنيين معنيين بالتزام دعوة السلام والحوار والتأسيس ليمن قوي مستقل يحدد أبناؤه ملامح مستقبله.
بالتأكيد أن لصوت السلام معارضين كثر، وينطلقون في رفضهم له من اعتبارات فحواها الرفض المطلق للآخر، والاستفادة من وضع الحرب، والرغبة في الحكم خلال ما بعد الحرب بوعي ما كانت عليه الحرب، ومثل هذا الوعي يمثل تفخيخًا للمستقبل.
ماذا لو تخلت كل السلطات القائمة عن رعبتها بممارسة السلطة خلال ما بعد الحرب، عندئذ سيكون اليمن قد وجد طريقه إلى السلام.
عن احتمالات استئناف الحرب، يقول نقيب الصحافيين اليمنيين الأسبق، عبدالباري طاهر، لـ»القدس العربي»: «إن المنطقة كلها، وجزء من العالم مشغول اليوم بما يجري في غزة وفي العالم. وفيما يتعلق بالحرب اليمنية، فالآن السعودية هي نفسها مهددة ومشغولة بما هو أهم، خصوصًا بعد تصريح نتنياهو، وهو يتكلم عن التهجير إلى أراضي المملكة العربية السعودية. الوضع مختلف اليوم».
وأضاف: «مشروع ترامب يمثل تهديدًا للمنطقة كلها، بل هو يهدد، أيضًا، بسياساته العالم. استئناف الحرب في اليمن أصبح صعبًا في الأوضاع الراهنة، ثم أن الأطراف في اليمن، أقصد الأطراف الأساسية في الحرب بعد الحرب الأهلية، أصبحت هي السعودية وإيران. لكن السعودية وإيران الآن في وضع آخر، إيران مهددة، والسعودية هي الأخرى أيضًا مهددة، مما يعني أن احتمالات الحرب في اليمن بعيدة».