لماذا طلب نتنياهو من بوتين توسط روسيا لدى حماس بقضية الأسرى؟.. وما علاقة أوكرانيا؟
تاريخ النشر: 30th, December 2023 GMT
لماذا طلب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التوسط لدى "حماس" لإقناعها بإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة رغم تصاعد التوتر بين تل أبيب وموسكو منذ انطلاق الحرب في القطاع الفلسطيني؟ ولماذا رد بوتين بإيجابية وتحرك سريعا؟
يحاول مارك ن. كاتز، أستاذ الحكومات والسياسة في كلية شار للسياسة والحكومة بجامعة جورج ماسون، والزميل في "المجلس الأطلسي"، الإجابة على تلك التساؤلات، في تحليل نشره موقع "ريسبونسبل ستيت كرافت"، وترجمه "الخليج الجديد".
ويرى كاتز أن طلب نتنياهو من بوتين التوسط لدى "حماس" لإطلاق الأسرى "خطوة عملية للغاية"، وأن رد بوتين الإيجابي، بتعيين نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوجدانوف للعمل على هذا الأمر على الأمر، "توجه براجماتي" من موسكو.
اقرأ أيضاً
فرانس برس: طوفان الأقصى جعل علاقة روسيا وإسرائيل على الحافة.. هل يأتي الأسوأ؟
ولا يتفق الكاتب مع تحليلات اعتبرت أن طلب نتنياهو الأمر من بوتين يقلل من شأن الرئيس الأمريكي جو بايدن، قائلا إنه "بما أن روسيا تتمتع بعلاقات عمل جيدة مع حماس بينما لا تتمتع الولايات المتحدة بذلك، فمن المفهوم أن يرى نتنياهو أن لدى موسكو فرصة أفضل لتأمين إطلاق سراح الرهائن مقارنة بواشنطن".
كما أن رد بوتين بشكل إيجابي على طلب نتنياهو هو أمر عملي للغاية.
دفع إسرائيل بعيدا عن أوكرانياوفي حين تدهورت العلاقات الروسية الإسرائيلية وسط الانتقادات الروسية للتدخل الإسرائيلي في غزة، فإن موسكو ليس لديها مصلحة في رؤية تل أبيب تنهي سياستها المتمثلة في عدم الانضمام إلى الغرب في مساعدة أوكرانيا وفرض عقوبات على روسيا، يقول الكاتب.
ويضيف كاتز: وسواء نجحت أم لا، فإن الجهود التي تبذلها روسيا لحمل حماس على إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين يمكن أن تساعد في التأكد من أن إسرائيل لن تغير سياساتها المتعلقة بأوكرانيا.
اقرأ أيضاً
3 خلافات بين نتنياهو وبايدن.. غزة تدفع شريكي الحرب نحو صدام
روسيا كوسيط مقابل الصينويتابع: قد يرى بوتين أيضاً أن الموافقة على مساعدة نتنياهو في قضية الرهائن هي بمثابة نقل صورة لروسيا باعتبارها وسيطاً أكثر فعالية ليس فقط من الولايات المتحدة، ولكن أيضاً من الصين (التي لجأت إليها إيران والمملكة العربية السعودية، بدلاً من روسيا، للمساعدة في استعادة علاقاتهما الدبلوماسية في وقت سابق من هذا العام).
التعاون الروسي الإسرائيليوقد نما التعاون الروسي الإسرائيلي في عدد من المجالات بعد وصول بوتين إلى السلطة لأول مرة في مطلع القرن العشرين.
أحد الأمثلة الأكثر إثارة للاهتمام هو اتفاق منع الاشتباك "السري" ولكن المعروف بين روسيا وإسرائيل، والذي بموجبه غضت القوات الروسية الطرف إلى حد كبير عن الهجمات الإسرائيلية على مواقع إيران و"حزب الله" في سوريا.
وأشار المعلقون الإسرائيليون إلى حاجة إسرائيل إلى الحفاظ على هذه الاتفاقية ورغبتها في حماية المجتمع اليهودي المتبقي داخل روسيا كأسباب لعدم انضمام إسرائيل إلى أمريكا والغرب في تقديم المساعدة العسكرية لأوكرانيا أو فرض عقوبات على روسيا.
اقرأ أيضاً
بوتين يدعم غزة ويرى في الحرب مصلحة له.. وتهديدات إسرائيلية بدفع الثمن
ويقول الكاتب إنه بينما بذل القادة الإسرائيليون قصارى جهدهم لتجنب اتخاذ إجراءات ضد روسيا بعد تدخل بوتين في أوكرانيا ابتداءً من فبراير/شباط 2022، لم يرد القادة الروس بالمثل عندما تدخلت إسرائيل في غزة بدءًا من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وبالإضافة إلى إلقاء اللوم في الصراع على السياسة الخارجية الأمريكية، كان بوتين وغيره من المسؤولين الروس ينتقدون بشدة التدخل الإسرائيلي، ودعوا إلى وقف إطلاق النار (وهو الأمر الذي يعارضه نتنياهو بشدة)، وكانوا بطيئين في انتقاد هجوم "حماس" في السابع من أكتوبر.
وقد أعرب المسؤولون والمعلقون الإسرائيليون بصوت عالٍ عن عدم رضاهم عن موقف موسكو بشأن الصراع في غزة.
ومع ذلك، لا يزال هناك قدر ما من التعاون الروسي الإسرائيلي مستمرا، بدليل طلب نتنياهو من بوتين التوسط لدى "حماس" في ملف الأسرى، يقول الكاتب.
ويختم كاتز تحليله بالقول: ليس من الواضح، بطبيعة الحال، ما إذا كانت موسكو قادرة على إقناع حماس بالإفراج عن أي رهائن إسرائيليين، ولكن حتى لو حدث ذلك، فإن هذا لن يضع نهاية للصراع - كما يدرك نتنياهو وبوتين بلا شك.
ولكن إذا كانت روسيا قادرة على تسهيل التوصل إلى اتفاق تفرج بموجبه "حماس" عن أسرى إسرائيليين مقابل إطلاق إسرائيل سراح سجناء فلسطينيين، فإن ذلك من شأنه أن يفيد الأفراد الذين يتم تبادلهم وعائلاتهم - وبالتالي فإن الأمر يستحق المحاولة على الأقل.
المصدر | مارك ن. كاتز / ريسبونسبل ستيت كرافت - ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: العلاقات الإسرائيلية الروسية بنيامين نتنياهو فلاديمير بوتين غزة حماس الأسرى أوكرانيا طلب نتنیاهو نتنیاهو من من بوتین
إقرأ أيضاً:
لابيد وليبرمان يهاجمان نتنياهو: حكومته غير شرعية ويحاول إفشال صفقة التبادل
شن زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد، ورئيس حزب "إسرائيل بيتنا" هجوما على بنيامين نتنياهو، رئيس الحكومة، واتهماه بتعطيل صفقة تبادل الأسرى لأهداف شخصية.
وقال لابيد، الأحد، إن نتنياهو يخشى سقوط حكومته حال انتهاء حرب غزة لأن اعتباراته سياسية، ولا يكترث بشأن "الرهائن"، في إشارة إلى الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة.
وقال لابيد: "لا يوجد ما نفعله في غزة أكثر ويجب وقف الحرب وإعادة الرهائن، يجب إعادة مخطوفينا من غزة وليس إجراء لقاءات صحفية لتخريب إمكانية التوصل لصفقة". وفق ما نقلته هيئة البث الإسرائيلية.
بدوره، هاجم أفيغدور ليبرمان؛ نتنياهو واتهمه بالتصرف لضمان الحفاظ على ائتلافه الحكومي دون الاكتراث بـ"الرهائن".
ونقلت "معاريف" عن ليبرمان قوله: "الحكومة التي تروج للتهرب من الخدمة العسكرية وتعارض إنشاء لجنة تحقيق في أحداث 7 أكتوبر هي غير شرعية".
هل الصفقة وشيكة؟
مع تزايد الأحاديث الإسرائيلية عن قرب إبرام صفقة التبادل مع حماس، قدرت مصادر مطلعة على تفاصيل المفاوضات أن الصفقة أصبحت قريبة، ورغم بقاء جدل بين الطرفين حول هوية الأسرى وعددهم، فإن هناك اتفاقا على إطلاق سراح النساء والأطفال والمسنّين، ويبقى الآن تحديد عدد الشباب الذين سيتم تعريفهم بأنهم مرضى، مع خلافات أخرى حول هوية الأسرى الفلسطينيين الكبار الذين سيضطر الاحتلال لإطلاق سراحهم، وأين سيتم نقلهم.
ونقل رونين بيرغمان، خبير الشؤون الاستخبارية بصحيفة يديعوت أحرونوت، عن مسؤول إسرائيلي كبير مطلع على مفاوضات صفقة التبادل مع حماس، قوله إن "الجانبين أقرب من أي وقت مضى للاتفاق، لأن كليهما يتصرف بموجب موعد نهائي، وهو دخول الرئيس دونالد ترامب للبيت الأبيض، ما يعني أن القاسم المشترك لجميع الأطراف المعنية هو أن الوقت قد حان، ويجب أن ينتهي".
وأضاف في مقال بيديعوت أحرنوت، ترجمته "عربي21"، أنه "رغم هذه التفاهمات، فلا تزال خلافات صعبة تتعلق بشكل رئيسي بهوية المختطفين، وعددهم لدى حماس، والأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، ما يجعل التوقعات تتجاوز الأيام، إلى بضعة أسابيع على الأقل، وعند التوقيع على الصفقة، سيقول كل جانب إن الآخر تراجع، مع أنه ينبغي التذكير بأنهما كانا قريبين للغاية من التوصل لاتفاق محتمل في 3 يوليو الماضي عند تسليم الخطوط العريضة المقدمة من قطر".
وأوضح أن "التغيرات الإقليمية اليوم، وعزلة حماس، والصعود المرتقب لترامب، كلها تطورات غيّرت الوضع، بجانب تعرّض قيادة حماس لضغوط قطر ومصر، ما يدفع الحركة للحديث عن تخفيف الضغوط الدولية عليها، وبالتالي أن تتحلى بالمرونة، تمهيدا لوقف إطلاق النار المستدام، والتوقيع على الجزء الثاني من الصفقة، فيما النقاش الجوهري المعقد للغاية يتعلق بالأسرى الفلسطينيين، وفئات المفرج عنهم".
كما كشف أن "رئيس جهاز الشاباك رونان بار، المسؤول بنفسه عن قنوات الاتصال للمفاوضات، ينخرط منذ أسابيع في تحليل وإعداد قوائم الأسرى الفلسطينيين المحتملين للإفراج عنهم، فيما تُعرب مختلف أجهزة الأمن عن رأيها بشأن خطورة الأمر، ويبقى السؤال عن تواجدهم بعد إطلاق سراحهم، سواء بقاؤهم في الضفة الغربية، أو منطقة أخرى، مع احتفاظ الاحتلال بحق النقض تجاه عدد معين من كبار الأسرى، مع العلم أن نظرة للوراء تشير إلى أن الاحتلال وافق على إطلاق سراح أسرى "أيديهم ملطخة بالدماء"، وفق التعريف الإسرائيلي".
وختم قائلا، إن "الصياغة الغامضة المتعمدة في مسودة الاتفاق المتبلور حالياً، يشير لرغبة جميع الأطراف في المضي قدمًا، ما قد يجلب إمكانية التغيير في الصفقة نفسها".