لماذا طلب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التوسط لدى "حماس" لإقناعها بإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة رغم تصاعد التوتر بين تل أبيب وموسكو منذ انطلاق الحرب في القطاع الفلسطيني؟ ولماذا رد بوتين بإيجابية وتحرك سريعا؟

يحاول مارك ن. كاتز، أستاذ الحكومات والسياسة في كلية شار للسياسة والحكومة بجامعة جورج ماسون، والزميل في "المجلس الأطلسي"، الإجابة على تلك التساؤلات، في تحليل نشره موقع "ريسبونسبل ستيت كرافت"، وترجمه "الخليج الجديد".

خطوة عملية

ويرى كاتز أن طلب نتنياهو من بوتين التوسط لدى "حماس" لإطلاق الأسرى "خطوة عملية للغاية"، وأن رد بوتين الإيجابي، بتعيين نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوجدانوف للعمل على هذا الأمر على الأمر، "توجه براجماتي" من موسكو.

اقرأ أيضاً

فرانس برس: طوفان الأقصى جعل علاقة روسيا وإسرائيل على الحافة.. هل يأتي الأسوأ؟

ولا يتفق الكاتب مع تحليلات اعتبرت أن طلب نتنياهو الأمر من بوتين يقلل من شأن الرئيس الأمريكي جو بايدن، قائلا إنه "بما أن روسيا تتمتع بعلاقات عمل جيدة مع حماس بينما لا تتمتع الولايات المتحدة بذلك، فمن المفهوم أن يرى نتنياهو أن لدى موسكو فرصة أفضل لتأمين إطلاق سراح الرهائن مقارنة بواشنطن".

كما أن رد بوتين بشكل إيجابي على طلب نتنياهو هو أمر عملي للغاية.

دفع إسرائيل بعيدا عن أوكرانيا

وفي حين تدهورت العلاقات الروسية الإسرائيلية وسط الانتقادات الروسية للتدخل الإسرائيلي في غزة، فإن موسكو ليس لديها مصلحة في رؤية تل أبيب تنهي سياستها المتمثلة في عدم الانضمام إلى الغرب في مساعدة أوكرانيا وفرض عقوبات على روسيا، يقول الكاتب.

ويضيف كاتز: وسواء نجحت أم لا، فإن الجهود التي تبذلها روسيا لحمل حماس على إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين يمكن أن تساعد في التأكد من أن إسرائيل لن تغير سياساتها المتعلقة بأوكرانيا.

اقرأ أيضاً

3 خلافات بين نتنياهو وبايدن.. غزة تدفع شريكي الحرب نحو صدام

روسيا كوسيط مقابل الصين

ويتابع: قد يرى بوتين أيضاً أن الموافقة على مساعدة نتنياهو في قضية الرهائن هي بمثابة نقل صورة لروسيا باعتبارها وسيطاً أكثر فعالية ليس فقط من الولايات المتحدة، ولكن أيضاً من الصين (التي لجأت إليها إيران والمملكة العربية السعودية، بدلاً من روسيا، للمساعدة في استعادة علاقاتهما الدبلوماسية في وقت سابق من هذا العام).

التعاون الروسي الإسرائيلي

وقد نما التعاون الروسي الإسرائيلي في عدد من المجالات بعد وصول بوتين إلى السلطة لأول مرة في مطلع القرن العشرين.

أحد الأمثلة الأكثر إثارة للاهتمام هو اتفاق منع الاشتباك "السري" ولكن المعروف بين روسيا وإسرائيل، والذي بموجبه غضت القوات الروسية الطرف إلى حد كبير عن الهجمات الإسرائيلية على مواقع إيران و"حزب الله" في سوريا.

وأشار المعلقون الإسرائيليون إلى حاجة إسرائيل إلى الحفاظ على هذه الاتفاقية ورغبتها في حماية المجتمع اليهودي المتبقي داخل روسيا كأسباب لعدم انضمام إسرائيل إلى أمريكا والغرب في تقديم المساعدة العسكرية لأوكرانيا أو فرض عقوبات على روسيا.

اقرأ أيضاً

بوتين يدعم غزة ويرى في الحرب مصلحة له.. وتهديدات إسرائيلية بدفع الثمن

ويقول الكاتب إنه بينما بذل القادة الإسرائيليون قصارى جهدهم لتجنب اتخاذ إجراءات ضد روسيا بعد تدخل بوتين في أوكرانيا ابتداءً من فبراير/شباط 2022، لم يرد القادة الروس بالمثل عندما تدخلت إسرائيل في غزة بدءًا من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وبالإضافة إلى إلقاء اللوم في الصراع على السياسة الخارجية الأمريكية، كان بوتين وغيره من المسؤولين الروس ينتقدون بشدة التدخل الإسرائيلي، ودعوا إلى وقف إطلاق النار (وهو الأمر الذي يعارضه نتنياهو بشدة)، وكانوا بطيئين في انتقاد هجوم "حماس" في السابع من أكتوبر.

وقد أعرب المسؤولون والمعلقون الإسرائيليون بصوت عالٍ عن عدم رضاهم عن موقف موسكو بشأن الصراع في غزة.

ومع ذلك، لا يزال هناك قدر ما من التعاون الروسي الإسرائيلي مستمرا، بدليل طلب نتنياهو من بوتين التوسط لدى "حماس" في ملف الأسرى، يقول الكاتب.

ويختم كاتز تحليله بالقول: ليس من الواضح، بطبيعة الحال، ما إذا كانت موسكو قادرة على إقناع حماس بالإفراج عن أي رهائن إسرائيليين، ولكن حتى لو حدث ذلك، فإن هذا لن يضع نهاية للصراع - كما يدرك نتنياهو وبوتين بلا شك.

ولكن إذا كانت روسيا قادرة على تسهيل التوصل إلى اتفاق تفرج بموجبه "حماس" عن أسرى إسرائيليين مقابل إطلاق إسرائيل سراح سجناء فلسطينيين، فإن ذلك من شأنه أن يفيد الأفراد الذين يتم تبادلهم وعائلاتهم - وبالتالي فإن الأمر يستحق المحاولة على الأقل.

المصدر | مارك ن. كاتز / ريسبونسبل ستيت كرافت - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: العلاقات الإسرائيلية الروسية بنيامين نتنياهو فلاديمير بوتين غزة حماس الأسرى أوكرانيا طلب نتنیاهو نتنیاهو من من بوتین

إقرأ أيضاً:

بسبب مماطلة إسرائيل..حماس تهدد بتأخير إطلاق المحتجزين في غزة

قال مصدران مطلعان في حماس الأربعاء، إن مماطلة إسرائيل في إدخال المساعدات إلى قطاع غزة قد تؤثر على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، بما في ذلك إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين.

وقال مصدر قيادي في حماس: "نحذر من استمرار مماطلة الاحتلال، وعدم الالتزام بالشق الإنساني باتفاق وقف النار، ومنع إدخال الوقود والخيام والكرفانات والمعدات الثقيلة وفق الاتفاق  الذي سيؤثر على السير الطبيعي لتنفيذ الاتفاق بما في ذلك تبادل الأسرى".
وقال المصدر الثاني المطلع على المفاوضات إن الحركة تطالب "الوسطاء بإلزام الاحتلال بتطبيق الاتفاق وعدم خلق أزمات".
وقال المصدر القيادي "هناك استياء لدى الفصائل بسبب سلوك الاحتلال بالتلكوء والمماطلة وعدم التزامه بتطبيق بروتوكول الشق الإنساني" وتابع "نأمل من الوسطاء والضامنين بذل أكبر جهد ممكن لتطبيق الاحتلال البنود وفق الاتفاق وإدخال هذه المواد". منظمات: إسرائيل أخفقت في تعزيز وصول المساعدات لغزة - موقع 24قالت منظمات إغاثة دولية، اليوم الثلاثاء، إن إسرائيل أخفقت في تلبية مطالب الولايات المتحدة من أجل تعزيز وصول أكبر للمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة الذي مزقته الحرب، حيث صارت الظروف أسوأ من أي وقت مضى خلال الحرب المستمرة منذ 13 شهراً.

وقال المصدر الآخر إن "إخلال الاحتلال ببنود الجزء الإنساني للاتفاق قد يؤدي إلى تأخير دفعات تبادل الأسرى".
وأشار المصدران إلى أنه وفق الاتفاق "على إسرائيل السماح بإدخال المساعدات والمواد الإنسانية في الأسبوع الأول من سريان وقف النار".
وأوضحا أنه وفق ملحق البروتوكول الإنساني "يتوجب إدخال 200 ألف خيمة مجهزة، و60 ألف كرفان، وكميات كافية من الوقود، ومواد لترميم المستشفيات، وتشغيل المخابز، ومحطات المياه، وإدخال المعدات الثقيلة لفتح الشوارع والترميم".
وعقد وفد حماس المفاوض الذي وصل القاهرة مساء الإثنين لقاءً ظهر الأربعاء مع مسؤولي ملف المفاوضات في المخابرات المصرية في القاهرة "لاستكمال البحث في آليات تنفيذ بنود الاتفاق، وتنفيذ دفعتي تبادل الأسرى يوم الخميس، والسبت القادم" مؤكداً أن هذه اللقاءات "تمهد لمفاوضات المرحلة الثانية" بين حماس وإسرائيل.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تُفسر سبب تأجيل الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين
  • ‏مكتب نتنياهو يعلن تسلّم الجيش للمجندة المُفرَج عنها بجباليا وأن إسرائيل ملتزمة بإعادة كل الأسرى والمفقودين
  • صحيفة إسرائيلية: مواقف نتنياهو قد تفجر صفقة الأسرى في المرحلة الأولى
  • حماس تحذر: مماطلة إسرائيل بإدخال المساعدات قد تؤثر على إطلاق سراح الأسرى
  • إسرائيل: حماس سلمت قائمة الأسرى الذين ستفرج عنهم غداً
  • مكتب نتنياهو: إسرائيل تلقت قائمة بأسماء محتجزين سيطلق سراحهم الخميس
  • بسبب مماطلة إسرائيل..حماس تهدد بتأخير إطلاق المحتجزين في غزة
  • هآرتس: صفقة التبادل فضحت أكاذيب نتنياهو فلا النصر تحقق ولا حماس تفككت
  • يديعوت : نتنياهو سيفشل مفاوضات المرحلة الثانية لتبادل الأسرى
  • ‏إعلام فلسطيني: الجيش الإسرائيلي يمنع حركة الفلسطينيين بعدة شوارع في طولكرم