البطل في انتخابات مجالس المحافظات
تاريخ النشر: 30th, December 2023 GMT
آخر تحديث: 30 دجنبر 2023 - 9:36 صبقلم:سمير عادل مسألتان تبعثان على السخرية والاستهجان في مهزلة الانتخابات التي نظمت في 18 كانون الأول/ديسمبر 2023.الأولى هو البحث عن البطل في هذه الانتخابات، وليست معرفة من هو المنتصر فيها ومن هو الرابح، لأنه في جميع الانتخابات التي أجريت وصُدعت بها رؤوس الأحياء في العراق خلال ما يقارب عقدين من الزمن، كان الرابح والمنتصر معروفا سلفا حتى قبل إجراء الانتخابات، والحمقى وحدهم كانوا ينتظرون فتح صناديق الانتخابات.
وبعكس جميع الانتخابات التي تجري في بلدان العالم، فمن يشكل الحكومة سواء كانت مركزية أو محلية، ليس صناديق الانتخابات ولا الرابح ولا الخاسر، إنما من يسرع في فتح تلك الصناديق. وهنا لا بد الكشف عن اسم البطل، ليس حزب تقدم الذي تمثله جماعة محمد الحلبوسي ولا دولة القانون المتمثلة في جماعة المالكي أو قائمة جماعة هادي العامري التي تتقاسم السلطة والثروات فيما بينها، إنما البطل هو المفوضية المستقلة للانتخابات. فهي من أعلنت أن نسبة المشاركة بلغت 41 في المئة، ولن يكترث أحد لمّا تشير أرقام أخرى أن نسب المشاركة لا تتجاوز 17 في المئة، وأطراف أخرى تشير إلى أن نسبة المشاركة لا تتجاوز 9 في المئة، فمن يمنح الشرعية هي النسب التي تعلنها المفوضية للفائزين والخاسرين وكل العملية الانتخابية. هناك محاولة حثيثة لوضع جماهير العراق في دوامة سياسية، كان لها أول، عندما تم غزو العراق، ولكن ليس لها آخر، عبر المسرحيات الانتخابية التي تنظمها بين الفينة والأخرى وبمنطق بسيط إذا كانت نسبة المشاركة في الانتخابات البرلمانية في 2018 و2021 لم تتجاوز عتبة 12 في المئة وباعتراف مراقبي الاتحاد الأوروبي حينها الذين عبّروا عن أسفهم عن عزوف الجماهير عن الانتخابات، وفي هذه الانتخابات التي قاطعها التيار الصدري والجماعات القومية مثل إياد علاوي وغيرهم، إضافة لم تحدث أيّ تغييرات لصالح الجماهير بعد تلك الانتخابات كي يتجدد عندها الأمل بالتغير عبر آلية الانتخاب، فكيف تمت مشاركة 41 في المئة من جماهير العراق في هذه الانتخابات، فبالتأكيد العلم عند المفوضية! إذن وظيفة المفوضية غير المستقلة للانتخابات ليس فقط الإشراف على الانتخابات فحسب، بل وظيفتها الأصلية هي إخفاء حقيقة نسبة المشاركة، وبهذا تعتبر بطل هذه الانتخابات بامتياز دون أيّ منافس آخر.إن إجراء هذه الانتخابات وبغض النظر عن عدم شرعيتها بسبب قرار مسبق للبرلمان على المصادقة على برنامج حكومة محمد شياع السوداني في إجراء انتخابات مبكرة خلال سنة، هو عملية التسابق مع الزمن، ومسعى من المساعي لطي صفحة الصراعات التي ألقت بظلها على المشهد السياسي منذ انتفاضة أكتوبر 2019 وحتى نتائج انتخابات 2021، والتي أقصي فيها الرابح الأكبر وهو التيار الصدري، وتوج الخاسر الأكبر وهو تحالف الأحزاب والميليشيات الإسلامية الموالية لإيران لتشكيل الحكومة. وهنا تأتي المسالة الثانية، أو المهزلة أو السخرية الأخرى في هذه الانتخابات، فتحالف الأحزاب والميليشيات الإسلامية المتجمعة بالإطار التنسيقي، بدأت تتفاوض أو تتحاور لا مع الأطراف الفائزة في الانتخابات بل مع التيار الصدري الذي قاطع الانتخابات، وتحاول استمالته عبر إبقاء المحافظين أو رؤساء الحكومات المحلية الذين ينتمون إليه مثل النجف والعمارة وغيرها من التي تحتفظ بحصة الأسد في مجالس المحافظات، للحيلولة دون تعكير صفو خطتها في تصفية آثار انتفاضة أكتوبر، وإثبات مصداقيتها وأهليتها أمام تنفيذ مشاريع المؤسسات الدولية سواء المالية منها أو السياسية. وهذا يثبت ما ذهبنا إليه أن الانتخابات هي عملية شكلية لطمأنة المؤسسات الدولية من جهة، ومن جهة أخرى مسعى لترسيخ سلطة هذه الجماعات. وتعكس هذه المساعي أن المشاركة في الانتخابات ليس هدفها تحقيق برنامج سياسي وخدمي للجماهير، بل هي محاولة لتوسيع مساحة السرقة والنهب على صعيد الحكومات المحلية بعد أن استتب أمرها في الحكومة المركزية. وظيفة المفوضية غير المستقلة للانتخابات ليس فقط الإشراف على الانتخابات فحسب، بل وظيفتها الأصلية هي إخفاء حقيقة نسبة المشاركة، وبهذا تعتبر بطل هذه الانتخابات بامتياز دون أيّ منافس آخر، وعلى الجانب الآخر هناك محاولة حثيثة لوضع جماهير العراق في دوامة سياسية، كان لها أول، عندما تم غزو العراق واحتلاله وتنصيب هذه الجماعات عليه، ولكن ليس لها آخر، عبر المسرحيات الانتخابية التي تنظمها بين الفينة والأخرى، وانتزاع أيّ إرادة ثورية بالتغيير عبر أسرها في إطار بديلها. إلا أن الحقيقة المرة في المقاطعة العظيمة للجماهير في هذه الانتخابات، بالنسبة إلى النخب التي تتباهى بثقافتها وتضع نفسها في خانة المثقفين وتصنف نفسها بالليبراليين والمدنيين والديمقراطيين، فشلت في جرّ الجماهير إلى بحر أوهامها الغارقة فيها هي قبل غيرها، وفشلت في جرها أيضا إلى مستنقع العملية السياسية ولعبتها الهزيلة التي تسمى بالانتخابات، وفي نفس الوقت وبموازاتها فشلت الماكينة الدعائية والإعلامية والميليشياوية لجماعات الإسلام السياسي التي نظمت المناسبات الدينية وأنفقت على فضائياتها وكل إعلامها لنشر الخرافات والخزعبلات في المجتمع، والجماعات القومية في خداع جماهير العراق مرة أخرى كي تكون جزءا من مشاريعها الطائفية والقومية، وبنفس القدر فشل المشروع الذي وضع عليه يافطة كبيرة وهو “الديمقراطية” التي اختبرتها جماهير العراق بأنها ليست أكثر من لعبة لإدامة استمرار سلطة نفس الجماعات. إن مسألة التغيير جزء من مسعى الإنسان، وأن كل ما تفعله هذه القوى الطائفية والقومية المقيتة، وما تنظمه من مسرحيات مختلفة سواء كانت انتخابات أو إطلاق العنان لميليشياتها أو رفع الرايات المزوّرة حول تحرير فلسطين أو نشر الأكاذيب والتضليل حول تخفيض الدولار، لن تستطيع أن تسكت أو تقف أمام عجلة ذلك المسعى، فمن أشعل فتيل انتفاضة أكتوبر بإمكانه إشعال شرارة عملية التغيير الجذرية، وهي ليست إلا مسألة وقت.
المصدر: شبكة اخبار العراق
كلمات دلالية: فی هذه الانتخابات الانتخابات التی نسبة المشارکة جماهیر العراق فی المئة
إقرأ أيضاً:
50 مليون أميركي صوتوا مبكرا في انتخابات الرئاسة
أدلى أكثر من 50 مليون أميركي بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية، وذلك وفقا لـ"متتبع التصويت المبكر" التابع لجامعة فلوريدا. ويكثف المرشحان، الديمقراطية كامالا هاريس، والجمهوري دونالد ترامب، حملاتهما الانتخابية في الأيام الأخيرة من السباق الرئاسي نحو البيت الأبيض.
وحسب "متتبع التصويت المبكر"، تشير البيانات إلى أن نحو 39 بالمئة من الناخبين المسجلين الذين صوتوا مبكرًا، هم من الديمقراطيين، بينما يشكل الجمهوريون حوالي 36 بالمئة.
كما أظهرت البيانات أن 41 بالمئة من الناخبين الذين صوتوا مبكرًا تزيد أعمارهم عن 65 عامًا.
وللمقارنة، بلغ عدد الذين شاركوا في التصويت المبكر في انتخابات 2020 حوالي 100 مليون شخص، سواء من خلال التصويت الشخصي أو عبر البريد.
حمزة السعود موفد قناة "الحرة" في مدينة لاس فيغاس بولاية نيفادا، قال إن الأرقام الأولية جاءت خلافا لتوقعات استطلاعات الرأي بتقدم مرشح الحزب الجمهوري، دونالد ترامب، بنحو 37 ألف صوت على الديمقراطيين، وهو شيء لم يحدث في الانتخابات السابقة.
وأضاف أبو سعود أنه حتى مساء الثلاثاء، شارك نحو 40 في المئة من أهالي نيفادا في الاقتراع المبكر من مجموع المؤهلين للتصويت في الولاية، وأوضح أن التصويت المبكر في هذه الولاية استمر 10 أيام وينتهي، الجمعة.
وتحدث موفد قناة "الحرة" في مدينة لاس فيغاس عن تنافس حاد بين الحزبين للحصول على أصوت الأميركيين من أصول لاتينية والذين يعتبرون أبرز كتلة انتخابية والتي تقدر نسبتهم من سكان نيفادا بنحو 30 بالمئة.
فلوريدامراسل قناة "الحرة" من فلوريدا، رضا بوشفرة، قال من جهته إن الولاية محسومة للحزب الجمهوري لكن الحزب الديمقراطي يحاول شق طريقه لتحقيق بعض المكتسبات والتقليل من فجوة نسب التصويت.
وأشار بوشفرة إلى ان الحزب الديمقراطي يستخدم موضوع الإجهاض "كورقته القوية" لكسب المزيد من الأصوات من خلال حملته التي تدعو إلى تغيير قوانين الولاية التي تمنع الإجهاض بعد 6 أسابيع من الحمل.
وذكر أن الحزب الجمهوري يحاول من جهته الحفاظ على الأغلبية التي حققها خلال السنوات الماضية في الكونغرس ومدن ومقاطعات ولاية فلوريدا.
وأضاف مراسل قناة "الحرة" من فلوريدا أن أكثر من خمسة منلايين ونصف المليون من أهالي فبورديا شاركو لحد الان في التصويتين المبكر وعبر البريد ما يدل على الإقبال الواسع للمواطنين في فلوريدا على مراكز الاقتراع.
إلى من يميل الشباب في الانتخابات الأميركية؟ لا تظهر بيانات الناخبين المتاحة حتى الآن حماسا كبيرا لدى فئة الشباب تجاه الانتخابات المقبلة. تأثير السراب "الأزرق" و"الأحمر" على نتائج الانتخابات الأميركية؟مع قيام آلاف المقاطعات والبلدات الأمريكية بالإبلاغ عن إجمالي الأصوات، قد يكون من الصعب معرفة متى ستعكس النتائج المبلغ عنها حتى الآن النتيجة.
قد يظهر التقرير الأول ليلة الانتخابات تقدمًا كبيرًا لمرشح واحد، لكن هذا التقدم قد يتضاءل في بعض السباقات وينمو في سباقات أخرى.
بعد ستة أيام يبدأ التصويت المباشر في الانتخابات الرئاسية الأميركية، وعندما يبدأ فرز الأصوات في المساء، قد تشهد النتائج تقلبات كثيرة بين مد وجزر يصب في صالح هذا المرشح او ذاك فالوضع اشبه باحجية تتشكل حسب قوانين الولايات ومقاطعاتها ومع اعلان المزيد من النتائج تبدا الصورة تتضح اكثر.
تشير الانتخابات السابقة الى ان فرز الاصوات المرسلة بالبريد ترجح كفة الديمقراطيين وفي بعض الولايات تفرز المقاطعات هذه الاصوات اولا ما يساهم في خلق موجة من سراب ازرق لكن النتيجة النهائية قد تكون عكس ذلك اي فوز المرشح الجمهوري.
المؤشرات الاولى على اتجاه سير الانتخابات تبدا من ولاية فلوريدا المتارجحة التي يلزم قانونها المقاطعات بعد اصوات الاقتراع الغيابي وهو يميل لصالح الديمقراطيين. وفي الدورتين الانتخابيتين الاخيرتين تقدم الديمقراطيين بوضوح قبل ان تنعكس الصورة مع فرز مزيد من الاصوات لينتهي الامر بفوز الجمهوريين.
ولاية فرجينيا وهي ولاية حاسمة اخرى يتغير وضع اعلان النتائج الاولية اعتمادا على ما تقوم به المقاطعات وقد اظهرت انتخابات سابقة تقدم الجمهوريين في بداية الامر لكن بعد ساعات من التصويت وعندما بدا فرز اصوات مناطق شمال فرجينيا ذات الكثافة السكانية العالية والميول الديمقراطية انقلبت النتائج لصالح الديمقراطيين كما حدث عام الفين وعشرين.
ولاية بنسلفانيا المتارجحة تتميز بانها قد تشهد موجة زرقاء او حمراء او كلتيهما خلال اوقات مختلفة من مساء الانتخابات. ففي عام الفين وعشرين تقدم جو بايدن بعد ما عدت اصوات الاقتراع المبكر ثم احرز دونالد ترامب تقدما كبيرا مع عد اصوات المقترعين في يوم الانتخابات لكن بايدن عاد ليتصدر السباق بهامش صغير بعد فرز مزيد من اوراق الاقتراع المبكر.
مخاوف من أعمال عنف في حال خسارة ترامبفي الأثناء، أشارت آخر استطلاعات للرأي قامت بها صحيفة واشنطن بوست إلى أن جانب من الأميركيين متخوفون من وقوع أعمال عنف خاصة من أنصار ترامب في حال عدم فوزه بالانتخابات.
إذ يشعر أغلب الناخبين في الولايات المتأرجحة بالقلق من أن أنصار الرئيس السابق دونالد ترامب سوف يردون بالعنف إذا لم يفز بالانتخابات الرئاسية الشهر المقبل ولا يعتقدون أنه سيقبل الهزيمة.
ووفقًا لاستطلاع أجرته صحيفة واشنطن بوست ومدرسة شار، فإن عددًا أقل بكثير من الناخبين في تلك الولايات الرئيسية يشعرون بنفس الشيء بشأن نائبة الرئيس كامالا هاريس وداعميها.
وجد الاستطلاع الذي شمل أكثر من 5000 ناخب مسجل وأُجري في النصف الأول من شهر أكتوبر في ست ولايات متأرجحة أن أغلبية بنسبة 57 في المائة قلقة للغاية أو إلى حد ما من أن أنصار ترامب قد يتحولون إلى العنف إذا خسر، مقارنة بـ 31 في المائة يعتقدون أن ناخبي هاريس سيلجأون إلى العنف.
ثلثا الناخبين غير واثقين من أن ترامب سيقبل الخسارة، في حين أن أكثر من ثلثي الناخبين واثقون من أن هاريس ستقبل الهزيمة.