شبكة انباء العراق:
2025-03-18@02:43:03 GMT

اتساع رقعة التهديدات البحرية

تاريخ النشر: 30th, December 2023 GMT

بقلم: كمال فتاح حيدر ..

تناقلت الصحف العالمية التصريحات الإيرانية، التي هددت بإغلاق مضيق جبل طارق، وهددت بتعطيل الملاحة في حوض البحر الأبيض المتوسط، وقالت إنها سوف تضطر لتنفيذ تهديداتها ما لم تتوقف إسرائيل عن قصف غزة. .
جاءت التصريحات بعد اتهاماتها المباشرة للولايات المتحدة ودول غربية أخرى بدعم جرائم الإبادة العرقية التي ترتكبها إسرائيل كل يوم بهجماتها البربرية على المدنيين، والتي تسببت حتى الآن باستشهاد أكثر من 21 ألف فلسطيني منذ السابع من أكتوبر.

.
وكان العميد (محمد رضا نقدي)، وهو عضو بارز في الحرس الثوري، كان اول المتحدثين بكل صراحة عن تلك التهديدات، التي قال فيها: (سينتظرون قريباً إغلاق البحر الأبيض المتوسط ومضيق جبل طارق والممرات المائية الأخرى). .
اللافت للنظر ان تهديدات ايران كانت متزامنة مع التصعيد الصاروخي في مضيق باب المندب، والذي تسبب حتى الآن في تعطيل حركة السفن المتوجهة إلى اسرائيل. وتعطيل نشاطات ميناء إيلات بنسبة 90%، وارتفاع بوليصة التأمين البحري. واللجوء إلى المسارات البديلة لتأمين سلامة خطوط الشحن البحري للسفن القادمة والمغادرة من والى موانئ البحر الأحمر. .
لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: كيف سيتسنى لإيران تنفيذ تهديداتها في مكان يبعد عنها آلاف الكيلومترات ؟، فالمسافة بين العاصمة طهران وجبل طارق تزيد على 6000 كم. والجواب هو: ان إيران أصبحت لها اذرع وخلايا حربية منذ زمن بعيد في متاهات الصحراء المتنازع عليها بين المغرب والبوليساريو. وعملت منذ سنوات على توسيع نفوذها عبر شبكة متداخلة من الفصائل الثورية المسلحة. تدعمها بالسلاح والمال والتدريب وتشجعها على التصنيع الحربي، وربما تعتمد عليها في اطلاق الطائرات المسيرة لضرب السفن التجارية العابرة لمضيق جبل طارق، التي تحمل العلم الاسرائيلي، أو المتوجهة إلى الموانئ الاسرائيلية، أو القادمة منها. تماما على غرار هجمات باب المندب التي دفعت الولايات المتحدة لتشكيل قوة بحرية دولية (غير متماسكة)، لكنها ظلت عاجزة حتى الآن عن إقناع خطوط الشحن بالعودة إلى البحر الأحمر. .
وبالرجوع إلى بيان التهديد الأول نجد انه شمل الممرات الملاحية الأخرى. وهذا يعني شمول مضيق موزمبيق، ورأس الرجاء الصالح. .
من المفارقات العجيبة في هذا الشأن ان اهتمامات معظم المحللين كانت متمركزة على أهمية توفير الأمن والأمان في مضيق هرمز وفي حوض الخليج العربي، وفجأة تحولت أنظارهم بعيدا عن هرمز، وتوجهت نحو مضيق باب المندب، وخليج عدن، وقناة السويس، ثم تمددت لتضم مضيق جبل طارق والممرات الملاحية الأخرى. وبات من الواضح ان الدراسات الدولية فشلت فشلا ذريعا في قراءة خارطة الصراع بالطريقة الصحيحة. .
شيء أخر: لن تنعم اسرائيل بالسلام ما لم تنعم فلسطين بالسلام. ولن يتحقق الأمن والأمان في المسطحات البحرية الدولية ما لم تسارع اسرائيل إلى وقف هجماتها الهمجية ضد غزة، وما لم تفتح بوابات المعابر المغلقة بوجه قوافل المواد الغذائية والدوائية. وبخلاف ذلك سوف تتسع رقعة الصراع وتتضارب المصالح الدولية، ويتحول العالم إلى فوهات منفجرة بالبراكين والحمم. .

د. كمال فتاح حيدر

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات مضیق جبل طارق

إقرأ أيضاً:

إيران تكثف مشاوراتها مع الوكالة الذرية وسط تصاعد التهديدات

بغداد اليوم -  ترجمة

أعلن نائب وزير الخارجية للشؤون القانونية والدولية، كاظم غريب آبادي، اليوم الاثنين (17 آذار 2025)، أنه اجتمع مع مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، في مقر الوكالة في فيينا. 

وذكر غريب آبادي في تصريح صحفي "ناقشت مع مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية حل القضيتين  المتبقيتين بين الطرفين، وأمن المنشآت النووية"، مبيناً "يمكن لإيران والوكالة الدولية حل الخلافات القليلة القائمة، شريطة أن تنتهي الضغوط السياسية الخارجية على الوكالة وأن تتبنى نهجاً مستقلاً ونزيهاً".

وأوضح المسؤول الإيراني "بينما تحمي إيران أمنها ومصالحها الوطنية، فإنها ملتزمة بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في إطار التزاماتها باتفاقية الضمانات".

بدوره، قال المتحدث باسم الوزارة، إسماعيل بقائي، أن اللقاء يأتي في إطار "التواصل المستمر مع الوكالة الذرية"، خاصة مع تصاعد التهديدات ضد المنشآت النووية الإيرانية.

وأشار بقائي إلى أن إيران سترد على رسالة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد مراجعتها بالكامل، منتقداً النهج الأمريكي الذي يجمع بين فرض العقوبات والدعوات للحوار، منوهاً أن الولايات المتحدة تستخدم المفاوضات "كأداة دعائية" دون الالتزام بتعهداتها الدبلوماسية.

من جهة أخرى، أكد بقائي أن إيران مستمرة في تخصيب اليورانيوم لمستويات تصل إلى 60%، وهو ما يثير قلق الدول الغربية، يأتي ذلك وسط استمرار المحادثات بين إيران والدول الأوروبية الكبرى لإحياء الاتفاق النووي لعام 2015، الذي انسحبت منه واشنطن في 2018.

مقالات مشابهة

  • العميد طارق صالح يتفقد جاهزية قطاع أمن الساحل الغربي
  • اتساع الشرخ بين ضفتي الأطلسي ينذر بانتهاء زمن المظلة الأميركية
  • إيران تكثف مشاوراتها مع الوكالة الذرية وسط تصاعد التهديدات
  • باب المندب قلبُ العاصفة ومهدُ التغيير
  • بعد الضربات الأمريكية للحوثيين| هذا مصير باب المندب.. وأهمية حماية الممرات البحرية
  • الكولونيل ريموند باول: الضربات الأمريكية ضد الحوثيين لردع التهديدات
  • انفجارات عنيفة في مضيق باب المندب.. هذه حقيقة الفيديو المتداول
  • اتساع الغارات الأمريكية على مواقع الحوثيين في عدة محافظات
  • انفجارات جديدة في باب المندب: تصعيد يمني مفاجئ بعد قرار حظر الملاحة الإسرائيلية
  • لماذا صمت المشايخ والدعاة ؟