هل تتعارض مساعي بري الرئاسية مع موقف حزب الله؟
تاريخ النشر: 30th, December 2023 GMT
إذا كان ما يتمّ تسريبه من أروقة "عين التينة" عن مسعى جدّي يعتزم الرئيس نبيه بري القيام به مطلع السنة الجديدة ينمّ عن استشعار ما يمكن أن يكون لبنان مقبلًا عليه في غياب رئيس للبلاد، فإن عطلة رأس السنة ستشهد سلسلة اتصالات تمهيدية، وذلك لضمان الوصول إلى خواتيم رئاسية مشابهة لخواتيم التمديد.
ووفق المعلومات المسرّبة فإن رئيس مجلس النواب، وهو صاحب نظرية "ما تقول فول حتى يصير بالمكيول"، يسعى إلى إنجاح ما هو مصمّم عليه أيًّا تكن العقبات والعراقيل.
أولًا، "حصرية السلاح" في أيدي القوى الشرعية عملًا بما جاء في وثيقة الوفاق الوطني.
ثانيًا، العمل بجدّية ومسؤولية على معالجة ملف النزوح السوري بما يشكّله من همّ ضاغط على صدر كل لبناني، وذلك من خلال حملة ديبلوماسية في اتجاه الدول الأوروبية، التي لا تزال تضغط على الحكومة اللبنانية لإبقاء ملف النزوح خارج المعالجات المطلوبة، وبالتالي إبقاء النازحين السوريين حيث هم موجودون.
ثالثًا، وضع أسس علمية وموضوعية لمعالجة الملف الاقتصادي والمالي، بالتنسيق مع صندوق النقد الدولي وبعض الدول المانحة من أجل ضمان قيامة لبنان من تحت أعباء مشاكله الاقتصادية الضاغطة.
ولا شك في أن لكل من هذه الملفات الحسّاسة والحيوية عناوين فرعية لمشاكل يعاني منها لبنان، بدءًا من قرار "الحرب والسلم"، ومرورًا بملف النزوح السوري، وصولًا إلى الأزمات الاقتصادية والمالية، وما ينتج عنها من معاناة اجتماعية وبنيوية في هيكلية الجسم اللبناني القائم على توازنات دقيقة.
فهل ستؤدي هذه الحركة إلى احداث خرق جدي في جدار الازمة القائمة، فتعقد جلسة انتخاب ناجحة بعد تأمين الاجواء اللازمة لها، لا سيما ان التجارب منذ بدء الشغور في رئاسة الجمهورية، اثبتت ان التعامل مع هذا الاستحقاق يحتاج الى الحوار، في ظل انسداد الطريق امام المعادلات الرقمية القائمة في جلسات الانتخاب.
ووفقا لهذه المعلومات فان بري ينطلق في مسعاه الجديد المرتقب من قناعته التي عكسها كلامه في جلسة انتخاب رؤساء اللجان النيابية منذ ما يزيد على الشهرين، بان الظروف الناشئة في المنطقة بعد حرب غزة يجب ان تحفز اللبنانيين على انتخاب الرئيس اليوم قبل الغد.
وبحسب هذه المعلومات فإن لدى بري معطيات داخلية وخارجية تشجعه على التحرك لوضع ملف رئاسة الجمهورية على الطاولة مجددًا، بعدما شهد حالة من الجمود منذ فترة غير قصيرة.
وفي الاعتقاد، فإن تحرك رئيس المجلس غير منفصل عن اجواء المساعي الخارجية، التي تؤكد على الدور المحوري لبري في المساهمة الفعالة في خلق ارضية مؤاتية، تعزز مناخ التواصل والتوافق من اجل انتخاب رئيس للجمهورية.
فالتمديد لقائد الجيش وما سبقه من اتصالات وتحضيرات، خلقت اجواء مشجعة لترجيح فكرة التواصل والحوار، كسبيل لتحسين فرص انتخاب رئيس الجمهورية، وان ما صدر مؤخرًا عن رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع لجهة عدم ممانعته بسلوك التوافق أو التواصل والحوار الثنائي، يُعتبر موقفًا متقدمًا يمكن البناء عليه، إلا أن إصرار "حزب الله" على موقفه، الذي يربط الاستحقاق الرئاسي بالوضع العسكري في الجنوب وغزة، يجعل أي تحرّك على الخطّ الرئاسي غير مجدٍ إلا إذا كانت نظرة الرئيس بري تختلف عن رؤية "حزب الله".
المصدر: لبنان 24
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
الباروني: تحقيق المصالحة الوطنية لن يكون ممكنًا إلا بعد انتخاب رئيس شرعي ووضع دستور ينظم الدولة
ليبيا – الباروني: المصالحة الوطنية مستحيلة دون تحقيق العدالة الانتقالية ضرورة الاعتراف بالجرائم لتحقيق المصالحةأكد الأكاديمي والمحلل السياسي الليبي إلياس الباروني أن المصالحة الوطنية في ليبيا لا يمكن تحقيقها دون الاعتراف بالجرائم المرتكبة بحق الشعب الليبي منذ عام 1969 وحتى اليوم، بما في ذلك الأحداث التي شهدتها البلاد عام 2011.
محاولات لتجاوز العدالة الانتقاليةوأوضح الباروني، في حديثه لوكالة “سبوتنيك”، أن بعض الأطراف، خصوصًا المحسوبة على النظام السابق، تسعى إلى تحقيق المصالحة دون تطبيق العدالة الانتقالية، وهو أمر غير ممكن من وجهة نظره.
وأضاف أن المصالحة الحقيقية تستلزم جبر الضرر وإنشاء محاكم استثنائية لضمان تحقيق العدالة بعيدًا عن الإجراءات القضائية المطولة، مشيرًا إلى أن بعض الأطراف ترغب في تجاوز الماضي دون مساءلة، ما قد يؤدي إلى استمرار الخلافات.
دور الاتحاد الأفريقي والمجتمع الدوليوحول دور الاتحاد الأفريقي في ملف المصالحة، رأى الباروني أن المشكلة ليست في الاتحاد، بل في الأطراف الليبية نفسها، التي تفتقر إلى النية الحقيقية لتحقيق المصالحة، حيث تسعى كل جهة لتحقيق أجندتها الخاصة بدلًا من البحث عن توافق وطني شامل.
وأكد أن إصدار بيانات فضفاضة تخدم مصالح فئة معينة لن يؤدي إلى نتائج إيجابية، مشددًا على أن بعض الأطراف مطالبة بالتحلي بالشجاعة والاعتراف بالانتهاكات التي ارتكبها النظام السابق، ما قد يساهم في جبر خواطر الضحايا ويمهد الطريق نحو التسامح.
المصالحة الحقيقية مرهونة بالانتخابات والدستورواختتم الباروني حديثه بالتأكيد على أن تحقيق المصالحة الوطنية الحقيقية لن يكون ممكنًا إلا بعد انتخاب رئيس شرعي ووضع دستور ينظم الدولة، بحيث تكون هناك مرجعية واضحة تحسم الخلافات، وتمنح الشارع الليبي الكلمة الفصل في مستقبل البلاد.