«رامي» يتحول إلى بابا نويل في شهر ديسمبر لإسعاد المسنين بالإسكندرية (صور)
تاريخ النشر: 30th, December 2023 GMT
اتخذ من ملابس «بابا نويل» وسيلة لإسعاد مئات الرجال والنساء ممن تواجدوا في دور مسنين، بالإضافة إلى عدد من الأطفال والكبار من فئة ذوي الهمم، على مدار شهر ديسمبر، ليضع رامي سامي، 30 سنة ابن مدينة الإسكندرية، مندوب بإحدى الشركات الخاصة، بصمته المفرحة في نفوس كل من قابلهم ضمن مبادرة أطلقها حملت عنوان «31 يوم سعادة».
الشاب السكندري حرص على تخصيص آخر شهور السنة لعمل الخير، فلم يجد أفضل من رسم البهجة على نفوس فئات قد تكون مهمشة من البعض، فاجتمع رفقة عدد من أصدقائه ووضعوا خطة لزيارة 31 دار مسنين وذوي همم بمعدل دار مختلفة كل يوم من أيام الشهر إلى يوم رأس السنة الحالية.
مبادرة 31 يوم سعادة«حبيت أخصص آخر أيام السنة في عمل الخير وملقتش أفضل من أني أفرح أهالينا المسنين وأخواتنا من ذوي الهمم» هكذا تحدث رامي عن سبب هذه المبادرة.
وأضاف لـ«الوطن»، أنه استعد لهذا الأمر منذ شهر نوفمبر الماضي رفقة أصدقائه حيث أطلق على مبادرته «31 يوم سعادة» لذا فكان من الضروري التنسيق مع 31 دار لزيارة كل دار يوميًا.
أجواء مبهجة داخل دور المسنينوأوضح أن الأمر كان بسيطا للغاية: «خصصنا وقتا من يومنا وكنا بنروح للناس والبس ملابس بابا نويل وأعيد عليهم وأوزع عليهم هدايا بسيطة عبارة عن كيس حلويات بالإضافة إلى بلالين وكنا بنلعب معاهم حبة».
المشهد اعتاد تكراره يوميا حتى نهاية شهر ديسمبر، مشيرا إلى أنه رفقة أصدقائه شعروا بسعادة بالغة: «كنا مفتكرين أننا رايحين نفرحهم لكن الحقيقة أننا احنا اللي فرحنا اوي وكانت الفرحة مش سيعانا».
يأمل الشاب السكندري في استمرار مبادرته العام المقبل، مشيراً إلى ضرورة اتخاذ الشباب ذات التجربة للسؤال على المسنين وذوي الهمم بالتحديد في فترات الأعياد نظراً لاحتمالية أن يكون أحدهم لا يوجد له أقارب أو اصدقاء يودونه، لذا فيكونون هم الأصدقاء والأحباب لهم.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: رأس السنة بابا نويل عيد الميلاد المجيد احتفالات رأس السنة
إقرأ أيضاً:
منال الشرقاوي تكتب: عندما يتحول الزمن إلى لغز في عالم الأفلام
ماذا لو أن زمن القصة أصبح بطلًا في الفيلم؟ ماذا لو كان بمقدور الزمن أن يتحرك للخلف، أو يلتف على نفسه، أو يقفز بنا من لحظة إلى أخرى دون تفسير؟ هكذا، تأخذنا السينما إلى عوالم لا تقيدها قوانين الزمن؛ حيث تتجاوز حدود السرد التقليدي لتصبح اللعبة الزمنية هي عمود القصة، ووسيلة لتحدي عقل المشاهد وتفكيره.
في أفلام مثل "Memento" و "Inception" و "Tenet"، لا يعد الزمن مجرد سياق للأحداث، بل يصبح أداة رئيسة لرسم مسار القصة وتحفيز المتفرج على الانخراط والتركيز. فنجد أن كلاً من هذه الأفلام يستعرض الزمن بأسلوب خاص ومتفرد؛ حيث يستخدم Memento السرد العكسي ليضعنا في نفس مأزق بطل القصة ونحاول تجميع الأحداث معه، بينما ينقلنا Inception إلى طبقات متداخلة من الأحلام والأزمنة، فلا يعود الزمن مجرد خط ثابت، بل متاهة تزداد تعقيدًا مع كل لقطة جديدة من الحلم. هنا، يصبح الزمن "بطلا" تتغير معه قواعد القصة، مما يُشعر المتفرج بتداخل الواقع والخيال، وكأنه في دوامة بين الحاضر والمستقبل والماضي. أما في فيلم "Tenet"، يأخذ مفهوم الزمن بُعدًا أكثر تحديًا، حيث تتشابك الأحداث في ظاهرة "العكس" الزمنية، ما يجبر المتفرج على التفكير في كل مشهد على أنه جزء من لغز أكبر يحتاج إلى حل. وبذلك، يصبح الزمن هنا محركًا يعيد تشكيل الأحداث وتغيير مساراتها، لتخلق رحلة سينمائية مليئة بالتشويق لا يمكن فيها الاعتماد على التوقعات المسبقة. هذا التلاعب لا يعتبر مجرد حيلة سردية، بل هو تحدٍّ لإدراكنا ذاته؛ حيث ندخل تجربة مشاهدة تضعنا في اختبار مستمر: كيف نستوعب مفهوم الزمن؟ كيف نبني تصوراتنا عما هو "حقيقي" و"خيالي"؟
ورغم أن السرد التقليدي يهيمن على السينما العربية، إلا أن بعض الأفلام نجحت في كسر هذا القالب بأساليب مبتكرة وغير مألوفة، مستلهمة جزئيًا من الأفلام التي تتلاعب بالزمن وتخلق سرديات غير خطية. فعلى سبيل المثال، فيلم "الفيل الأزرق" (2014 و2019) لمروان حامد، يوظف عناصر الحلم والذاكرة ليأخذ المشاهد في رحلة تتقاطع فيها أبعاد نفسية وزمنية، مما يضفي على القصة عمقًا وغموضًا بعيدًا عن التسلسل الزمني التقليدي. أما فيلم "أسوار القمر" (2015) لطارق العريان، فيستخدم حادثة مفصلية ليعود بنا إلى الماضي، مستعرض الأحداث من وجهة نظر البطلة في استرجاعات زمنية متداخلة.
إضافة إلى ذلك، نجد فيلم "فاصل ونعود" (2011) للمخرج أحمد نادر جلال، الذي يتقاطع جزئيًا مع فكرة "Memento" في استكشاف فقدان الذاكرة كوسيلة للبحث عن الحقيقة، حيث يفقد البطل ذاكرته ويبدأ في إعادة تجميع شتات حياته بعد الحادث. وعلى الرغم من أن "فاصل ونعود" يتبع سردًا خطيًا تقليديًا مع -محاولات- استعادة الذاكرة، إلا أنه يشترك مع "Memento" في كونه ينطلق من الذاكرة المفقودة لإعادة بناء الأحداث وفك شفرات الغموض. إلا أن هذه المحاولات تواجه تحديات كبيرة في تقديم سرد زمني معقد وجاذب، في ظل قلة الإنتاجات التي تجرؤ على تجاوز الأنماط المألوفة.
إن التلاعب بالزمن في السينما ليس مجرد استعراض فني، بل هو أداة متفردة لإشراك المتفرج في تجربة غير تقليدية تجعله شريكًا -فعليًا- في فك ألغاز القصة. لكن هذا لأسلوب يتطلب من المشاهد انتباهًا خاصًا، وتركيزا عاليا، ليعيد ترتيب أحداث القصة المتفرقة ويكتشف تسلسلها الصحيح. وهنا يأتي السؤال، ما الذي يميز تجربة المشاهدة في الأفلام التي تتلاعب بالزمن عن الأفلام التقليدية؟
في الحقيقة، إن الأفلام التي تتلاعب بالزمن، تمنح المشاهد تجربة مختلفة تضيف أبعادًا فكرية وعاطفية، إذ تجعله يتجاوز دور المتلقي "السلبي" ليصبح مشاركًا فعّالًا في أحداث القصة. مما يجعل تجربة المشاهدة أشبه برحلة عقلية تتطلب تركيزًا وتأملًا لإعادة بناء تلك الأحداث، وربط التفاصيل للوصول إلى الصورة الكاملة. على عكس الأفلام التقليدية التي تروي حكاية بخط زمني واضح، تكسر هذه الأفلام القواعد المعتادة، فتفتح أبواب التأويل وتجعل من الزمن عنصرًا متغيرًا يوجه مسار القصة بطرق غير متوقعة. إن التجربة التي يحظى بها المشاهد تتجاوز المتعة البصرية ؛ إذ يحفزه هذا الأسلوب السينمائي على التأمل في طبيعة الزمن وارتباطه بالذاكرة والواقع، مما يضفي على تلك الرحلة البصرية، طابعًا معقدًا وجاذبًا.
هذه الأفلام تترك بصمة طويلة الأمد، إذ تستمر آثارها في ذهن المشاهد حتى بعد انتهاء الفيلم.
هذه النوعية من الأفلام تكشف عن بُعد جديد في السرد السينمائي، حيث يتحول الزمن إلى عنصر محوري يقلب حدود الواقع ويعيد تشكيل القصة. هنا، يصبح السرد وسيلة لاختبار حدود الخيال، ويقدم لنا تجربة تتجاوز مجرد المشاهدة. فتترك هذه الأفلام أثرًا ممتدًا حتى بعد انتهاء القصة، لتبقى تفاصيلها حية في أذهاننا، تمامًا كما تدور حول محورها الزمني المتشابك.