بدء جني الطماطم في إسنا.. الياقوت الأحمر يرسم البهجة على وجوه المزارعين (صور)

ما إن يحل فصل الشتاء حتى تكتسي حقول مدينة إسنا بمحصول الطماطم، والذى يزين الأراضي مثل الياقوت الأحمر وسط الحقول الخضراء، فهو موسم خير ينتظره المزارعون من العام إلى العام.

المزارعون ينتظرون الموسم بفارغ الصبر

يشير الحسيني عبد الهادي، أحد المزارعين، إلى أنه ينتظر موسم جني الطماطم من العام للعام، نظرا لأنه يجني فيه آلاف الجنيهات، حيث يعمل يوميا على مدار أكثر من شهرين بأجر يومي كبير.

ليس «عبدالهادي» فقط من ينتظر هذا الموسم، ولكن هناك آلاف من الشباب في إسنا ينتظرون الموسم بفارغ الصبر، ومنهم من يؤجل سفره أو أعماله حتى يتفرغ لجني الطماطم، وهناك عديد من الشباب يحددون مواعيد إقامة حفلات زفافهم لما بعد هذا الموسم بسبب العائد الوفير الذي يحصلون عليه من العمل في جني الطماطم أو نقلها، فهو موسم يعود بالنفع على الجميع من المدينة والمدن المجاورة. 

طماطم إسنا من أجود الطماطم على مستوى الجمهورية، ويطلبها التجار من محافظات مختلفة، كما أن توسعات مشروع تجفيف الطماطم الأخيرة ساهمت في زيادة مساحات الأراضي المنزرعة. يقول عبد المنعم محمود، مزارع، «يتم التعاقد معنا نحن المزارعون على طلبيات كبيرة من المحصول، خاصة الطماطم البلحية، وذلك لأنها الأنسب لعملية التجفيف، نظرا لعدم احتوائها على سوائل كثيرة، كما أنها سريعة في التجفيف، ولا تفقد وزنا كبيرا بعد هذه العملية»، مشيرا إلى أن التوسع فى زراعات الطماطم ساهم في توفير مصادر رزق لعدد كبير من المزارعين والعمال وكذلك السائقين.

زراعة الطماطم على 4 عروات

ويوضح النجار أبو الحجاج، مهندس زراعي بمديرية الزراعة بالأقصر، أن الطماطم فى إسنا تزرع على 4 عروات متفاوتة من العام، وأولها العروة الصيفية المبكرة، ثم العروة الصيفية، وفي الشتاء هناك عروتان، هما العروة النيلية والعروة الشتوية.

وتبدأ العروة الصيفية المبكرة فى أول شهر يناير بزراعة شتلات الطماطم، ثم نقلها للأرض المستديمة في منتصف شهر فبراير، وتزرع شتلات العروة الصيفية في نصف فبراير ثم تنقل إلى الأرض المستديمة في أول أبريل، أما فى العروة النيلية فيتم زرع الشتلات شهري يونيو ويوليو، ثم تنقل إلى الأرض المستديرة للزراعة في شهري أغسطس وسبتمبر، وفى العروة الشتوية يتم زراعة الشتلات في شهري سبتمبر وأكتوبر ويتم نقلها إلى الأرض المستديمة في شهري أكتوبر ونوفمبر.

زارعة 1.5 مليون فدان بالطماطم

ويذكر أبو الفتيان ضرغام، نقيب الفلاحين بالأقصر، أن المساحة المنزرعة هذا العام بمحصول الطماطم تزيد عن 1.5 مليون فدان، وتأتي مدينة إسنا في المرتبة الثانية في زراعة محصول الطماطم بعد مدينة العامرية بالإسكندرية، وساعد على ذلك جودة وخصوبة التربة الزراعية، إضافة إلى المناخ الجاف وتوافر الماء الغزير، نظرا لاحتياج زراعات الطماطم إلى الماء ويجب ألا تتعرض للعطش حتى لا يفقد المحصول جودته والإنتاجية العالية.

إنتاجية الفدان الواحد

وتصل إنتاجية الفدان الواحد إلى حوالي 60 طناً، ويترواح سعر قفص الطماطم من 150 إلى 170 جنيهاً، ويستمر موسم جني الطماطم من شهر ديسمبر حتى أبريل، بحسب الظروف الجوية، ويعتمد أكثر من نصف مزارعي إسنا على زراعة الطماطم، إذ يتميزون بالخبرة اللازمة لإنتاج محصول متميز بجودة عالية، بحسب «ضرغام».

المصدر: الوطن