صحيح أن صفحة التمديد لقائد الجيش العماد جوزيف عون قد طويت عمليا، الا ان المفاعيل السياسية للمرحلة التي سبقتها ستبقى حاضرة في التداول والنقاش والتداعيات ايضا، خصوصا في ضوء استمرار البحث في ملء الشغور في المجلس العسكري، وبشكل اساسي في رئاسة الأركان، علما ان  المجلس العسكري يعاني من تعطيل وفقدان للنصاب القانوني، سببه إحالة ثلاثة أعضاء إلى التقاعد من أصل ستة، وهم رئيس الأركان (درزي)، والمدير العام للإدارة (شيعي)، والمفتش العام (أرثوذكسي).


وفيما يتوقع أن يكون هذا الملف على طاولة مجلس الوزراء قريبا، بعد استكمال الاتصالات السياسية التي يجريها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، لم تنته بعد الترددات السلبية للحملة الشخصية غير المسبوقة التي شنها رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل على قائد الجيش العماد جوزيف عون، بالتوازي مع تحقيق اجراه ديوان المحاسبة في ملفٍ يطاول قائد الجيش أحاله وزير الدفاع موريس سليم إلى رئاسة الديوان.
وفيما أعطى القرار القضائي الذي أصدره ديوان المحاسبة قوّة دعم قانوني وسياسي لقيادة الجيش، فنَّد مصدر قضائي معني لـ"لبنان 24" الأسباب الموجبة التي كانت وراء إتخاذ ديوان المحاسبة قراره الرامي الى تبرئة المؤسسة العسكرية من التهم الموجهة اليها جراء الشكوى المقدمة من وزير الدفاع والذي اعتبر فيها أن قيادة الجيش خالفت القانون عندما قبلت الهبة المالية القطرية.
المصدر القضائي المعني "أكد أن الجانب القطري كان يشترط أن تذهب الأموال مباشرةً الى الجيش والا تلغى المساعدة"، مشيرا الى "ان الجيش سلم لوائح إسمية بالعسكريين على مختلف مستوياتهم وتم تحويل الأموال لهم مباشرة حتى من دون المرور بقيادة الجيش التي لم تستلم فلسا واحدا، وكانت الأموال تصل الى العسكر عبر OMT".
واعتبر المصدر "ان الظروف الإقتصادية والمالية في البلاد ووضعية الجيش تحتم عدم عرقلة أي هبة مالية من دولة عربية شقيقة راغبة بمساعدة الجيش وخاصةً في حالة الحرب".
 وختم المصدر "بأن القرار إتُخذ بعد شهرين من العمل وطلب الوثائق والتأكد من الشفافية في قبول الهبة وصرفها لما فيه خير العسكريين، وأن هذا القرار ذات بعدين: الأول قانوني والثاني وطني للحفاظ على المؤسسة، وأن عدم إنتقاده من أي جهة لبنانية يعني أنه كان ضرورة وطنية".
وكان النائب العام لدى ديوان المحاسبة القاضي فوزي خميس عدَّ في قراره الصادر قبل ايام "أنه لدى التحقق من معطيات الملف ومستنداته فيما يتعلق بالمساعدة القطرية لعناصر الجيش، وبعد أن أشار وزير الدفاع إلى أنه عملاً بالأحكام القانونية التي ترعى قبول الهبات والتبرعات، فإن صلاحية الهبات أيّاً كانت سواء منقولة أو ثابتة أو نوعية تنحصر باسم مجلس الوزراء الذي يُقرّر قبولها وإنفاقها بموجب مرسوم وفقاً للمادة 52 من قانون المحاسبة العمومية، فيما أجاب قائد الجيش إلى أن شروط المادة المذكورة غير متوافرة؛ لأن المساعدة القطرية لم تقدم للدولة اللبنانية بل لعناصر الجيش، مروراً بمؤسسة الجيش  مباشرة، كي تحوّل من قطر على دفعات وتوزّع على الضباط والعسكريين على سبيل التعاضد والمساعدة، في سبيل استمرار المؤسسة العسكرية ودعم صمودها، وأضاف قائد الجيش أن مجلس الوزراء أخذ علماً بالمساعدة القطرية، ولم يعترض عليها بل رحّب بها".
وأكد قرار القاضي أن "الأموال النقدية موضوع الملف الراهن، حددت قيمتها وآلية دفعها من قبل الدولة القطرية، كذلك صدور بيانات رسمية من مديرية التوجيه في الجيش عن مواعيد التسليم، ما يعني أن تلك الأموال لا تعد بمثابة هبة مالية مقدمة لصالح الدولة كي يصار إلى قبولها من مجلس الوزراء ويتم فتح اعتمادات بها في الموازنة العامة".
ورأى أن "الوصف القانوني الذي ينطبق عليها وعلى المساعدة المالية المقدمة من الولايات المتحدة الأميركية يجعلها بمثابة تبرعات لغايات التعاضد مع مؤسسة الجيش ومؤازرة عناصره للصمود في هذه الظروف الصعبة، وهي تعد أموالاً خاصة لا تنطبق عليها أحكام قانون المحاسبة العمومية والرقابات المالية التي تطال الأموال العمومية، وتمّ الاتفاق على أن تحوّل أموال مباشرة إلى العسكريين من خلال مبالغ مالية تساوي 100 دولار أميركي لكل ضابط وعسكري بغض النظر عن رتبته".
أما فيما يتعلق بصفقة شراء أحذية للعسكريين بالتراضي، فاعتبر القرار أن "عملية شرائها جرى تمويلها بالكامل من الأموال الخاصة العائدة للجيش ، وتحديداً من أموال التبرعات التي يقدمها الأفراد إلى قيادة الجيش، وليس من الأموال العمومية الملحوظة اعتماداتها في موازنة وزارة الدفاع الوطني، ولا تنطبق عليها أحكام قانون المحاسبة العمومية والرقابات المالية"، لافتاً إلى أن "قيادة الجيش أبدت حرصها على أموال المؤسسة العامة والخاصة، ذلك أن الشراء المذكور وإن كان من الأموال الخاصة فقد سبقته عملية استقصاء أسعار من موردين، وجرى الاتفاق مع الجهة التي قدّمت أفضل النوعيات بأفضل الأسعار"، معتبراً أن "اتفاقيات التراضي لشراء لوازم وعتاد للجيش من هبات مالية ونقدية والتي تبلغ قيمتها أربعين مليون دولار، والتي ذكر وزير الدفاع أنه جرى إنفاقها من الهبات النقدية والمالية، ولم ترفع عبر وزارة الدفاع، فتبين للنيابة العامة أنها اتفاقيات رضائية أجرتها قيادة الجيش ممثلة بشخص نائب رئيس الأركان للتجهيز، وتتضمن لوازم قطع غيار لآليات الجيش وزيوت وفلاتر وأنظمة توليد طاقة شمسية وغيرها".
وبناء على كلّ ما تقدّم، تبين لدى القاضي خميس أن "قيادة الجيش اتخذت التدابير المتوافقة مع الأصول"، وقررت النيابة العامة لدى ديوان المحاسبة بالنتيجة اتخاذ القرار بالحفظ لعدم ثبوت ارتكابها أي مخالفة.

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: دیوان المحاسبة مجلس الوزراء وزیر الدفاع قیادة الجیش قائد الجیش

إقرأ أيضاً:

"فاينانشيال تايمز": تحذيرات من مسئول بارز بأن الجيش البريطاني غير مستعد "لأي صراع من أي حجم"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

حذر المسئول السابق لوحدة التقييم بوزارة الدفاع البريطانية روب جونسون من أن الجيش البريطاني لن يكون قادرا على الدفاع عن أيا من الأراضي التابعة للتاج البريطاني في حالة وجود تهديد خطير.
وقال جونسون - الذي استقال مؤخرًا من منصبه، في لقاء خاص أجراه مع صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية ونُشر في عدد اليوم /الإثنين/ - إن القوات المسلحة البريطانية لا تستطيع الدفاع عن الأراضي البريطانية بشكل صحيح وهي غير مستعدة لخوض صراع من أي حجم.
وأضاف أن الجيش البريطاني كان يعمل "بالحد الأدنى" الذي سمح له فقط ببدء عمليات حفظ السلام والإغاثة الإنسانية وإجلاء المدنيين من مناطق الحرب وبعض أنشطة مكافحة التخريب، وحذر من أنه في حال نشوب "أي عملية واسعة النطاق، فإن ذخيرتنا سوف تنفد بسرعة"، حسب قوله، وذكر أن دفاعاتنا ضعيفة للغاية، ولسنا مستعدين للقتال والفوز في صراع مسلح بأي حجم.. لقد وصلت المملكة المتحدة إلى وضع لا يمكنها فيه الدفاع عن الأوطان البريطانية بشكل صحيح".
وأوضحت "فاينانشيال تايمز" أن تعليقات جونسون تأتي في الوقت الذي يتعرض فيه حزبا المحافظين والعمال لضغوط لإظهار التزامهما بشؤون الدفاع قبل الانتخابات العامة المقررة بعد حوالي 3 أيام وموازنة متطلبات التهديدات العالمية المتزايدة مع المالية العامة المنهكة.. وقال جونسون، حول هذا الشأن، إن الدفاعات الجوية البريطانية "غير كافية" لوقف الهجمات الصاروخية بعيدة المدى، كما أن البحرية الملكية تفتقر إلى ما يكفي من السفن للقيام بدوريات في شمال المحيط الأطلسي لرصد وردع نشاط الغواصات الروسية على سبيل المثال وأن سلاح الجو الملكي يحتاج إلى ضعف عدد الطائرات المقاتلة التي لديه الآن.
أما بالنسبة لتشكيل قوة استطلاعية مماثلة لتلك التي تم نشرها في حربي فوكلاند أو العراق، أكد المسئول البريطاني السابق أن القوات البريطانية ستكون غير مجهزة بالمعدات الكافية، مما يترك القوات دائما في حالة تأهب، وقال إنه لا يريد أن يكون مثيرًا للقلق، بل يريد ببساطة أن يكون واقعيا بشأن السيناريوهات التي قامت وزارته بإعدادها حول حروب المستقبل.. وشدد على أنه قرر إصدار تحذير علني لأنه "يشعر بقلق عميق" بشأن الاستثمارات الإضافية التي يحتاجها الجيش البريطاني، خاصة لمواجهة التهديدات الخارجية.
وجونسون - وهو أكاديمي كان يرأس سابقا مركز تكتيكات الحرب بجامعة أكسفورد - قاد مكتب التقييم بوزارة الدفاع منذ إنشائه في عام 2022 لفترة كاملة مدتها عامين انتهت في شهر مايو الماضي، فيما تم إنشاء وحدته المُشابهة لمكتب مماثل في وزارة الدفاع الأمريكية يعمل منذ أكثر من 50 عامًا لتكون بمثابة مجلس استطلاع للقادة العسكريين.. حسب قول الصحيفة.

مقالات مشابهة

  • مصدر قضائي يكشف.. الإدعاء على مهاجم السفارة الأميركية بهذه التهمة
  • كيميتش يريد اللعب مجددا تحت قيادة جوارديولا
  • “شكشك” يبحث مع القائم بأعمال السفارة الأمريكية أوجه التعاون بين البلدين
  • مشروع مصري - صيني لرقمنة وتوثيق الآثار لدعم البعثات الاستكشافية
  • مع ارتفاع درجات الحرارة.. احذر هذه المواد القابلة للاشتعال في المركبات
  • "فاينانشيال تايمز": تحذيرات من مسئول بارز بأن الجيش البريطاني غير مستعد "لأي صراع من أي حجم"
  • ميقاتي استقبل سفير قطر.. وهذا ما قيل عن دعم الجيش
  • ‏بن غفير: إطلاق سراح مدير مستشفى الشفاء "إهمال أمني" يستوجب المحاسبة
  • مصدر رسمي لـCNN: السلطة الفلسطينية لم تلق أي أموال من إسرائيل حتى الآن
  • مصدر أمني مصري: القاهرة لم توافق على نقل معبر رفح أو فتح آخر قرب كرم أبو سالم