تحليل: هل يجب على الولايات المتحدة الدخول في حرب مع الحوثيين؟
تاريخ النشر: 30th, December 2023 GMT
يمن مونيتور/قسم الأخبار
وصف تحليل نشرته مجلة “فورين بوليسي” عدم تدخل إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن “بشكل حاسم في البحر الأحمر” بـ”الخطأ الكبير”، بعد أن هددت الهجمات التي شنتها الجماعة المدعومة من إيران خطوط الملاحة الدولية.
وأشار معد التحليل، ستيفن كوك، وهو كاتب وباحث متخصص بدراسات الشرق الأوسط وأفريقيا في “مجلس العلاقات الخارجية”، إلى أن الظروف تتطلب “قتال الحوثيين الآن”، خاصة مع تنامي التهديد للشحن التجاري في البحر الأحمر.
وكثفت حركة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران هجماتها على السفن في البحر الأحمر لإظهار دعمها لحركة “حماس” التي تخوض قتالا مع إسرائيل في قطاع غزة.
وتستهدف الهجمات ممرا يسمح للتجارة بين الشرق والغرب، لا سيما تجارة النفط، بالعبور من قناة السويس توفيرا للوقت والنفقات بدلا من الدوران حول القارة الأفريقية. ودفعت الهجمات بعض شركات الشحن لتغيير مسار سفنها، في وقت سابق من ديسمبر، لتجنب المنطقة.
وطرح الكاتب تساؤلات بشأن كيفية إفلات الحوثيون من تغيير البحر الأحمر إلى منطقة محظورة على جميع خطوط الشحن باستثناء عدد قليل منها، خاصة وأن حرية الملاحة هي مصلحة عالمية أساسية للولايات المتحدة، مشيرا إلى أن التردد الأميركي تنبع من توسع نطاق الحرب التي تشهدها غزة في المنطقة.
الحرب الأهلية في اليمن، ليست مفهومة جيدا في واشنطن، وفق رأي الكاتب، الذي يرى أن الإدارات الأميركية انصبت في تركيزها على مشاركة قوى إقليمية بها في المنطقة، مثل السعودية، ويرى أن حقيقة معاداة الحوثيين للولايات المتحدة ضاعت.
وأعاد التحليل التذكير بما فعلته جماعة الحوثي، في اليمن أو حتى في الإقليم، باستخدام الأطفال كجنود، واضطهاد كل من يقاومهم في الداخل، وإغلاق الموانئ والتحالف بشكل مباشر مع إيران، وإطلاق صواريخ وطائرات مسيرة على الإمارات والسعودية.
واختلفت الديناميكية التي تتعامل فيها الإدارة الحالية مع الحوثيين عما كانت عليه في زمن الرئيس السابق الجمهوري، دونالد ترامب، إذ قامت إدارة بايدن بإلغاء تصنيفهم كجماعة إرهابية.
ويشير التحليل إلى أن أي قرار أميركي بشن ضربات على الحوثيين قد يمكن تفسيره بأنه عمل من أعمال الحرب لدعم إسرائيل، وهو ما قد يتعارض مع ما تؤيده القاعدة الانتخابية الديمقراطية الأميركية للرئيس.
ليس هذا السبب الوحيد الذي يمنع إدارة بايدن من اتخاذ مثل هذا القرار، وفق ما يراه كاتب التحليل، ويقول إن هناك إحساس بأن أي تحرك ضد الحوثيين، سيؤدي إلى توسيع نطاق الحرب في غزة، وهو ما لا تريده واشنطن، ولهذا وضعت البحرية الأميركية في وضع دفاعي، لإسقاط الطائرات والصواريخ الحوثية التي تستهدف سفن الشحن.
ويجادل التحليل بأن الرد على الحوثيين يختلف عن التدخلات الأميركية في المنطقة، فهو لا يهدف إلى تغيير نظام وإعادة تشكيل مجتمعات، بل يعتبر خطوة هامة لحماية مصلحة وطنية.
وأشار إلى أنه رغم الصعوبات التي واجهت واشنطن خلال العقود الثلاثة الماضية، لا تزال لدى الولايات المتحدة مصالح في المنطقة، وحرية الملاحة هي واحدة منها.
واتفقت عدة دول بقيادة الولايات المتحدة، في 19 ديسمبر، على تسيير دوريات في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن لحماية سفن الشحن التجارية من الهجمات التي تشنها حركة الحوثي اليمنية في المنطقة، ضمن عملية “حارس الازدهار”.
وتقول الولايات المتحدة إن “حارس الرخاء” هو تحالف دفاعي يضم أكثر من 20 دولة لضمان تدفق تجارة بمليارات الدولارات بحرية عبر نقطة شحن حيوية في مياه البحر الأحمر قبالة اليمن.
وتستخدم نحو ثلث بضائع سفن الشحن العالمية هذا الطريق التجاري ومن المتوقع أن يضيف تحويل مسار السفن حول الطرف الجنوبي للقارة الأفريقية ما يصل إلى مليون دولار أخرى للوقود لكل رحلة ذهابا وإيابا بين آسيا وشمال أوروبا.
وغيرت الشركة مسار بعض البضائع المتجهة إلى موانئ على الساحل الشرقي للولايات المتحدة من قناة السويس إلى قناة بنما، المتضررة أصلا من موجة جفاف أبطأت حركة الشحن فيها، كما حولت مسار شحنات أخرى متجهة للساحل الغربي عبر الطريق المباشر الذي يقطع المحيط الهادي.
ولا يزال وضع قناة السويس سريع التغيير وتسعى شركات شحن كبرى مثل ميرسك وسي.إم.إيه-سي.جي.إم لاستئناف العبور في القناة بمرافقة عسكرية في البحر الأحمر.
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: البحر الأحمر الحوثي بايدن الولایات المتحدة فی البحر الأحمر فی المنطقة إلى أن
إقرأ أيضاً:
تقرير: مقاتلات أميركية استخدمت صواريخ ليزرية لإسقاط مسيرات الحوثيين في البحر الأحمر
يمن مونيتور/ قسم الأخبار
نقل موقع “ذا وور نيوز” عن مسؤول عسكري أميركي قوله إن مقاتلات “إف-16” التابعة للقوات الجوية الأميركية استخدمت صواريخ موجهة بالليزر لإسقاط طائرات الحوثيين المسيرة خلال العمليات في البحر الأحمر العام الماضي.
ولم يذكر المسؤول الأميركي عدد الصواريخ التي تم استخدامها، أو عدد الطائرات المسيرة التابعة للحوثيين التي أسقطتها تلك الصواريخ، أو التاريخ الدقيق لأول استخدام لهذه الصواريخ في استهداف مسيرات الحوثيين، معتبرا أن هذا الخيار “أقل تكلفة مقارنة بخيارات أخرى”.
وأشار التقرير إلى أنه يمكن استخدام الليزر لتحديد الهدف خلال الاشتباك الجوي، إذ تحدد طائرة واحدة الهدف لطائرة أخرى، وبالنظر إلى الفارق في السرعة بين مسيرات الحوثيين وطائرات “إف-16” يمكن لطائرة واحدة إبقاء الهدف ثابتا بينما تقوم الأخرى بهجومها.
زتطرق تقرير الموقع إلى المزايا العسكرية الأخرى لاستخدام الصواريخ الموجهة بالليزر، وذكر منها أنها مناسبة تماما في استهداف مسيرات الحوثيين، كما تعد أقل كلفة من استخدام الصواريخ جو-جو الموجودة للتعامل مع أهداف مثل الطائرات المسيرة، وتمنح عمقا أفضل.
وحسب التقرير، “أكدت العمليات العسكرية الأميركية للدفاع عن إسرائيل العام الماضي أهمية عمق المخزن الأكبر في مواجهة الهجمات الجماعية بالطائرات المسيرة والصواريخ”.
ويرى التقرير أن الأزمات الأخيرة في مختلف أنحاء الشرق الأوسط “أتاحت للجيش الأميركي مجموعة من الدروس المهمة المستفادة بشكل عام.
كما سلطت الضوء على المخاوف بشأن معدلات الإنفاق على الأسلحة وكفاية المخزون، وهي القضايا التي لن تكون أكثر وضوحا إلا في معركة عالية المستوى، مثل تلك التي تدور في المحيط الهادي ضد الصين”.
وأشار الموقع إلى أن مستويات مختلفة من الطائرات بدون طيار “أصبحت عنصرا ثابتا في ساحات المعارك الحديثة، فضلا عن التهديد المتزايد للأصول العسكرية والبنية التحتية الحيوية خارج مناطق الصراع التقليدية”.