تحالف عسكري بحري متعدد الجنسيات، تأسس يوم 18 ديسمبر/كانون الأول 2023، بمبادرة أطلقتها الولايات المتحدة، بهدف التصدي للهجمات الحوثية التي تستهدف السفن التجارية من إسرائيل وإليها عبر البحر الأحمر.

التأسيس

صرحت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) في 6 ديسمبر/كانون الأول 2023 بأنها تعمل على إنشاء "قوة بحرية" متعددة الجنسيات لصد الهجمات الحوثية في البحر الأحمر.

وأثناء جولة له في الشرق الأوسط أعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن يوم 18 ديسمبر/كانون الأول في البحرين عن تشكيل تحالف دولي للغرض نفسه.

وقد جاء الإعلان عقب اجتماع افتراضي لأوستن مع وزراء ومسؤولين لأكثر من 40 دولة، فضلا عن ممثلين عن الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، تم خلاله مناقشة تصاعد التهديدات الحوثية في البحر الأحمر، والدعوة للانضمام للتحالف.

وخلال ترويجهم للتحالف، صنف المسؤولون الأميركيون الحوثيين "قطاع طرق"، ووصفوا الوضع في البحر الأحمر بأنه قضية دولية تستوجب ردا عالميا، واعتبروا أن الضربات الحوثية تستهدف المجتمع الدولي والرفاهية الاقتصادية وازدهار دول العالم.

وطالب المسؤولون الأميركيون المجتمع الدولي بالاتحاد لصد الصواريخ والطائرات دون طيار التي تستهدف الملاحة التجارية.

الأهداف

ينضوي التحالف الجديد -الذي أُطلق عليه "حارس الازدهار"- تحت مظلة "القوات البحرية المشتركة" المتعددة الجنسيات، بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، و"القوة 153″ التابعة لها، والتي تعمل في مجال مكافحة النشاطات غير المشروعة في البحر الأحمر والقرصنة وتجارة المخدرات، وتأمين حرية الملاحة.

وقد تشكل تحالف "حارس الازدهار" بهدف تأمين الملاحة في البحر الأحمر، وحماية السفن التجارية التي تعبره من الهجمات الحوثية على وجه الخصوص، والتي بدأت تستهدف السفن الإسرائيلية والقطع البحرية التجارية القادمة من ميناء إيلات الإسرائيلي أو المتجهة إليه، على إثر العدوان الإسرائيلي على غزة، عقب عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر تشرين الأول 2023، وفرْض الاحتلال حصارا خانقا على القطاع.

ويسعى التحالف بحسب القائمين على تأسيسه إلى طمأنة شركات الشحن العالمية والبحارة بأن المجتمع الدولي موجود للمساعدة في توفير ممر آمن، ويؤكدون أن عملياته لا تهدف للقيام بدور هجومي، إذ تقتصر مهمتها على اتخاذ وضع دفاعي، عبر إسقاط المسيّرات والصواريخ الباليستية الحوثية التي تستهدف السفن التجارية.

ويتركز نطاق عمليات "حارس الازدهار" في الجزء الجنوبي من البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن، حيث المناطق المتاخمة لمواضع الهجمات الحوثية.

الدول المشاركة في تحالف "حارس الازدهار"

أعلن البنتاغون في 21 ديسمبر/كانون الأول أن أكثر من 20 دولة وقعت على المشاركة في التحالف. وجاءت التصريحات الأميركية على ذكر كل من بريطانيا وكندا وفرنسا وإيطاليا وهولندا والنرويج وإسبانيا والبحرين وسيشل واليونان وأستراليا، إضافة إلى الولايات المتحدة، في حين فضلت دول أخرى عدم الكشف عن مشاركتها.

وأشارت وزارة الدفاع الأميركية إلى أن مشاركة تلك الدول في التحالف ستكون من خلال دوريات مشتركة في مياه البحر الأحمر، إضافة إلى مساهمات في أصول عسكرية مثل السفن والطائرات، وكذلك إمداد التحالف بالعناصر العسكرية وأنواع أخرى من الدعم.

ولم تُبدِ الدول الغربية حماسا للمشاركة بالتحالف، ففي غضون أيام، أظهرت دول أوروبية أن مشاركتها في حماية الملاحة البحرية وحركة التجارة في البحر الأحمر ستبقى في إطار عملياتها البحرية القائمة، وليس ضمن التحالف الجديد، فقد صرحت وزارة الدفاع الفرنسية أن قواتها تعمل بالفعل في المنطقة، ولكنها ستبقى تحت القيادة الفرنسية.

وأوضحت وزارة الدفاع الإيطالية أنها سترسل الفرقاطة البحرية "فيرجينيو فاسان" إلى البحر الأحمر للعمل ضمن نشاطاتها العسكرية المعهودة في حماية مصالحها الوطنية وتأمين مرور السفن الإيطالية، في حين رفضت إسبانيا المشاركة في "حارس الازدهار" بشكل منفرد، كما أوضحت أن طبيعة وأهداف مهمة "عملية أتلانتا" التي تشارك فيها، لا تتوافق مع أهداف التحالف، وأن الجهود يجب أن تنصب على مكافحة القرصنة.

وكشفت دول أخرى عن حجم مساهمة متدن للغاية، حيث إن مساهمة اليونان في التحالف لم تتعد فرقاطة بحرية واحدة، وأعلنت النرويج عن مشاركتها بـ10 ضباط بحريين، واكتفت هولندا بضابطي أركان، والدانمارك بضابط واحد، فيما ذكرت بريطانيا أنها سترسل المدمرة "دايموند".

ونأت الدول العربية بنفسها عن المشاركة في التحالف، لاسيما السعودية، التي كانت قد دخلت في حالة تهدئة مع الحوثيين، ولم تنضم إلى "حارس الازدهار" من الدول العربية سوى البحرين.

رد الفعل الحوثي

عقب تشكيل التحالف هدد الحوثيون بمهاجمة سفن الدول المشاركة فيه واستهداف ملاحتها ومصالحها بالصواريخ والطيران والعمليات العسكرية، وضرب القطع البحرية الأميركية في المنطقة، واستهداف المنشآت النفطية في السعودية والإمارات في حال انضمامهما للتحالف.

وكشف الحوثيون عن قدراتهم الصاروخية، وأكدوا أنهم مستعدون للتصدي للتحالف، الذي يشكل برأيهم جزءا من العدوان على الفلسطينيين وقطاع غزة، وأعلنوا أن إيقاف هجماتهم مرهون بتوقف العدوان الإسرائيلي على غزة وفك الحصار عن القطاع.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: دیسمبر کانون الأول فی البحر الأحمر حارس الازدهار وزارة الدفاع المشارکة فی فی التحالف

إقرأ أيضاً:

إضافة “غولدبرغ” لمجموعة “سيجنال” تثير جدلًا.. والبيت الأبيض: إدارة ترامب تكبد الحوثيين ثمن استهداف الملاحة البحرية

البلاد – عدن
قال البيت الأبيض إن الإدارة الأمريكية برئاسة دونالد ترامب نجحت في القضاء على عناصر حوثية استهدفت القوات الأمريكية وعطلت طرق الشحن العالمية، مشيرًا إلى وجود محاولات لصرف الانتباه عن هذه الإنجازات.
وأوضحت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، على منصة “إكس” أمس (الثلاثاء)، بأن “هناك جهدًا منسقًا لتجاهل الإجراءات الناجحة التي جعلت أعداء أمريكا يدفعون الثمن”، مُلفتة إلى أن إدارة جو بايدن لم تتخذ خطوات حاسمة ضد القراصنة الذين استخدموا أسلحة دقيقة التوجيه لتعطيل أهم ممرات الشحن العالمية.

وتشير تصريحات ليفيت إلى حادثة إضافة مسؤولين من إدارة ترامب إلى مجموعة رسائل مشفرة على تطبيق “سيجنال”، كان من بينهم الصحافي جيفري غولدبرغ، والتي تضمنت خططًا عسكرية أمريكية ضد أهداف تابعة للحوثيين. كما أشارت إلى أنه “لم تُناقش أي خطط حرب، ولم يُرسل أي مواد سرية” إلى المجموعة، فيما قال ترامب لشبكة NBC الثلاثاء إن “تسريب المحادثة كان الخلل الوحيد خلال شهرين ولم يكن خطيرًا”، مضيفًا أن “وجود الصحافي في المحادثة السرية لم يؤثر على عملياتنا ضد الحوثيين”.
وفي هذا السياق، كشف غولدبرغ أنه تلقى سابقًا عبر تطبيق “سيجنال” خطة تفصيلية للغارات الأمريكية التي نفذت في 15 مارس، وأوضح أن وزير الدفاع الأمريكي، بيت هيغسيث، أرسل معلومات على مجموعة المراسلة حول الضربات، بما في ذلك “الأهداف والأسلحة التي ستنشرها الولايات المتحدة وتسلسل الهجمات”، منوهًا إلى أنه جرت أنه تمت إضافته إلى الدردشة الجماعية قبل يومين وتلقى رسائل من مسؤولين حكوميين رفيعي المستوى يقومون بتعيين ممثلين للعمل على هذه القضية
وأوضح غولدبرغ أن 18 شخصًا قد أُضيفوا إلى مجموعة المراسلة، بينهم وزير الخارجية ماركو روبيو، ونائب الرئيس جاي دي فانس، ورئيس وكالة الاستخبارات المركزية. (CIA) جون راتكليف.
وفي سياق ذي صلة، أكد السفير الأمريكي لدى اليمن، ستيفن فاجن، هدف الولايات المتحدة من الضربات الأخيرة ضد ميليشيا الحوثي في اليمن، حيث صرح في بيان مقتضب على حساب السفارة الأمريكية في منصة “إكس” الثلاثاء بأن “الولايات المتحدة تقف بقوة إلى جانب الشعب اليمني في تطلعاته نحو السلام والازدهار”. وأضاف أن الحملة الحالية تهدف إلى استهداف القدرات العسكرية للحوثيين فقط، دون المساس بالمدنيين في المناطق الواقعة تحت سيطرة حكمهم الاستبدادي.
وتشن الولايات المتحدة الأمريكية منذ 15 مارس غارات على مواقع ميليشيا الحوثي في المناطق اليمنية الخاضعة لسيطرتها، بهدف شل قدرات الميليشيا على استهداف الملاحة البحرية وضمان حرية حركة التجارة العالمية. ووفقًا للمتحدث باسم البنتاجون، شون بارنيل، فإن الحوثيين “هاجموا سفنًا حربية أمريكية 174 مرة وسفنًا تجارية 145 مرة منذ عام 2023”.

مقالات مشابهة

  • خطة ترامب العسكرية لليمن: هل تنجح في إنهاء تهديد الحوثيين؟.. صحيفة أمريكية تجيب
  • خطاب جديد مكرر لعبدالملك الحوثي: ''القطع البحرية الأمريكية تهرب منا إلى أقصى شمال البحر الأحمر''
  • الحوثي يعلن مسؤوليته عن استهداف مطار بن غوريون وقطع بحرية في البحر الأحمر
  • روسيا تستهدف ميناء ميكولايف الأوكراني في البحر الأسود بعد ساعات من إعلان هدنة بحرية
  • دون تردد..زعيم الحوثيين يعلن التشبث بالهجمات على إسرائيل وعلى القوات الأمريكية في البحر الأحمر
  • مراسلات مسربة بالخطأ تكشف خططا أمريكية للهجوم على الحوثيين
  • إضافة “غولدبرغ” لمجموعة “سيجنال” تثير جدلًا.. والبيت الأبيض: إدارة ترامب تكبد الحوثيين ثمن استهداف الملاحة البحرية
  • الإعلامي المصري أحمد موسى: الهجمات الحوثية كبدت مصر 8 مليار العام الماضي
  • نظرة فاحصة- ماذا تفعل أمريكا وأوروبا لمواجهة ضربات الحوثيين في البحر الأحمر؟
  • تعويم الحوثيين.. الخطيئة القادمة في السياسة الأمريكية