8 لاعبين من المتوقع توهجهم في 2024
تاريخ النشر: 30th, December 2023 GMT
يشهد عام 2024 العديد من الفعاليات الرياضية التي تنتظرها الجماهير بشغف، وفي مقدمتها أولمبياد باريس، وكأس أمم أوروبا "يورو 2024"، وهناك 8 نجوم من المتوقع توهجهم خلال الحدثين العالميين.
يأتي في مقدمة هؤلاء النجوم، نجمة التزلج على الألواح، البريطانية سكاي براون، التي حصدت ميدالية برونزية تاريخية في أولمبياد طوكيو 2020، وتشارك في أولمبياد باريس بصفتها بطلة العالم في فئة المتنزهات، وكونها مازالت في الـ15 من عمرها، فإنها لم تفقد الأمل في إمكانية تمثيل الفريق البريطاني في منافسات ركوب الأمواج الأولمبية في تاهيتي.
وتطرقت وكالة الأنباء البريطانية بي إيه ميديا إلى نجمة الجمباز الأمريكية سيمون بايلز التي سجلت عودة مثيرة خلال 2023، بعد توقف طويل لإعطاء الأولوية للصحة العقلية، وحصدت 4 ميداليات ذهبية في بطولة العالم، بما في ذلك ذهبية الحركات الشاملة للسيدات، لتصبح بايلز واحدة من النجمات التي ستحرص الجماهير على متابعتها في باريس.
ثالث النجوم الذين من المتوقع تألقهم، العداء الأمريكي نواه لايلز الذي حقق إنجازات مبهرة في 2023، بفوزه بذهبيتي سباقي 100 و200 متر في بطولة العالم في بودابست، ويتطلع الآن للبناء على الميدالية البرونزية لسباق 200 متر التي حصدها في أولمبياد طوكيو، خلال مسيرته في أولمبياد باريس، وسيشارك أيضاً في سباق 4×400 متر تتابع مع بلاده.
وبعيداً عن الألعاب الفردية، تألق نجم كرة القدم الإنجليزي الشاب جود بيلينغهام بشكل لافت في أول موسم له مع فريقه ريال مدريد، وسجل 12 هدفاً خلال 14 مباراة في الدوري الإسباني، وأصبح أول لاعب يسجل في أول أربع مباريات له في دوري أبطال أوروبا مع فريقه الجديد، وتنتظر الجماهير بفارغ الصبر ما سيفعله هذا النجم المتوهج في يورو 2024 بألمانيا.
وعندما يكون الحديث عن النجاح، لا يمكن أن نغفل اسم نجم التنس الإيطالي يانيك سينر، الذي بات مرشحاً بقوة لحصد لقب في بطولات الغراند سلام الأربع الكبرى في 2024، بعد فوزه في مواجهتين من أصل أربع مواجهات جمعته بالنجم الصربي نوفاك ديوكوفيتش، بما في ذلك الفوز الدرامي في كأس ديفيز.
ويظهر في الصورة أيضاً نجم السنوكر البلجيكي لوكا بريسيل، وسيعود إلى بطولة العالم في أبريل (نيسان) بصفته حامل اللقب، وأحد اللاعبين القلائل الحاليين الذين يمكنهم التفاخر بالقدرة على التحمل للوصول إلى نهاية الأيام الـ 17 المرهقة، وهي عدد أيام بطولة العالم التي ستقام خلال الفترة من 20 أبريل (نيسان) حتى 6 مايو (أيار) في شيفيلد بإنجلترا.
ولن يكون الهداف الفرنسي الفذ كيليان مبابي بعيداً عن الصورة، رغم أن علاقته بفريقه باريس سان جيرمان ليست في أفضل أحوالها، لكنه يمثل أهمية كبرى لفرنسا نظراً لقدرته على تغيير الأمور من النقيض إلى النقيض خلال مباريات كرة القدم، وهو نجم تراهن عليه الجماهير في يورو 2024، كما أنه يحلم بقيادة "الديوك" في أولمبياد باريس.
ويأتي الدور على العداءة البريطانية الشهيرة كيلي هودكينسون، المتخصصة في سباقات 800 متر، والتي حصدت الميدالية الفضية في نسختين متتاليتين في بطولة العالم، وكذلك في أولمبياد طوكيو وفي دورة ألعاب الكومنولث، وستكون الأنظار موجهة إليها في أولمبياد باريس.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: حصاد 2023 التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة كيليان مبابي جود بيلينغهام أولمبياد باريس 2024 فی أولمبیاد باریس بطولة العالم
إقرأ أيضاً:
مصانع العقول: الجامعات التي تغير العالم (الحلقة 5)
فبراير 20, 2025آخر تحديث: فبراير 20, 2025
محمد الربيعي
بروفسور متمرس ومستشار علمي، جامعة دبلن
في قلب ولاية كاليفورنيا المشمسة، حيث تتراقص اضواء التكنولوجيا وتتلاقى عقول المبتكرين، تقبع جامعة ستانفورد، شامخة كمنارة للعلم والمعرفة. ليست مجرد جامعة، بل هي قصة نجاح ملهمة، بدات بحلم، وتحولت الى صرح عظيم، يضيء دروب الاجيال.
منذ سنوات خلت، تشكلت لدي قناعة راسخة بجودة جامعة ستانفورد، وذلك من خلال علاقات علمية بحثية مشتركة في مجال زراعة الخلايا. فقد لمست عن كثب تفاني علماء الجامعة وتميزهم، وشهدت انجازات علمية عظيمة تحققت بفضل هذا التعاون المثمر.
ولعل ما يزيد اعجابي بهذه الجامعة هو شعار قسم الهندسة الحيوية (الرابط المشترك بيننا) والذي يجسد رؤيتها الطموحة: “بينما نستخدم الهندسة كفرشاة، وعلم الاحياء كقماش رسم، تسعى الهندسة الحيوية في جامعة ستانفورد ليس فقط الى الفهم بل ايضا الى الابداع”. انه شعار ينم عن شغف اعضاء القسم بالابتكار وتطوير المعرفة، ويؤكد التزامهم بتجاوز حدود المالوف.
البداية: قصة حب ملهمة
تعود جذور هذه الجامعة العريقة الى قصة حب حزينة، ولكنها ملهمة. ففي عام 1885، فقد حاكم ولاية كاليفورنيا، ليلاند ستانفورد، وزوجته جين ابنهما الوحيد، ليلاند جونيور. وبدلا من الاستسلام للحزن، قررا تحويل محنتهما الى منحة، وانشا جامعة تحمل اسم ابنهما، لتكون منارة للعلم والمعرفة، ومصنعا للقادة والمبتكرين.
ستانفورد اليوم: صرح شامخ للابداع
تقف جامعة ستانفورد اليوم شامخة كواحدة من اعرق الجامعات العالمية، ومنارة ساطعة للابداع والابتكار. فهي تحتضن بين جدرانها نخبة من الاساتذة والباحثين المتميزين الذين يساهمون بشكل فعال في اثراء المعرفة الانسانية ودفع عجلة التقدم الى الامام. ولا يقتصر دور ستانفورد على تخريج العلماء والمهندسين المهرة، بل تسعى جاهدة ايضا الى تنمية مهارات ريادة الاعمال لدى طلابها، لتخريج قادة قادرين على احداث تغيير ايجابي في العالم.
ويعود الفضل في هذا التميز لعدة عوامل، لعل من ابرزها تبنيها لمفهوم الحريات الاكاديمية. وكما اجاب رئيس الجامعة على سؤال لماذا اصبحت ستانفورد جامعة من الطراز العالمي في غضون فترة قصيرة نسبيا من وجودها اجاب لان: “ستانفورد تكتنز الحرية الاكاديمية وتعتبرها روح الجامعة”. هذه الحرية الاكاديمية التي تمنح للاساتذة والباحثين والطلاب، هي التي تشجع على البحث العلمي والتفكير النقدي والتعبير عن الاراء بحرية، مما يخلق بيئة محفزة للابداع والابتكار.
من بين افذاذ ستانفورد، نذكر:
ويليام شوكلي: الفيزيائي العبقري الذي اخترع الترانزستور، تلك القطعة الصغيرة التي احدثت ثورة في عالم الالكترونيات، وجعلت الاجهزة الذكية التي نستخدمها اليوم ممكنة.
جون فون نيومان: عالم الرياضيات الفذ الذي قدم اسهامات جليلة في علوم الحاسوب، والفيزياء، والاقتصاد. لقد وضع الاسس النظرية للحوسبة الحديثة، وكان له دور كبير في تطوير القنبلة الذرية.
سالي رايد: لم تكن ستانفورد مجرد جامعة للرجال، بل كانت حاضنة للمواهب النسائية ايضا. من بين خريجاتها المتميزات، سالي رايد، اول امراة امريكية تصعد الى الفضاء، لتثبت للعالم ان المراة قادرة على تحقيق المستحيل.
سيرجي برين ولاري بيج: هذان الشابان الطموحان، التقيا في ستانفورد، ليؤسسا معا شركة كوكل، التي اصبحت محرك البحث الاكثر استخداما في العالم، وغيرت الطريقة التي نجمع بها المعلومات ونتفاعل مع العالم.
هؤلاء وغيرهم الكثير، هم نتاج عقول تفتحت في رحاب ستانفورد، وتشربت من علمها ومعرفتها، ليصبحوا قادة ومبتكرين، غيروا وجه العالم. انهم شهادة حية على ان ستانفورد ليست مجرد جامعة، بل هي منارة للعلم والمعرفة، ومصنع للاحلام.
وادي السيلكون: قصة نجاح مشتركة
تعتبر ستانفورد شريكا اساسيا في نجاح وادي السيلكون، الذي اصبح مركزا عالميا للتكنولوجيا والابتكار. فقد ساهمت الجامعة في تخريج العديد من رواد الاعمال الذين اسسوا شركات تكنولوجية عملاقة، غيرت وجه العالم. كما انشات ستانفورد حاضنات اعمال ومراكز ابحاث، لدعم الطلاب والباحثين وتحويل افكارهم الى واقع ملموس.
ولكن، كيف اصبحت ستانفورد شريكا اساسيا في هذا النجاح؟
الامر لا يتعلق فقط بتخريج رواد الاعمال، بل يتعدى ذلك الى عوامل اخرى، منها:
تشجيع الابتكار وريادة الاعمال: لم تكتف ستانفورد بتدريس العلوم والتكنولوجيا، بل عملت ايضا على غرس ثقافة الابتكار وريادة الاعمال في نفوس طلابها. وشجعتهم على تحويل افكارهم الى مشاريع واقعية، وقدمت لهم الدعم والتوجيه اللازمين لتحقيق ذلك.
توفير بيئة محفزة: لم تقتصر ستانفورد على توفير المعرفة النظرية، بل انشات ايضا بيئة محفزة للابتكار وريادة الاعمال. وشجعت على التواصل والتفاعل بين الطلاب والباحثين واعضاء هيئة التدريس، وتبادل الافكار والخبرات.
انشاء حاضنات الاعمال ومراكز الابحاث: لم تكتف ستانفورد بتخريج رواد الاعمال، بل انشات ايضا حاضنات اعمال ومراكز ابحاث، لتوفير الدعم المادي والمعنوي للطلاب والباحثين، ومساعدتهم على تحويل افكارهم الى شركات ناشئة ناجحة.
جذب الاستثمارات: لم تكتف ستانفورد بتوفير الدعم للطلاب والباحثين، بل عملت ايضا على جذب الاستثمارات الى وادي السيليكون، من خلال بناء علاقات قوية مع الشركات والمستثمرين، وعرض الافكار والمشاريع المبتكرة عليهم.
وبفضل هذه العوامل وغيرها، اصبحت ستانفورد شريكا اساسيا في نجاح وادي السيليكون، وساهمت في تحويله الى مركز عالمي للتكنولوجيا والابتكار.
ومن الامثلة على ذلك:
شركة غوغل: التي تاسست على يد اثنين من طلاب ستانفورد، وهما سيرجي برين ولاري بيج.
شركة ياهو: التي تاسست ايضا على يد اثنين من طلاب ستانفورد، وهما ديفيد فيلو وجيري يانغ.
شركة هيوليت-باكارد: التي تاسست على يد اثنين من خريجي ستانفورد، وهما ويليام هيوليت وديفيد باكارد.
هذه الشركات وغيرها الكثير، هي دليل على الدور الكبير الذي لعبته ستانفورد في نجاح وادي السيليكون، وتحويله الى مركز عالمي للتكنولوجيا والابتكار.
ستانفورد: اكثر من مجرد جامعة
ستانفورد ليست مجرد جامعة، بل هي مجتمع حيوي، يجمع بين الطلاب من جميع انحاء العالم، ليتبادلوا الافكار والخبرات، ويبنوا مستقبلا مشرقا لانفسهم ولوطنهم. كما انها مركز للبحث العلمي، حيث تجرى ابحاث رائدة في مختلف المجالات، تساهم في حل المشكلات العالمية، وتحسين حياة الناس.
الخلاصة: ستانفورد، قصة نجاح مستمرة
باختصار، جامعة ستانفورد هي قصة نجاح ملهمة، بدات بحلم، وتحولت الى واقع ملموس. انها صرح شامخ للعلم والمعرفة، ومصنع للقادة والمبتكرين، ومركز للابداع والابتكار. وستظل ستانفورد تلهم الاجيال القادمة، وتساهم في بناء مستقبل مشرق للانسانية جمعاء.