نشر موقع "تسار غراد" الروسي تقريرًا تحدث فيه عن ضرورة إعادة الغرب عاجلاً أم آجلاً الأموال الروسية التي جُمّدت عقب بدء العملية العسكرية الروسية.

وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن إيران أوضحت لروسيا نقطة ضعف الولايات المتحدة. مارست واشنطن ضغوطا على البنك الدولي والبنك الأوروبي للإنشاء والتعمير مطالبة قيادات هذه المؤسسات باتخاذ الخطوات الأخيرة مع أصول العملة الروسية المجمدة ومصادرة هذه الأموال بالكامل.



نقلًا عن مصادرها كتبت صحيفة "فايننشال تايمز" أن الولايات المتحدة تعتقد أن الاحتياطيات المجمدة لبنك روسيا التي تعادل حوالي 260 مليار أورو ينبغي تحويلها لصالح أوكرانيا. ومع ذلك، يرفض الاتحاد الأوروبي السير على خطى حلفائه الأميركيين في هذه القضية، مدركين مدى خطورة التداعيات التي قد تنجر عن هذه التدابير المعادية لروسيا. كما تخشى بروكسل إمكانية انهيار النظام المالي للاتحاد الأوروبي في حال تنفيذ رغبة واشنطن.



وذكر الموقع أن البنك المركزي الأوروبي وسلطات فرنسا وبلجيكا وألمانيا، التي تستولي على غالبية الأموال الروسية المجمّدة، تعارض هذه الخطوة خشية أن يؤدي سحب هذه الأموال إلى تقويض ثقة الدول الأخرى في المؤسسات المالية الأوروبية، بما في ذلك بكين والرياض، وسحب الأصول الأجنبية من الاتحاد الأوروبي وإضعاف اليورو.

تعليقًا على إمكانية دفاع أوروبا عن موقفها أو فقدان روسيا احتياطياتها بالكامل، يقول الخبير الاقتصادي ميخائيل خازن إن "أوروبا لا تتمتع بأي موضوعية من الناحية العملية. وإذا كان الأمر صارماً بالدرجة الكافية فإن سلطات الاتحاد الأوروبي سوف تحاول تنفيذه. لكنهم لا يريدون تحويل هذه الأموال إلى أوكرانيا. وفي حال كان لا بد من إعادة الأصول في المستقبل، فإن بروكسل ستعيد ما لديها بالفعل. وإذا تم تسليم كل شيء إلى كييف في الوقت الراهن، فسوف يضطر الاتحاد الأوروبي في النهاية إلى إعادة ما تمت مصادرته من أمواله الخاصة".

ويستبعد خازن إمكانية الاستيلاء على الأصول الروسية في إطار التشريع الرسمي وسيحاول المسؤولون الأوروبيون التركيز على ذلك خلال المشاورات مع زملائهم الأمريكيين. وأضاف خازن "سوف يتهرّبون ويلجأون إلى اللوائح. وفي المجال العام، من غير المعروف ما يحدث لأوروبا الآن. لكن جميع الأعضاء يعرفون جيدًا ما يحدث. عند وجود تراجع صناعي بنسبة نصف بالمائة شهريًا وفقًا للبيانات الرسمية، فذلك لا يدفعك لاتخاذ إجراءات جذرية".

لا يتبنى خازن رأي العديد من الخبراء الذين يعتقدون أن روسيا فقدت احتياطياتها المجمدة إلى الأبد، ويفترض أنه "في غضون عامين سيتعيّن علينا إعادتها مع خسارة الأرباح. وقد أظهرت لنا إيران ذلك مع الولايات المتحدة كيف يمكن إجبار العدو على القيام بذلك".

الولايات المتحدة لا تخاطر بأي شيء

ونقل الموقع عن أندريه فيرنيكوف، الخبير الاقتصادي ورئيس قسم الاستثمار في شركة "يونيفير كابيتال"، أن الغرب فقد مصداقية نظامه المالي في نظر المجتمع الدولي من خلال شن حرب عقوبات غير مسبوقة ضد روسيا. كما أن سحب الأموال الروسية المحظورة بالفعل قد يؤدي إلى تفاقم الوضع وتشويه صورة أوروبا.



وأضاف فيرنيكوف: "قبل بضعة أيام قرأت تقريراً لمستشار اقتصادي رفيع المستوى للقيادة الصينية يقول فيه إنهم بحاجة إلى بيع الأصول الأمريكية بشكل أسرع، مستشهدا بالضغط الذي تمارسه الولايات المتحدة على روسيا". وحسب فيرنيكوف لا يمكن في الوقت الحاضر تحليل الاقتصاد والسياسة بشكل منفصل نظرا لتشكيل كلاهما عوامل متصلة.

وأورد فيرنيكوف "تمكنت روسيا من تحقيق بعض الانتصارات في الآونة الأخيرة في ساحات القتال. وفي هذا الوقت، تماطل الولايات المتحدة في تخصيص حزمة جديدة من المساعدات لكييف. ولكن عن طريق قيامهم بذلك، يلعب الأميركيون لعبة مربحة للجانبين تقوم على إظهار التعاطف مع أوكرانيا وتخويف موسكو بفرض عقوبات جديدة في نفس الوقت. ولكن تقترح الولايات المتحدة تحميل الاتحاد الأوروبي الفاتورة، أي أنه سيتعين على بروكسل دفع ثمن ذلك. وفي ظل هذا الوضع، فإن الولايات المتحدة غير مهددة بأي شيء على الإطلاق، غير أن البيروقراطية الأوروبية سوف تستغرق وقتاً طويلاً في التفكير في الخيارات المتاحة حول كيفية تنفيذ خططها بشكل قانوني. وفي النهاية لن يصل الأمر إلى مصادرة الأصول".

صفقة كبيرة قادمة

أشار المحلل الاقتصادي يوري برونكو إلى عدم نية مكتب المدعي العام الألماني الاستيلاء على ذلك جزء من الأصول الروسية الخاضع للولاية القضائية الألمانية، مشيرا إلى أن السلطات الألمانية تريد استخدام هذه الاحتياطيات الروسية لصالحها، وعدم نقلها إلى نظام كييف. ويتبنى فيرنيكوف نفس موقف خازن بشأن عدم التخلي عن الاحتياطيات المصادرة للبنك المركزي الروسي البالغة 260 مليار يورو في أي حال من الأحوال.


المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية إيران روسيا أوروبا عقوبات إيران روسيا أوروبا عقوبات بايدن صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة الاتحاد الأوروبی

إقرأ أيضاً:

يغرد خارج سرب أوروبا.. أوربان يدعو من كييف لوقف إطلاق النار مع روسيا

دعا رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان خلال زيارة إلى كييف، الثلاثاء، بعدما تسلمت بلاده رئاسة الاتحاد الأوروبي، الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى النظر في "وقف إطلاق النار" سريعا، ما يتعارض مع مواقف الأوكرانيين وحلفائهم الأوروبيين.

وقال أوربان، الزعيم الوحيد في الاتحاد الأوروبي الذي حافظ على علاقات وثيقة مع الكرملين بعد الهجوم الروسي على أوكرانيا "لقد طلبت من الرئيس النظر في إمكانية وقف فوري لإطلاق النار" على أن يكون "محددا زمنيا ويسمح بتسريع محادثات السلام".

واعتبر أوربان الذي تولت بلاده رئاسة مجلس الاتحاد الأوروبي لمدة 6 أشهر اعتبارا من الأول من يوليو/تموز أن "مبادرات" الرئيس الأوكراني "تستغرق وقتا طويلا وهي بطيئة ومعقدة بسبب قواعد الدبلوماسية الدولية".

وأضاف أن المحادثات مع زيلينسكي كانت "صريحة"، قائلا "سأبلغ بالتأكيد مجلس الاتحاد الأوروبي بمضمون هذه المحادثات لاتخاذ القرارات الأوروبية اللازمة".

استثناء أوروبي

ولم يرد الرئيس الأوكراني على اقتراح أوربان خلال مؤتمر صحفي، لكن أعلن لاحقا أنه طلب من أوربان "الانضمام" إلى جهود السلام الأوكرانية.

وقال زيلينسكي في بيانه اليومي "لقد دعوت المجر ورئيس الوزراء أوربان إلى الانضمام إلى الجهود المبذولة" بهدف تنظيم قمة من أجل السلام في أوكرانيا، ليعتبر ذلك بحكم الأمر الواقع رفضا للطلب.

ورفض زيلينسكي بشدة سابقا التوصل إلى هدنة مع روسيا، معتبرا أن موسكو ستستخدمها لتعزيز جيشها.

وترى أوكرانيا أن انسحاب القوات الروسية من أراضيها شرط أساسي للسلام، بينما تطالبها موسكو بالتخلي عن 5 مناطق والتخلي عن طموحاتها في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو).

ويتميز أوربان عن نظرائه الغربيين فيما يتعلق بأوكرانيا، حيث ترفض الحكومة المجرية إرسال أي دعم عسكري إلى كييف وتدعو بانتظام إلى وقف لإطلاق النار.

وفي مطلع العام، عرقلت المجر مساعدات أوروبية بقيمة 50 مليار يورو تمت المصادقة عليها لاحقا، لكن مع تأخير ندد به المسؤولون الأوكرانيون.

مقالات مشابهة

  • البنتاجون: سياسة واشنطن بشأن استخدام أسلحة بعيدة المدى داخل روسيا لم تتغير
  • يغرد خارج سرب أوروبا.. أوربان يدعو من كييف لوقف إطلاق النار مع روسيا
  • ريتر: ضربة قوات كييف على سيفاستوبول هجوم أمريكي على روسيا
  • مارك رافالو: الولايات المتحدة تتجه إلى الديكتاتورية.. ما علاقة ترامب؟
  • روسيا تدمر 5 مقاتلات «سوخوي-27» أوكرانية .. وبوتين يلتقي شي وأردوغان في كازاخستان غداً
  • مستشار خامنئي: طهران ستدعم حزب الله إذا شنت إسرائيل حربا شاملة
  • إيران: لا نريد حربًا إقليمية لكن ندعم حزب الله في حال التصعيد
  • مجلة بولندية تشيد بظاهرة فريدة للاقتصاد الروسي
  • لوبي الكونغرس الأمريكي: تحالفات كردية ومعارضة عراقية ضد بغداد
  • بطريرك جديد للكنيسة الأرثوذكسية البلغارية مؤيد لروسيا