تُظهر التطورات الحالية في حرب إسرائيل على قطاع غزة؛ تزايد الضغوط والانتقادات التي يواجهها رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وينتقد الشارع الإسرائيلي إصرار نتنياهو على مواصلة الحرب دون وجود استراتيجية محددة تقلل من الخسائر في صفوف الجيش، ويشار إلى أن نتنياهو يواجه تحديات كبيرة سواء على الصعيدين السياسي والعسكري.

ومن الناحية السياسية، يشار إلى أن نتنياهو لم يعد يمتلك أسبابًا كافية للبقاء في السلطة إلا بوجود حرب دائرة بالفعل، بالإضافة إلى بعض المرتبطين به من خلال صفقات لتبادل الدعم، وعلى رأسهم اليميني المتطرف بن جفير الذي يزيد بتطرفه من سوء موقف نتنياهو، ومع تراجع شعبيته، يظهر القلق بشأن فقدان الدعم الغربي واهتزاز العلاقة مع الإدارة الأمريكية.

أما من الناحية العسكرية، فلم يحقق جيش الاحتلال أيًا من أهداف نتنياهو المعلنة في حربه على الفصائل الفلسطينية في غزة، وعلى رأسها استعادة المحتجزين الإسرائيليين من داخل القطاع. ومع فقدان الدعم الغربي واهتزاز دعائم العلاقة مع الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس جو بايدن، بدأ الحديث الآن في البيت الأبيض عن تخفيف شدة الحرب على غزة، في الوقت الذي شهد إرسال نتنياهو وزيرة الشؤون الاستراتيجية إلى واشنطن لبحث تسريع إرسال الذخائر إلى إسرائيل.

تساءل تقرير لصحيفة "التايمز" البريطانية، عن إمكانية استبدال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بفعل تراجع شعبيته، وفقدانه لثقة غالبية مواطني إسرائيل من العامة وحتى المسئولين السياسيين والأمنيّين.

وتطرق التقرير إلى أن معظم الإسرائيليين يحمّلون نتنياهو المسئولية عن أحداث السابع من أكتوبر، بسبب استراتيجيته في التعامل مع حركة حماس، والمتمثلة في السماح لها بحكم غزة طيلة هذه السنوات.

وكشف تقرير التايمز، أن نتنياهو يمر بمأزق سياسي؛ إذ تراجعت شعبيته، وتخلّت عنه قطاعات كبيرة من قاعدته القومية، على الأقل في استطلاعات الرأي. ولكن الإسرائيليين، الذين ما زالوا يعانون من الصدمة بعد أحداث السابع من أكتوبر المدمرة، ما زالوا أيضًا يؤيدون الحرب ضد حماس، وخاصة اليمينيين الذين يحتاج نتنياهو إلى استعادتهم.

وأفاد استطلاع للرأي أجراه معهد الديمقراطية الإسرائيلي في منتصف شهر ديسمبر الحالي، بأنه رغم أن 66% من الإسرائيليين يعتقدون أن قوات الدفاع الإسرائيلية قادرة على تدمير قدرات حماس العسكرية في غزة، فإن أكثر من ذلك، 69 %، قالوا إنهم يريدون إجراء الانتخابات بمجرد انتهاء الحرب.

وقال 39% فقط من الذين صوّتوا لصالح حزب الليكود بزعامة نتنياهو إنهم سيفعلون ذلك مرة أخرى.

وفي استطلاع آخر أجرته جامعة بار إيلان، قال 24% فقط من الإسرائيليين إنهم يعتقدون أن نتنياهو هو المصدر الأكثر موثوقية للأخبار المتعلّقة بالحرب. وقال 73% إن المتحدث العسكري الرسمي هو مصدرهم الأكثر ثقة.

ورغم أن الكثيرين خارج إسرائيل يعتبرونه داعية للحرب، فإن نتنياهو لم يكن مرتاحًا قط لخوض حروب واسعة النطاق يحتاج فيها إلى وضع مصير إسرائيل، ومستقبله السياسي، في أيدي الجيش الإسرائيلي.

فقد شكّلت "شخصية نتنياهو" تجاربه المبكرة في جماعة سرية صغيرة، وخلال السنوات الـ16 التي قضاها رئيسًا للوزراء، كان يكره إرسال فرق الجيش الإسرائيلي الكبيرة إلى المعركة.

وأضاف تقرير صحيفة التايمز، أن انزعاج نتنياهو من الجيش الإسرائيلي له جذور سياسية أيضًا. وهو مقتنع بأن معظم الجنرالات ينتمون إلى "النخب اليسارية" التي تعارضه وتزدريه - ورغم أنهم قد لا يكونون يساريين بشكل كبير، فإن أكثر من سبعة منهم عارضوه، وأهمهم "غانتس" أشرس منافسيه.

وخلص التقرير إلى أن معظم الإسرائيليين يرون أن نتنياهو هو المذنب في أحداث السابع من أكتوبر بسبب استراتيجيته المتمثلة في السماح لحماس بالبقاء مسئولة عن غزة لسنوات عديدة؛ ما جعلهم لا يثقون به ليقودهم في الحرب التي تشنّها إسرائيل.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: نتنياهو حرب إسرائيل قطاع غزة فلسطين غزة البيت الأبيض أن نتنیاهو إلى أن

إقرأ أيضاً:

الحرب وجمود الخطاب

في الوقت الذي يتعرض الوطن فيه لغزو أجنبي وتستبيح فيه ميليشيا إرهابية القري والمدن، وفي الوقت الذي تأكد فيه بما لا يدع مجالا للشك في وجود مؤامرة دولية لضرب وحدة السودان، في مثل هذا الوقت ما هي أولويات الأحزاب والوطنيين في عمومهم؟

للاسف الكثير من الأحزاب والناشطين ما زالوا يتبنون نفس الأولويات ونفس خطابهم الذي سبق إندلاع الحرب وسبق سقوط نظام البشير وكأن هذه الحرب تحدث وكأن هذا الغزو لم يحدث وهذه المؤامرة الدولية لم تحدث. ببساطة فشلت هذه الشرائح في تحديث خطاب الأولويات مستصحبة التغييرات الجسام التي تهز الوطن من جذره. فما زال الكلام هو نفس الكلام القديم الذي جله هجاء كيزان مصحوبا بشعارات نبيلة لا يحدد الخطاب وسائل تحقيقها. ببساطة عدم تحديث الخطاب والأوليات عبارة عن هروب من تحديات اللحظة الحرجة أما عن نقص في التحليل أو نقص في الشجاعة الوطنية.

من حق الجميع هجاء الكيزان بالسنة حداد، وقد فعلت ذلك ثلاثين عاما من حكمهم، ولم أنتظر سقوط نظامهم ولم أفاوضهم ولم أشارك في حكمهم، ولا في برلمان وحكومة بشير ما بعد نيفاشا. ولكن تكرار هجاء الكيزان، وهو حق، لا يعفي كل القوي السياسية من مسؤولية تحديد سبل عملية للتصدي للغزو الخارجي الهمجي مع ملاحظة أن شعار لا للحرب لم يردع أشوس ولم يحمي مغتصبة.
شعار لا للحرب يصلح قبل اندلاعها ولكنه لا يصلح بعد أن اشتعلت نيرانها. بعد اندلاعها يجوز شعار مثل “نعم لوقف الحرب” ولكن هذا الشعار يفرض سؤال ما هي الخطة العملية الكفيلة بإيقاف الحرب التي تدعو إليها القوي الوطنية .

هناك ثلاث مآلات لإيقاف الحرب. فمن الممكن أن تقف بمقاومة العدوان الأجنبي الميليشي ودحره. ومن الممكن أن تقف الحرب بان يستسلم الجيش ويسلم الوطن للغزاة. ومن الممكن أيضا أن تقف بتفاوض يقتسم فيه الشعب موارده وسلطاته مع الغزاة والعودة إلي نسخة معدلة من اقتسام الغنيمة في توازن الرعب الذي ساد قبل بداية الحرب. يقع علي القوي الوطنية والراي العام أن يحدد خياراته من بين هذه السيناريوهات بدلا من الهروب منها إلي خطاب قديم في كامل الذهول عما استجد.

ربما كانت هناك مآلات وسيناريوهات أخري غابت عني، وانا علي كامل الإستعداد للإصغاء إليها ممن يذكرني ولكن عليه تقديم تصور عملي، واضح وخطة واضحة لحماية المواطن من استباحة الميليشا له وحماية الوطن من غزو خارجي لم يعد موضع شك أو تخمين. العنوا من شئتم ولكن هذا لا يعفي واجب تحديد كيف تحمي سلامة المواطن من الميليشا وحماية الوطن من الغزاة.

معتصم اقرع

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • نتنياهو: إسرائيل أدخلت دبابات إلى الضفة الغربية لأول مرة منذ عقود
  • كاتب صحفي: نتنياهو لن يستطيع مقاومة ضغوط الشارع الإسرائيلي
  • كاتب صحفي: نتنياهو لن يستطيع مقاومة ضغوط الشارع الإسرائيلي
  • معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي: حماس أذلت “إسرائيل” عسكريا وأفشلت قطار التطبيع 
  • ما هي الدروس التي استخلصها الجيش الفرنسي بعد ثلاث سنوات من الحرب في أوكرانيا؟
  • قوى سياسية توجه دعوة الى الجيش السوداني والدعم السريع والمؤتمر الشعبي يوضح مشاركة علي الحاج في اجتماعات بنيروبي
  • عاجل| إذاعة الجيش الإسرائيلي عن الصليب الأحمر: سلمنا جثمانا إلى إسرائيل ولا نستطيع تحديد هويته
  • الحرب وجمود الخطاب
  • بعد تفجير «الحافلات».. الجيش الإسرائيلي يغلق مداخل الضفة و«نتنياهو» يتوّعد!
  • الجيش الإسرائيلي: إحدى الجثث التي سلمتها حماس لا تعود لأي رهينة