المبادرة المصرية وشروط نتنياهو الاستباقية
تاريخ النشر: 30th, December 2023 GMT
طرحت مصر بشكل غير مباشر، وعبر تسريبات إعلامية، مبادرة لوقف الحرب، وهي مبادرة لا يمكن بحال اعتبارها متكاملة، الأرجح أن هدفها استكشاف ردود الأفعال وضخ أفكار للنقاش.
الأفكار المصرية وجدت رفضا من قيادات حماس، وسيل من الأسئلة التي وجهها لها مراقبون وقيادات فلسطينية بالخارج. المبادرة تتحدث عن وقف إطلاق النار كهدنة إنسانية لفترة من الزمن، يتبعها تبادل للأسرى من الطرفين تبدأ بالأطفال والنساء، ثم الجرحى من الجنود وورفاتهم، ثم باقي الجنود ضمن أعداد يتفق عليها بين الطرفين.
يتلو ذلك خروج قيادة حماس الميدانية والعسكرية من غزة مع ضمان عدم محاكمتهم، ويحل محلهم لإدارة قطاع غزة تكنوقراط فلسطينين دون تحديد من يعينهم ومن هي مرجعيتهم، ولكنهم يديرون شؤون الحياة في غزة بدلا من حماس.
هذه الأفكار شكلت ربما أول محاولة عملية لاستكشاف أفق وقف الحرب نهائيا، ولكنها لامست بعض النقاط القوية مثل خروج حماس من غزة، ولذلك جوبهت بالرفض وعدم الموافقة على نقاشها، فقد أعادت للأذهان موضوع الانقسام الفلسطيني المؤلم وكيف أنه تجذر بين الضفة وغزة.
بالتزامن مع هذه الأفكار الاستطلاعية المصرية، نشر نتنياهو مقالا في صحيفة وول ستريت جورنال يتحدث فيه عن شروط ثلاثة لوقف الحرب وبدء أفق سياسي.
المقال محاولة من نتنياهو لمواجهة الضغوط المتنامية على إسرائيل من قبل العالم، بمن فيه حلفاؤها، لكي توقف الحرب الغاشمة ذات التكلفة الإنسانية الباهظة.
نتنياهو يقول إن الحرب سوف تستمر وستكون ملتزمة بالقانون الدولي الإنساني تتجنب الضحايا من المدنيين، وإنها فقط ستتوقف في حال تم تدمير حماس، ونزع أي صبغة أو تهديد عسكري من غزة، وثالثا البدء بعملية مكافحة الراديكالية في المجتمع الفلسطيني.
عند تحقيق هذه الشروط يمكن الحديث عن أفق عملية سياسية وسلام مع الفلسطينيين. شروط نتنياهو عامة وبعيدة المنال، وغير واضح ما هي مؤشرات تحقيقها، ما يعني أن نتنياهو مستمر في حربه إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا، مثل مغادرته لموقعه، حيث تشتد الضغوط عليه من أجل ذلك، وإذا ما أتت حكومة أخرى فالأمر قد يختلف، لأن هدفها الأساس سيكون جلب الأسرى الذين تتعاظم تفاعلات المجتمع الإسرائيلي تجاه التعاطف معهم.
فجوة كبيرة جدا بين ما تطرح إسرائيل وما تطرحه المبادرة المصرية، والخاسر في الأثناء الشعب الفلسطيني الذي يعيش عذابا يوميا معيشيا هائلا، والبيئة أصبحت بالفعل طاردة له، وهذا ما تفاخر به نتنياهو أمام يمينه أنه يقوم بالفعل بخلق بيئة تحفز التهجير.
لم تنضج أجواء التسوية ووقف الحرب بعد، وما يزال الساسة غير حكماء باتخاذ قرارات تاريخية لوقف الحرب وإحلال السلام، وسوف نبقى في هذا الحال لفترة غير قصيرة من الزمن، وكل ما يمكن أن نتوقعه الآن أن تقل حدة القتل الغاشم للفلسطينين العزل، الذين لا ذنب لهم إلا أنهم يريدون العيش بكرامة في وطن اسمه فلسطين، يحكمون أنفسهم بأنفسهم كما باقي شعوب الأرض.
(الغد الأردنية)
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه مصر غزة مصر السيسي غزة طوفان الاقصي مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
رئيس المركز الأوكراني للحوار: على موسكو وكييف الوصول لتوافق لوقف الحرب
قال الدكتور عماد أبو الرب رئيس المركز الأوكراني للحوار، إنّه يأمل في وجود مقاربات ومبادرات تستطيع أن تجمع أوكرانيا وروسيا للتفاوض، مشيرًا إلى أن الرئيس الأوكراني زيلينسكي يرى أن قدر بلاده أنها أصبحت بوابة الدفاع عن أوروبا، وأنها مهددة بسبب عدم التفاهم مع روسيا، وأوروبا اختارت دعمها وأعطتها ضمانات بأنها ستدعمها إنسانيا واقتصاديا وعسكريا.
وأضاف أبو الرب، في مداخلة هاتفية مع الإعلامية هاجر جلال، عبر قناة «القاهرة الإخبارية»، أنّ كل جانب يريد إظهار أنه مع التفاوض وإنهاء الحرب، ولكن لا يبين السطر الأخير من هذا الحديث والتصريح والشروط التي يضعها.
وتابع رئيس المركز الأوكراني للحوار: «حتى نخرج من هذه المتاهة والدائرة المغلقة منذ بداية الحرب لا بد من وجود توافق بين الجانبين الروسي والأوكراني على جهات قد تكون لجنة دولية بإشراف الأمم المتحدة تأخذ دور الوساطة، وهذه اللجنة تدرس طلبات الجانبين وتتوافق مع القانون الدولي وتحدث نوعا من المقاربة إلى أن تفتح المجال لتقليل التخوف».
وواصل: «ربما لو استمع الجانب الروسي بشكل مباشر إلى الجانب الأوكراني يرى أن هناك فرصا للقبول والتوافق، والعكس صحيح، فلو استمعت أوكرانيا إلى روسيا بخصوص فترة ما بعد الحرب، ربما تكون هناك آلية للتوافق ما لم يكن هناك تدخلات وضغوط».