كتب إبراهيم بيرم في "النهار":   يدرج مقرّبون من دوائر القرار في حزب الله الإشكالات الثلاثة التي وقعت أخيراً بين دوريات "اليونيفيل" وجمهور من ثلاث بلدات جنوبية والكلام الاسرائيلي المفاجئ عن سحب الحزب لـ"قوة الرضوان" من المواقع الأمامية التي انتشرت فيها منذ زمن بعيد وأعادت تموضعها في مواقع خلفية في خانة واحدة عنوانها العريض "التلاعب والعبث في ميدان المعركة المفتوحة" بقصد إفقاده تماسكه وإخراجه من العتمة الى دائرة الضوء توطئة لتوهينه لأن انكشافه يجرّده من جزء أساسي من عناصر قوّته ومتانته.

  ويستند أصحاب هذا الرأي في إطلاق استنتاجهم على الآتي:

- على الرغم من كل التهديدات الإسرائيلية التي تحذر من أن ساعة التصادم الكبير وغير المقيّد بحدود مع الحزب على وشك التحقق، فإن ثمة اقتناعاً بأن اليد الإسرائيلية مغلولة بأمر من واشنطن وأن تل أبيب تتعايش مع واقع الحال الحدودي منذ الثامن تشرين الأول الماضي الى أجل غير مسمّى. وبناءً على ذلك وجدت تل أبيب نفسها أمام مهمة أساسية وهي محاولة اختراق ساحة الجنوب والعمل بدأب لفكفكة شفراتها وتفكيك السياج الذي صنعه الحزب حولها.

- إن مدخل إماطة اللثام هذا عن الجنوب لا يكون إلا من خلال معبرين الأول القوة الدولية العاملة في الجنوب، وتحويلها الى حصان طروادة، والثانية استدراج الحزب الى دائرة الكلام والتساجل والبوح عن أسراره. ومن خلال الأمرين تعتقد المصادر نفسها أن إعداد المسرح لصدام مرتقب مع اليونيفيل في أرض الجنوب وجعل قوة "الرضوان" موضوعة على مدار الساعة أمام الأضواء الساطعة هما مدخلا إسرائيل لبلوغ الهدف عينه.

وفي تقدير المصادر نفسها إن تلك الصدامات الثلاثة بين أهالي بعض القرى الجنوبية وبين عناصر من اليونيفيل "هي افتعال موصوف ومدبّر" وإن دوائر "حزب الله" تتهم جهات معيّنة بافتعالها. وفي تقدير تلك المصادر إن "توقيت افتعال الحوادث الثلاثة لم يكن منزّهاً عن الشبهات وبريئاً من الاتهامات فهو أتى في ذروة الحديث الإسرائيلي عن إعادة تفعيل القرار الأممي 1701 وفي ذروة الحديث عن اقتلاع أي وجود عسكري للحزب من بقعة عمليات القوة الدولية أي جنوبي الليطاني". لذا، كانت تلك الأحداث ضرورة في رأي تلك المصادر لكي يصدر عن القوة الدولية بيان انطوى على دعوة السلطات اللبنانية الى "إجراء تحقيق كامل وصريح وتقديم جميع الجناة الى العدالة" والى اعتبار الاعتداءات على الذين يخدمون قضيّة السلام "تشكل انتهاكاً لقرار مجلس الأمن 1701 والقانون اللبناني" والى إعادة التشديد على أن حرية حركة قواتها "أمر حيوي خلال عملنا على استعادة الأمن والاستقرار على طول الخط الأزرق". ووفق المصادر نفسها، فقد أعادت هذه الأحداث الى طاولة النقاش والبحث مسألة تنفيذ القرار 1701. وفي الحال هذه، ليس مهمّاً "حجم الحدث" وكونه عبارة عن مشادّة لم يظهر فيها أي سلاح، ما دام الهدف هو إبقاء الساحة الجنوبية أمام الضوء تمهيداً لربطها إن أمكن مع مسار الصراعات الإقليمية وتحديداً في غزة وأن تكون مشمولة بأية تسويات أو صفقات حلول خصوصاً أن في صلبها الحديث عن ترتيبات لأوضاع المنطقة يقوم على "المناطق العازلة والفاصلة" وهو ما يوفر شعوراً بالأمان المستقبلي لإسرائيل.

وفي موضوع الكلام الإسرائيلي الأخير عن سحب الحزب لقوته (الرضوان) من الخط الحدودي، فالواضح أن إسرائيل تعمّدت أن يكون غامضاً وملتبساً.

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

غروندبرغ: الأحداث في لبنان تقف عائقاً أمام السلام في اليمن

يمن مونيتور/قسم الأخبار

قال المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن هانز جروندبرج لوكالة تاس على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة إن التطورات الأخيرة في لبنان تزيد من زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط وتعيق التسوية السلمية في اليمن.

وقال “إن التصعيد الشامل الذي شهدناه في المنطقة منذ ما يقرب من عام الآن يزعزع استقرار الشرق الأوسط بشكل عام. كما يؤثر على حل الصراعات وإمكانيات اتخاذ قرارات جادة واستراتيجية لصالح السكان في الشرق الأوسط.

ولكنه يؤثر أيضًا، وبالتالي فهو يؤثر أيضًا على قدرتنا على التوصل إلى السلام. لذا فإن التطور الأخير الذي نراه في لبنان يشكل جزءًا آخر من هذا المسار المقلق للغاية والذي أعتقد أنه يجب عكسه”.

في 23 سبتمبر/أيلول، بدأت إسرائيل عملية عسكرية أطلق عليها اسم “سهام الشمال” ضد حزب الله في لبنان، حيث نفذت ضربات واسعة النطاق على مواقع عسكرية للحزب. والهدف المعلن هو خلق بيئة آمنة في المناطق القريبة من الحدود الشمالية لإسرائيل، حتى يتمكن عشرات الآلاف من الأشخاص من العودة إلى منازلهم، بعد أن اضطروا إلى الإخلاء بسبب القصف المتواصل من قبل حزب الله منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

مقالات مشابهة

  • تعليق البابا فرنسيس على الأحداث في غزة ولبنان.. ماذا قال؟
  • استقرار أسعار الدولار أمام الجنيه المصري في 30 سبتمبر 2024: قراءة شاملة
  • استقرار الدولار أمام الجنيه: الأرقام تثبت نفسها في السوق المصري
  • ترميم منظومة الحزب قد تطول
  • بالصواريخ والمسيرات والمدافع.. حزب الله يستهدف مواقع متنوعة للاحتلال الإسرائيلي
  • عاجل: حزب الله ينعي رسمياً قائد جبهة الجنوب والرجل رقم 3 في الحزب
  • قراءة عراقية: الشرق الأوسط أمام خيارين وإسرائيل لن تتوقف عن التصعيد - عاجل
  • جيش الاحتلال يبدأ الحصار العسكري على لبنان
  • غروندبرغ: الأحداث في لبنان تقف عائقاً أمام السلام في اليمن
  • اليونيفيل: القرار 1701 لا يزال الحل الوحيد!