لبنان ٢٤:
2024-11-15@06:05:23 GMT
قراءة حزب الله في أبعاد الأحداث مع اليونيفيل والكلام عن أبعاد قوّة الرضوان
تاريخ النشر: 30th, December 2023 GMT
كتب إبراهيم بيرم في "النهار": يدرج مقرّبون من دوائر القرار في حزب الله الإشكالات الثلاثة التي وقعت أخيراً بين دوريات "اليونيفيل" وجمهور من ثلاث بلدات جنوبية والكلام الاسرائيلي المفاجئ عن سحب الحزب لـ"قوة الرضوان" من المواقع الأمامية التي انتشرت فيها منذ زمن بعيد وأعادت تموضعها في مواقع خلفية في خانة واحدة عنوانها العريض "التلاعب والعبث في ميدان المعركة المفتوحة" بقصد إفقاده تماسكه وإخراجه من العتمة الى دائرة الضوء توطئة لتوهينه لأن انكشافه يجرّده من جزء أساسي من عناصر قوّته ومتانته.
- على الرغم من كل التهديدات الإسرائيلية التي تحذر من أن ساعة التصادم الكبير وغير المقيّد بحدود مع الحزب على وشك التحقق، فإن ثمة اقتناعاً بأن اليد الإسرائيلية مغلولة بأمر من واشنطن وأن تل أبيب تتعايش مع واقع الحال الحدودي منذ الثامن تشرين الأول الماضي الى أجل غير مسمّى. وبناءً على ذلك وجدت تل أبيب نفسها أمام مهمة أساسية وهي محاولة اختراق ساحة الجنوب والعمل بدأب لفكفكة شفراتها وتفكيك السياج الذي صنعه الحزب حولها.
- إن مدخل إماطة اللثام هذا عن الجنوب لا يكون إلا من خلال معبرين الأول القوة الدولية العاملة في الجنوب، وتحويلها الى حصان طروادة، والثانية استدراج الحزب الى دائرة الكلام والتساجل والبوح عن أسراره. ومن خلال الأمرين تعتقد المصادر نفسها أن إعداد المسرح لصدام مرتقب مع اليونيفيل في أرض الجنوب وجعل قوة "الرضوان" موضوعة على مدار الساعة أمام الأضواء الساطعة هما مدخلا إسرائيل لبلوغ الهدف عينه.
وفي تقدير المصادر نفسها إن تلك الصدامات الثلاثة بين أهالي بعض القرى الجنوبية وبين عناصر من اليونيفيل "هي افتعال موصوف ومدبّر" وإن دوائر "حزب الله" تتهم جهات معيّنة بافتعالها. وفي تقدير تلك المصادر إن "توقيت افتعال الحوادث الثلاثة لم يكن منزّهاً عن الشبهات وبريئاً من الاتهامات فهو أتى في ذروة الحديث الإسرائيلي عن إعادة تفعيل القرار الأممي 1701 وفي ذروة الحديث عن اقتلاع أي وجود عسكري للحزب من بقعة عمليات القوة الدولية أي جنوبي الليطاني". لذا، كانت تلك الأحداث ضرورة في رأي تلك المصادر لكي يصدر عن القوة الدولية بيان انطوى على دعوة السلطات اللبنانية الى "إجراء تحقيق كامل وصريح وتقديم جميع الجناة الى العدالة" والى اعتبار الاعتداءات على الذين يخدمون قضيّة السلام "تشكل انتهاكاً لقرار مجلس الأمن 1701 والقانون اللبناني" والى إعادة التشديد على أن حرية حركة قواتها "أمر حيوي خلال عملنا على استعادة الأمن والاستقرار على طول الخط الأزرق". ووفق المصادر نفسها، فقد أعادت هذه الأحداث الى طاولة النقاش والبحث مسألة تنفيذ القرار 1701. وفي الحال هذه، ليس مهمّاً "حجم الحدث" وكونه عبارة عن مشادّة لم يظهر فيها أي سلاح، ما دام الهدف هو إبقاء الساحة الجنوبية أمام الضوء تمهيداً لربطها إن أمكن مع مسار الصراعات الإقليمية وتحديداً في غزة وأن تكون مشمولة بأية تسويات أو صفقات حلول خصوصاً أن في صلبها الحديث عن ترتيبات لأوضاع المنطقة يقوم على "المناطق العازلة والفاصلة" وهو ما يوفر شعوراً بالأمان المستقبلي لإسرائيل.
وفي موضوع الكلام الإسرائيلي الأخير عن سحب الحزب لقوته (الرضوان) من الخط الحدودي، فالواضح أن إسرائيل تعمّدت أن يكون غامضاً وملتبساً.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
وقائع.. هل سيفترق حزب الله عن إيران؟
حديثٌ تلو حديث عن إمكانية "تنصّل" إيران من "حزب الله" أو الإفتراق عنهُ بعد الحرب الحالية التي يخوضها ضدّ إسرائيل، لكن ما يتبين في الوقائع أنّ هذا الأمر لن يحصل لأسباب عديدة مرتبطة بما يمكن أن يفعله "حزب الله" ميدانياً بالإضافة إلى أمورٍ أخرى تهمّ إيران بالدرجة الأولى.البداية ستكونُ من لبنان، فهنا يُدير "حزب الله" معركته ضدّ إسرائيل انطلاقاً من أرض الجنوب التي أسس فيها ميداناً عسكرياً يعلم تفاصيله تماماً. هنا، يقول خبراءٌ معنيون بالشأن العسكريّ إن "حزب الله" استطاعَ تثبيت معادلة أنّ أرض الجنوب لا يدري بها إلا أصحابها، وما يتبين هو أنّ "المرونة" في العمليات العسكرية أكدت أن هناك استثماراً واضحاً في كل المعالم الميدانية بغية تنفيذ العمليات المطلوبة.
ترى المصادر أن الوقائع الميدانية انطلاقاً من عدم إحتلال إسرائيل أي قرية لبنانية، وعدم قدرتها على التوسع والتوغل داخل الجنوب، يمنح "حزب الله" عوامل قوّة أساسها إنّ الأخير تمكن حتى الآن من لجمِ التقدم الإسرائيلي، وبالتالي إحباط المخططات التوسعية التي تريد تل أبيب تحقيقها عبر إقامة منطقة عازلة محكومة بوجودٍ عسكريّ إسرائيليّ داخل لبنان.
إذاً، فإن كل هذه الأمور التي أفشلها "حزب الله" مع تحقيقه التقدّم الميداني، لا يمكن إلا استثماره من قبل إيران التي تعتبرُ أن الحزب ما زالَ "ورقة رابحة" بالنسبة لها، خصوصاً أن قوته ما زالت قائمة لا سيما على صعيد القتال ضدّ إسرائيل. أما الأمر الأهم، فهو أن إيران، أدركت، مدى قدرة "حزب الله" على استخدام الصواريخ الثقيلة والنوعية والدقيقة كـ"فاتح 110"، وأدخل "حزب الله" هذا السلاح في المعركة حتى يؤكد للإيرانيين أن قوته ما زالت محفوظة وبالتالي فإن الأنفاق الإستراتيجية الخاصة به لم تتأذّ بفعل القصف الإسرائيليّ.
أمام كل ذلك، فإن المقدرات الإستراتيجية التي تريدها إيران ما زالت قائمة من الناحية العسكرية لحفظ "حزب الله" وضمان استمرارِ دوره، في حين أنّ التراجع عن ذلك سيعني خسارة طهران لورقة قوية في المنطقة خصوصاً إن تمكن الحزبُ من إلحاق هزيمة عسكرية بإسرائيل.. فهل هذا الأمر لمصلحتها؟ هنا، تقول المصادر إن إيران لن تنفذ هذا الهدف الذي كانت تخطط له إسرائيل، فالمعارك التي يتم خوضها على مدى عشرات السنوات لن تنتهي بتسليمٍ واضحٍ لـ"رقبة الحزب" إلى من يطلبها.
سياسياً، فإنّ إيران عادت لتحظى بـ"دعم" من الخارج، أقله من خلال المواقف، وفق المصادر، التي تضيف: "إثر الإنتخابات الأميركية الأخيرة التي أوصلت الرئيس الأميركي دونالد ترامب مُجدداً إلى البيت الأبيض، برز اعتقاد لدى إيران بإمكانية تثبيت نفسها مجدداً خلال مفاوضات مع واشنطن، ما يعني انتزاع إعتراف جديد بها. الأمرُ هذا عنصر قوة أيضاً ويمثل نقطة إيجابية بالنسبة لطهران".
أيضاً، تقول المصادر إن الحديث خلال القمة العربية – الإسلامية عن شجب الإعتداءات الإسرائيلية التي طالت إيران، يعني أيضاً بشكل أو بآخر حصول "مؤازرة" واضحة لطهران في وجه تل أبيب، ما يعني عرقلة لمشروع الأخيرة الحربي والهجومي ضدّ لبنان وإيران وغزة على حدّ سواء.
إذاً، ما يعني حالياً، وفق المصادر، أن إيران "لن تُضحي" بأوراقها القوية في الوقت الراهن، لكن المرحلة الآنية تدفعها للنظر أكثر في استراتيجياتها ضمن المنطقة وفي علاقاتها بالدول الأخرى لاسيما مع لبنان.. فهل ستعتبر هذه الحرب بداية نقلة جديدة في السلوك الإيراني الذي سادت حوله تساؤلات كثيرة؟ المصدر: خاص "لبنان 24"