توفي وزير الدفاع الجزائري الأسبق خالد نزار الملاحق في سويسرا بتهم ارتكاب "جرائم ضد الانسانية"، عن عمر ناهز 86 عاما بعد صراع مع المرض، وفق روسيا اليوم.

ونعى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون نزارا، معتبرا في بيان أنه كان "من أبرز الشخصيات العسكرية، وقد كرس مشوار حياته الحافل بالتضحية والعطاء، لخدمة الوطن في مختلف المناصب والمسؤوليات التي تقلدها.

ووجه القضاء السويسري في أغسطس الماضي، لائحة اتّهام إلى نزار تضم تهما بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، ووقوفه خلف أعمال تعذيب أثناء توليه وزارة الدفاع، خلال العشرية السوداء في التسعينيات.

ورفضت الجزائر هذه الاتهامات في حينه، معتبرة أن القضية بلغت حدودا "لا يمكن التساهل فيها" وقد تؤدي إلى "نتيجة غير مرغوب فيها" في العلاقات بين البلدين.

ورأت أن "استقلالية القضاء لا تعني اللا مسؤولية، وأن أي نظام قضائي لا يمكن أن يعطي لنفسه الحق المطلق في الحكم على سياسات دولة مستقلة وذات سيادة"، واعتبرت الجزائر أن القضاء السويسري وفر منبرا للإرهابيين وحلفائهم ومؤيديهم، ممن يسعون لتشويه الكفاح الذي خاضته البلاد ضد الإرهاب، وتلطيخ ذكرى أولئك الذين سقطوا في مجابهته.

وأشارت النيابة العامة السويسرية إلى أن نزارا باعتباره شخصية مؤثرة في الجزائر بصفته وزيرا للدفاع وعضوا بالمجلس الأعلى للدولة، يفترض أنه كلف أشخاصا محل ثقة لديه بشغل مناصب رئيسية، وأنشأ عن علم وتعمد هياكل تنظيمية تهدف للقضاء على المعارضة الإسلامية، مضيفة، أن هذا تبعه جرائم حرب واضطهاد ممنهجة ضد مدنيين اتهموا بالتعاطف مع المعارضة.

وكان نزار قد أوقف خلال زيارة قام بها إلى جنيف في أكتوبر 2011 لاستجوابه بناء على شكوى قدمتها ضده منظمة غير حكومية تحارب الإفلات من العقاب على جرائم الحرب. ولاحقا أطلق سراحه وغادر سويسرا.

ويشتبه أن نزارا الذي شغل منصب وزير الدفاع بين 1990 و1993 سمح  عن علم وتعمد، بارتكاب أعمال قاسية ولا إنسانية ومهينة، شملت التعذيب والاعتقال والإدانة التعسفية، فضلاً عن تنفيذ عمليات إعدام خارج نطاق القضاء.

وقد وثقت النيابة العامة السويسرية 11 حالة وقعت بين عامي 1992 و1994.

وأودت الحرب الأهلية في الجزائر بمئتي ألف شخص، من بينهم كثير من المدنيين.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: وزير الدفاع الجزائري الأسبق الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون

إقرأ أيضاً:

جوامع الجزائر.. فن معماري وإرث ديني خالد

على مدى أسبوعين نظم مركز الفنون والمعارض في تلمسان بالتنسيق مع الديوان الوطني للثقافة والإعلام معرضا فوتوغرافيا للمساجد الجزائرية تحت عنوان "منارة الإيمان عبر العصور" في ولاية تيبازة شمالي الجزائر يوثق صور مساجد قديمة وحديثة من مختلف المدن الجزائرية، وذلك بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف، واستمر المعرض حتى منتصف الأسبوع الجاري.

مسجد ندرومة المرابطي

ولعل أكثر ما شد انتباه زوار المعرض مسجد ندرومة المرابطي الكبير الذي يعتبر ثالث أقدم مسجد في الجزائر وتحفة معمارية ما زالت شامخة منذ 10 قرون، إذ يعد هذا المسجد نموذجا للعمارة الدينية المرابطية ويشبه في تصميمه المسجد المرابطي الآخر الموجود بمدينة الجزائر العاصمة.

ويتكون مسجد ندرومة من 9 بلاطات عمودية لجدار القبلة و3 موازية له، في حين تنفتح البلاطات الجانبية على الصحن، وتعد البلاطة الوسطى لبيت الصلاة أوسعها على الإطلاق، ويقوم هذا المسجد على دعائم ضخمة تحمل أقواسا متجاوزة، أما المحراب فإنه يتوسط الجدار القبلي ويتكون من 5 أضلاع وتعلوه قبة.

ولا يحتوي هذا المسجد على كتابات تذكارية، ورغم ذلك استطاع علماء الآثار تأريخه بواسطة لوحة المنبر الذي يعود إلى فترة حكم يوسف بن تاشفين وبالضبط إلى سنة 1106 ميلادية، وهذه اللوحة موجودة حاليا في المتحف الوطني للفن والتاريخ في تلمسان.

مسجد سيدي بومدين

ويجد الزائر للمعرض كذلك مسجد سيدي بومدين بطابعه الأندلسي، والذي يقع ضمن المركب المعماري للعباد في الجنوب الشرقي من مدينة تلمسان ويعد أحد أهم الرموز التاريخية بالمدينة ومن أهم منجزات الفن الجزائري الأندلسي، إلى جانب مدرسة العباد التي تشكل مزارا للسياح والباحثين نظرا للدور الذي لعبته في الثقافة والتعليم واستقطاب الطلبة والعلماء من كل مناطق المغرب العربي، وممن درس في هذه المدرسة من العلماء المشهورين العلامة عبد الرحمن بن خلدون.

ومسجد سيدي بومدين صغير الحجم نسبيا، ويتميز بباب فخم يعد من أروع ما أبدعه الفن الأندلسي، مزخرف بنقوش غاية في الجمال، وتبلغ مساحة المسجد نحو 30 مترا طولا و18 مترا عرضا، كما يتميز صحنه بجماله اللافت، حيث تتوسطه نافورة تضفي عليه رونقا خاصا.

ويعتبر هذا الصحن رغم صغر حجمه من أجمل صحون المساجد، حيث بنيت الصومعة المستطيلة على الطراز الحمادي ويبلغ طولها 10 أمتار وعرضها 11 مترا، وفيه جملة من أساطين المرمر البديعة تحمل على رؤوسها نقوشا خلابة.

عمارة إسلامية متكاملة

وفي هذا الصدد، أبرز مسؤولون ومديرو مراكز ثقافية في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء القطرية مكانة المساجد في الجزائر باعتبارها تجسيدا لفن العمارة المتكامل والتراث المعماري الإسلامي الذي يعتبر نموذجا للحفاظ على الهوية الثقافية والاجتماعية للشعوب، إلى جانب ما توفره لمرتاديها على مدى مئات السنوات من سبل الأمان والراحة ومتطلبات أداء الفرائض الدينية من خدمات وتسهيلات.

ونوهوا باشتمال المعرض على صور لمختلف المساجد العتيقة عبر الجزائر التي تبرز طابعها المعماري المميز وزخرفتها ومناراتها ومحاريبها.

وأوضح كريم محمد زياد مسؤول المركز الثقافي عبد الوهاب سليم بتيبازة أن اختيار شعار "منارة الإيمان عبر العصور" لهذا المعرض له دلالات كبيرة، فهو يعكس تشبث الجزائريين بميراثهم الديني عبر كل العصور، وهو ما ينعكس من خلال صور المساجد المعروضة، والتي تعطينا صورة عن المجتمع الجزائري عبر العصور من خلال هندستها وزخرفتها الفريدة.

وأضاف زياد أن تنوع الطابع العمراني للمساجد بين عثماني وأندلسي يوحي بالتنوع الثقافي الكبير داخل المجتمع الجزائري الواحد، والذي بقي محافظا عليه منذ عصور، وهو الهدف الذي يسعى إليه الفرد والجماعة اليوم، فتسليط الضوء على تراثنا مهم جدا لترسيخه وحفظه من الاندثار، وهو ما أكده الحضور المميز للجمهور والعائلات والأطفال كذلك، وهو ما يثلج الصدور ويؤكد تمسك الكبار والصغار بالهوية الجزائرية الإسلامية.

من جهتها، نوهت مديرة مركز الفنون والمعارض في تلمسان الدكتورة سميرة أمبوعزة بالهدف الأسمى لهذا العمل، وهو تثمين التراث الأثري والتاريخي الإسلامي وتعريف الزوار بثراء التراث الجزائري.

وأضافت أن الصور الفوتوغرافية المعروضة تتناول مساجد عتيقة شيدت منذ قرون على غرار المسجد الكبير لتلمسان ومسجد الباشا بوهران والمسجد الكبير للجزائر العاصمة والمسجد العتيق بـ"تيارت" ومسجد سيدي عقبة (بسكرة) ومسجد زاوية الهامل (المسيلة) وغيرها من المساجد المتميزة بطابعها المعماري وزخرفتها، والتي تعكس ثراء وتنوع الفن الإسلامي في الجزائر.

وأشارت مديرة مركز الفنون والمعارض بولاية تلمسان غربي الجزائر إلى دور المساجد في المجتمع الجزائري كمؤسسة دينية تعكس الهوية الإسلامية لشعوبها، وتعد من أهم المؤسسات التي ظهرت على مر العصور، فكانت بيوت الله ومنبر الصلاة للمؤمنين ومنارة العلم والعلماء ومكانا تُجرى فيه الدروس والمحاضرات ومحكمة المجتمع الفاصلة في خصامه وقضاياه ومكانا يتعارف فيه الأشخاص والعباد، وهكذا ترسخت صورة المسجد كمؤسسة يتلاقى فيها المسلمون في كل جوانب حياتهم فعم فضل بنائها في كل بقاع الأرض.

مقالات مشابهة

  • بنك الجزائر: إرتفاع نسبة القروض الموجهة للإقتصاد الجزائري
  • أمنستي تطالب بالإفصاح عن مصير وزير الدفاع الليبي الأسبق و18 آخرين
  • جوامع الجزائر.. فن معماري وإرث ديني خالد
  • النظام الجزائري يواصل تعنته ويمنع منتخب التنس المغربي من دخول البلاد
  • أزمة صحية خطيرة تلوح في الأفق...الملاريا تواصل اجتياح ولايات الجنوب الجزائري
  • فوز ثمين لمولودية الجزائر على شبيبة القبائل في الدوري الجزائري
  • دعم البرنامج النووي الجزائري.. هذا ما قاله مدير روساتوم الروسية
  • عمر هلال يقسو على وزير الخارجية الجزائري: الصحراء المغربية أصبحت تتوفر على أطول جسر وأكبر ميناء في أفريقيا.. غيروا نظاراتكم لرؤية الواقع
  • عمر هلال يفحم وزير الخارجية الجزائري بالأمم المتحدة: أنت كذاب و الصحراء المغربية انعتقت من الإستعمار منذ نصف قرن (فيديو)
  • خالد الغندور: كولر سافر إلي سويسرا بدون إذن الأهلي وغضب داخل لجنة التخطيط