صحيفة فرنسية: لماذا يسعى نتنياهو إلى حرب طويلة الأمد في غزة؟
تاريخ النشر: 30th, December 2023 GMT
نشرت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية تقريرا تحدثت فيه عن استراتيجية رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لفرض فكرة استمرار العدوان على غزة، في محاولة للحفاظ على مكانته السياسية وتعطيل الجهود الدولية للتسوية.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه رغم ما تكبّده الجيش الإسرائيلي من خسائر وما واجهه من انتقادات والنتائج المثيرة للجدل للهجوم على قطاع غزة، لا يزال نتنياهو يقسم بـ"النصر الكامل".
وتابعت "من غير المرجح حتى الآن طرح مسألة وقف الحرب في غزة بعد نحو ثلاثة أشهر من القتال. ولا تزال العمليات الكبرى تحظى بدعم كبير من السكان الإسرائيليين. وإذا كان عدد الشهداء بين الفلسطينيين، أكثر من 20 ألف ضحية وفقا لوزارة الصحة في غزة، يسبب ضجة في العالم العربي والمزيد من الانتقادات في الغرب، فإن هذا ليس هو الحال في إسرائيل".
وبينت الصحيفة أن الرأي العام الاسرائيلي، الذي لا يزال في حالة صدمة من هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر الذي أسفر عن مقتل 1200 شخص، يؤيد الهجوم بأغلبية ساحقة. وتحرص وسائل الإعلام الرئيسية في البلاد، وخاصة القنوات الإخبارية، على عدم الوقوف ضد هذه الأغلبية الكبيرة.
خيار مستبعد
إن الدعوات، خاصة من الرئيس الأمريكي جو بايدن، للانتقال إلى "المرحلة الثالثة" من الحرب لم تجد سوى صدى ضئيل خارج دائرة ضيقة من النخب الفكرية أو الناشطين الملتزمين من اليسار. هذه المرحلة، التي تتمثل في انتشار كبير حول غزة، مع عدد أقل من القوات، ومهمات هجومية أخف وأكثر استهدافا تشمل مجموعات صغيرة ومحترفة للغاية من الجنود، لن يكون لها أي علاقة بوقف إطلاق النار. وبالتالي، وقع استبعاد هذا الخيار الذي ذكره وزير الدفاع يوآف غالانت في نهاية تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
في المقابل، يحاول بنيامين نتنياهو فرض فكرة الحرب الطويلة والشاملة. ويوم الإثنين، قال رئيس الوزراء أمام نشطاء حزبه إنه يريد الاستمرار "حتى النصر الكامل" مستبعدا فكرة تغيير الاستراتيجية. ويوم الثلاثاء، أكد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال هرتزل هاليفي أن الحرب "يجب أن تستمر لأشهر عديدة أخرى" قبل تحقيق أهدافها. مع ذلك، يقدر الخبراء أن الخسائر التي سجلها الجيش الإسرائيلي، والتي بلغت أكثر من 160 قتيلا وأكثر من 2000 جريح، 300 منهم ما زالوا في المستشفى، ستجبر الحكومة في النهاية على فتح النقاش.
وأضافت الصحيفة أنه من المؤكد أن هذه الخسائر تظل محسوبة في ظل الصعوبات التي يواجهها القتال في المناطق الحضرية. لكن من الصعب الحفاظ على تعبئة عدة مئات الآلاف من جنود الاحتياط، الأمر الذي من شأنه يؤثر على الاقتصاد، خاصة أن أهداف الحرب، بعيدا عن فكرة "النصر الكامل"، غير واضحة تماما. من جانب آخر، تقول الحكومة إنها تريد تدمير حماس وقدراتها العسكرية وتهيئة الظروف للإفراج الكامل عن الرهائن البالغ عددهم 130 الذين ما زالوا محتجزين.
وأوردت الصحيفة أن الجيش يزعم أنه قضى على 8000 من المقاومين، أو حوالي نصف القوة المقاتلة، التي يقدر عددها بين 20 ألف و30 ألف رجل. لكن هذه الأرقام لا يمكن التحقق منها.
وفي مقال نشر في صحيفة هآرتس، يشكك الجنرال اسحق بريك، الذي توقع هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر، في هذه التصريحات موضحا أن "عدد عناصر حماس الذين قتلتهم قواتنا على الأرض أقل بكثير"، منتقدا "صورة المنتصرين" التي تعطي حسب رأيه انطباعا 'مضللا' لا يعكس الواقع".
حرب العصابات الفعالة
تعترف هيئة الأركان العامة بأن القتال مستمر، بما في ذلك في المناطق التي يسيطر عليها الجيش بشكل كامل، حيث لا تزال الكمائن شائعة. لتجنب المواجهات المباشرة، التي قد تكون غير مواتية للغاية بالنسبة لهم، تشن حماس حرب عصابات تتكون من نيران الأسلحة الصغيرة أو صواريخ "آر بي جي" المضادة للدبابات أو الألغام محلية الصنع وبفعالية معينة. ورغم الدمار الكبير فإن شبكة أنفاق حماس، "مترو غزة" الشهير، لا تزال عاملة جزئيا. ويؤكد الجنرال بريك أن "تدمير أنفاق حماس سيستغرق سنوات وسيكلف الجيش الإسرائيلي خسائر فادحة".
وأشارت الصحيفة إلى أن القوات المنتشرة، التي تزيد عن أربع فرق، مهمة. ويتركز الجزء الأكبر من العمليات، التي بدأت في الشمال، الآن في جنوب غزة حول مخيم خان يونس للاجئين. وحسب الجيش فإن الهجوم الجنوبي يهدف قبل كل شيء إلى القضاء على قيادات حركة "حماس" المختبئين في أقبية المعسكر. وتزعم القوات الإسرائيلية أنها قتلت عددا من كبار المسؤولين العسكريين في حماس. لكن زعيميها الرئيسيين في غزة، يحيى السنوار ومحمد الضيف، لا يزالان بعيدي المنال.
وأبرزت الصحيفة أن فرضية "وقف العمليات" القصير الجديد لإطلاق سراح الرهائن وتقديم مساعدات إنسانية إضافية في غزة، مثل تلك التي تمت في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر، بدت وشيكة في الأسبوع الماضي، لكنها أصبحت مستبعدة الآن. وقوبل الاقتراح المصري الذي قُسّم على ثلاث مراحل، الذي كشفت عنه صحيفة "الأخبار" اللبنانية يوم الأحد، بالرفض من جانب حماس وإسرائيل. ومع ذلك، كانت الخطوة الأولى متواضعة: اعتقال 40 رهينة لمدة 10 أيام، أبرزهم النساء والأطفال والمسنين.
في الأثناء، تطالب حماس بوقف شامل لإطلاق النار لإطلاق جميع الأسرى. وتصر الحكومة الإسرائيلية على أن القضاء على حماس وحلفائها يظل مسار عملها، حتى لو كان ذلك يعني المخاطرة بتوسيع نطاق الصراع.
ويوم الثلاثاء، أعلن وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت قائلا: "نحن منخرطون في معركة متعددة الجبهات ونتعرض للهجوم من سبعة مسارح". كما أعلن الحرس الثوري الإيراني، يوم الإثنين، مقتل السيد راضي موسوي، أحد ضباطه، في هجوم إسرائيلي بالقرب من دمشق بسوريا. ووعدت إيران بأن إسرائيل "ستدفع ثمن" هذا الاغتيال المستهدف.
للاطلاع إلى النص الأصلي (هنا)
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية نتنياهو غزة السنوار الضيف غزة نتنياهو السنوار الضيف طوفان الاقصي صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الجیش الإسرائیلی الصحیفة أن فی غزة
إقرأ أيضاً:
عشرون مصابًا إسرائيليًا.. صحيفة عبرية تهاجم بشدة فشل حكومة نتنياهو في اعتراض الصواريخ القادمة من اليمن
اعتبرت صحيفة "معاريف" العبرية، أن "قصف خزان وقود أو بعض زوارق القطْر القديمة في ميناء صغير في اليمن يشبه تماماً قصف الكثبان الرملية في غزة، أو موقع من الورق المقوى لحماس أمام (مستوطنة) ناحال عوز (بغلاف غزة)".
وقالت إنه "يتعين على إسرائيل أن تتخذ قرارا حقيقيا للتصرف بشكل حاسم ليس فقط في اليمن، بل أيضاً ضد القائمين على أنشطة الحوثيين والمبادرين إليها، والذين على حد علم المخابرات الإسرائيلية، لا يتمركزون في صنعاء بل في طهران".
وأكدت ، أن إسرائيل لم تكن مستعدة استخباراتيا وسياسيا لمواجهة تهديد الحوثيين من اليمن.
كما أوضحت الصحيفة في تقرير لها أن إسرائيل تشكل تحالفا إقليميا لمواجهة التهديد الذي يضر اقتصاديا بمصر والأردن وأوروبا، حسب تعبير الصحيفة.
مؤكدة أن إسرائيل فشلت منذ بداية الحرب على غزة في التصدي لتهديدات الحوثيين الذي أطلقوا على أراضيها أكثر من 200 صاروخ باليستي و170 مسيّرة.
وقالت معاريف: "يجب أن ننظر إلى الواقع ونعترف بصوت عال أن إسرائيل فشلت في مواجهة تحدي الحوثيين من اليمن، واستيقظت متأخرة جداً في مواجهة التهديد القادم من الشرق".
وأضافت: "الجيش الإسرائيلي يواجه صعوبة في مواجهة التهديد من اليمن، في الدفاع والهجوم. ومنذ أكثر من عام، ألحق الحوثيون أضرارًا جسيمة بالاقتصاد الإقليمي بشكل عام، وبالاقتصاد الإسرائيلي بشكل خاص".
وتابعت: "أطلق الحوثيون 201 صاروخ وأكثر من 170 طائرة مسيرة متفجرة على إسرائيل منذ بداية الحرب، وتم اعتراض معظم الصواريخ والطائرات المسيرة من قبل الأمريكيين والقوات الجوية والبحرية الإسرائيلية".
وقالت الصحيفة: "استيقظ الجيش الإسرائيلي والاستخبارات بعد فوات الأوان في مواجهة التهديد ويحاولون الآن فقط في الموساد والاستخبارات العسكرية (أمان) البحث عن مصادر هنا وهناك لتكوين صورة استخباراتية عن الحوثيين".
وأوضحت "معاريف" أن "هجمات القوات الجوية الإسرائيلية الثلاث على الحوثيين كانت مجرد جولات من العلاقات العامة والقليل من النيران، وأقل بكثير من نشاط حقيقي يسبب أضرارًا عسكرية فعلية تخلق توازن الرعب أو نوعًا من الردع في مواجهة الحوثيين".
وأشارت إلى أن "الإيرانيين استثمروا أكثر في الحوثيين في الأسابيع الأخيرة بعد انهيار المحور الشيعي، وجعلوا الحركة زعيمة المحور".
واعتبرت الصحيفة أن الصواريخ والطائرات المسيرة التي يتم إطلاقها من اليمن من "صنع إيران التي تقوم بتحسين مسارات طيران المسيرات، ما يجعل من الصعب على القوات الجوية الإسرائيلية رصدها".
وقالت إن التحسينات في الصواريخ الباليستية أيضا تمكنت من التغلب على صواريخ "السهم" التي تنتجها شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية.
وأقرت الصحيفة بأن "المشروع الرئيسي للدفاع الجوي (منظومة "حيتس"/السهم)، فشل لأربع مرات متتالية في محاولته اعتراض الصواريخ الباليستية؛ ثلاثة من اليمن وواحد من لبنان".
وقالت: "المحزن في الأمر برمته أن إسرائيل لا تبلور خطة حقيقية ضد التهديد القادم من الشرق".
وأشارت إلى أنه "مع كل صاروخ يتم إطلاقه من اليمن تجاه منطقة تل أبيب الكبرى، يهرب مليوني مواطن، إلى الملاجئ والمناطق المحمية".
وانتقدت الصحيفة ضعف الرد العسكري الإسرائيلي على الحوثيين.
وقالت: "تمتلك إسرائيل أسطولا من سفن الصواريخ والغواصات التي لا تُستخدم فعليا لسبب ما ضد الحوثيين في اليمن".
وأضافت: "لدى إسرائيل قيادة "الدائرة الثالثة" داخل الجيش الإسرائيلي، والتي كان من المفترض أن تنسق مع الاستخبارات في المنطقة الشرقية وقدرات الهجوم. وفوق كل شيء، تمتلك إسرائيل سلاح الجو".
20 مصابا اسرائيليا
واليوم أعلن الحوثيون قصف هدف عسكري لإسرائيل في #يافا المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي "فلسطين2".
إعلام عبري قال أن فرق الإسعاف نقلت 20 مصاباً إسرائيلياً بجروح إلى مستشفيي ولفسون وإيخلوف إثر سقوط صاروخ من اليمن في تل أبيب.
من جانبه ذكر جيش الإحتلال الإسرائيلي انه يحقق في فشل اعتراض صاروخ اطلق اليوم من اليمن ووصل تل أبيب، وصحيفة معاريف العبرية تشير الى ان إسرائيل لم تكن مستعدة استخباراتيا وسياسيا لمواجهة تهديد الحوثيين ولم تشكل تحالفا إقليميا للتصدي لهم.
وقالت صحيفة هآرتس ان الصاروخ اليمني خلف حفرة عمقها عدة أمتار مما أدى إلى أضرار جسيمة لعشرات الشقق.