نشرت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية تقريرا تحدثت فيه عن استراتيجية رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لفرض فكرة استمرار العدوان على غزة، في محاولة للحفاظ على مكانته السياسية وتعطيل الجهود الدولية للتسوية.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه رغم ما تكبّده الجيش الإسرائيلي من خسائر وما واجهه من انتقادات والنتائج المثيرة للجدل للهجوم على قطاع غزة، لا يزال نتنياهو يقسم بـ"النصر الكامل".



وتابعت "من غير المرجح حتى الآن طرح مسألة وقف الحرب في غزة بعد نحو ثلاثة أشهر من القتال. ولا تزال العمليات الكبرى تحظى بدعم كبير من السكان الإسرائيليين. وإذا كان عدد الشهداء بين الفلسطينيين، أكثر من 20 ألف ضحية وفقا لوزارة الصحة في غزة، يسبب ضجة في العالم العربي والمزيد من الانتقادات في الغرب، فإن هذا ليس هو الحال في إسرائيل".

وبينت الصحيفة أن الرأي العام الاسرائيلي، الذي لا يزال في حالة صدمة من هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر الذي أسفر عن مقتل 1200 شخص، يؤيد الهجوم بأغلبية ساحقة. وتحرص وسائل الإعلام الرئيسية في البلاد، وخاصة القنوات الإخبارية، على عدم الوقوف ضد هذه الأغلبية الكبيرة.


خيار مستبعد
إن الدعوات، خاصة من الرئيس الأمريكي جو بايدن، للانتقال إلى "المرحلة الثالثة" من الحرب لم تجد سوى صدى ضئيل خارج دائرة ضيقة من النخب الفكرية أو الناشطين الملتزمين من اليسار. هذه المرحلة، التي تتمثل في انتشار كبير حول غزة، مع عدد أقل من القوات، ومهمات هجومية أخف وأكثر استهدافا تشمل مجموعات صغيرة ومحترفة للغاية من الجنود، لن يكون لها أي علاقة بوقف إطلاق النار. وبالتالي، وقع استبعاد هذا الخيار الذي ذكره وزير الدفاع يوآف غالانت في نهاية تشرين الأول/أكتوبر الماضي.

في المقابل، يحاول بنيامين نتنياهو فرض فكرة الحرب الطويلة والشاملة. ويوم الإثنين، قال رئيس الوزراء أمام نشطاء حزبه إنه يريد الاستمرار "حتى النصر الكامل" مستبعدا فكرة تغيير الاستراتيجية. ويوم الثلاثاء، أكد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال هرتزل هاليفي أن الحرب "يجب أن تستمر لأشهر عديدة أخرى" قبل تحقيق أهدافها. مع ذلك، يقدر الخبراء أن الخسائر التي سجلها الجيش الإسرائيلي، والتي بلغت أكثر من 160 قتيلا وأكثر من 2000 جريح، 300 منهم ما زالوا في المستشفى، ستجبر الحكومة في النهاية على فتح النقاش.

وأضافت الصحيفة أنه من المؤكد أن هذه الخسائر تظل محسوبة في ظل الصعوبات التي يواجهها القتال في المناطق الحضرية. لكن من الصعب الحفاظ على تعبئة عدة مئات الآلاف من جنود الاحتياط، الأمر الذي من شأنه يؤثر على الاقتصاد، خاصة أن أهداف الحرب، بعيدا عن فكرة "النصر الكامل"، غير واضحة تماما. من جانب آخر، تقول الحكومة إنها تريد تدمير حماس وقدراتها العسكرية وتهيئة الظروف للإفراج الكامل عن الرهائن البالغ عددهم 130 الذين ما زالوا محتجزين.

وأوردت الصحيفة أن الجيش يزعم أنه قضى على 8000 من المقاومين، أو حوالي نصف القوة المقاتلة، التي يقدر عددها بين 20 ألف و30 ألف رجل. لكن هذه الأرقام لا يمكن التحقق منها.

وفي مقال نشر في صحيفة هآرتس، يشكك الجنرال اسحق بريك، الذي توقع هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر، في هذه التصريحات موضحا أن "عدد عناصر حماس الذين قتلتهم قواتنا على الأرض أقل بكثير"، منتقدا "صورة المنتصرين" التي تعطي حسب رأيه انطباعا 'مضللا' لا يعكس الواقع".


حرب العصابات الفعالة
تعترف هيئة الأركان العامة بأن القتال مستمر، بما في ذلك في المناطق التي يسيطر عليها الجيش بشكل كامل، حيث لا تزال الكمائن شائعة. لتجنب المواجهات المباشرة، التي قد تكون غير مواتية للغاية بالنسبة لهم، تشن حماس حرب عصابات تتكون من نيران الأسلحة الصغيرة أو صواريخ "آر بي جي" المضادة للدبابات أو الألغام محلية الصنع وبفعالية معينة. ورغم الدمار الكبير فإن شبكة أنفاق حماس، "مترو غزة" الشهير، لا تزال عاملة جزئيا. ويؤكد الجنرال بريك أن "تدمير أنفاق حماس سيستغرق سنوات وسيكلف الجيش الإسرائيلي خسائر فادحة".

وأشارت الصحيفة إلى أن القوات المنتشرة، التي تزيد عن أربع فرق، مهمة. ويتركز الجزء الأكبر من العمليات، التي بدأت في الشمال، الآن في جنوب غزة حول مخيم خان يونس للاجئين. وحسب الجيش فإن الهجوم الجنوبي يهدف قبل كل شيء إلى القضاء على قيادات حركة "حماس" المختبئين في أقبية المعسكر. وتزعم القوات الإسرائيلية أنها قتلت عددا من كبار المسؤولين العسكريين في حماس. لكن زعيميها الرئيسيين في غزة، يحيى السنوار ومحمد الضيف، لا يزالان بعيدي المنال.

وأبرزت الصحيفة أن فرضية "وقف العمليات" القصير الجديد لإطلاق سراح الرهائن وتقديم مساعدات إنسانية إضافية في غزة، مثل تلك التي تمت في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر، بدت وشيكة في الأسبوع الماضي، لكنها أصبحت مستبعدة الآن. وقوبل الاقتراح المصري الذي قُسّم على ثلاث مراحل، الذي كشفت عنه صحيفة "الأخبار" اللبنانية يوم الأحد، بالرفض من جانب حماس وإسرائيل. ومع ذلك، كانت الخطوة الأولى متواضعة: اعتقال 40 رهينة لمدة 10 أيام، أبرزهم النساء والأطفال والمسنين.

في الأثناء، تطالب حماس بوقف شامل لإطلاق النار لإطلاق جميع الأسرى. وتصر الحكومة الإسرائيلية على أن القضاء على حماس وحلفائها يظل مسار عملها، حتى لو كان ذلك يعني المخاطرة بتوسيع نطاق الصراع.

ويوم الثلاثاء، أعلن وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت قائلا: "نحن منخرطون في معركة متعددة الجبهات ونتعرض للهجوم من سبعة مسارح". كما أعلن الحرس الثوري الإيراني، يوم الإثنين، مقتل السيد راضي موسوي، أحد ضباطه، في هجوم إسرائيلي بالقرب من دمشق بسوريا. ووعدت إيران بأن إسرائيل "ستدفع ثمن" هذا الاغتيال المستهدف.

للاطلاع إلى النص الأصلي (هنا)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية نتنياهو غزة السنوار الضيف غزة نتنياهو السنوار الضيف طوفان الاقصي صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الجیش الإسرائیلی الصحیفة أن فی غزة

إقرأ أيضاً:

نتنياهو يعين قائد جديد رئيسا لأركان الجيش الإسرائيلي بعد إستقالة هاليفي وإعترافه بالفشل

أعلنت رئاسة الوزراء الإسرائيلية، أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، توافقا على اختيار أيال زامير رئيسًا جديدًا لأركان الجيش الإسرائيلي خلفًا لهرتسي هاليفي، حسبما ذكرت وسائل إعلام عبرية.

وقال “هاليفي” في خطاب استقالته إنه “بموجب اعترافي بمسؤوليتي عن فشل الجيش الإسرائيلي في 7 أكتوبر2023 أقدم استقالتي من منصبي قائداً للجيش الإسرائيلي”.

كان “زامير” يشغل منصب مدير عام وزارة الأمن الإسرائيلية قبل أن يقدم استقالته من منصبه، في نوفمبر الماضي، بعد أيام فقط من إقالة وزير الجيش يوآف جالانت.

وشغل سلسلة من المناصب العليا، منها قائد القيادة الجنوبية، والسكرتير العسكري لرئيس الحكومة الإسرائيلية، وقائد تشكيلة “جاعش”، وقائد دورة قادة السرايا وقادة الكتائب، وقائد اللواء السابع.

مواليد 1966، من إيلات.

 انضم إلى الجيش الإسرائيلي في 1984، صنف المدرعات (الدبابات).

قائد فصيل في اللواء المدرع 500 (تم حله)، وقائد سرية في اللواء المدرع 460 (مدرسة تدريب الدروع).

من 1992 إلى 1994 ضابط عمليات في اللواء المدرع 7 (برتبة رائد).

من 1994 إلى 1996 قائد لكتيبة الدبابات 75 في اللواء المدرع (برتبة مقدم).

في 1996 قائداً لدورة قادة الدبابات في مدرسة تدريب الدروع (اللواء 460 المدرع).

من 1998 إلى 2000 ضابط عمليات في الفرقة الآلية 162.

من 2000 إلى 2002 قائداً للواء المدرع 656 الإحتياطي التابع للمنطقة العسكرية الوسطى (تم حله)، ورئيساً لقسم نظرية سلاح المدرعات في مقر رئيس ضباط المدرعات (برتبة عقيد).

من 2002 إلى 2003 قائداً لمركز التدريب التكتيكي في المركز الوطني للتدريب على الأرض، وخضع لدورة قائد لفرقة إحتياط.

من 2003 إلى 2005 قائداً للواء المدرع 7 (برتبة عقيد).

من 2007 إلى 2009 قائداً لفرقةغزة  143، وقائد دورة لقادة السرايا وقادة الكتائب (برتبة عميد).

من 2009 إلى 2011 قائداً للفرقة المدرعة 36، ورئيساً لأركان القوات البرية (برتبة عميد).

من 2012 إلى 2015 تعيينه سكرتيراً عسكرياً لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو (برتبة لواء).

من 2015 إلى 2018 قائداً للمنطقة العسكرية الجنوبية.

في 2018 منافساً لكلٍ من أفيف كوخافي ويائير جولان ونيتسان ألون كمرشح لمنصب رئيس أركان الجيش ليحل محل رئيس الأركان آنذاك غادي آيزنكوت، والذي فاز به أفيف كوخافي.

من 2018 إلى 2021 نائباً لرئيس الأركان وقاد عملية إعادة هيكلة الجيش الإسرائيلي “تنوفا”.

في 2022 زميل باحث في في مقال له في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأوسط.

في 2022 منافساً لكلٍ من هيرتسي هاليفي ويويل ستريك كمرشح لمنصب رئيس أركان الجيش ليحل محل رئيس الأركان آنذاك ألإيف كوخافي، والذي فاز به هيرتسي هاليفي.

من 2023 إلى 2025 مديراً عاماً لوزارة الدفاع من قبل وزير الدفاع يوآف جالانت.

في 2025 مع إعلان رئيس الأركان هرتسي هاليفي عن نيته الاستقالة من منصبه في يناير 2025، كان زامير أحد المرشحين لمنصب رئيس الأركان إلى جانب كل من أمير برعام وتامير ياداي.

في 1 شباط 2025 تم الإعلان عن آيال زامير كأحد أفضل ثلاثة مرشحين ليحلوا محل رئيس الأركان السابق هيرتسي هاليفي ليكون رئيس الأركان الجديد.

رئيس أركان الجيش الإسرائيلينتينايهو

مقالات مشابهة

  • نتنياهو يعين قائد جديد رئيسا لأركان الجيش الإسرائيلي بعد إستقالة هاليفي وإعترافه بالفشل
  • "جيروزاليم بوست": نتنياهو وكاتس يحددان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي المقبل
  • إعلام عبري: نتنياهو يناقش خطط عودة الجيش الإسرائيلي إلى غزة
  • عاجل | مكتب نتنياهو: تعيين إيال زامير رئيسا لهيئة أركان الجيش الإسرائيلي
  • مساعد وزير الخارجية الأسبق: نتنياهو أنهك الشعب الإسرائيلي والجيش طوال الحرب
  • حماس تدعو إلى نفير عام لمواجهة الجيش الإسرائيلي
  • وزير المالية الإسرائيلي: نتنياهو وترامب ملتزمان بعزل حماس من حكم غزة
  • ترجيح إسرائيلي بنية نتنياهو التوجه إلى واشنطن بنية استئناف الحرب
  • صحيفة: الجيش الإسرائيلي يريد إغلاق قضية غزة وهذا موعد بدء مفاوضات الجولة الثانية
  • ضابط كبير يكشف التحدي الحقيقي الذي يواجه الجيش الإسرائيلي