قالت منظمتا إغاثة دوليتان إنهما علقتا عملياتهما في منطقة بالسودان أحرزت فيها قوات الدعم السريع تقدما على الجيش في الآونة الأخيرة، وإنهما علقتا عملياتهما على أثر ذلك.

ويهدد وقف برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة ومنظمة أطباء بلا حدود عملياتهما في ولاية الجزيرة بتفاقم الأزمة الإنسانية الحرب التي تدور رحاها منذ أكثر من ثمانية أشهر.

وقال برنامج الأغذية العالمية إنه اضطر لوقف توزيع المساعدات في الولاية بعد نهب مخزن يحوي إمدادات تكفي 1.5 مليون شخص لمدة شهر.

وأفادت أطباء بلا حدود، الجمعة، بأن رجالا مسلحين هاجموا مجمعها في ود مدني، عاصمة ولاية الجزيرة، يوم 19 ديسمبر، وسرقوا سيارتين ومحتويات أخرى. وتبعد الولاية نحو 170 كلم إلى الجنوب الشرقي من العاصمة، الخرطوم.

وكتبت في بيان على منصة إكس "بسبب تدهور الوضع الأمني، علقنا جميع الأنشطة الطبية في ود مدني وأجلينا طاقمنا إلى مناطق أكثر أمنا في السودان ودول مجاورة".

???? Sudan:

On 19 December, armed men attacked an MSF compound, looting 2 cars & other items from our premises. Due to the security deterioration, we have suspended all medical activities in Wad Madani and evacuated our staff to safer areas of Sudan and neighbouring countries...

— MSF International (@MSF) December 29, 2023

وأضافت "نحن قلقون على سكان ود مدني الذين لا يتلقون الرعاية الطبية أو يحصلون على الأدوية الضرورية إلا في أضيق الحدود".

وسيطرت قوات الدعم السريع على ود مدني الشهر في إطار تقدم أشمل تحرزه في غرب السودان وجنوبه.

وكانت ود مدني قبل هجوم قوات الدعم السريع مركز مساعدات وملاذا للنازحين داخليا. وولاية الجزيرة منطقة زراعية مهمة في بلد يواجه جوعا آخذا في التفاقم.

وقالت المنظمة الدولية للهجرة إن السيطرة على ود مدني أفضت إلى فرار ما يصل إلى 300 ألف شخص من المنطقة.

واندلعت الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع، في منتصف أبريل، وسط توتر بسبب الانتقال من الحكم العسكري إلى المدني.

وتشارك الطرفان فيما سبق السلطة عقب الإطاحة بالرئيس، عمر البشير، في عام 2019، خلال انتفاضة شعبية.

ويدمر الصراع العاصمة، حيث أفاد سكان بانتشار قصف مدفعي كثيف، الجمعة.

وتسبب الصراع أيضا في نزوح سبعة ملايين شخص عن ديارهم وأثار موجة قتل على أساس عرقي في إقليم دارفور غرب السودان.

"الصحة العالمية" تحذر

ودعت منظمة الصحة العالمية، الجمعة، إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة الأزمات الصحية والإنسانية المتفاقمة في السودان، وطالبت المجتمع الدولي بزيادة المساعدات المالية.

وقال المدير العام للمنظمة، تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، عبر منصة إكس: "هناك حاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لوقف تصعيد النزاع في السودان، حيث تتفاقم الأزمات الإنسانية والصحية مع نزوح مئات آلاف الأشخاص، معظمهم من النساء والأطفال".

ويشهد السودان منذ منتصف أبريل حرباً دامية بين الجيش وقوات الدعم السريع.

هرباً من القتال في الخرطوم، لجأ أكثر من نصف مليون سوداني إلى ولاية الجزيرة. لكن قوات الدعم السريع تقدمت مؤخرا إلى هذه الولاية، وهاجمت بلدة ود مدني في 15 ديسمبر، وأجبرت أكثر من 300 ألف شخص على الفرار مرة أخرى.

وأضاف تيدروس "بينما تستجيب منظمة الصحة العالمية مع شركائها للاحتياجات الصحية الحادة، ولا سيما من خلال السيطرة على انتشار الأمراض ومكافحة تهديدات سوء التغذية، فإنها تدعو أيضا إلى زيادة الدعم المالي من المجتمع الدولي لتلبية الاحتياجات الصحية العاجلة للسكان المتضررين".

وتابع المسؤول الأممي "يشمل ذلك تعزيز توفير الخدمات الصحية الأساسية للفئات الأكثر هشاشة في الولايات المتضررة، حيث خرج ما لا يقل عن 70 في المئة من المرافق الصحية عن الخدمة بسبب النزاع".

وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن ما لا يقل عن 7.1 ملايين شخص نزحوا منذ بداية النزاع المستمر، لجأ 1.5 مليون منهم إلى بلدان الجوار.

وقُتل في الحرب أكثر من 12 ألف شخص، وفق تقدير متحفظ لمنظمة "أكليد" غير الحكومية. 

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: قوات الدعم السریع ولایة الجزیرة ود مدنی أکثر من

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة الاشتباكات الأخيرة بالسودان أدت لنزوح أكثر من «55» ألفا في يومين

 

أفادت منسقية الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية بأن أكثر من 55 ألف شخص فرّوا خلال اليومين الماضيين إلى ولايات القضارف وكسلا شرقي البلاد، والنيل الأبيض والنيل الأزرق جنوبي البلاد.

الخرطوم ــ التغيير

وتأتي موجة النزوح الجديدة بعد امتداد القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى مدينة سِنجة عاصمة ولاية سنّار، جنوب شرقي السودان.

وأفادت لجان المقاومة بمدينة الدمازِين عاصمة ولاية النيل الأزرق، في تغريدة على منصة “إكس”، بتدفق موجة كبيرة من النازحين القادمين من سنار، مؤكدة الحاجة العاجلة إلى جميع أنواع المساعدات للأسر النازحة.

على الصعيد الميداني، أعلن الجيش السوداني، الأربعاء، تصديه لهجوم شنته قوات الدعم السريع على مدينة الميرم بولاية غرب كردفان، في حين تشهد مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور معارك عنيفة، وفق ناشطين.

وقال الجيش السوداني في بيان مقتضب “دحرت قواتنا في الميرم صباح اليوم هجوما غادرا من الدعم السريع”، دون مزيد من التفاصيل.

وتقع مدينة الميرم جنوب غرب ولاية غرب كردفان، وتبعد نحو 40 كيلومترا عن الحدود مع جنوب السودان.

بدورها، أفادت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر (ناشطون) في بيان الأربعاء بـ”تعرض مدينة الفاشر لهجوم عنيف بالمدفعية الثقيلة من قبل الدعم السريع”.

وقالت التنسيقية إن الهجوم “استهدف بشكل مكثف جنوب المدينة وغربها وسوق المواشي وسوق الخضار وحي الرديف”، مشيرة إلى وجود أنباء عن “إصابات كثيرة وسط المواطنين وعدد من الشهداء” على خلفية الهجوم.
وضع إنساني خطير

وفي السياق ذاته، لفتت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر، في بيان منفصل، إلى أن هناك “زيادة في عدد الوفيات وسط الأطفال المصابين بسوء التغذية، بعد تدمير مركز التغذية العلاجية الوحيد بالمدينة”، دون تحديد العدد.

وأضافت أن “مرضى الفشل الكلوي وأصحاب الأمراض المزمنة يواجهون أيضا خطر الموت، إثر شح الأدوية وصعوبة الحركة”.
وفي وقت سابق الأربعاء، أفادت منظمة الهجرة الدولية، في بيان، باستمرار الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مدينة الفاشر غربي البلاد.

وأضافت المنظمة “وفق الفرق الميدانية، نزحت حوالي 50 أسرة من معسكر أبو شوك للنازحين إلى مواقع أخرى في الفاشر ومنطقة طويلة بولاية شمال دارفور، بينما ورد أنباء عن سقوط قتلى وجرحى بين المدنيين”.

ومنذ 10 مايو الماضي تشهد الفاشر اشتباكات بين الجيش والدعم السريع رغم تحذيرات دولية من المعارك في المدينة التي تعد مركز العمليات الإنسانية لكل ولايات دارفور.

ومنذ منتصف أبريلمن العام الماضي يخوض الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) حربا خلّفت نحو 15 ألف قتيل ونحو 10 ملايين نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة.

وفي 24 يونيو الماضي أعلنت الأمم المتحدة أن حوالي 143 ألف شخص نزحوا من الفاشر بولاية شمال دارفور جراء الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

وتزايدت دعوات أممية ودولية لتجنيب السودان كارثة إنسانية قد تدفع الملايين إلى المجاعة والموت؛ جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 12 ولاية من أصل 18 في البلاد.

الوسومالجيش الدعم الميرمالسريع سنجة معارك

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة الاشتباكات الأخيرة بالسودان أدت لنزوح أكثر من «55» ألفا في يومين
  • اشتباكات في مناطق عدة بالسودان ونزوح أكثر من 55 ألفا في يومين
  • تحالف مدني بشرق السودان يدعو لإيواء «النازحين» من ولاية سنار
  • البندقية التي تقتل السودانيين.. ماذا تريد من الأرض؟
  • ناشطون: قوات الدعم السريع تضاعف الحصار على قرى بالجزيرة
  • قيام كيان بـ«الجزيرة» لإيقاف القتل والتهجير وانتزاع الحقوق
  • ولاية سنار.. معركة حاسمة في حرب السودان
  • «الدعم السريع» تهاجم قرية «بجيجة» بالحصاحيصا
  • السودان… نزوح أكثر من 55 ألف شخص بسبب المعارك!
  • ما حقيقة زيارة قائد الجيش السوداني لجبهات القتال في ولاية سنار؟