الأسطى «أميرة» من ربة منزل إلى فني تكييفات: «أم البنات قادرة على التحدي»
تاريخ النشر: 30th, December 2023 GMT
تحدت العادات والتقاليد وتخطت آلام الانفصال بالعمل والنجاح، وذاع صيت أميرة كمال الشهيرة بـ«الأسطى أميرة العربي»، رغم أن دخولها مجال إصلاح التكييفات لم يتعد 3 سنوات.
«اتجوزت وأنا صغيرة وخلفت 3 بنات، لكن انفصلت في سن الـ31 وكان لازم اتحمل مسؤولية بناتي، فقررت اشتغل فني تكييفات علشان أقدر ألبي احتياجاتهم، وكنت قد التحدي وتزوجت مرة أخرى»، بهذه العبارة لخصت «الأسطى أميرة» قصتها، مؤكدة دعم زوجها الثاني لها.
تستيقظ أميرة مبكرا، تفتح ورشتها الواقعة في فيصل بالجيزة في تمام السابعة صباحا، تقف إلى جانب زوجها، كلا منهما يقوم بإصلاح القطع المتهالكة من التكييفات، تبدأ هي بفك وتركيب بعض الأجزاء، ويساعدها زوجها في الإصلاح بالمعدات الثقيلة: «سند لبعض وكتف في كتف، بفك واركب وهو يصلح والعكس، كل واحد فينا عارف مهامه كويس».
عام 2020، كان فاصلا في حياة أميرة، وهي نفس السنة التي بدأت تعلم إصلاح التكييفات بها، إذ اضطر زوجها لإغلاق ورشته بسبب كورونا، لكنها دعمته وشجعته بالعمل معه وتعلمت منه، حتى استطاعا سويا افتتاح ورشتهما من جديد: «كورونا كانت سبب في اني اتعلم المهنة، من صغري بحب أفك واركب القطع، لكن لما اتجوزت تاني كنت بشوف جوزي إزاي أتقن فن إصلاح النكييفات فاتعلمت منه، وشجعته إننا نشتغل مع بعض».
لم تتخل «أميرة»، عن مسؤوليتها كأم لـ3 فتيات في مراحل مختلفة من التعليم، بل تلبي احتياجات أسرتها إلى جانب استكمال تعليمها بدعم من زوجها: «خدت دبلوم تجارة، ومعايا 3 بنات بطبخ وبغسل وبلبي احتياجاتهن وزوجي بيدعمني، مش بس كدة دا أنا بدأت استكمال تعليمي الجامعي وبدرس في كلية تجارة تعليم مفتوح، أنا قادرة على التحدي».
تحلم «الأسطى أميرة» بان تفتتح وزوجها أكثر من مركز لصيانة وإصلاح التكييفات: «بحب المهنة ونفسي نفتح أكتر من مركز مع بعض، وجوزي دايما واقف جنبي وبيشجعني ومع بعض بننجح وبنعلم ولادنا، إحنا ثنائي مثالي وأصيل».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: تكييفات
إقرأ أيضاً:
من محل إصلاح أحذية إلى الرصيف.. عم محمود رحلة إصرار لا تتوقف |شاهد
في أحد شوارع القاهرة، وتحديدًا في شارع المبتديان، يجلس "عم محمود" على الرصيف، بجواره صندوق تلميع الأحذية، وعيناه تحملان نظرة رضا وإصرار نادرين في هذا الزمن.
بعد 43 عامًا من العمل داخل محل لإصلاح الأحذية، اضطر لمغادرته بسبب ارتفاع الإيجارات، لكنه لم يستسلم، وواصل عمله على الرصيف المقابل، متمسكًا بمصدر رزقه الحلال.
رحلة كفاح بدأت منذ الصغريعود أصل عم محمود إلى محافظة أسيوط، لكنه انتقل للعيش في القاهرة منذ عقود، حيث استقر في حي السيدة زينب. بدأ عمله في إصلاح الأحذية منذ صغره، واكتسب خبرة كبيرة جعلته وجهًا مألوفًا لزبائن المنطقة.
ومع تغير الظروف الاقتصادية وارتفاع تكلفة الإيجار، وجد نفسه مضطرًا لمغادرة المحل، لكنه لم يتوقف عن العمل.
العمل على الرصيف بدلًا من البطالةرفض عم محمود الاستسلام للظروف أو انتظار المساعدة، فقرر أن يأخذ صندوقه الصغير، ويجلس على الرصيف المقابل لمواصلة عمله.
يبدأ يومه في العاشرة صباحًا ويواصل العمل حتى الرابعة عصرًا، قبل أن يعود إلى منزله في حلوان، حيث ينتظر استلام وحدته السكنية في مشروع "روضة السيدة".
إصرار وقناعة رغم قلة الدخللدى عم محمود ثلاثة أبناء، جميعهم أنهوا تعليمهم وتزوجوا، لكنه لا يعتمد عليهم في مصاريفه، بل يفضل أن يعتمد على نفسه. رغم أن دخله اليومي لا يتجاوز 80 إلى 100 جنيه، إلا أنه قانع وسعيد برزقه، مؤمنًا بأن البركة في القليل.
الرزق بيد الله.. والرضا مفتاح السعادةخلال لقائه في برنامج "ساعة الفطار" الذي يقدمه الإعلامي هاني النحاس على قناة صدى البلد، سئل عم محمود عما إذا كان يشعر بالحزن بعد مغادرته المحل الذي عمل به لعقود، فأجاب بثقة: "الزعل مش هيجيب حاجة.. الرزق بيد الله، وأنا راضي بحالي وسيبتها على الله."
مساعدة الآخرين رغم ضيق الحالبأخلاقه الرفيعة، لا يرفض عم محمود تلميع أحذية من لا يملكون المبلغ كاملاً، فهو يراعي ظروف الناس كما راعت الظروف حاله، بابتسامة هادئة، يقول: "لو حد قال لي ما معاييش غير 5 جنيه، همسحهاله.. المهم إنه يكون رايح شغله بشياكة."
قصة عم محمود ليست مجرد حكاية رجل يعمل على الرصيف، بل هي درس في الإصرار والرضا، ورسالة أمل بأن العمل والاعتماد على النفس هما السبيل للحياة الكريمة، مهما كانت الظروف.