تتسارع دراستنا في عالم الطب لكشف أسرار الأمراض، ومن بين هذه الأمراض التي تثير الفضول والقلق هو سرطان القولون والمستقيم. على الرغم من تقدمنا العلمي، يظل سبب هذا النوع من السرطان غامضًا، إلا أن هناك خيوطًا يمكننا متابعتها لفهم تفاصيل هذه الحالة الصحية الخطيرة.

مفهوم سرطان القولون

يعتبر سرطان القولون انعكاسًا لتحور في الحمض النووي (DNA) لخلايا القولون أو المستقيم، وهذا التحور يفقد للخلايا القدرة على السيطرة على عمليات النمو والانقسام.

تنمو هذه الخلايا بشكل عشوائي وخارج إطار السيطرة الطبيعي، مكوِّنةً الأورام التي تشكل تحديًا صحيًا هائلًا. في هذا السياق، سنستكشف التفاصيل الدقيقة لتلك اللحظة الحاسمة حين يتكون الورم ويبدأ سرطان القولون في التطوّر.

سنبدأ رحلتنا بدراستنا لتشكل السلاسل (Polyps)، التي تظهر في غشاء المخاط الذي يكسو الأمعاء. تلك السلاسل تتكون نتيجة لنموّ الخلايا بوتيرة أسرع من الخلايا الطبيعية، ونحن سنسلط الضوء على هياكلها وطبيعتها غير الطبيعية تحت المجهر. على الرغم من أن هذه السلاسل غالبًا ما تكون حميدة، إلا أن هناك خطرًا يترتب على تحولها إلى سرطانات، وسنكشف كيف يمكن اكتشاف وإزالة هذا الخطر في مراحله الأولى من خلال عمليات التنظير.

تفصيل عوامل سرطان القولون

سنتحدث بتفصيل عن العوامل التي يمكننا التحكم فيها وتلك التي لا يمكن، مع التركيز على العملية الطبيعية لتحول السلاسل إلى سرطانات. يُشدد على أهمية الفحوصات المنتظمة للكشف المبكر وتقديم العلاج المناسب في الوقت المناسب. دعونا نستمع إلى لغة الخلايا ونفك شفرة تحليل هذه الرحلة الغامضة داخل أنسجة القولون والمستقيم.

فهم أسرار سرطان القولون والمستقيم: من التحور الجيني إلى تشكل السلاسل

في ظل التقدم العلمي، تظل أسباب الإصابة بسرطان القولون والمستقيم (المعروف أيضًا باسم Colorectal Cancer) محط تساؤلات وغموض. بالرغم من عدم وضوح السبب الرئيسي وراء هذا النوع من السرطان، إلا أن هناك عوامل متعددة تزيد من خطر الإصابة به.

يُعزى تكوّن سرطان القولون إلى طفرة في المادة الوراثية (DNA) الخاصة بخلايا القولون أو المستقيم. تتسبب هذه الطفرة في فقدان السيطرة على عمليات النمو والانقسام لدى الخلايا، مما يؤدي إلى نمو غير منتظم وغير مسيطر عليه، وتكوين الأورام. يُرفض بعض هذه الخلايا من قبل الجهاز المناعي وتُقضى عليها، بينما تهرب أخرى من الرصاص وتنمو خارج نطاق السيطرة.

تبدأ رحلة تطوّر سرطان القولون مع تشكّل السلاسل (Polyps) في الغشاء المخاطي الذي يغلف الأمعاء. تتكون هذه السلاسل نتيجة لنمو الخلايا بشكل أسرع من الخلايا الطبيعية، ويُظهر الفحص بالمجهر أن لديها شكلًا غير طبيعي. على الرغم من أن السلاسل غالبًا ما تكون حميدة، يبقى هناك خطر تحولها إلى سرطانات. يعتمد هذا الخطر على حجم الخلايا ومظهرها، ويزداد إذا كانت السلاسل أكبر من 1 سم أو إذا وجدت علامات على حدوث خلل في التنسج.

فحص القولون (Colonoscopy) يلعب دورًا حيويًا في الكشف المبكر عن السلاسل الحميدة وإزالتها قبل تحولها إلى سرطانات. من خلال فحص منتظم، يمكن تقليل خطر تطوّر سرطان القولون وتوفير الفرصة للعلاج المبكر والفعّال.

فهم عوامل الخطر المتعلقة بسرطان القولون: تصاعد التحديات

تعتبر عوامل الخطر محورًا هامًا لفهم تطوّر وانتشار سرطان القولون والمستقيم، وتشمل العديد من الجوانب التي يجب مراعاتها:

العمر: يعتبر العمر عاملًا رئيسيًا في زيادة خطر الإصابة بسرطان القولون. على الرغم من أن الإصابة قد تحدث في أي سن، يزداد خطرها بشكل أكبر بعد سن الخمسين.

السمنة: يعتبر الوزن الزائد والسمنة عامل خطر لإصابة الرجال والنساء بسرطان القولون والمستقيم. يترتبط هذا الخطر بشكل خاص بزيادة مستويات الدهون في منطقة البطن.

مرض السكري: يزيد مرض السكري من خطر الإصابة بسرطان القولون، خاصةً النوع الثاني من المرض، الذي يجعل الشخص أكثر عرضة لتطوّر سرطان القولون.

تاريخ مرضي للأمراض الالتهابية: يتزايد خطر الإصابة بسرطان القولون لدى الأشخاص الذين يعانون من أمراض الأمعاء الالتهابية، مثل داء كرونز أو التهاب القولون التقرحي.

تاريخ مرضي للإصابة بالسرطان أو السلاسل: يزداد خطر الإصابة بسرطان القولون إذا كان هناك تاريخ مرضي للإصابة بسرطانات محددة، مثل سرطان المبيض أو سرطان الرحم، أو إذا كانت هناك سلاسل في القولون ذات حجم أكبر من 1 سم.

أسباب سرطان الرئة: رحلة في تحليل العوامل المسببة والتوعية سرطان الحنجرة: التشخيص، الأعراض، وعوامل الخطر

التعرض للإشعاعات: يظهر أن التعرض للإشعاعات في مرحلة الطفولة يزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون في المستقبل. الرجال الذين يخضعون للعلاج الإشعاعي لسرطان البروستات والخصية يكونون أكثر عرضة للإصابة بسرطان القولون.

تلك العوامل تسلّط الضوء على أهمية الوقاية والكشف المبكر لتحديد المخاطر واتخاذ الإجراءات اللازمة للحفاظ على الصحة والوقاية من سرطان القولون.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: سرطان القولون الكشف المبكر سرطان القولون خطر الإصابة بسرطان القولون سرطان القولون والمستقیم ر سرطان القولون على الرغم من إلى سرطانات

إقرأ أيضاً:

العلاقة الهواتف المحمولة تسبب سرطان المخ

تعد العلاقة بين استخدام الهاتف المحمول وزيادة خطر الإصابة بسرطان المخ هي نقاش قائم منذ زمن طويل، ومن المؤكد أن دراسة ضخمة من منظمة الصحة العالمية صدرت مؤخرًا كفيلة بإنهاء هذا التساؤل، حسب ما نشره موقع New Atlas نقلًا عن دورية Environmental International.

سرطان المخ

في عام 1993، زعم رجل من فلوريدا يُدعى ديفيد رينارد أن الإشعاع الناتج عن استخدام الهاتف المحمول ساهم في وفاة زوجته بسرطان المخ. ورفع رينارد دعوى قضائية ضد شركة NEC America، الشركة التي صنعت هاتف زوجته، مدعيًا أن الهاتف "كان مزودًا بهوائي موضوع بطريقة تجعل التعرض للإشعاعات بكمية مفرطة وغير آمنة للجزء من المخ الذي يوجد فيه الورم".

ورغم رفض هذه الدعوى القضائية في عام 1995، إلا أن القضية التي حظيت بتغطية واسعة النطاق كانت كافية لزرع فكرة الهواتف المحمولة المسببة للسرطان في مخيلة الناس لعقود من الزمان.

مادة مسرطنة محتملة

وبالإضافة إلى فكرة أن الهواتف المحمولة تشكل خطرًا للإصابة بالسرطان، كانت حقيقة أن منظمة الصحة العالمية بالتعاون مع الوكالة الدولية لبحوث السرطان IARC صنفت إشعاع الهاتف المحمول على أنه مادة مسرطنة محتملة للإنسان في عام 2011. ثم خلصت دراسة أجريت على القوارض في عام 2016 إلى أن الإشعاع المنبعث من الأجهزة يسبب السرطان في أدمغة وغدد الكظر لدى فئران المختبر.

دراسة عالمية ضخمة

ولكن كان هناك، على مر السنين، شكوكًا إلى حد ما بشأن الارتباط بين إشعاع الهاتف المحمول والسرطان. ومؤخرًا، أصدرت منظمة الصحة العالمية نتائج دراسة كبيرة من المرجح أن تضع حدًا للمشكلة. نظرت الدراسة، التي قادها باحثون من الوكالة الأسترالية للحماية من الإشعاع والسلامة النووية ARPANSA، في أكثر من 5000 دراسة أخرى وتم اختيار 63 دراسة نُشرت بين عامي 1994 و2022 لتضمينها في التحليل النهائي.

حيثيات انعدام الصلة

وخلص الباحثون إلى أنه على الرغم من ارتفاع استخدام الهاتف المحمول بشكل كبير في السنوات العشرين الماضية، إلا أنه لم يكن هناك زيادة مقابلة في سرطانات المخ أو أي سرطانات أخرى في الرأس والرقبة - حتى بين أولئك الذين يستخدمون هواتفهم المحمولة أكثر من غيرهم ولمدة أطول من 10 سنوات.

كما قام الباحثون بتحليل نتائج الدراسات حول التعرض لموجات الرادي المنبعثة من أبراج الهواتف المحمولة وفي المهن التي يتعرض فيها الأشخاص لمزيد من إشعاع الترددات الراديوية في العمل، ومرة أخرى، لم تجد أي صلة بالسرطان.

 

طاقة أقل من الضوء المرئي

وقال مارك وود، أستاذ فخري لعلم الأوبئة السرطانية في جامعة أوكلاند، والذي شارك في الدراسة: "إنها مراجعة وتحليل مشترك للدراسات، التي تُقيم ما إذا كانت الترددات الراديوية تزيد من خطر الإصابة بالسرطان لدى الأشخاص. وتشير الترددات الراديوية إلى الطاقة الكهرومغناطيسية في أطوال موجية تتراوح بين 300 هرتز إلى 300 جيجاهرتز، أي تردد وطاقة أقل من الضوء المرئي. تُستخدم الترددات الراديوية في الهواتف المحمولة والراديو والتلفزيون. كما تُستخدم في أجهزة مراقبة الأطفال واتصالات Wi-Fi والرادار والعديد من الاستخدامات الصناعية والطبية."

النتائج الصوتية

إن النتائج منطقية بالطبع، مع الأخذ في الاعتبار أن بعض الأبحاث تقدر استخدام الهاتف المحمول في أميركا وحدها بأربع ساعات و37 دقيقة يوميًا، وتُظهر بيانات أخرى أن نحو ثلاثة أرباع سكان العالم يستخدمون أجهزة الهواتف المحمولة حاليًا. لذا، فإنه مع الاستخدام الهائل للهواتف المحمولة، كان من المتوقع أن يظهر ارتفاعًا كبيرًا في سرطان المخ إذا كان الإشعاع المنبعث منها مسببًا للسرطان. وبالتالي، فإن الإجابة ببساطة هي أنه غير مسبب للإصابة بالسرطان. في الواقع، يقول الباحثون إن معدلات الإصابة بسرطان المخ ظلت ثابتة إلى حد ما منذ عام 1982.

دراسات أحدث وأكثر شمولًا

وقال كين كاريبيديس من "ARPANSA" إنه عندما صنفت الوكالة الدولية لبحوث السرطان التعرض للموجات الراديوية على أنه مادة مسرطنة محتملة للإنسان في عام 2011، كان التصنيف يعتمد إلى حد كبير على أدلة محدودة من الدراسات الرصدية البشرية.

وتستند هذه المراجعة المنهجية للدراسات الرصدية البشرية إلى مجموعة بيانات أكبر بكثير مقارنة بتلك التي فحصتها الوكالة الدولية لبحوث السرطان، والتي تشمل أيضًا دراسات أحدث وأكثر شمولًا، لذلك يمكن أن يكون هناك ثقة أكثر في الاستنتاج بأن التعرض للموجات الراديوية من التكنولوجيا اللاسلكية لا يشكل خطرًا على صحة الإنسان".

مقالات مشابهة

  • العلاقة الهواتف المحمولة تسبب سرطان المخ
  • تحذير من الأعراض الصامتة لسرطان الغدة الدرقية
  • احذر أعراض الإصابة بعدوى فيروس الورم الحليمي.. يسبب السرطان
  • مختار جمعة: سرقة الكهرباء نهب لجموع الشعب.. وفتاوى التحليل ضد الوطنية
  • جمال سليمان يُحاول فك شفرة الجيل الجديد في مُسلسل "مين قال" يوميًا على "MBC مصر"
  • ميقاتي رعى توقيع مذكرة تفاهم بين أوتيل ديو دو فرانس ومؤسسة ديانا بو درغام تنوري لسرطان النساء
  • من المسؤول عن سقوط الجهاز المناعي أمام الخلايا السرطانية الغازية؟
  • واعظة بوزارة الأوقاف: نقوم بدور كبير في مجال الدعوة والتوعية (فيديو)
  • هل النساء أكثر عرضة للإصابة بالقولون العصبي عن الرجال؟.. استاذ مناعة تُجيب
  • أستاذ مناعة توضح أسباب وطرق علاج متلازمة القولون العصبي (فيديو)