«الأيام» تزور الساحل وتلتقي البحّارة وتطّلع على احتياجاتهم ومعاناتهم
تاريخ النشر: 30th, December 2023 GMT
ساحل الغوص الذي طالما شكّل مكانة خاصّة في قلوب أهل المحرّق، لكونه أحد أكبر وأقدم الموانئ البحرية في الماضي، والذي كان يصل المحرّق بالمنامة، ينتظر وعود التطوير وإنشاء مرفأ نموذجي منذ سنوات طويلة.
زارت «الأيام» الساحل، والتقت البحّارة المحترفين والهواة، إذ تحدّثوا وسردوا بعضًا من معاناتهم بسبب غياب إنشاء المرفأ الذي يحتضن قواربهم.
وأكد الصيّادون، في تصريحات لـ«الأيام»، أن مطلبهم بإنشاء مرفأ يعود إلى سنوات طويلة جدًا، مشدّدين على أهمية المرفأ لتوفير جميع احتياجاتهم وتوفير الأمن لحماية قواربهم التي تتعرّض بشكل مستمر للسرقة، بالإضافة إلى حاجتهم لتوصيل المياه إلى الساحل، وإقامة عدد من الخدمات الضرورية والمهمة لهم أسوةً بالمرافئ الأخرى الموجودة في المملكة.
وذكر الصيّادون أن الكبائن التي كانت تأويهم تم إزالتها منذ العام 2016 وإيقاف الماء عنهم بنفس الوقت، وأنهم يضطرّون في الوقت الحالي لشحن وإحضار الماء عبر صهاريج يدفعون ثمنها بأنفسهم.
وقال الصيّاد «بوراشد» - الذي يعمل صيّادًا منذ 50 عامًا - إن بندر ساحل الغوص هو الأقدم والأكبر في المملكة، وإن بندر الساحل يستقبل صيّادين من مختلف مناطق البحرين، إذ يحتضن قوارب صيّادين من الدراز والرفاع ورأس الرمان.
وذكر أن القوارب التي تحطّ في المرفأ تصل إلى مئات القوارب، وأن أعدادها تختلف من موسم لآخر، إذ يصل عددها في بعض المواسم إلى أكثر من 600 قارب.
وقال البّحار «بوأحمد» إن الصيّادين في ساحل الغوص يتعرّضون لسرقات متكرّرة وسرقة محركات الطراريد وغيرها من المعدات الثمينة، بما يكبّدهم خسائر فادحة ويزيد من الأعباء المالية الضاغطة التي يتعرّضون لها، خصوصًا عند محاولة التأمين عليها من جديد.
وقال البحّار جاسم محمد إن أغلب البحّارة في ساحل الغوص يعتمد مصدر دخلهم على البحر فقط، وإن الكثير منهم يعيش حالة قلق دائمة على قاربه وأدواته وممتلكاته في الساحل، مطالبًا بضرورة أن يتم تركيب كاميرات أمنية وتكثيف الدوريات في الوقت الحالي؛ لحماية ممتلكاتهم من السرقة، وذلك ريثما يتم البدء بإنشاء مشروع المرفأ الذي طال انتظاره.
وناشد بحّارة ساحل الغوص بالمحرّق ضرورة النظر في حالهم، والإسراع في تنفيذ مشروع مرفأ ساحل الغوص، وتوفير احتياجاتهم من الأمن والمياه والكبائن والمخازن.
رئيس بلدي المحرّق: المرفأ الجديد سيكون على مساحة 15 هكتارًا
أكد رئيس المجلس البلدي بمحافظة المحرق عبدالعزيز النعار، ممثل الدائرة الرابعة، أن المجلس يتابع باهتمام كبير موضوع إنشاء مرفأ ساحل الغوص.
وذكر أن المجلس رفع توصية في وقت سابق بتزويده بآخر المستجدات لتنفيذ المرفأ، مشيرًا إلى أن المشروع كان مقترحًا من المجلس البلدي في العام 2021، وحصل على موافقة الجهات الحكومية.
وبيّن أن المساحة التقريبية للمرفأ من المزمع أن تصل إلى 15 هكتارًا، وسيخدم عددًا كبيرًا من البحّارة.
وقال إن آخر ردّ تسلّمه المجلس البلدي من الجهات الحكومية أفاد بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة بالمشروع لاستكمال الإجراءات اللازمة والحصول على الترخيص النهائي لعملية الدفن.
وأضاف النعار أنه بحسب الردّ الذي حصل عليه المجلس، والذي يفيد بتحديد المقاول للتنفيذ والحصول على الترخيص النهائي لعملية الدفن، فإن من المتوقع أن يكون المشروع قد أدرج خلال الميزانية الجديدة بالفعل.
وقال النعار إن الساحل الآن يُعد من الأماكن العامة، ولذلك لا يمكن أن يتم تسويره أو فرض قوانين لعدم دخول الناس لمنطقة الصيّادين، مؤكدًا أنه بمجرّد الشروع في تنفيذ المرفأ سوف يتم نقل جميع الطراريد والقوارب والبوانيش من ساحل الغوص الى أرض الساحل بمنطقة البسيتين، ولمدة مؤقتة حتى انتهاء المشروع.
ونصح النعار الصيّادين بضرورة اليقظة الدائمة في الوقت الحالي، واستعمال الأقفال، وأن يتقدّموا بالبلاغات لدى مراكز الشرطة، موضحًا أن العديد من الشكاوى ممّن تعرّضوا للسرقة لا تصل إلى المراكز، ولا يمكن حلّ هذه المشكلة دون تدخّل الجهات المعنية.
بوعنق: مقترح نيابي لتسريع إنشاء مرفأ الغوص
قال النائب خالد بوعنق إن إنشاء مرفأ الغوص مرتبط بمشروع إنشاء الجسر الرابع، والذي تأخر إنشاؤه بسبب ظروف جائحة كورونا.
وذكر بوعنق، في تصريح لـ«الأيام»، أنه سيرفع مقترحًا خلال دور الانعقاد الحالي يحثّ فيه الجهات المعنية على ضرورة تسريع البدء بإنشاء مرفأ ساحل الغوص، مضيفًا: «كما سأقوم بتحريك كافة الأدوات النيابية الرقابية؛ من أجل المتابعة وضمان عدم المزيد من التأخر في إنشاء هذا المشروع».
وأشار بوعنق إلى أن سرقة محركات القوارب ازدادت بشكل ملحوظ عند بحّارة ساحل الغوص وسط غياب لحرّاس الأمن، وقال: «ليس من المعقول أن يتم قطع المياه عن الصيّادين»، مؤكدًا أنه يجب أن يحتوي المرفأ على جميع المرافق اللازمة، من البنية التحتية ودورات المياه، ومجلس للبحّارة ومنزلق لتنزيل ورفع الطراريد.
وأضاف أيضًا أنه رفع مقترحًا مع النائب زينب عبدالأمير - سابقًا - لعمل مواقف متعددة الطوابق في المرافئ مخصّص للهواة والصيّادين؛ لإنهاء مشكلة الوقوف العشوائي وأخذ القوارب للأحياء السكنية والساحات العامة.
المصدر: صحيفة الأيام البحرينية
كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا البح ارة
إقرأ أيضاً:
إسحق أحمد فضل الله: تلك الأيام .. الستينات
و(أوقفوا الأرض .. أريد أن أنزل) و
(أليس لم تعد تعيش هنا. لقد ماتت وذهبت إلى الجنة. وهي الآن في نيو يورك شارع 1360)
(آه يا أبي. لقد خنقتك أمي وعلقتك في الدولاب
وكم أنا حزينة لذلك)
وهذه كلها هي أسماء مسرحيات كانت تدوي في مسارح العالم أيامئذ
في الستينات وكان المسرح ينافس السينما
و.. أستاذ
تسأل كم عمرنا؟
نحن عشنا تلك الأيام
وأيامها كنا نشاهد فريق المجر. وديستيفانو. وبوشكاش وجارنيشيا و … الأسيد والدحيش وجكسا وطه حمدتو. المذيع الذي يسكر الناس إلى درجة أن الناس كانوا يحملون الراديو داخل الأستاد ليسمعوه وهو يصف المباراة التي يشاهدونها بعيونهم
ونتابع باندونق وتيتو وناصر وماو. وكابلي حين يغني لباندونق يصبح جزءا من هؤلاء
وفي الهجاء أيام الحرب الباردة كانت صحافة الخرطوم تشارك … وستالين يقول للناس عن أرملة لينين ردا على انتقادها له
:: إذا لم تكف هذه المرأة عن حديثها هذا فإن الحزب سوف يقوم بتعيين أرملة أخرى للرفيق لينين
مسرحيات وكورة وكتب والجنيه له جلال وسطوة و …
لكن مسرحيات الزعماء العرب كانت أكثر إثارة
وناصر يشتم فيصل .. وراديو القاهرة يقدم شتائم محمد سعيد لحاكم العراق.
وناصر يحدث المجلس عن الشيخ أبو رقيبة (يقصد الرئيس بورقيبة) ويدعو الملك حسين … ود الملكة زين ..
ويدعو ملك السعودية … ملك الجواري
ويرسل جيشه لقتال السعودية في اليمن
وحميد الدين أمير اليمن يقطع العلاقات بين اليمن ومصر بقصيدة من بحر الرجز
نهدت يمينا ناقتي وقصيدي
وبعدت عن فرعون كل بعيد
وحميد الدين يقدم عرضا شديد البشاعة. ويومي
فالإعدام هناك كان ينفذ علنا والحشد حول الميدان .. والجلاد يغمز الشخص الذي يقدم للإعدام بطرف السيف .. والتعس هذا يركض حول الميدان والدم يتدفق منه الجلاد يتبعه متمهلا ليغمزه مجددا … و … والمسكين حين ينهار يجثو على ركبتيه ويمد عنقه
والزمان لا ينتهي حتى يصبح الجلاد هذا نفسه ضحية يطارده جلاد كان هو نائبه ..
والجماهير تستمتع بمشهد ميدان اليمن ومشهد ميدان شتائم الزعماء وتصفق لعبد الناصر بلعاب سائل حتى صعقتها هزيمة 67 ….
ليأتي مشهد الشعب السوداني
……..
والخرطوم تدعو عبد الناصر
وتستقبله بصورة تجعل الصحافة الغربية تقول في دهشة عارمة
(الخرطوم تستقبل ناصر المهزوم إستقبال الفاتحين)
لكن السودان كان يعلم أن الهزيمة القاتلة هي .. أن تنهار الروح في الأمة …
……..
(٣)
ونوع من الإنهيار كان يضرب العالم كله .. ويجعل العالم (يبيح) كل ما كان محظورا في الزمان كله
واليأس كان شيئا يقدم في كتابات مسكرة و … في الطريق العام الميني جوب كان يظهر يومئذ
ومسرح العبث الذي يقول للناس إنه لا فائدة لا أمل .. لا إله لا حساب …لا ..
والدنيا سجارة وكأس
ونزار يشتهر لأنه يقدم العري شعرا جميلا
….. ومسرحية (في إنتظار جودو) كان ما يجعلها شهيرة هو هذا
(والمسرحية هذه ما فيها هو أن كل أحد أمام كل مشكلة ينتظر السيد جودو .. الذي يقدم الحل
وجودو يظهر فى نهاية المسرحية
وجودو كان رجلا دون رأس …)
وفي أمدرمان كان الشأن ذاته مضمخا بعرق الموردة …
ومسرح أمدرمان يستضيف المغني الزنجي بول روبسون
والفيتوري يكتب قصيدة تقول
يا بول روبسون
عندما تغني .. تتجمع في الأفق سحابة
وتشيح نيو يورك كآبة
لأن غناءك يجلدها .. ويعريها
بحار السفن الغرقى حول موانيها
اللون الداكن فى لوحات الرسامين
اللحم الساخن والسكين …)
والمسرح في الجامعة يقدم (المغنية الصلعاء)
والهرج هذا كله نعوج به أفواهنا عشان ما يقولوا إننا متخلفين
بينما نحن في الحقيقة كنا خارج العالم
فبينما نحن غارقون في هذا كانت إسرائيل تعد السلاح والتدريب والخطط لطحننا عام 67…
(٤)
حتى صوت النذير كنا نطرب له ونرقص بدلا من أن يجعلنا نستيقظ
ففي الأيام ذاتها …. بعلم أو بغير علم … كان توفيق الحكيم يكتب (طريد الفردوس) وهي رواية عن شخص يلزم غرفته شبابه كله …. ذكرا وصلاة .. ولا يخرج للعالم
ويموت …
وحارس الجنة يقول له/ بعد مراجعة كتابه/ أنه ليس من أهل الجنة
والرجل .. حزينا يذهب إلى النار …. وحارس النار يخبره أنه ليس من أهل النار
والحل؟؟
الحل هو أن يعود إلى الدنيا .. ويعاركها.
والرجل الذي يجد نفسه في شوارع القاهرة يمشي مذهولا ويسأل الناس عن الفردوس … أين هي
ويقودنه إلى بار الفردوس .. وهناك يصبح هو حارس البار
و …. و
ثم يتوب .. ويعود إلى الأذكار مشبعا بمعرفة الدنيا
الحكيم يقول إننا لا نحن عرفنا الدنيا .. ولا نحن عرفنا الآخرة
كانت الستينات هي هذا الركام
وما بين عام 2011 واليوم نحن نكرر هذا
كل الفرق هو أن أيام الستينات كنا نكرع الخمر
والآن نكرع الحنظل.
إسحق أحمد فضل الله
الوان