الجزيرة:
2025-04-29@12:05:09 GMT

أولويات فرضها الطوفان

تاريخ النشر: 30th, December 2023 GMT

أولويات فرضها الطوفان

ليس هناك شكّ في أنّ العالم الإسلامي بعد "الطوفان"، يجب أن يكون مخالفًا لما قبله، وذلك بمقياس ضرورة الخروج من التيه والارتقاء لمستوى الحدث، فالحدث جلل والزلزال كبير، وقد حرّك بالفعل جوانب قضايا العالم الإسلامي كافةً، وسلّط الضوء على كل زواياها، وهيأ الجميع بالفعل لتحمل مسؤولياته، في ضوء البوصلة الحقيقية التي شُرعت والخرائط الجديدة التي نُصبت.

 لحظة كاشفة

كما أنّ جوهر قيمة "طوفان الأقصى"، هو أنّ الأمة اكتشفت الكثير من مكنوناتها، كما اكتشفت الجوانب الخافية والمضمرة في ذاتها، بل وفي محيطها، وعرَفت الكثير عن خصومها، فنحن أمام لحظة كاشفة بكل المعايير وفي كل الاتجاهات، وإذا نجحنا في استثمارها بشكل صحيح، فسنكون أمام واقع جديد، وربما عالم جديد.

ومن هنا فنحن بحاجة لحركة واسعة في كل الاتجاهات، لاستثمار أخطاء الخصوم وارتباكهم على إثر مفاجأة "الطوفان"، ولاستثمار نقاط الضعف التي ظهرت جلية في صفوفهم ومواقفهم، والتي هي بطبيعة الحال أصبحت نقاط قوةٍ وتمركزٍ جديد لقضايانا.

لابد من إعادة نظرتنا للعالم ولقواه الدولية والإقليمية المهمة بمعيار "الطوفان"، بل التسونامي الذي وقع وتوابعه، فمن وقف مع قضيتنا الرئيسة بأي شكل أو رفض الاصطفاف مع خصومها بأي صورة فهو حليفنا، في أي مكان من العالم كان، وتحت أي مظلّة يعمل، فالقضايا الكبرى يجب أن تصنع الاصطفافات الكبرى.

إعادة ترتيب الصفوف

ولابد لكل مكونات العالم العربي والإسلامي السياسية والثقافية والمجتمعية، بل والاقتصادية، أن تعيد ترتيب صفوفها وأولوياتها في ضوء "الطوفان"، كما يجب أن نعيد النظر في إعلامنا، وفي مناهجنا التعليمية لصالح تغليب ثقافة المقاومة على ثقافة التطبيع التي كُشفت كل أبعادها، وكيف أنَّها لا تعبّر بحال عن قيمنا، ولا عن مصالحنا، إذ إنها كانت مجرد مطية لتحقيق مصالحهم على حساب مصالحنا.

ومن الواجب والضروري إعادة تفعيل أهم معتقداتنا السياسية، حيث الشرعية الرئيسة للحكم في بلادنا هي للقدرة على تحدّي المشروع الصهيوني ـ سياسيًا واقتصاديًا وتكنولوجيًا وعسكريًاـ وليس لمجاراته أو ممالأته أو التحالف معه، كما أراد بعض مختطفي مواقف الشعوب ومصائرها أن يفعل!

كما ينبغي أن نعيد الاعتبار لكل أشكال الاصطفاف والتلاحم داخل مجتمعاتنا على أساس قضايانا الحقيقيَّة، وفي القلب منها قضيتنا المركزية ـ حيث مدافعة المشروع الصهيوني في منطقتناـ وأن يكون معيار الوطنية والإخلاص لشعوبنا هو بالقدر الذي يربطنا بها، ويقرّبنا من تحقيق أهدافها.

كما لابدّ من إعادة رسم خريطة التحالفات الرئيسة داخل مجتمعاتنا، ومحاصرة الخصومات الفارغة، وفي ضوء ذلك، لا بد من ملاحقة المعارك الهامشية والطفيلية التي مزّقت مجتمعاتنا، واستنفدت قدرًا كبيرًا من جهودنا، لصالح القضايا الحقيقية والمسارات الرئيسة التي رسمها "الطوفان".

الحاجة لخطاب جديد

كما يجب محاصرة كل مظاهر التواطؤ مع العدوان الصهيوني داخل بلادنا، فلا يليق بمجتمعاتنا أن تعلو فيها أصوات تنتصر للاحتلال، وتصطفّ مع العنصرية، بينما دماؤنا تنزف على أيديها.

ولا بد من تكثيف الجهود لكسر الحصار الظالم وغير القانوني على غزة، فلا يليق بنا أن تتم محاصرة أبنائنا، بل أهم أجزاء جسدنا وأكثر مناطق بلادنا حيوية وأن يكون ذلك بأيدينا، إذ إننا بذلك نحاصر أنفسنا، ونعمل على تعطيل القلب الذي يضخّ الحياة في كل أجزاء جسدنا وأعضاء أمّتنا.

كما يلزم تحضير شعوبنا للقرن الجديد بما يليق بـ "طوفان الأقصى"، الذي وضع الأمّة، وقضاياها على رأس أولويات ساحات الكرامة ومنابر الحقّ في كل مكان في العالم، حيث انتصر لها وتضامن معها كل أحرار العالم، سواء كانوا في الشوارع والميادين أم في قصور الحكم ومنتديات النظام الدولي.

إننا بأمسّ الحاجة لخطاب جديد يعمل على تعبئة الشعوب العربية والإسلامية واستنهاضها للقيام بأهم واجباتها والانتصار لأجَلّ قضاياها.

كما أننا بحاجة لخطاب جديد يتوجّه لشعوب العالم؛ للوقوف معنا صفًا واحدًا في وجه الصهيونية العنصرية، التي لا تمثل خطرًا علينا فحسب، إنما على الإنسانية والسلم الدولي.

ما زالت الفرصة أمامنا متاحة بالتضامن مع شعوب العالم لقطع الأكسجين عن كيان الفصل العنصري في "فلسطين"، كما قطعته في "جنوب أفريقيا".

 

 

 

aj-logo

aj-logo

aj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معنارابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2023 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

29 أبريل بدء موسم «كنة الثريا» في الجزيرة العربية

يبدأ موسم «كنة الثريا» في الجزيرة العربية اعتبارا من 29 أبريل الجاري ويستمر حتى 7 يونيو المقبل وتبدأ الثريا بالاستتار بعد غروب الشمس خلف حمرة الشمس الغاربة في الأفق الغربي مع نهاية أبريل وتظل مختفية داخل وهج الشمس فترة نحو أربعين يوماً وتنتقل بعدها لتظهر فجرا من الجهة الشرقية خلال الأسبوع الأول من يونيو.
وقال إبراهيم الجروان رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات للفلك عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك في تصريحات لوكالة أنباء الإمارات/وام/ إن كلمة «الكنة» تعني الاستتار أوالغياب ويقال «كنة الثريا» أو«خفوق الثريا» أو«غيوب الثريا» و«كنّة الثريا» تقع ضمن 3 من منازل القمر هي «الرشاء والشرطان والبطين» ومدة كل واحدة منها 13 يومًا فيكون المجموع 39 يوما.
وأضاف أنه على الرغم من أن «عنقود الثريا» لايختفي تماما في الأفق الغربي قبل العاشر من مايو إلا أن الأوائل يعتبرون قرب الثريا من الأفق الغربي أي بمجرد دخوله في الشفق الأحمر اختفاءً حيث تصعب رؤيته إلا في الأجواء المثالية.
لذا ووفقاً لحسابات الطوالع والمنازل فالثريا تختفي نهاية شهر أبريل وتطلع بداية يونيو.
وأشار إلى أن موسم «الكنة» يعتبر من المواسم المهمة عند العرب في الجزيرة العربية فهو أول مواسم الحر وهو مرحلة فاصلة بين بداية الحر وهو الصيف وشدة الحر أو القيظ حيث تسيطر الذراع الصيفية على المنظومة المناخية في عموم الجزيرة العربية.
ومع موسم الكنة تستقر درجات حرارة الهواء العليا نهارا لتتجاوز 38 درجة في مستوياته العليا ويغلب على الجو الجفاف وانخفاض الرطوبة ونشاط الرياح الشمالية والشمالية الغربية «البوارح» الصيفية وتتشكل الموجات الغبارية «الطوز».
وأوضح الجروان أن «السرايات» أوالاضطرابات الجوية الربيعية تأخذ بالانحسار ويطرأ تصادم جبهي بين الجبهات الدافئة الرطبة والباردة فوق الجزيرة العربية أوبين امتداد كتلة دافئة رطبة وكتلة باردة جافة فوق الجزيرة العربية فتتسبب باضطرابات جوية ربيعية تعرف ب «السرايات» التي قد يصاحبها هطول الأمطار بشكل مفاجئ مصحوبة بالرعد والبرق وأحيانًا البرد وهذه الأمطار قد تطيل عمرالأعشاب الحولية التي تظهر وقت الربيع لكنها تفيد الشجيرات المعمرة مثل العرفج والرمث والسدر والعوسج وغيرها.
ونوه إلى أنه يسبق غروب الثريا موجة اضطرابات جوية يطلق عليها «يولات غيوب الثريا» وهي اضطرابات جوية ربيعية تتسم بالقوة والمفاجأة أما «ضربة الثريا» فهي من الضربات المشهورة التي يعرفها بحارة الخليج قديما وتوصف ب «الحالة المدارية» في بحر العرب وبحر عُمان ولها تأثير في البحر حيث يهيج بعنف وتتسبب السيول والعواصف في تساقط الأشجار والنخيل وموعدها نهاية مايو وبداية يونيو قبيل طلوع الثريا.
والثريا هي عنقود نجمي أو مجموعة من النجوم المتقاربة ترى كسحابة من النجوم تبرز منها سبعة نجوم وفي الحقيقة عددها يفوق 600 نجم تشاهد متجمعة في حيز من السماء يقارب حجم القمر.. كما نشاهده في السماء وهي من أشهر النجوم عند العرب وسماها الإغريق الأخوات السبع أو بلياديس وسماها المصريون «نيت» والأتراك «أولكر» والصينيون «ماوتو» واليابانيون «سوبارو» والعبرانيون «كماه».

أخبار ذات صلة طرق دبي تفتتح تقاطعاً مجسراً بطول 1.8 كم لخدمة مجمع الاستثمار نيابة عن رئيس الدولة.. ولي عهد أبوظبي يحضر مراسم تشييع جثمان البابا فرنسيس في العاصمة الإيطالية روما المصدر: وام

مقالات مشابهة

  • سلسلة لقاءات لوزيرة السياحة في دبي: لمواصلة التشاور وتحديد أولويات تساعد على عودة الحركة السياحية
  • متحدث الوزراء: دعم التنمية الزراعية وتعزيز الأمن الغذائي على رأس أولويات جهاز مستقبل مصر
  • الماضي الذي يأسرنا والبحار التي فرقتنا تجربة مُزنة المسافر السينمائية
  • الترجمة مدخل لفهم العالم العربي ونصرة فلسطين.. ميشيل هارتمان: الأدب المكان الذي يمكننا أن نجد فيه المزيد من التقارب
  • كجوك: تعزيز المنافسة وتمكين القطاع الخاص من أولويات السياسة المالية
  • المليشيا تعيد إنتاج سناريو أقبح من الجزيرة
  • مشكلة مشروع الجزيرة في أمثال هؤلاء الجبناء المنحازين للظلم
  • ترامب ظاهرة الرئيس الصفيق الذي كشف وجه أمريكا القبيح !
  • وزير المالية: «حالة حوار» ممتدة مع مجتمع الأعمال حول أولويات الإصلاح الضريبى بلورة رؤية توافقية مشتركة من خلال جلسات الاستماع الضريبى
  • 29 أبريل بدء موسم «كنة الثريا» في الجزيرة العربية