لماذا لا ينبغي لتجار النفط تجاهل مخاطر الحرب بين إسرائيل وحماس؟.. بهذا التساؤل يعبر الكاتب والخبير في شؤون الطاقة سايمون واتكنز عن عدم اقتناعه بالتحليلات التي تقلل تأثير ما يحدث في البحر الأحمر من قبل الحوثيين على أسعار النفط العالمية.

ويرى واتكنز، في تحليل نشره موقع "أويل برايس" وترجمه "الخليج الجديد"، أن هجمات الحوثيين في البحر الأحمر، يقف خلفها إيران، وأيضا الصين بشكل غير مباشر، نظرا لأن بكين تمتلك نفوذا هائلا على طهران، كما يقول، فإنه يمكنها كبح ما يحدث.

ويقول واتكنز أن الارتفاع في سعر خام برنت القياسي من ما يزيد قليلاً عن 72 دولارًا أمريكيًا للبرميل إلى ما يزيد عن 80 دولارًا أمريكيًا في أسبوع يسلط الضوء على أن علاوة المخاطر المرتبطة بالحرب بين إسرائيل و"حماس" لا تزال مؤثرة إلى حد كبير في أسواق النفط العالمية.

اقرأ أيضاً

فورين بوليسي: الحوثيون أربكوا العالم بسبب البحر الأحمر.. ونجاح تجربتهم يغري إيران بالمزيد

وعلى الرغم من أن عوامل أخرى لعبت دورًا في ارتفاع أسعار النفط، إلا أن جزءًا كبيرًا من الزيادة كان بسبب الخطر المتزايد الذي تشكله الناقلات التي تنقل النفط من الشرق الأوسط إلى أوروبا عبر البحر الأحمر.

ولطالما كانت هذه الطريقة الأقصر والأرخص بشكل عام لنقل النفط عبر السفن من الشرق إلى الغرب.

ومع ذلك، فقد استولى المسلحون الحوثيون في اليمن على العديد من السفن - التي من المفترض أنها مرتبطة بطريقة أو بأخرى بإسرائيل، ولكن بعضها غير مرتبط على الإطلاق، كما يزعم الكاتب.

ورغم أن الصين أحجمت عن تأجيج الصراع الحالي في الشرق الأوسط، بسبب حساسية وضعها الاقتصادي، إلا أنها تمتلك نفوذا هائلا على إيران، بما يمكنها من القدرة على وقف ما يحدث في البحر الأحمر.

ويحذر الكاتب الصين من الخطر عليها في حال استمر الضرر على أسواق النفط الرئيسية، حيث تعتمد بكين على النفط بشكل كبير، علاوة على ارتباطها باقتصادات الغرب، والذي يعد الكتلة التصديرية الأكبر لها.

اقرأ أيضاً

مكافحة الإرهاب الحوثي.. "قناع" أمريكي لمواجهة روسيا والصين بالبحر الأحمر

ويعتبر واتكنز أن الحوثيون لا يتصرفون في البحر الأحمر دون موافقة ضمنية من الصين، والتي باتت تمتلك علاقات متميزة بكل من إيران والسعودية، وبات لها نفوذ واسع في منطقة البحر الأحمر ومضيق باب المندب، ومضيق هرمز الذي يمر عبره نحو 30% من النفط العالمي، ولذلك فمن المهم لها أن تتحرك.

وعلى العكس، إذا رفعت الصين قدمها عن المكابح وتركت إيران تمضي قدما فيما تفعل، فإن فرص فرض حظر على صادرات النفط إلى إسرائيل أولا ثم إلى حلفائها ستزداد بشكل كبير، مما يجلب معه احتمال تكرار أحداث 1973 النفطية، وهي الأزمة التي أذكت نيران التباطؤ الاقتصادي العالمي، وخاصة في البلدان المستوردة الصافية للنفط في الغرب.

المصدر | سايمون واتكنز / أويل برايس - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: البحر الاحمر الحوثيين الصين غزة حماس فی البحر الأحمر

إقرأ أيضاً:

خبير: الصين مستعدة لاتخاذ إجراءات ضد الرسوم الأمريكية الجديدة

قال الدكتور شو تيانكي، الخبير في معهد تشونغيانغ للدراسات، إن بداية عام 2024 شهدت تصعيدًا جديدًا في العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، حيث فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مجموعة من الرسوم الجمركية على الواردات الصينية. 

كانت آخر هذه الرسوم بنسبة 10%، ليصل إجمالي الرسوم المفروضة على السلع الصينية إلى نحو 54%.

وفي رده على سؤال حول كيفية تعامل الصين مع هذه الرسوم، أكد شو، خلال مداخلة مع الدكتورة منى شكر، ببرنامج "العالم شرقا"، على قناة "القاهرة الإخبارية"، أن الصين لا تخشى هذه التعريفات الجمركية، بغض النظر عن حجمها، مضيفًا أن الصين ترفض هذه التدابير الأمريكية، معتبرة إياها غير منطقية، وأنها ستؤثر سلبًا على الاقتصاد العالمي، موضحًا أن الصين، على الرغم من التحديات، ليست في موقف دفاعي، بل مستعدة لاتخاذ إجراءات مضادة بسرعة وحزم.

السياسات الأمريكيةفي مواجهة ترامب.. الصين ترفع صوتها دفاعاً عن العدالة التجارية والنظام العالميكشّرت عن أنيابها.. الصين تتعهد بإجراءات حاسمة للرد على رسوم ترامب الجمركيةترامب: الصين تضررت من الرسوم الجمركية بشكل أكبر بكثير من الولايات المتحدةتيك توك مهدد بغرامة ضخمة بسبب نقل بيانات أوروبية إلى الصين

وشرح شو أن الصين لا تعتبر هذه السياسات الأمريكية سوى "أمور سخيفة" ولن تحقق نجاحًا طويل الأمد، مؤكدًا أن الصين تدرك أن هذه التعريفات تتعارض مع نظم التجارة العالمية ومع مبدأ العولمة الاقتصادية، ولن تفضي إلا إلى نتائج سلبية على المدى البعيد.

وأوضح شو أن الصين تدرك تمامًا أن هذه الحروب التجارية لن تؤثر فقط على الجانبين، بل على الاقتصاد العالمي بشكل عام، ولذلك كان من الضروري اتخاذ رد قوي ومباشر.

مقالات مشابهة

  • ‎بدء تطبيق رسوم ترامب الجمركية مع استهداف الصين بشكل خاص
  • النفط يتراجع بنحو 4% بعد فرض امريكا رسوما جمركية على الصين
  • تجارة أميركا والصين تربو على 600 مليار دولار.. فكيف ستُدار حرب الرسوم؟
  • سلاح إيران السري.. كيف سيُسقط الاقتصاد العالمي في 24 ساعة؟
  • ترامب: الصين التي تنهار أسواقها كسبت ما يكفي عبر استغلالنا
  • سعر النفط يواصل الهبوط بسبب تصاعد النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين ومخاوف الركود
  • خبير اقتصادي: أسعار النفط لن تواصل الهبوط وتفاؤل المسؤولين أضر بالموازنة
  • خبير: الصين مستعدة لاتخاذ إجراءات ضد الرسوم الأمريكية الجديدة
  • حين تعيد الصين تشكيل النظام العالمي
  • أزمة البحر الأحمر…ناقلات نفط يونانية تتجه إلى آسيا عبر مسارات بديلة