الاتحاد السوفييتي دخل الحرب العالمية الثانية مضطراً ومجبراً ولكنه لم يكن استعمارياً أو له دوافع استعمارية، والثورة “ البلشفية “ هي التي كشفت ما عرف باتفاق “ سايكس بيكو “، لأن قيصر روسيا كان طرفاً في هذا الاتفاق..
ومع ذلك فالاتحاد السوفييتي بخياره الشيوعي عالمياً “ ياعمال العالم اتحدوا “، ربط علاقاته بالعالم أو بدول العالم بهذا الخيار وذلك لم يجعله واضحاً في خيار السيادة والاستقلالية، كما في تبنيه التحرر من الاستعمار ودعم هذا التحرر.
أمريكا والغرب استغلوا ذلك في تمرير الاستعمار الجديد “ الاستعمال “، وقيادة ما أسموه “ العالم الحر “ كاستعمار جديد “ الاستعمال “ الأشنع من الاستعمار..
الذي يعنينا هو أن السوفييت “ روسيا “ والصين لم تعرفا كاستعمار قديم أو جديد “الاستعمال “ وإن استعمل السعي لنشر الشيوعية عالمياً على أنه مصادرة لسيادة وسيادة الدولة التي دخلت في حلف “ وارسو “، والدولة العربية الوحيدة التي نالت عضوية هذا الحلف هي “ جمهورية اليمن الديموقراطية الشعبية “..
الاستعمار كاستعمال هو من صادر حق السيادة والاستقلال لذات الأهداف الاستعمارية، فكان الأبشع والأشنع من الاستعمار القديم..
وربطاً بانتصار الرجعية والغرب على القومية والشيوعية، تمت المعاداة الأبعد والأعمق لمفهومي السيادة والاستقلالية..
إذا كان تدخل مصر لمناصرة الثورة اليمنية مثّل وصاية مصرية على اليمن، فبعد الانهزام القومي الشيوعي انتقلنا إلى وصاية سعودية كتفعيل ليستعمرنا من هو تحت استعمار أو يستعملنا من هو أدنى “ مستعمل “، في إطار الاستعمال العالمي “ موروث” من كل وقائع التصادم والتقادم والصراع والتصارع عالمياً، فالقضية باتت لليمنيين هي النضال من أجل سيادة واستقلالية اليمن..
هي قضية قائمة قبل ثورة الخميني في إيران، وتجدونها في كل أطروحات الأحزاب السياسية اليمنية كإجماع باستثناء الإخوان “ الإصلاح “.
ولهذا فحق السيادة والاستقلال ورفض الوصاية السعودية أوإيران أو أمريكا أو روسيا لم تعد تقبل ولا تحتمل أي تبرير أو تمرير..
الأخوّة العربية والإسلامية على العين، ولكن مصادرة حق السيادة والاستقلالية لا يُقبل كمعطى أو كتفعيل لهذه الأخوة..
نحن على استعداد للسير في إخوة عربية وإسلامية مع السعودية مثل ما نسير في إخوة إسلامية مع إيران على أساس الاحترام المتبادل والمنافع المتبادلة، وإذا التطبيع بات بين ما يعنيه تحالف استوى مع إسرائيل فمن غير المنطق أن تكون الأخوة مع أي دولة إسلامية هي المحرّمة أو المجرّمة أو نحو ذلك..
نحن مع المبدأ ومع ثوابت وسقف قيم، وأسعدنا ويسعدنا ما جرى بين السعودية وإيران بجهد أو وساطة صينية، وإذا إيران بذلك لم تعد مجوسية فهل الشعب اليمني هو فقط المجوسي كونه يطالب بحقه في السيادة والاستقلال؟..
لا أريد بهذه الإشارة نبشاً ولا إذكاء لصراع، ولكن السيادة والاستقلال هي الأساس والشرط في أي تسوية، وحتى لا يستجد أو يتجدد صراع لا نريده لا نحن ولا إخواننا في السعودية، وإن كانت أمريكا ومعها بريطانيا تريدانه لأهداف استعمارية كاستعمال خبر نابشاً ثمنه وشناعته أسوأ من أي استعمار..
المندوب الأممي هو بين أدوات وأوراق الاستعمار “ الاستعمال “، وشخصياً لا أثق في أي أطروحات حتى لو تقبلتها حكومة الإنقاذ والقيادة الثورية بالتهليل وليس فقط بالتفاؤل أو الرضا..
نحن كشعب يمني نحتاج فعلاً لفتح صفحة جديدة مع السعودية على أساس المصالح المشتركة والمنافع المتبادلة وحق السيادة والاستقلال لكل طرف، ولنتجاوز كل متراكمات الماضي السلبية والسيئة .
لن نمارس موقفاً ضد السعودية في مسألة الاستقلالية والسيادة وسياستهم الخارجية إن لم تضر بمصالحنا، ونحن من حقنا أن نقف مع فلسطين القضية والشعب وأن نقف ضد جرائم الإبادة الجماعية التي تمارس، ومن حقنا السير في علاقات طبيعية مع إيران أو غيرها وليس الحلال هو فقط ما تحله أمريكا وإسرائيل ولا الحرام كذلك..
أحس بالحاجة لترديد عبارة أو شعار محمد العرب خلال العدوان “ نحن هنا ..أين أنتم “، فإسرائيل ترفع ذات الشعار من دولة البحرين “ نحن هنا ..أين أنتم “؟..
نعم.. نحن هنا في صنعاء وفي البحر الأحمر وفي باب المندب وفي مجمع البحرين، ويعنيك أن تبحث عن ذاتك وعن كيانك وكينونتك وصيرورتك وعن كتيبة تاهت في الصحراء، ولا اعتراض لدينا أن تكون طائعاً ومطبعاً حتى وإن كان اسمك يحمل ثنائية محمد والعرب، ومن أراد أن يفهم فله ذلك ومن لم يرد فسيفهم ولو بعد حين..!!.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
شراكات متعثرة بين العراق وتركيا وسوريا في ملفات السيادة والإرهاب
24 نوفمبر، 2024
بغداد/المسلة: في مؤتمر صحفي مثير للجدل، صرح وزير الخارجية التركي هاكان فيدان عن تعقيدات سياسية تعرقل التوصل إلى تفاهم مشترك بين تركيا وسوريا، مشيراً إلى مطالبات من الرئيس السوري بشار الأسد بإخراج القوات التركية من الأراضي السورية كشرط أساسي لاستئناف العلاقات. تصريحات فيدان، التي تضمنت إشارة واضحة إلى ضرورة تفعيل آلية ثلاثية بين تركيا وسوريا والعراق، تعكس واقعاً معقداً في منطقة تستعر فيها الملفات السياسية والأمنية.
تحليلات سياسية اعتبرت أن تصريحات فيدان تشير إلى تغير في اللهجة الدبلوماسية التركية، حيث تحدث عن أهمية التعاون الثلاثي في قضايا كبرى مثل مكافحة الإرهاب وأمن الحدود ومنع تهريب الأسلحة. بينما ذكرت تغريدة لأحد النشطاء السياسيين على منصة “إكس”: “التقارب التركي السوري أصبح أكثر تعقيداً، خاصة مع رفض أنقرة تقديم أي تنازل بشأن وجودها العسكري في سوريا”. وأضافت أخرى: “حديث عن التعاون، لكن الأفعال على الأرض تعكس مواجهة مستمرة”.
في السليمانية بالعراق، يتواصل الجدل بشأن العلاقات مع حزب العمال الكردستاني. فيدان أشار إلى أن السليمانية لم تقم بخطوات مرضية تجاه إنهاء علاقتها مع الحزب، مؤكداً أن تركيا لن تعود إلى طبيعة العلاقات معها إلا إذا تحقق ذلك. مواطن كردي من السليمانية علق قائلاً عبر فيسبوك: “نحن ضحايا السياسة، يدفع المدنيون الثمن بينما تتبادل القوى الكبرى الاتهامات”.
وفق معلومات من مصادر سياسية مطلعة، ترى الحكومة السورية أن التصعيد التركي في المناطق الشمالية يهدف إلى خلق ورقة ضغط دائمة على دمشق، في حين تعتقد تركيا أن استمرار وجود قواتها في سوريا ضروري لأمنها القومي.
تحدث باحث سياسي لـ المسلة، قائلاً إن العراق أيضاً يواجه تحديات كبيرة مع وجود القوات التركية، مشيراً إلى أن هذه المسألة تؤثر على الأمن والسيادة العراقية. “العراق محاصر بين محاولات دولية لإيجاد حلول وبين واقع محلي معقد مليء بالأزمات”، كما قال.
التحليلات ترى أن التوصل إلى تفاهم بين تركيا وسوريا يبدو بعيد المنال في الوقت الراهن، إلا إذا حدثت تنازلات كبيرة من كلا الجانبين، وترى تحليلات أن “الآلية الثلاثية التي يتحدث عنها فيدان قد تكون مفتاحاً لحل النزاع، لكنها تحتاج إلى إرادة سياسية تتجاوز العقبات الحالية”.
في سياق القصة، يروي أحد سكان بلدة حدودية بين العراق وسوريا عن مشاهد يومية لعمليات تهريب الأسلحة، مشيراً إلى أن الأوضاع الأمنية أصبحت أكثر سوءاً مع غياب التنسيق بين الحكومات. يقول: “التهريب هنا ليس فقط أسلحة، بل بشر يحاولون الهروب من الحرب، والجميع يغض الطرف”.
من الواضح أن المشهد الراهن يعكس تعقيداً متزايداً في العلاقات الثلاثية بين تركيا وسوريا والعراق، وسط تداخل المصالح الإقليمية والدولية.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author زينSee author's posts