جهود وقف الحرب في غزة عنوان «الدبلوماسية» الدولية
تاريخ النشر: 30th, December 2023 GMT
عبدالله أبوضيف (غزة، القاهرة)
أخبار ذات صلةأصبحت الجهود الدبلوماسية الرامية إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة والمطالبة بحماية المدنيين عنواناً رئيسياً للدبلوماسية الدولية لعام 2023، حيث باتت المهمة الرئيسية لمجلس الأمن والأمم المتحدة ولقاءات وزراء خارجية الدول، ضمن عام يعد الأكثر نشاطاً في هذا السياق لوقف الحرب في غزة ومنع امتداد الصراع إقليمياً.
لجان ومؤتمرات
تشكلت لجان عالمية وإقليمية وأقيمت مؤتمرات عدة من القاهرة والرياض إلى باريس ونيويورك، فيما اجتمعت الأمم المتحدة وصوتت على قرار يقضي بوقف إطلاق النار وتعد من المرات النادرة التي لم يلتزم فيها مجلس الأمن بقرار الجمعية العام للأمم المتحدة فيما تزال الجهود مستمرة دبلوماسياً على أمل وقف التصعيد.
وتعتبر «القمة المصرية للسلام» التي عقدت في شهر أكتوبر الماضي، الأولى على المستوى الدبلوماسي العامل على حل الأزمة في قطاع غزة، حيث تم التوافق على ضرورة تشكيل لجان عمل مختلفة مهمتها إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، حيث لم تكن تدخل مساعدات في هذا الوقت منذ السابع من أكتوبر.
جهود متضافرة
ودعت القمة العربية والقمة الإسلامية للاندماج في أعقاب قمة القاهرة للسلام، حيث تم الإعلان عن عقد قمة عربية - إسلامية مشتركة في العاصمة السعودية الرياض، وتم التأكيد فيها على رفض استهداف المدنيين وضرورة أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته تجاه تحقيق حل الدولتين بما يحفظ الدماء خلال السنوات المقبلة.
وأعلنت القمة العربية الإسلامية المشتركة تشكيل لجنة دبلوماسية من وزراء خارجية دول عربية وإسلامية وظيفتها عمل مزيد من الضغط الدولي والإقليمي لحماية المدنيين ووضع آطر لتنفيذ حل الدولتين خلال الفترة المقبلة والسماح بدخول مزيد من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وبالفعل اتجهت المجموعة المنبثقة عن القمة إلى عواصم عدة منها واشنطن ولندن وموسكو.
جهود مميزة
وقادت الإمارات العربية المتحدة، الدول العربية في مجلس الأمن الدولي، عبر صياغة قرارات ملزمة لكافة الأطراف بحماية المدنيين ودخول المساعدات الإنسانية للقطاع، ونجحت في إصدار قرار عن الجمعية العامة للأمم المتحدة يطالب بضرورة عدم منع دخول مساعدات إلى قطاع غزة إلى جانب قرار من مجلس الأمن يتحدث لأول مرة عن حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني والالتزام بالعمل على تنفيذ حل الدولتين.
ومثلت جهود الإمارات الممثلة للمجموعة العربية في مجلس الأمن، استثناءً في الأداء خاصة مع توجه مجموعة من ممثلي الدول في مجلس الأمن لزيارة معبر رفح في سيناء المصرية ومتابعة دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، بالإضافة إلى الضغط مع كل الأطراف لإحلال السلام من خلال تنفيذ حل الدولتين والتأكيد منذ اللحظة الأولى على حماية المدنيين ورفض العنف وإدانة التطرف.
وفي السياق، قادت مصر وقطر جهوداً دبلوماسية مضنية، نجحتا من خلالها في فرض هدنة استمرت لمدة أيام وساهمتا من خلالها في عمل صفقة تبادل للأسرى والرهائن بين الفلسطينيين وإسرائيل.
وفيما تستمر الجهود الدبلوماسية للبلدين خلال الفترة الجارية للعمل على وقف مستدام لإطلاق النار وإطلاق سرح الأسرى والرهائن من الجانبين أو الوصول إلى الحد الأدنى المتمثل في هدنة طويلة الأمد تسمح بدخول كميات كبيرة من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة وفتح كل المعابر والممرات.
الأمم المتحدة
لا يمكن فصل الجهود الدبلوماسية عن عمل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، والذي دعا إلى تفعيل المادة 99 من ميثاق المنظمة لأول مرة منذ أكثر من 30 عاماً تقريباً، وهو الأمر الذي لم يؤخذ به من قبل مجلس الأمن بسبب «الفيتو» الأميركي حول المطالبة بوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وقف إطلاق النار
وقال رئيس المجموعة العربية في الأمم المتحدة، المندوب المصري، السفير أسامة عبد الخالق، إن المجموعة العربية في مجلس الأمن بقيادة دولة الإمارات العربية المتحدة، تواصل الضغط لإقرار وقف إطلاق نار دائم في قطاع غزة مراعاةً للأزمة الإنسانية الكارثية بسبب التصعيد العسكري المستمر من السابع من شهر أكتوبر الماضي والذي أدى لسقوط عشرات آلاف القتلى والجرحى.
وأشار السفير أسامة عبد الخالق إلى أن «الجهود الدبلوماسية عنوان مهم لا يمكن إغفاله أو التغاضي عنه والمجموعة العربية ستستمر في الضغط الدبلوماسي بالتعاون مع الشركاء الدوليين خلال الفترة المقبلة على أمل الوصول لحل نهائي لوقف التصعيد في قطاع غزة والذي يواجه أزمة إنسانية غير مسبوقة منذ السابع من أكتوبر الماضي».
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: غزة فلسطين إسرائيل مجلس الأمن الدولي الأمم المتحدة المساعدات الإنسانیة إلى الجهود الدبلوماسیة وقف إطلاق النار فی مجلس الأمن حل الدولتین فی قطاع غزة العربیة فی
إقرأ أيضاً:
احتجاجات جرمانا.. جهود متواصلة لتطويق الأزمة ومنع الفتنة بسوريا
دمشقـ في الوقت الذي تجتهد فيه العديد من الأصوات الوطنية داخل محافظة السويداء جنوب العاصمة السورية دمشق لتطويق "فتنة جرمانا" وإنهائها بسلام، تنمو على الطرف المقابل مخاوفُ جادة من خطورة هذه الأزمة التي زحفت داخل توقيت حذر، خاصة مع دخول إسرائيل على خط الأزمة.
وشهدت مدينة جرمانا التي يقطنها الدروز والمسيحيون والسنة والعلويون أحداثا مؤسفة بدأت ظهر الجمعة 28 فبراير/شباط الماضي، وما زالت فصولها تتوالى حتى الآن.
وبحسب لؤي صفا، أحد سكان مدينة جرمانا، وكان شاهدا على تلك الأحداث، فإن المشكلة حدثت في محيط ساحة السيوف وسط جرمانا على خلفية خلاف بين شابين من عائلة قبلان تم نقل أحدهما إلى مستشفى المجتهد بدمشق.
وعقب ذلك حدث تلاسن ما بين أصدقاء الشاب، والكادر الطبي العامل في المستشفى، حيث تدخل عناصر من قوات الأمن العام، واقتادوا الشباب الدروز إلى مخفر الصالحية، وهناك حدث صدام ما بين عناصر المخفر، ودروز مسلحين جاؤوا من جرمانا، لإطلاق سراح الموقوفين.
ويضيف صفا للجزيرة نت: "ومساء الجمعة دخلت عناصر من قوات الأمن العام إلى مدينة جرمانا، ورفض أحدهم تسليم سلاحه، وحدث صدام بينهم وبين شباب دروز كانوا على الحاجز عند مدخل المدينة، باعتبار أن هناك توجيها صادرا عن الهيئة الروحية، وعن مشايخ جرمانا مفاده وجوب تسليم سلاح كل من يدخل جرمانا من دون مهمة رسمية، الأمر الذي أودى بحياة أحد عناصر قوات الأمن العام".
إعلان تطويق الأزمةوتوجهت فصائل مسلحة وطنية من السويداء إلى مدينة جرمانا أمس السبت لتطويق المشكلة، ورفدها بالحل، ومنعها من الانزلاق نحو مزيد من التصعيد، ويقول زياد أبو طافش المتحدث الإعلامي باسم فصيل لواء الجبل أحد الفصائل المشاركة بعملية التهدئة، للجزيرة نت: "ما حصل في جرمانا كان حدثا عرضيا جرى استثماره لاحقا لأجل بث فتنة وطنية، وتم احتواء المشكلة صباح السبت".
وأضاف أنه "تم التفاهم على خطوات الحل سلميا، لكن فوجئنا بانهيار الاتفاق نتيجة تحريض جهات غير معروفة من خلال بث رواية مخالفة لحقيقة ما حدث، وإعادة إنتاج القصة بشكل يخدم الفتنة ليجعلها مستعصية على الحل".
وكان وجهاء، ومشايخ في مدينة جرمانا قد أصدروا بيانا توضيحيا مساء السبت حصلت الجزيرة نت على نسخة منه، وجاء فيه: "أهالي بلدنا الحبيب وجوارنا الدمشقي، وعموم أهلنا في سوريا الحبيبة، نتشارك وإياكم المصاب الجلل الذي وقع الجمعة في مدينة جرمانا، والذي أودى بحياة أحمد ديب الخطيب، وإصابة شخصين آخرين على يد مجموعة غوغائية غير منضبطة لا تنتمي إلى عرفنا، ولا إلى عاداتنا أو تقاليدنا".
وأكد البيان أنه لن يتم التساهل في كشف ملابسات وفاة الخطيب، وتسليم الفاعلين إلى العدالة لينالوا جزاءهم العادل، حيث إنّ "هذا الحادث الأليم قد آلمنا مثلما آلم أهل الفقيد وذويه، ولن نسمح للتصرفات الفردية في أن تُسيء لانتمائنا، وعلاقاتنا مع جوارنا في الغوطة ودمشق وعموم أهل وطننا السوري".
قرارات عاجلةواتخذ مشايخ وأعيان ووجهاء مدينة جرمانا العديد من القرارات خلال اجتماع لهم لمناقشة الأزمة وهي:
رفع الغطاء عن جميع المسيئين والخارجين عن القانون، وأن يتم تسليم كل من تثبت مسؤوليته عن هذا الحادث إلى الجهة المختصة حتى ينال جزاءه العادل. العمل على إعادة تفعيل مركز ناحية جرمانا بأسرع وقت، وبكفاءات قادرة على إدارة الواقع بحكمة واقتدار، وتهيئة كافة الظروف المناسبة لضمان حسن سير عمله. أكد المجتمعون على أن جرمانا وعبر تاريخها لم تكن يوما إلا جزءا من غوطة دمشق، ولن يكون لها عمقٌ آخر غير العمق الدمشقي والسوري. الحرص الدائم على هذه العلاقة التاريخية المتجذرة في صون وحسن الجوار هو من الثوابت التي لا يمكن التنازل أو التخلي عنها. محاسبة جميع الأفراد والجهات التي تسعى إلى بثّ الفتنة والتفرقة وتأجيج الخلافات أو الارتهان إلى أجندات معادية، وعدم السماح لأي كان ببث الشقاق بين مكونات الوطن الواحد. فتح تحقيق رسمي بملابسات الحادث الذي وقع في قسم شرطة الصالحية، وما تضمنه من إساءة في التعامل، وإطلاق النار على عدد من الأشخاص المكلفين بالتواصل مع ضباط القسم لحل المشكلة التي وقعت سابقا في مستشفى المجتهد. إعلان شركاء الانتصاروبدوره، قال المحامي أسامة الهجري المستشار القانوني للشيخ حكمت الهجري، الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز في السويداء، للجزيرة نت، إن "المشكلة قد وجدت طريقها للحل، مضيفا أن قوات الأمن العام تقوم بعملها في جرمانا وأيضا يوجد ممثلون لها في السويداء، وأهالي السويداء يكنّون لهم المحبة، فهم شركاء في الانتصار وإخوة لنا في الوطن".
وأوضح أن هناك عقلاء يسعون لإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح، ولكن الفتن التي تُبث من خلال وسائل التواصل الاجتماعي هي التي تضخّم الأمور وتزيّفها، ونحن نأمل في إظهار الحقيقة على الدوام.
ونفى الهجرى منع قوات الأمن العام من الدخول إلى جرمانا أو السويداء، مشددا على أن هذا تفسير في غير محله لوقائع بسيطة من خلال التعاون والأداء، مشددا على أن قوات الأمن العام "هم إخوتنا وأبناء وطننا، ونحن على تعاون وتنسيق معهم، وأكرر احذروا فتن ومصطلحات الفيسبوك، وإن رؤيتي هذه مأخوذة من أساس متين يعود إلى أيام التحرير الأولى التي بيّنت محبة الشعب السوري لبعضه".
ويرفض الكثير من الوطنيين في الدروز سواء من الفصائل المسلحة، أو من السياسيين أن تسلك تلك الحوادث مسلك الفتنة، ويحاولون ما أمكن تجنبها.