أحمد عاطف (القاهرة)

مصادفات غريبة جمعت شخصيتين رئيستين تمثلان صورة حية للواقع العراقي، يجد كل منهما نفسه حبيساً في شقة ملاصقة للأخرى، يتواصلان عبر جدار يفصل بينهما، من دون أن يرى بعضهما بعضاً، ويحمل كل منهما اسماً وهمياً يضيف تعقيداً إضافياً للحبكة في رواية ميسلون هادي «الغرفة وضواحيها».
تعتمد الكاتبة على السرد المتقن في الرواية الصادرة حديثاً، والمرشحة ضمن القائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد للكتاب 2024، وتسلط الضوء على تأثيرات الحروب وآثارها على الحياة اليومية للعراقيين، كما تُلقي المصادفة الغامضة بظلالها على القصة، مما يجعل القارئ يتساءل، ويستمتع في الوقت ذاته بتفاصيل اللقاء الغريب الذي يكشف الحقائق والأحداث التي مرّ بها العراق وشعبه.


البيت المهجور
رمزية الجدار والبيت المهجور تمثل قيمة لدى ميسلون، وتقول لـ«الاتحاد»: تنقلنا كثيراً بين بيت وآخر بسبب ظروف كثيرة، من بينها السفر، لكن استقرارنا النهائي كان في بيتنا الأخير الذي شهد عزنا وأحلى أيام عمرنا، بعد رحيل زوجي لم نرجع إليه، ولا زال مهجوراً منذ ثلاث سنوات، وبما أني تحدثت كثيراً عن البيت المأهول بكل تفاصيله وجمالياته، في رواياتي كلها، فلربما أوحى إلى بيتنا، الذي لم نستطع الرجوع إليه حتى الآن، بأن يكون هو بطل الحكاية. والفقد هو الوجه الآخر للحياة، فالبيت يعيش أطول من صاحبه، ولكنه يصبح شبيهاً بالمصباح الرقيق الذي يتكسر في الروح ويجرحها بقسوة، أما الجدار، فيفصل بين اثنين من أقرب الناس إلى بعضهما، ولكن الأخطار الخارجية كانت هي الحاجز بينهما.
هام وزمن
وعن شخصيات الرواية ترى ميسلون أن شخصية «هام» هو الحب الخفي لشخصية «زمن»، وقد شعرتْ بالراحة للتحدث إليه من دون أن تدري أنه مصعب عريسها الذي لم يحضر العرس، وعندما يعودان ليصبحا «عالية» و«مصعب» بدلاً من هام وزمن، يكون الواقع قد أصبح قاسياً وعصيباً، لأنهما سيكونان في مكان صعب جداً تفصل بينهما غيبوبة مصعب الذي التقى بعروسه من خلف حاجز، وأراد أن يحميها من الخطر بطريقته.
تتحكم الكاتبة بالزمان أثناء سرد أحداث الرواية، وتوضح: «لأن الزمن كائن يتحرك معنا، فالبيت هو الذي يحمينا من أخطار هذا الزمن العصيب، بالمعنى الاجتماعي الأليف للبيت، إذ إنه الكتيبة الشجاعة التي تشق طريقها للقتال بقوة واحدة فقط».
تكمل: «هي حميمية البيت وجماله، فهو المكان الذي يشاركنا أحلامنا، ويرتفعُ معنا إليها، وحتى عندما فقد البيت كل عناصر هذه الحماية، فالنجاة من هذا المكان تكون بالبقاء فيه، أما الزمان قد تحدته زمن بأحلامها وانتظارها لمصعب، فكان لا يهمها أن الخارج قد أصبح جحيماً لا يطاق، لأن المفر من جحيم الخارج هو الحلم».

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: جائزة الشيخ زايد للكتاب

إقرأ أيضاً:

التنسيق العالي مستمر بينهما : مصر والعراق يؤكدان رفض تهجير الفلسطينيين ويوقعان 12 مذكرة تعاون

بغداد - أعربت مصر والعراق، الخميس، عن رفضهما التام لتهجير الفلسطينيين إلى أي دول مجاورة، وأعلنا توقيع 12 مذكرة تعاون بين البلدين في مجالات عدة لا سيما الاقتصادية.

جاء ذلك بحسب ما ذكره رئيسا وزراء مصر مصطفى مدبولي والعراق محمد شياع السوداني في مؤتمر صحافي ببغداد، على هامش زيارة غير محددة المدة بدأها المسؤول المصري الخميس، وفق مصدرين رسمين.

وقال مدبولي: “اليوم عُقدت اجتماعات الدورة الثالثة للجنة العليا المصرية العراقية المشتركة، وكُلنا أَمل وتفاؤل في أن نحقق من خلالها نقلة نوعية مشهودة في مسيرة علاقاتنا الثنائية مع العراق الشقيق في مختلف المجالات”.

وأضاف: “كان هناك تطابق كامل بين الرؤى المصرية والعراقية بشأن التحديات التي تواجه المنطقة العربية، وعلى رأسها حق أشقائنا الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة، والرفض التام لأي إجراءات من شأنها أن تؤدي إلى التهجير القسري لأشقائنا الفلسطينيين لأي دولة من دول الجوار، باعتبار أن ذلك يمثل تصفية للقضية الفلسطينية”.

من جانبه أشار السوداني، في المؤتمر الصحافي ذاته، إلى “توفر أرضية خصبة للتعاون والشراكة والتبادل التجاري والاقتصادي والتنموي والثقافي والعلمي، بين العراق ومصر”، بحسب بيان لمجلس الوزراء العراقي.

وأوضح أن البلدين سبق أن وقعا 11 مذكرة تفاهم في يونيو/ حزيران 2023، قبل أن يعززا تعاونهما اليوم بتوقيع 12 مذكرة تفاهم أخرى في مجالات عديدة بينها النقل والتنمية المحلية والتجارة وصيانة الصوامع والاتصالات.

وأكد السوداني أن “التنسيق العالي مستمر بين العراق ومصر، فيما يتعلق بالقضايا الراهنة في المنطقة، وفي مقدمتها العدوان على غزة ولبنان وعمليات إغاثة أهلنا الفلسطينيين، وإيصال المساعدات”.

وأضاف: “ندعم كل الجهود الإقليمية التي تستهدف ترسيخ الاستقرار والوقف الشامل والمستدام للحرب، ويجب عدم السماح لحكومة الاحتلال بتوسعة الحرب في المنطقة”.

وتابع: “العراق يجدد رفضه القاطع للدعوات أو محاولات تهجير الفلسطينيين إلى البلدان المجاورة، ونؤكد حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم الفلسطينية وعاصمتها القدس”.

وتوالت ردود فعل مصرية رافضة للتهجير منذ اقتراح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب السبت، نقل فلسطينيي قطاع غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، متذرعا بـ”عدم وجود أماكن صالحة للسكن في غزة”، الذي أبادته إسرائيل طوال أكثر من 15 شهرا.

وتجنبت الردود الإشارة لمقترح ترامب مباشرة، وأكدت بشكل عام الرفض القاطع لتهجير الفلسطينيين لبلادهم، وذلك بحسب بيان للخارجية المصرية الأحد، وكلمة لرئيس البرلمان حنفي جبالي الاثنين، وكلمة لوزير الخارجية بدر عبد العاطي أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بجنيف الثلاثاء.

وأضيفت إلى ذلك، مواقف رافضة لمقترح ترامب من جهات عدة، بينها الأردن والعراق وفرنسا وألمانيا، وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، والأمم المتحدة.

Your browser does not support the video tag.

مقالات مشابهة

  • التنسيق العالي مستمر بينهما : مصر والعراق يؤكدان رفض تهجير الفلسطينيين ويوقعان 12 مذكرة تعاون
  • استهلاك البطاطس وأمراض القلب.. دراسة تحسم الصلة بينهما
  • “اللجنة” لصنع الله إبراهيم: كيف تسائل الرواية أنظمة القهر؟
  • العبيدي: زيارة مجلس إدارة المركزي إلى درنة تحمل رمزية سياسية كبيرة
  • البهكلي والغامدي يزفان “مصعب” لعش الزوجية
  • محرز يتوج بجائزة رمزية في الدوري السعودي
  • وهب رومية: الأعمال الإبداعية موازاة رمزية للواقع الاجتماعي
  • فلسطين: إصابة اثنين بينهما صحفية برصاص الاحتلال الإسرائيلي في طولكرم
  • آخر خبر.. هذا ما يفعله العدو على الحدود وأمام المواطنين!
  • موسكو وضواحيها تسجل 3 درجات حرارة قياسية