رؤية إماراتية لدعم الواقع العربي
تاريخ النشر: 30th, December 2023 GMT
يشكل الواقع العربي ودعم كافة مسارات الارتقاء به لخير وصالح جميع دول الأمة وشعوبها أولوية راسخة في نهج ومسيرة دولة الإمارات ورؤية قيادتها الرشيدة الحريصة على تقديم كل دعم ممكن وعلى مختلف المستويات لتحقيق نقلات نوعية نحو الأفضل، بالإضافة إلى مبادراتها التي تتسم بالواقعية والتركيز على مسارات واستراتيجيات تتسم بالحداثة ومواكبة العصر لتحقق النتائج المطلوبة التي تواكب الطموحات بالتقدم والازدهار، وعبر انتهاج آليات متطورة وعلمية تقوم على المراجعة والتقييم وتمكين أصحاب القرار من إيجاد واقع أكثر فائدة وتطويراً، وبرعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، فإن أعمال “المنتدى الاستراتيجي العربي” التي تنطلق في دبي 3 يناير بمشاركة نخبة من المسؤولين من مختلف أنحاء العالم والخبراء الاستراتيجيين وقادة الفكر في السياسة والاقتصاد، لمناقشة “حالة العالم العربي سياسياً واقتصادياً 2024″، تمثل محفلاً استراتيجياً شديد الأهمية لبحث الواقع العربي الراهن وفرصة للمعنيين بالتخطيط الاستراتيجي، إذ تركز الدورة الجديدة على حالة العالم العربي سياسياً واقتصادياً حيث يشخص المتحدثون المتغيرات وموقع العرب ودورهم في التغيرات المتسارعة إقليمياً ودولياً، وكذلك استشراف المرحلة المقبلة وانعكاساتها على خارطة المصالح والتوازنات العالمية.
“المنتدى” منذ انطلاقه في العام 2001 منصة فكرية شديدة الأهمية بفضل رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم “رعاه الله”، وتوجيهات سموه في سبيل تمكين أصحاب القرار من انتهاج تفكير عصري متقدم وفاعل ومؤثر ودعم القدرات بهدف الاستشراف الدقيق للمستقبل، ومدهم بالرؤى المناسبة للتعامل مع المستجدات التي تشهدها الساحة الدولية والتي يمكن أن يكون لها تأثير مباشر على أغلب الدول، ومن هنا تكتسب الدورة الحالية أهميتها المضاعفة نظراً لما يشهده الوضع العالمي من أوضاع وصراعات وأزمات متسارعة تضاعف مسؤولية المعنيين وتضعهم أمام تحديات كبرى عليهم التعامل معها بكل كفاءة واحترافية وخاصة تلك المتعلقة بالأوضاع السياسية والاقتصادية في دولهم وتتطلب فهماً عميقاً للتحولات الجارية وامتلاك المرونة اللازمة للتعامل الفاعل معها عبر حلول استباقية تضمن مواصلة التنمية وتعزيز استقرار المجتمعات ومن هنا تكمن الأهمية الاستثنائية للمنتدى لما يقدمه من فرصة لإجراء قراءة دقيقة وتبادل وجهات النظر والخبرات والاستفادة من التجارب البناءة والتعرف على أحدث الأبحاث ذات الصلة.
الإمارات تولي اهتماماً كبيراً لتعزيز التعاون ودعم جهود التطوير في مختلف الدول العربية الشقيقة لأن كل نهضة حضارية في أي منها فيه مصلحة الأمة جمعاء وحقها في أن تستعيد دورها ومكانتها بين الأمم، وبكل عزيمة تواصل رفد كل مسعى بالمبادرات القادرة على صناعة الفارق نحو مراحل أرحب من التطور والتنمية.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
منتدى أبوظبي للسلم يختتم ملتقاه الثالث «رمضان شهر السلام»
أبوظبي: «الخليج»
تحت إشراف العلّامة عبدالله بن بيّه، رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، ورئيس منتدى أبوظبي للسلم، اختتم المنتدى أعمال ملتقاه الرمضاني الرقمي الثالث، ونُظم تحت شعار «رمضان شهر السلام» من 3 إلى 24 مارس 2025، جامعاً بين التأملات القرآنية والمعاني الإيمانية والحكم الإنسانية، في سلسلة محاضرات شارك فيها نخبة من كبار العلماء والمفتين والمفكرين من مختلف الدول المسلمة ومن المجتمعات المسلمة في العالم.
افتُتح الملتقى بكلمة العلّامة بن بيه، قدّم فيها تهنئة رمضانية جامعة، ودعوة لجعل الشهر الفضيل محطةً لإحياء معاني السلم والرحمة والتسامح. مؤكداً أن رمضان زمن ملائم لاستعادة القيم التأسيسية للدين التي تهدي إلى السلام وتنهى عن الغلوّ والانقسام. وهذا الموسم الرمضاني جاء ليغتنم مناسبة شهر رمضان ليجعل منه منبراً عالمياً للحوار والتزكية، ومنصةً فكرية تجمع بين الشرق والغرب، بين العلماء وصنّاع السلام، في سياق يُعيد للموسم الروحي الإسلامي معناه الحضاري ودوره في ترسيخ ثقافة السلام والتسامح.
وتنوعت المشاركات من كل أرجاء المعمورة، حيث شارك من المغرب العربي، الشيخ محمود بن هشام الشيخ، مفتي الجمهورية التونسية، بمحاضرة «وقفات مع آية: ﴿شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن﴾»، استعرض فيها المعاني القرآنية المؤسسة لرسالة رمضان. أما الدكتور عدنان إبراهيم، مستشار مدير جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، فتناول في محاضرته «رمضان.. شهر تنوير العقول وتزكية النفوس» العلاقة بين البناء المعرفي والتزكية الأخلاقية.
وشارك من آسيا الشيخ الدكتور نور الحق قادري، عضو مجلس أمناء المنتدى ووزير الشؤون الدينية الأسبق في باكستان، بكلمة عن «مقاصد الصيام وتعزيز السلم المجتمعي»، مبيناً أثر الصوم في تهذيب الذات وضبط النّفس بالفضائل وصناعة التماسك الاجتماعي.
ومن أقصى الغرب، من الولايات المتحدة، قدّم الدكتور حمزة يوسف، رئيس كلية الزيتونة بكاليفورنيا، محاضرة «السلام وروح رمضان»، ربط فيها بين التّجربة الرّوحية الرمضانية ومفهوم السلام الشامل.
ومن شرق القارة الآسيوية، قدم الدكتور نظير الدين محمد ناصر، مفتي جمهورية سنغافورة، المحاضرة الختامية «رمضان وقيم المشترك الإنساني»، دعا فيها إلى ترسيخ التفاهم والتعايش السعيد عبر القيم الإنسانية الجامعة.
وتتويجاً لأعمال هذا المنشط الرمضاني، نظم المنتدى في17 مارس، إفطاراً جماعياً بحضور عدد من العلماء ضيوف صاحب السموّ رئيس الدولة، إلى جانب شخصيات دبلوماسية عالمية معنية بتعزيز تيار السلام العالمي. جسّد اللقاء قيم الكرم والانفتاح والتسامح، في مشهد عابر للثقافات والقارات، يعكس روح الشهر الفضيل ورسالته السامية.