تحتفل الطوائف المسيحية في أنحاء العالم بعيد الميلاد، لكن هذا العام يختلف عن غيره في فلسطين، حيث تشهد البلاد ظروفاً صعبة للغاية، تمثلت في عدوان إسرائيلي على قطاع غزة استمر أكثر من 78 يوماً، وفرض حصار على المدينة المقدسة بيت لحم، مما دفع الكنائس إلى إلغاء الاحتفالات.
ويقدر تعداد مسيحيي فلسطين بنحو 2.3 مليون نسمة أغلبيتهم المطلقة تقيم خارج فلسطين، منهم نحو 45 ألفا فقط في الأراضي المحتلة منذ عام 1967 بينهم 40 ألفا في الضفة، و4 آلاف في القدس، ونحو ألف في قطاع غزة، في حين يقيم نحو 114 ألفا داخل أراضي الـ48.
وتعد مدينة بيت لحم من أهم المدن السياحية في فلسطين، حيث تستقبل ملايين السياح سنويًا خلال موسم أعياد الميلاد.
وفي ظل هذه الظروف، كان قرار الكنائس الفلسطينية بالاقتصار على المراسم الدينية وإلغاء الاحتفالات أمراً منطقياً، حيث أن عيد الميلاد هو عيد للسلام والفرح، لكن فلسطين تفتقد للسلام والعدالة والحرية.
واختفت أضواء الاحتفالات وشجرة عيد الميلاد التى عادة تزين ساحة المهد كما اختفت حشود الزوار والشباب الذين يجتمعون فى البلدة الواقعة بالضفة الغربية كل عام للاحتفال وحل بدلا منهم العشرات من دوريات الأمن الفلسطينية فى الساحات الخالية، وأحاطت الأسلاك الشائكة بالمشهد فى بيت لحم ولم تعكس الأنقاض الرمادية أيا من الأضواء المبهجة والألوان التى تملأ الساحة عادة خلال موسم عيد الميلاد. وزاد الطقس البارد الممطر من الحالة القاتمة.
ومن المفرح أن قرار إلغاء الاحتفالات بعيد الميلاد، هو قرار شعبي نتيجة استطلاع لرأي الأهالي في المدينة، حيث أجمعوا على إلغاء مظاهر الاحتفالات مع الحفاظ على روح العيد بإقامة الصلوات والطقوس الدينية، وهو ليس قرار كنسيا أو حكوميا.
وأعرب العديد من المسيحيين الفلسطينيين عن حزنهم وخيبة أملهم بسبب إلغاء الاحتفالات. وقالوا إن عيد الميلاد هو عيد للسلام والفرح، لكن الظروف الحالية في فلسطين لا تسمح بذلك.
وشكل إلغاء احتفالات عيد الميلاد في مدينة بيت لحم ضربة موجعة لاقتصاد المدينة، حيث تمثل هذه الاحتفالات موسماً مزدحماً للسياحة والتجارة، وبحسب تقرير صادر عن وزارة السياحة الفلسطينية، فإن إلغاء الاحتفالات سيؤدي إلى خسائر اقتصادية تصل إلى 100 مليون دولار.
وتواجه الضفة الغربية تحديات اقتصادية كبيرة، حيث يعتمد اقتصادها بشكل كبير على المساعدات الخارجية، ويعاني من القيود الإسرائيلية المفروضة على حركة الأشخاص والبضائع. وقد أدت الأحداث الأخيرة في الضفة الغربية، بما في ذلك الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة واحتجاجات الفلسطينيين على الاقتحامات الإسرائيلية للمسجد الأقصى، إلى تفاقم هذه التحديات.
وعلى الرغم من هذه التحديات، فإن تضامن الفلسطينيين في الضفة الغربية مع غزة مهم من الناحية السياسية. فهذا التضامن يعكس ترابط الفلسطينيين اتجاه قضيتهم، ويؤكد على رفضهم للظلم الذي يتعرضون له من قبل إسرائيل، ويؤكد على أن الفلسطينيين ينظرون إلى أنفسهم كشعب واحد، وأن غزة ليست مجرد قطاع منفصل عن الضفة الغربية.
وفي ظل هذه التحديات، فإن الدعم العربي للاقتصاد الفلسطيني ضروري. ويمكن أن يشمل هذا الدعم تقديم المساعدات المالية، ودعم المشاريع الاقتصادية، وتعزيز التعاون الاقتصادي بين الدول العربية والسلطة الفلسطينية.
ويأمل الفلسطينيون أن يأتي عيد الميلاد القادم في ظروف أفضل، حيث تتحقق السلام والعدالة والحرية للشعب الفلسطيني، معتبرون أن رسالة عيد الميلاد من بيت لحم هذا العام، هي وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، انطلاقا من أحقية الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: إلغاء الاحتفالات الضفة الغربیة عید المیلاد فی فلسطین قطاع غزة بیت لحم
إقرأ أيضاً:
اليوم..ذكرى ميلاد المسرحي المصري يسري الجندي
في مثل هذا اليوم 5 فبراير (شباط) 1942 ولد الكاتب والمسرحي المصري السيناريست، يسري علي الجندي في محافظة دمياط، الذي يعتبر من أشهر كتاب المسرح المصري والعربي.
بدأ تواجد الجندي في الساحة المسرحية ابتداء من أواخر الستينيات، ثم حصل على بكالوريوس الإعلام من جامعة القاهرة عام 1977، ونجحت أعماله في تسليط الضوء على العديد من القضايا الإجتماعية المهمة، بأسلوب جميل استند فيه على التراث.كما قدم العديد من الأعمال الدرامية المميزة خاصة في مجال السيرة الشعبية، وقد تم تمثيل مسرحياته في عدة دول عربية، ومهرجانات دولية، وقدمت له اتحادات الفنانين العرب أول افتتاح مسرحي بمسرحية "واقدساه" وشارك فيها عدد كبير من الفنانين العرب، وتم تقديمها في القاهرة وعمان وبغداد، وبابل.
لعب دورا بارزا في خدمة الحركة المسرحية في وطنه، مصر فقد عمل بوزارة الثقافة منذ عام 1970، ثم عمل مديراً لمسرح السامر بالقاهرة عام 1974، ومديراً للفرقة المركزية للثقافة الجماهيرية عام 1976، وكان مستشاراً ثقافياً لرئيس جهاز الثقافة الجماهيرية عام 1982 ثم مديراً عاماً للمسرح بالهيئة العامة لقصور الثقافة حتى عام 1996 ثم مستشاراً لرئيس الهيئة للشئون الفنية والثقافية حتى أحيل للمعاش في 5 فبراير 2002م، كان عضو لجنة المسرح بالمجلس الأعلى للثقافة لعدة سنوات، وعضو لجنة الدراما العليا باتحاد الإذاعة والتليفزيون.
وذكرت يسري الجندي، الموسوعة القومية للشخصيات المصرية البارزة، التي أصدرتها الهيئة العامة
للاستعلامات بوزارة الإعلام المصرية، حيث يعود له الفضل في المساهمة بدعم وتطوير مسرح الثقافة الجماهيرية، وتم تكريمه من عدة جهات فحصل على جائزة الدولة التشجيعية في المسرح عام 1981، ووسام العلوم والفنون، من الطبقة الأولي، ثم جائزة الدولة للتفوق عام 2005.
واشتهرت أعماله وحققت انتشارا واسعا على الصعيد العربي، ومن أشهرها: عنترة – ما حدث لليهودي التائه عن المسيح المنتظر – الهلالية – رابعة العدوية – المحاكمة – علي الزيبق – واقدساه – الساحرة وصدر الجزئين الأول والثاني من مجموعة الأعمال الكاملة بهيئة الكتاب لمسرحياته "18 مسرحية" كما صدر له مسرحية "الإسكافي ملكاً" عام 2002.
وتم نشرت عدة دراسات له ومقالات في المجلات الثقافية المصرية والعربية، وكذلك عدد من فصول كتابه "ملاحظات نحو تراجيديا معاصرة"، وشارك في عدد من مهرجانات المسرح كان أبرزها ملتقى القاهرة للمسرح العربي عام 1994 وله العديد من الأعمال السينمائية، والتي ظهر فيها جليا اهتمامه بالتراث، الذي يعتبر سمه وملمحا لمعظم أعماله.
وتعرف الجمهور العربي عن قرب على أعماله عبر مشاركتها في عدة مهرجانات مثل
مهرجان قرطاج، ومهرجان بغداد وغيرها.
وتنوعت أعماله التي قدمها للدراما التليفزيونية بعضها من التاريخ والتراث الشعبي وأخرى ذات طابع فانتازي وأعمالاً معاصرة منها :
عبد الله النديم – نهاية العالم ليست غداً – أهلاً جدي العزيز – علي الزيبق – مملوك في الحارة – المدينة والحصار – علي بابا – قهوة المواردي – السيرة الهلالية ثلاثة أجزاء – جمهورية زفتى – التوأم – سامحوني ماكانش قصدي – جحا المصري – الطارق – من أطلق الرصاص على هند علام .
وفي عام 2022 رحل يسري الجندي عن عمر ناهز 80 عاما، تاركا إرثا غنيا يمثل تاريخا مهما في الإبداع المسرحي، وفي الدراما التلفزيونية.