اتهم المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة إسرائيل بسرقة الأعضاء الحيوية من جثامين 80 فلسطينياً من ضحايا الحرب المستمرة على القطاع منذ 7 أكتوبر.

وندد المكتب وأدان بأشد العبارات "امتهان جيش الاحتلال الإسرائيلي لكرامة جثامين 80 شهيداً من شهداء شعبنا الفلسطيني، كان الاحتلال سرقها سابقاً خلال حرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها، وسلمها مُشوَّهة من معبر كرم أبو سالم للدفن في محافظة رفح"، بحسب بيان المكتب.

وقال المكتب الفلسطيني إن إسرائيل سلمت الجثامين مجهولة الهوية، ورفضت تحديد أسماء أصحابها أو حتى تحديد الأماكن التي أخذت منها، مؤكداً أنه بعد معاينتها تبين أن ملامح الضحايا مُتغيرة بشكل كبير في إشارة واضحة إلى سرقة أعضاء حيوية منها.

وأضاف أن إسرائيل "كررت هذه الجريمة أكثر من مرة خلال حرب الإبادة الجماعية، كما ارتكبت من قبل جريمة نبش قبور في جباليا، وسرقة بعض جثامين الضحايا منها، إضافة إلى أنها لا تزال تحتجز عشرات الجثامين من قطاع غزة".

وجاء في البيان أن "هذه الجريمة تضاف إلى سلسلة من الجرائم التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي بعدما منحته الولايات المتحدة الأميركية الضوء الأخضر لممارسة أعمال القتل بحق المدنيين والأطفال والنساء"، مطالباً بتشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة تماماً في اختطاف الجيش الإسرائيلي جثامين الضحايا وسرقة أعضائهم الحيوية.

وأعرب المكتب الفلسطيني عن بالغ دهشته من "المواقف الصامتة للمنظمات الدولية التي تعمل في قطاع غزة، مثل منظمة الصليب الأحمر تجاه مثل هذه الجرائم الفظيعة التي يرتكبها جيش الاحتلال"، واصفاً مواقف هذه المنظمات بأنها "باهتة وثانوية ومرتبكة وبعيدة عن الموقف الإنساني والأخلاقي، كما أنها منظمات لا تؤدي المهام والواجبات المطلوبة منها على الوجه الأكمل".

وطالب المكتب المنظمات الدولية العاملة في القطاع بتحسين أدائها وتأدية دورها المنوط بها بشكل أكثر فاعلية وقوة، "لا سيما في الضغط على إسرائيل والكشف عن جرائمها أمام العالم".

مقابر الأرقام

وفي 4 يوليو 2022، أثار رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية قضية استخدام جثامين الضحايا في مختبرات كليات الطب في بعض الجامعات الإسرائيلية، ما يضيف بعداً جديداً إلى جرائم الاحتلال وانتهاكاته عبر تورط مؤسسات أكاديمية في جرائم يحظرها القانون الدولي، إلى جانب تفشي العنصرية في هذه المؤسسات.

وأفاد تقرير أصدره المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الاستراتيجية "مسارات"، في أغسطس 2022، بأن إسرائيل تتبع ‏سياسة ‏احتجاز الجثامين وسرقة أعضائهم منذ عام 1948، ‏فيما يعرف بـ"مقابر الأرقام".

ومنذ عام 2015، بدأت إسرائيل احتجاز الجثامين في الثلاجات ضمن سياسة ممنهجة تتيح لها سرقة المزيد من الأعضاء، أو استعمالها لإجراء تجارب ودراسات في كليات الطب الإسرائيلية، بحسب المركز.

ونقل التقرير عن أهالي ضحايا، وتقرير لوزارة الإعلام الفلسطينية، في 18 أبريل 2022، أن إسرائيل تحتجز 104 جثامين في الثلاجات، و256 في "مقابر الأرقام"، إضافة إلى احتجاز 13 جثماناً منذ مطلع 2022.

"اعتراف إسرائيلي"

واعترف المدير السابق لمعهد أبو كبير للطب الشرعي في إسرائيل يهودا هس بسرقة أعضاء الفلسطينيين في فترات مختلفة بين الانتفاضتين الأولى والثانية تحت غطاء القانون، بحسب المركز.

ووجهت صحيفة "أفتونبلاديت" السويدية اتهامات إلى المعهد بسرقة الأعضاء والاتجار بها ضمن شركات دولية غير شرعية.

وأكدت شبكة CNN الأميركية، في تقرير عام 2008، تورط إسرائيل في جرائم اختطاف وقتل للفلسطينيين لسرقة أعضائهم، وما يعزز صحة هذه الاتهامات أن إسرائيل "هي الدولة الوحيدة التي تحتجز جثامين الضحايا بشكل ممنهج، وتُصنف كأكبر مركز عالمي لتجارة الأعضاء البشرية بشكل غير قانوني"، وفق المركز الفلسطيني.

وفي دراستها عن التعامل مع أجساد الفلسطينيين في مركز أبو كبير، والتي نشرتها في كتاب بعنوان "على جثثهم"، قالت الباحثة الأنثروبولوجية ميرا ويس إنه أثناء وجودها في المعهد "شاهدت كيف يأخذون أعضاء من أجساد الفلسطينيين وفي المقابل يتركون جثث الجنود سليمة".

وأضافت الباحثة: "إنهم يأخذون القرنيات والجلد وصمامات القلب، بشكل يجعل غياب تلك الأعضاء لا يلاحظه غير المتخصصين، إذ يعوضون القرنيات بأجسام بلاستيكية، وينزعون الجلد من الخلف كي لا تراه أسرة الضحية. بالإضافة إلى ذلك، يجري استخدام الجثث في كليات الطب بالجامعات الإسرائيلية لأغراض بحثية".

أكبر بنك للجلود البشرية

وتمتلك إسرائيل أكبر بنك للجلود البشرية في العالم، وهو منشأة طبية تخزن الجلود البشرية لاستعمالها لاحقاً في معالجة الحروق والسرطانات الجلدية.

وجرى تشييد البنك عام 1986، بإشراف من قطاع الطب العسكري التابع للجيش الإسرائيلي، ويقدم خدماته على مستوى دولي، خاصة طلبات الدول الغربية.

ويختلف البنك الإسرائيلي عن باقي البنوك حول العالم بأن مخزوناته من الأعضاء الحيوية لا تأتي من متبرعين طوعيين فقط، بل سجلت عمليات سرقة جلود من جثث الضحايا الفلسطينيين، بحسب تحقيق استقصائي نشره الصحافي السويدي دونالد بوستروم، عام 2001، عن سرقة الأعضاء من جثث الضحايا الفلسطينيين والاتجار بها، وكانت هذه أول مرة يجري فيها كشف هذا الأمر للرأي العام الدولي.

المصدر: وكالة خبر للأنباء

كلمات دلالية: جثامین الضحایا أن إسرائیل

إقرأ أيضاً:

إسرائيل قلقة من قدرات الجيش المصري..كاتس: إنها أكبر وأقوى دولة عربية!

قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، “إن إسرائيل لن تسمح لمصر بخرق وإنتهاك اتفاقية السلام”.

وبحسب صحيفة “يديعوت أحرونوت”، أضاف كاتس: “مصر أكبر وأقوى دولة عربية ولا تزال كذلك”، مضيفا أن “معاهدة السلام”، أخرجت مصر من دائرة الحرب، في قرار قيادي غيّر وجه التاريخ ووضع دولة إسرائيل، ولا تزال كذلك حتى اليوم”.

وقال: “لكننا لن نسمح لهم بانتهاك معاهدة السلام، ولن نسمح لهم بانتهاكات بنيوية،  نحن نتعامل مع الأمر، لكن الاتفاق قائم”.

وأشارت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، إلى أن “تصريحات “كاتس” جاءت على خلفية شائعات ترددها عناصر من اليمين المتطرف على شبكة الإنترنت عن استعدادات عسكرية مصرية لمهاجمة إسرائيل بشكل غير متوقع رغم معاهدة السلام”.

وكان العديد من المسؤولين الإسرائيليين، تحدثوا خلال الآونة الأخيرة “عن تنامي القدرات العسكرية المصرية”، مؤكّدين أنها “تمتلك جيشا قوي ومجهز”.

وتساءل السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، داني دانون، عن “السبب الذي يجعل مصر تواصل تحديث جيشها وتنفق مئات الملايين من الدولارات كل عام، رغم أنها لا تواجه أي تهديدات على حدودها”.

بالمقابل، قال مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة السفير أسامة عبد الخالق، إن “الردع وتوازن القوى عنصران أساسيان لتحقيق الاستقرار والسلام، بما في ذلك في منطقة الشرق الأوسط”.

يذكر أن تصنيفات موقع “غلوبال فاير باور”، المتخصص بالشؤون العسكرية، تشير إلى أن “الجيش المصري يحتل المرتبة الـ 19 بين أضخم 20 جيشا في العالم في 2025، ويمتلك أكثر من ألف طائرة ونحو 3600 دبابة وآلاف المدافع إضافة إلى 150 وحدة بحرية، في حين تأتي إسرائيل في المرتبة الـ15، وتمتلك أكثر من 600 طائرة و1300 دبابة ونحو 60 وحدة بحرية”.

مقالات مشابهة

  • مستشار الرئيس الفلسطيني: القمة العربية شهدت مواقف موحدة ضد تهجير الفلسطينيين
  • الرئيس الشرع: دعوات تهجير الفلسطينيين ليست تهديداً للشعب الفلسطيني فقط بل للأمة العربية بأسرها
  • ما الدول التي تمتلك أكبر احتياطيات من «المعادن النادرة» بالعالم؟
  • الباعور لـ رئيس الوزراء الفلسطيني: نرفض أي محاولات لتهجير الفلسطينيين من ديارهم
  • إسرائيل قلقة من قدرات الجيش المصري..كاتس: إنها أكبر وأقوى دولة عربية!
  • هاكر فى الظل.. اختراق ياهو أكبر سرقة بيانات فى التاريخ
  • بعد التهنئة برمضان.. ما أبرز الفتاوى اليهودية التي تشجع على قتل الفلسطينيين والعرب؟
  • بعد التهنئة برمضان.. ما أبرز الفتاوى اليهودية التي تشجيع على قتل الفلسطينيين والعرب؟
  • تركيا أكبر مخاوف إسرائيل حاليًا
  • تظاهرات في إسرائيل احتجاجًا على عدم بدء المرحلة الثانية من اتفاق غزة