أكد دكتور محمد فايز فرحات، عضو مجلس أمناء الحوار الوطنى، أن الرئيس السيسى يؤمن بأهمية الحوار ويراهن عليه لإدخال العديد من التغييرات الاقتصادية والاجتماعية، مشيراً إلى أن الحوار الوطنى إحدى أدوات عملية الإصلاح الشاملة، وأسهم فى تشكيل المشهد الحضارى الذى قدمه المصريون فى الانتخابات الرئاسية الأخيرة.. وإلى نص الحوار:

كيف أثرى الحوار الوطنى الحياة السياسية فى مصر؟

- واقع الأمر أن الحوار الوطنى حقق مكاسب كبيرة منذ أن دعا إليه الرئيس السيسى فى أبريل من عام 2022، وتأكدت هذه المكاسب عبر مسيرة عملية الحوار، سواء من خلال جلسات مجلس الأمناء أو الجلسات العلنية أو الجلسات المتخصصة، ويمكن أن نميز هنا بين نوعين من المكاسب، الأول هو المكاسب القيمية، وأعنى بذلك أن الحوار الوطنى أسهم فى تعزيز مجموعة من القيم المهمة التى تراجعت داخل المجتمع المصرى بشكل عام، وبين القوى السياسية بشكل خاص.

محمد فرحات: الرئيس يؤمن بأهمية الحوار ويراهن عليه لإنجاز العديد من التغييرات الاقتصادية والاجتماعية 

وما تلك القيم؟

- أولها هى قيمة «الحوار» ذاتها، فالحوار الوطنى أسهم فى تأكيد وإعادة الاعتبار لقيمة الحوار المهمة داخل المجتمع، وبين القوى والتيارات السياسية، أما الثانية التى لعب الحوار الوطنى دوراً فى تأكيدها وتعزيزها فى الحياة السياسية والحزبية، فهى «التوافق الوطنى»، وهى قيمة لم تأخذ الاهتمام الكافى خلال العقود السابقة، ولا شك أن تعزيز هذه القيمة يعزز من قيم أخرى داخل المجتمع، وعلى رأسها الاستقرار وغياب الاستقطاب.

هناك قيمة ثالثة عززها الحوار الوطنى خلال الفترة السابقة هى العمل وفق أولويات وطنية، ذلك أن الحوار الوطنى يقوم فى جوهره وفلسفته الأساسية على تعزيز قيمة الأولويات الوطنية خلال المرحلة المقبلة. أخيراً، وليس آخراً، يمكن القول إن الحوار الوطنى عزز من قيمة الإصلاح بمعناه الشامل داخل المجتمع، السياسى والاقتصادى والاجتماعى.

وما المستوى الثانى من مكاسب الحوار الوطنى؟

- المستوى الثانى من المكاسب هو المكاسب المتعلقة بمخرجات الحوار الوطنى نفسه، وهنا تجدر الإشارة إلى أن الحوار قد انتهى من حزمة أولى من المخرجات، وهى تتعلق بالنسبة الأهم من أجندة الحوار الوطنى، فى المحاور الثلاثة السياسى والاقتصادى والمجتمعى.

تكريس مبدأ المشاركة خلق قناعة بوجود أفق لحياة حزبية.. ولولاه لما شارك قادة 3 أحزاب في سباق الرئاسة

وكيف أسهم الحوار الوطنى فى التعددية الحزبية؟

- هناك عوامل عديدة تفسر لنا المشهد الحضارى الذى قدمه المصريون فى الانتخابات الرئاسية، سواء المصريون فى الخارج أو فى الداخل، ومن بين هذه العوامل بالتأكيد الحوار الوطنى وما كرسه من قيم جديدة داخل الحياة السياسية على نحو ما سبقت الإشارة إليه، وفيما يتعلق بالانتخابات الرئاسية تحديداً كان للحوار الوطنى تأثيره من زوايا عدة، أولها بناء قناعة لدى الأحزاب السياسية بأن هناك حياة سياسية حقيقية يجرى بناؤها وإعادة تنظيمها فى مصر، وأنه لا بد من المشاركة فى هذه العملية.

وهل ترى علاقة بين الحوار الوطنى ومشاركة 3 رؤساء أحزاب فى الانتخابات الرئاسية؟

- تكوّن لدى الأحزاب السياسية قناعة بأهمية أن تكون جزءاً من المشروع الوطنى وعملية الإصلاح الجارية فى مصر، من خلال تعزيز مبدأ المشاركة بشكل عام، انطلاقاً من قناعة بأن هناك أفقاً لحياة حزبية فى مصر، ولولا هذه القناعة لما شارك قادة ثلاثة أحزاب سياسية فى هذه الانتخابات، لقد أسهمت هذه المشاركة الحزبية فى إعادة الاعتبار للأحزاب السياسية، باعتبارها الأطر التنظيمية الأهم لبناء الكوادر السياسية، والمدخل المؤسسى لتفعيل الحياة السياسية. وقدمت الانتخابات للأحزاب فرصة كبيرة للتفاعل مع الناخب، وتقديم برامجها وتنظيم حملاتها الانتخابية.

ما دلالة دعوة الرئيس فى أول كلمة له عقب فوزه بالانتخابات لاستئناف جلسات الحوار؟

- حملت دلالات عديدة مهمة، أبرزها إيمان الرئيس العميق بأهمية الحوار الوطنى، ومراهنته على هذا الحوار لإدخال العديد من التغييرات على السياسات الاقتصادية والاجتماعية فى مصر، بجانب التعديلات المقترحة على العديد من التشريعات المنظمة للحياة السياسية. بل وإيمانه بأن الحوار الوطنى يمكن أن يلعب دوراً كبيراً فى تطوير الثقافة السياسية فى مصر.

فى تقديرى أن المرحلة المقبلة من الحوار ستشهد تفاعلاً قوياً لأكثر من سبب، فبالإضافة إلى الدعم الكبير الذى يلقاه الحوار من جانب الرئيس نفسه، فقد نجح الحوار فى بناء قناعة قوية لدى القوى السياسية الوطنية بأهمية هذا الحوار، وما اتسم به من منهجية وفلسفة واضحة تحكم عمله، وأهمية البناء على ما تحقق من نجاحات حتى الآن. ومرة أخرى، فإن كل ذلك يعكس الفلسفة الواضحة والمتكاملة التى يعمل بها الرئيس السيسى فى مختلف المجالات.

 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الحوار الوطنى المحاور الثلاثة الجمهورية الجديدة الانتخابات الرئاسیة الحیاة السیاسیة داخل المجتمع العدید من فى مصر

إقرأ أيضاً:

رومانيا.. زعيم حزب الليبراليين السابق ينسحب من سباق الانتخابات الرئاسية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أعلن الزعيم السابق لحزب الوطنيين الليبراليين ورئيس حزب "القوة الصحيحة" لودوفيك أوربان، انسحابه من السباق الرئاسي الروماني لصالح الزعيمة الإصلاحية إلينا لاسكوني من حزب "الاتحاد لإنقاذ رومانيا.

وذكرت منصة (البلقان) الإخبارية، الثلاثاء، أن هذه الخطوة تهدف إلى توحيد قوى اليمين الوسط في رومانيا خلف مرشح واحد قبل أيام من الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية المقررة في 24 نوفمبر.

وتشير التوقعات إلى أن الزعيم القومي جورج سيميون، وليس أيًا من مرشحي اليمين الوسط، هو الأكثر احتمالًا للتأهل للجولة الثانية إلى جانب رئيس الوزراء الحالي مارسيل تشيولاكو.

ولا يزال نيكولاي تشيوكا، زعيم حزب الليبراليين الحالي، وميرتشيا جيوانا، المرشح المستقل والمسؤول السابق في حلف الناتو، إلى جانب لاسكوني، أبرز مرشحي اليمين الوسط. ومع ذلك، فإن استمرارهم في السباق بشكل منفصل يهدد بتقسيم أصوات اليمين الوسط. ورغم الحاجة إلى انسحاب اثنين من المرشحين لصالح الأقوى بينهم، إلا أن استطلاعات الرأي المتباينة التي يدعمها كل مرشح تجعل هذا الأمر مستبعدًا.

ويتنافس المرشحون الأربعة، وهم لاسكوني، وتشيوكا، وجيوانا، وسيميون، على الفوز بمقعد في الجولة الثانية لمواجهة رئيس الوزراء تشيولاكو، الذي يعتبر حتى الآن المرشح الأوفر حظًا.

مقالات مشابهة

  • «الجيل الديمقراطي»: الحوار الوطني أحدث زخمًا كبيرًا في الحياة السياسية والحزبية
  • نعيم قاسم: حزب الله سيساهم بشكل فعال في الانتخابات الرئاسية بعد وقف إطلاق النار
  • السنوسي: الانتخابات البلدية بمثابة الإحماء للانتخابات الرئاسية والتشريعية
  • 1 ديسمبر.. مجلس الكنائس العالمي يعقد جلسة في جنيف لمناقشة تعزيز الحوار بين الأديان
  • وزير الإسكان يتابع موقف تنفيذ وحدات المبادرة الرئاسية "سكن لكل المصريين"
  • رومانيا.. زعيم حزب الليبراليين السابق ينسحب من سباق الانتخابات الرئاسية
  • زعيم المعارضة في صوماليلاند سيرو يفوز في الانتخابات الرئاسية
  • أبرز إنجازات الحوار الوطني.. الإشراف القضائي والنظام الانتخابي وتوصيات التعليم والصحة
  • عضو مجلس الأمناء: الحوار الوطني منصة تجمع أطياف المجتمع والقوى السياسية
  • في حوار مطول.. المشري يتهم الحكومة بدعم تكالة ويؤكد: أنا الرئيس الشرعي