بمشاركة 15 فنانًا تشكيليًا، انطلق الفضاء الجديد لـ«مشق للفنون»، متخذًا من «قرية أرجان» في منطقة (بوقوة) مستقرًا لمقره الجديد الذي افتتح مساء الثلاثاء (26 ديسمبر 2023)، برعاية الشيخ راشد بن خليفة آل خليفة، رئيس المجلس الوطني للفنون، إذ دشّن المقر الجديد، وانطلق المعرض الذي يجمع فنانين من مختلف التوجهات الفنية، دون ثيمة حاكمة تحكم الأعمال المعروضة التي جُعلت خليطًا من التجارب الفنية، لإلقاء بعض الضوء على مسارات الحركة التشكيلية البحرينية، ومديات تعدّديتها وتنوّعها.

وشارك في المعرض الذي يتعدد في توجهاته الفنية، من الكلاسيكية إلى الحديثة، ومن الواقعية إلى التجريد المطلق، الفنان سعيد رضي، ومحمد تقي، وعلي حسين ميرزا، وعلي البزاز، وزينب درويش، وضوية العلويات، بالإضافة إلى لينا الأيوبي، وزكية زاده، ومي العلوي، وأمينة العوضي، وداليا مكاوي، وأيمن حاجي، وحامد البوسطة، وأحمد عبدالرضا، وإبراهيم الغانم.
وتقدم الاشتغالات قراءات للواقع، إذ يذهب الفنان سعيد رضي إلى تقديم القرية البحرينية بمنظار تجريدي، يكشف تعدديتها، وفضاءاتها الإنسانية بوصفها مسرحًا للتفاعل البشري. فيما تنحو الفنانة زينب درويش نحو الانطباعية الكلاسيكية، مصوّرةً نستولوجيا البساتين، وورفة شجر النخيل. أما محمد تقي فيتكئ على التجريد، للإيغال في التعبير عن النفس وخفاياها، إيمانًا منه بأن التجريد مساحة لمخاطبة الروح، والحث على التأمل.
وتأخذ الفنانة لينا الأيوبي المتلقي إلى عالم اشتغالها المتعمق في المرأة، عبر لوحة بورتريه متعددة، تصوّر المرأة في حالاتها الزمنية المختلفة، لتقول إن المرأة هي هي، على اختلاف تجليات الزمن عليها، وتأثيره في زينتها وشكلها الظاهري؛ فالمظهر متغير، لكن الجوهر ثابت. فيما تمثل الفنانة ضوية العلويات بورتريه لمرأة على ما يبدو، تمتاز بالجمود والجدية، وربما مسحة من الغضب والامتعاض من شيء ما. أما الفنانة زكية زاده فتقدم عبر أعمالها بورتريه لمرأة في وضع الجلوس، محاطة بمنحوتات لطيور، تحمل دلالات رمزية على التطلعات التي تتطلع إليها. ويقدم الفنان علي حسين ميرزا ثلاثة أعمال تتناول اشتغاله بالحفر في مفهوم الجسد الإنساني، لاستكشاف المديات التي يأخذها في كشف المفاهيم والأشياء، عبر أجساد تتراقص في فضاء الوجود المتمثل باللوحة وهي تستعير الرقص التعبيري أداءً.
في هذه المساحة التي يفتتحها «مشق» مجددًا، يؤكد مدير الفضاء الفنان علي البزاز على تواصلية الاشتغال الثقافي، إذ يؤكد أن الركيزة الأساس هي «الوصول إلى الفنانين والفاعلين على الساحة الثقافية، لإشراكهم في هذا الفضاء الثقافي، الهادف إلى إثراء المشهد عبر أشكال متعددة من الفعاليات والأنشطة»، مبينًا أن المساحة «تبتغي إشراك مختلف فئات المجتمع، إذ نستند إلى رؤية قائمة على الشراكة مع مختلف الفاعلين في المملكة من أفراد ومؤسسات رسمية وأهلية، لنسهم في الحراك الثقافي والفني، عبر شتى الأنشطة من معارض فنية، ولقاءات ثقافية، وبرامج تدريبية، وورش...».
وقد ضمّ المقر الجديد لـ«مشق» مساحةً خاصةً للأطفال، بالتعاون مع «سرد.. بيت الطفل الثقافي»، إذ بيّنت القائمة على المشروع ومديره نبيهة الخياط أن التعاون مع «مشق» جاء تأكيدًا على أهمية التكامل بين المؤسسات الثقافية، ليستمر عطاؤها وتطوّرها. مؤكدةً أن هذا التعاون «سيشكل انطلاقة لمشاريع وفعاليات، تستهدف تحفيز وتغذية الإبداع بأساليب معرفية مبتكرة، تراعي مختلف الجوانب الثقافية والفنية».
فيما يشير البزاز إلى أهمية التعاون بين الفاعلين الثقافيين، والمؤسسات الأهلية، لافتًا إلى أن «المقر الجديد في (قرية أرجان) نتيجةٌ من نتائج الشراكة مع الحائزين على إدارة القرية، إذ إن وجود المساحة في هذه القرية يمثل شكلاً من أشكال الشراكة الفاعلة بيننا وبين المجتمع الداعم لهذا النشاط الثقافي والفني».

المصدر: صحيفة الأيام البحرينية

كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا

إقرأ أيضاً:

«فن أبوظبي» يعلن تمديد «تكليف الفنانين»

أبوظبي (الاتحاد)

أخبار ذات صلة المجمع الثقافي.. عام من الإبداع والترفيه «دار الزين».. رحلة مذهلة

أعلن «فن أبوظبي» تمديد برنامج تكليف الفنانين في المواقع الثقافية حتى 30 أبريل 2025، حيث يتم عرض أعمال الفنانين دينا مطر ومنال محاميد وأحمد سعيد العريف الظاهري في واحة العين وقلعة الجاهلي، والتي عُرضت لأول مرة بالتزامن مع معرض فن أبوظبي في نوفمبر، وتتناول الأعمال الفنية أهمية الغزال في العالم العربي. 
وقالت ديالا نسيبة، مديرة معرض فن أبوظبي: «لقد قمنا بتمديد مواعيد عرض هذا المعرض الجماعي، الذي يستجيب لمفهوم الغزال - وهو رمز ثقافي مهم في دولة الإمارات العربية المتحدة والعالم العربي - للسماح لمزيد من الزوار بالتفاعل مع الأعمال المعروضة من خلال برامج المشاركة العامة على مدار العام، والتي تشمل ورش عمل فنية مجانية وجولات للجمهور».
وفيما يخص الفنانة منال محاميد، فيحمل الغزال صدى ثقافياً عميقاً، ويظهر كرمزٍ قوي في الأدب والشعر والخطاب البيئي. وفي منحوتاتها لواحة العين، تتأمّل محاميد التراث المشترك للغزال في الإمارات والمشرق العربي. 
فيما يقدّم الفنان أحمد سعيد العريف الظاهري أعمالاً جديدة وقديمة موجودة داخل الأسوار التاريخية لقلعة الجاهلي، وتتمحور حول «سلسلة شبلة»، وهي شخصية أسطورية ولدت من ذكريات طفولة الفنان. 
كما تقدّم الفنانة «دينا مطر» مجموعة أعمال جديدة تتضمن الرسم والتطريز والأعمال على الورق.

مقالات مشابهة

  • زيتوني : هذه هي التدابير التي تم اتخاذها لحماية القدرة الشرائية للمواطن
  • تحدٍ فني في “توب شيف 8”: أطباق تعكس هوية كل مشترك!
  • «فن أبوظبي» يعلن تمديد «تكليف الفنانين»
  • مسلسلات رمضان 2025.. أحمد السقا يشوق الجمهور لـ «العتاولة 2»
  • المجمّع الثقافي بأبوظبي يُطلق موسم فعالياته الجديد لعام 2025
  • الرحبي: مشاركة عمان في معرض الكتاب فرصةً لاستعراض المشهد الثقافي العُماني وتجسيد روح التواصل مع مصر
  • المجمع الثقافي بأبوظبي يُطلق موسم فعالياته الجديد
  • تراث مشترك ووئام خالد .. معرض جديد في شرم الشيخ
  • «المجتمع الرقمي والتنوع الثقافي» ندوة في معرض القاهرة للكتاب
  • أربيل.. معرض تشكيلي يجسّد جمال الطبيعة في كوردستان (صور)