مع تواصل المواجهات بين فصائل المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي على محاور القتال في قطاع غزة يرتفع عداد قتلى الاحتلال الإسرائيلي وخسائره البشرية وفق الأرقام التي تعلن عنها فصائل المقاومة.

كشف المتحدث العسكري باسم كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة حماس عن أن المقاومة الفلسطينية تمكنت من تدمير 825 آلية إسرائيلية منذ بدء العدوان على قطاع غزة.



وأضاف أبو عبيدة في تسجيل صوتي بثته كتائب القاسم أنه بعد 83 يوما من العدوان الإسرائيلي لا تزال المقاومة في الميدان تتصدى لجنود الاحتلال، وقال إن كتائب القسام نشرت كثيرا من الصور التي توثق استهداف مقاتليها جنود الاحتلال الإسرائيلي وآلياته، قائلا "إن هذا غيض من فيض".



وأعلنت كتائب القسام أنها قتلت جنودا إسرائيليين، واستهدفت نحو 20 آلية عسكرية في عمليات وسط وجنوبي القطاع، بينما أعلن جيش الاحتلال عن مقتل 3 آخرين من عناصره.

وأمام هذه الخسائر الكبيرة التي مني بها جيش الاحتلال شكك محلل عسكري إسرائيلي بارز، بدقة عدد قتلى مقاتلي "حماس" الذي يعلنه الجيش الإسرائيلي في بياناته عن المعارك الدائرة بقطاع غزة منذ أكثر من شهرين.

وكتب عاموس هارئيل، في مقال تحليلي على صحيفة "هآرتس": "علينا أن نأخذ بحذر مناسب عدد القتلى من مقاتلي حماس الذين تصر إسرائيل على أنها جمعته من أجل توضيح نجاحاتها العسكرية"، وفق تعبيره.

وقال عاموس: "في كل يوم، بالإحاطات والتصريحات التي يصدرها القادة الميدانيون، يرتفع العدد التقديري لخسائر حماس".

وأضاف هارئيل: "يقال إن عدد مقاتلي حماس الذين قتلوا يبلغ بالفعل 8000، ولكن تقارير الاستخبارات تشير بشكل جانبي إلى أن هذه الأرقام تستند إلى مستوى متوسط من الموثوقية".

وتابع: "بكلمات أخرى، من المحتمل أن الجيش الإسرائيلي أيضا وقع في فخ الإحصاء المبالغ فيه الذي ألحق الضرر بالقوات الأميركية في حرب فيتنام 1955-1975.



واستدرك قائلا إنه "لا يجوز الاستهانة بما حققه الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة خلال 12 أسبوعا من القتال".

وأشار إلى أن "إسرائيل تتمتع بميزة واضحة في القوة النارية والتكنولوجيا والاستخبارات والقدرة على ربط كل تلك العناصر".

وقال هارئيل إن "الروح القتالية والكفاءة المهنية للقادة والقوات، إلى جانب الدعم الأمريكي الواسع، توفر للجيش الإسرائيلي أفضلية في كل ساحة يواجه فيها حماس بشكل مباشر".

الأنفاق غيرت اللعبة
واعتبر المحلل الإسرائيلي أن "الأنفاق غيرت قواعد اللعبة بالنسبة لحماس، مقارنة بحروب سابقة مشيرا إلى أن شبكة الأنفاق والممرات أكثر تطورا وتعقيدا من أي شيء عرفته المخابرات الإسرائيلية قبل الحرب".

وأضاف: "لم يقض قائد حركة حماس يحيى السنوار السنوات الـ12 الأخيرة، منذ إطلاق سراحه من سجن إسرائيلي في صفقة جلعاد شاليط، في إنشاء فرق أوركسترا شبابية في جباليا ومراكز التنس في خان يونس، لقد تم تخصيص كل شيكل متاح للحشد العسكري والانتشار للحرب ضد دولة الاحتلال.

وأردف: "هكذا تم الإعداد للهجوم على إسرائيل، ولم تلحظ المخابرات الإسرائيلية الخطر الفادح الذي يشكله، وهكذا تشكلت أيضا الخطة الدفاعية ضد الجيش".

واعتبر هارئيل أنه "من المحتمل أن حماس فوجئت باستعداد "إسرائيل" لتنفيذ مناورة برية واسعة النطاق وبالسرعة التي انهارت بها أنظمتها الدفاعية تحت ضغط فرق الجيش. لكن الأضرار الكبيرة التي لحقت بكتائب حماس شمال القطاع لم تمنعها من القتال بما تبقى".



وقال: "وبدلا من الفصائل والسرايا، استخدمت حماس فرقا صغيرة، حيث خرج أفراد من ممرات الأنفاق لمهاجمة القوات الإسرائيلية، قبل أن يختفوا بسرعة".

وأوضح أن "الانتشار المكثف لأربع فرق من الجيش الإسرائيلي في حوالي ثلثي قطاع غزة، يخلق مساحة داخلية واسعة للاحتكاك والضربات على النقاط الضعيفة".

وأشار هارئيل إلى أن "حماس تنجح في قتل وإصابة جنود إسرائيليين يوميا في قطاع غزة".

ونوه إلى أن "الجيش الإسرائيلي يعتمد على إنجاز تراكمي وتدريجي بطيء، من خلال تفجير مزيد من الآبار والأنفاق، وقتل مسلحين وتدمير مواد قتالية، ما سيؤدي في نهاية المطاف إلى القضاء على قدرات حماس العسكرية".

تحديات داخلية
وأوضح الكاتب الإسرائيلي أن "الرأي العام في دولة الاحتلال يشكل عاملا ذا وزن فجزء من الجمهور يتأثر سلبا بالعدد المتزايد من الخسائر ويحصل تدريجياً على دفعة أقل من الإنجازات التي يتم تحقيقها، حتى لو استمر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي في الحديث بحماس عن عملية محلية أخرى يقوم بها فريق قتالي من لواء أو آخر".

وأضاف: "تتفاقم هذه الحالة بسبب صعوبات أخرى تتمثل في الحاجة إلى الحفاظ على قدر كبير من الذخيرة لاحتمال تطور حرب مكثفة مع حزب الله في الشمال، والحمل الثقيل المستمر على جنود الاحتياط، والعبء الاقتصادي، والإرهاق العقلي للجنود الذين يقاتلون في غزة، والشكوك المتزايدة بين الجمهور".



وأشار إلى أن "تراكم هذه الظروف يؤدي إلى تأييد، داخل هيئة أركان الجيش الإسرائيلي أيضاً، لتغيير أسلوب القتال، حيث كانت المؤسسة الأمنية والإدارة الأمريكية تناقشان بشكل خامل، ومنذ أكثر من شهر، عملية الانتقال إلى ما يسمى بالمرحلة الثالثة".

وكشف هارئيل عن تفاصيل التحرك الإسرائيلي في المرحلة الثالثة من الحرب، قائلا إنها ستتضمن "تشكيل محيط أمني ضيق داخل قطاع غزة، والحفاظ على منطقة عازلة بين شمال القطاع وجنوبه، لا تزال قضية مثيرة للجدل، إضافة إلى تقليص القوات وتسريح جنود الاحتياط، والتحول إلى صيغة غارات واسعة النطاق على معاقل حماس المتبقية".

وأضاف: "وبعبارة أخرى، ينوي الجيش الإسرائيلي أن يستمر لفترة طويلة، بدرجات متفاوتة من الشدة".
ولفت إلى أن "الميل إلى تقليص القوات الهجومية ينبع أيضا من شعور الكثيرين بأن الصيغة الحالية قد استنفدت نفسها، وبسبب التساؤلات بشأن مرونة المجتمع الإسرائيلي على المدى الطويل وقدرته على مواجهة التحدي".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية حماس حماس الحرب على غزة قتلي الاحتلال شهداء المقاومة المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الجیش الإسرائیلی فی قطاع غزة إلى أن

إقرأ أيضاً:

حماس تدعو شباب الضفة إلى مواجهة الاحتلال

أشاد القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عبد الرحمن شديد بالتصدي البطولي لاقتحامات الاحتلال في مدينة طولكرم ومخيماتها، وببسالة المقاومة، وعلى رأسها كتائب القسام، في المواجهة والاشتباك بكل شجاعة وثبات.

وقال القيادي بحركة حماس في تصريحات له: إبداع مقاومة طولكرم في عمليات التصدي وتنفيذ الكمائن وإيقاع الإصابات في صفوف الاحتلال، يؤكد إصرار شعبنا وعزيمته على جعل الاحتلال يدفع ثمن جرائمه في الضفة وغزة.

واضاف : نؤكد أن الاقتحامات وجرائم الاحتلال ومجازر التدمير المستمرة في طولكرم لن تضعف المقاومة، ولن تكسر إرادة شعبنا في دعمها واحتضانها في كافة مدن ومخيمات وقرى الضفة.

وتابع : نؤكد أن اقتحامات الاحتلال في طولكرم واجتياحاته لمناطق الضفة، وما يرتكبه من جرائم قتل واعتقالات وهدم، هي استمرار لسياسته القائمة على الإبادة الجماعية بحق شعبنا في الضفة وغزة.

وختم : ندعو شباب الضفة إلى مواجهة الاحتلال بكل الوسائل الممكنة، وإجباره على دفع الثمن ورفع كلفة وجوده على أرضنا، والانتقام للجرائم المتواصلة في غزة والضفة ولأجل الأسرى والمقدسات.

قوات إسرائيلية تقتحم طولكرم.. واشتباكات عنيفة في مخيم نور شمس الأردن بعد قصف طولكرم: التصعيد في الضفة وغزة ولبنان يعكس التعنت الإسرائيلي

مقالات مشابهة

  • 5 شهداء في قصف إسرائيلي استهدف منطقة شرق خان يونس بجنوب غزة
  • شهداء ومصابون إثر قصف الاحتلال الإسرائيلي مناطق في خان يونس وجباليا
  • وسائل إعلام فلسطينية : 4 شهداء وعدد من الجرحى في قصف الاحتلال الإسرائيلي خيام النازحين في عبسان الكبيرة شرق خان يونس جنوب قطاع غزة
  • 4 شهداء في قصف للاحتلال الإسرائيلي على بيت لاهيا شمالي غزة
  • الجيش الإسرائيلي يصدر أوامر إخلاء جديدة لسكان أحياء بشمال غزة
  • حماس تدعو شباب الضفة إلى مواجهة الاحتلال
  • وسائل إعلام فلسطينية: 6 شهداء وعدد من الجرحى جراء قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي منزلين في جباليا شمال قطاع غزة ورفح جنوبه
  • الجيش الإسرائيلي يحصي عملياته في لبنان وغزة في الساعات الماضية
  • شهداء وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة من قطاع غزة
  • محلل سياسي: الاحتلال الإسرائيلي بدأ في تقسيم غزة وتغيير الوضع الديموجرافي للقطاع